بادر بقضاء الدَّين.. قبل أن تُنسى!
في الحديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من اتبع جنازة مسلم، إيمانا واحتسابا، وكان معه حتى يصلى عليها ويفرغ من دفنها، فإنه يرجع من الأجر بقيراطين، كل قيراط مثل أحد ومن صلى عليها ثم رجع قبل أن تدفن، فإنه يرجع بقيراط)). رواه البخاري.
***
حدثني أبي البارحة أنه كان في جنازة.. فاتّبعها حتى تُدفن.. فلما أخذوا في دفن الميت أراد أن يجلس قليلا ليستريح ريثما ينتهي الدفن.. فوجد صخرة بارزة فجلس عليها..
يقول أبي: "فلما جلست إذا بي في مقابل قبرٍ عليه لوح رخام كُتب عليه: هنا فلان ابن فلان!.. لرجلٍ كنتُ أعرفه!.. وقد مات منذ ثلاث سنوات تقريبا.. فذكرتُ مبلغا من المال كان قد استدانه مني وكان كلما لقيته يقول لي: "سأرجعه".. ثم لا يفعل!..
فلما ذكرتُ الرجل وما كان منه وما آل إليه حاله الآن.. سامحته في نفسي على ما كان له عليَّ من دين!".
فقلتُ لأبي بلهفة: هل كان من الممكن أن تذكر هذا الدين لو لم تجلس هذه الجِلسة؟
فقال: لا.. لم أكن لأذكره!
فقلتُ: أولم يسعى أحد ورثته من بعده لقضاء دينه؟
قال: لا.. لم يسألوا.. ولم يأتني منهم أحد!
قلتُ:
سبحان الله.. يا لها من جِلسة!
سبحان الله.. يا للطف والرحمة!
نسيه أهله وكاد أن ينساه الناس.. ولكن الحقوق عند الله تعالى لا تُنسى!
ماذا لو لم يجلس أبي هذه الجِلسة؟!
رحمه الله!
***
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((نفس المؤمن معلقة بدينه حتى يقضى عنه)). رواه أحمد وأصحاب السنن، وصححه الألباني.
وفي مسند أحمد وغيره عن جابر قال: ((توفي رجل فغسلناه وحنطناه وكفناه، ثم أتينا به رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي عليه، فقلنا: تصلي عليه، فخطا خطوة ثم قال: أعليه دين؟ قلنا: ديناران، فانصرف فتحملها أبو قتادة، فأتيناه فقال أبو قتادة: الديناران علي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: قد أوفى الله حق الغريم وبرئ منها الميت، قال: نعم، فصلى عليه، ثم قال بعد ذلك بيوم: ما فعل الديناران، فقال: إنما مات أمس قال: فعاد إليه في الغد، فقال: لقد قضيتهما، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الآن بردت عليه جلدته)). اهـ.
للفائدة:
http://www.islamweb.net/fatwa/index.php?page=showfatwa&Optio n=FatwaId&Id=134831
رد: بادر بقضاء الدَّين.. قبل أن تُنسى!
الله المستعان
جزاك الله خيرا
رد: بادر بقضاء الدَّين.. قبل أن تُنسى!
أحسن الله إليكِ وبارك فيكِ
هكذا على المسلم أن يتفكر في مواقف حياته ويغتنم منها الدروس متعلمًا منتفعًا بما يمر عليه من تلك المواقف متأملا في حاله وحال من حوله, وما أكثر ما يمر علينا من مواقف تستحق التأمل وأخذ العِبر فلا ينتفع بها إلا ثلة من ذوي الألباب والنهى.
القصة مؤثرة والموقف يستحق الاعتبار, والسؤال الذي علينا أن نوجهه لأنفسنا: هل سنجد من يستغفر لنا أو يذكرنا بعد موتنا؟
اللهم ارزقنا حسن الخاتمة واجعل آخر كلامنا من الدنيا كلمة التوحيد, آمين آمين.
رد: بادر بقضاء الدَّين.. قبل أن تُنسى!
الله المستعان!
جزاكِ الله خيراً أختي وبارك فيكِ