خواطر وتساؤلات عن اللسان " 5 "

خواطر وتساؤلات عن اللسان " 5 "
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أمَّا بعد: فهذه خواطر وتساؤلات عن اللسان أسأل الله تعالى أن ينفعني وقارئها بها وأن تكون ذخرا لي يوم ألقاه إنَّه سميع مجيب .
التساؤل الخامس : ما هي وسائل حفظ اللسان ؟ .
قال لقمان عليه السلام لابنه وهو يعظه " إذا كان الكلام من فضة فإن السكوت من ذهب" جملة عظيمة ولا شك أنها وصية جليلة لو عمل بها الناس لاستراحوا وأراحوا.
ألا ترى أن اللسان على صغره عظيم الخطر، فلا ينجو من شرِّ اللسان إلا من قيده بلجام الشرع...
لذا كان حفظ اللسان من أخلاق الإسلام العظيمة التي حثنا عليها ومن هنا نتساءل ما معنى حفظ اللسان ؟ وما السبل التي تعين على حفظ اللسان ؟
معنــى حفظ اللســان:
المقصود به ألا يتحدث الإنسان إلا بخير، ويبتعد عن قبيح الكلام ، وعن الغيبة والنميمة والفحش، وغير ذلك. والإنسان مسئول عن كل لفظ يخرج من فمه ؛ حيث يسجله الله ويحاسبه عليه، يقول الله تعالى{ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد}.
سبل حفظ اللسان
اللسان خطره عظيم وحفظه ملاك الخير والآخرة وقد بينا فيما سبق أن ضرره في الدنيا والآخرة فعلى المسلم أن يحفظ لسانه ليسلم من ضرره ولا نجاة من خطره وضرره إلا بما يلي :
1- الصمت فعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رضي الله عنهما قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم« مَنْ صَمَتَ نَجَا ».أحمد والترمذيوصححه الألباني .
وعَنْ عُقْبَةَ بن عَامِرٍ رضي الله عنه قَالَ: لَقِيتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا، فَقُلْتُ: مَا النَّجَاةُ ؟ قَالَ:"يَا عُقْبَةُ , أَمْسِكْ عَلَيْكَ لِسَانَكَ، وَلْيَسَعْكَ بَيْتُكَ، وَابْكِ عَلَى خَطِيئَتِكَ " أحمد والترمذي وصححه الألباني .
2- التعوذ بالله من شر اللسان وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم لأحد أصحابه حين قال علمني تعوذا أتعوذ به فقال صلى الله عليه وسلم " قُلِ : اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ سَمْعِي ، وَمِنْ شَرِّ بَصَرِي ، وَمِنْ شَرِّ لِسَانِي ، وَمِنْ شَرِّ قَلْبِي ، وَمِنْ شَرِّ مَنِيِّي " النسائي وأبو داود والترمذي وصححه الألباني.
3- الاستشعار الدائم لمراقبة الله تعالى وأنَّ الله سبحانه سخر ملائكة تكتب على العبد كل ما يقوله ويتلفظ به " مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ ".
4- معرفة الفوائد والثمرات المترتبة على حفظه ذكرناها فيما سبق ومنها رضوان الله وضمان الجنة ، والنجاة من عذاب النار ، وغير ذلك .
5- استشعار المساوئ المترتبة على عدم حفظ اللسان وهي كثيرة ذكرتها يما سبق ومنها : حبوط الحسنات ،والكب على المناخر في النار ، والهوي فيها أبعد ما بين المشرق والمغرب وغير ذلك .
6- مدافعة جميع الأسباب الباعثة على عدم حفظه كالغضب والحسد والكبر والغرور والتعلق بغير الله تعالى .
7- مصاحبة الأخيار الذين يحرصون على حفظ ألسنتهم من المعاصي القولية والبعد عن مجالسة البطالين ممن يطلقون لألسنتهم العنان في السب والغيبة والنميمة والسخرية والاستهزاء وغير ذلك من معاصي اللسان .
8- الدعاء وسؤال الله تعالى بصدق وإلحاح أن يحفظ اللسان وأن يعافيه من الآفات المهلكة .
وإلى تساؤل آخر وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .