ما معنى قول ابن أبي العز: (وقد تكلم الفقهاء في وجوب القود على من يقتل غيره في الباطن)

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله , أما بعد :-
فقد أشكل علي قول ابن أبي العز عند شرحه للطحاوية :(وقد تكلم الفقهاء في وجوب القود على من يقتل غيره في الباطن) فكيف يقتل غيره في الباطن وأين كلامهم عن هذا
وجزاكم الله خيرا

اقتباس:

---

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالله ابوبكر

فقد أشكل علي قول ابن أبي العز عند شرحه للطحاوية :(وقد تكلم الفقهاء في وجوب القود على من يقتل غيره في الباطن) فكيف يقتل غيره في الباطن وأين كلامهم عن هذاوجزاكم الله خيرا

---

يعني: كما يقتل العائن الذي يقتل بباطنه غيره متعمدا أو دونه، فيقاد منه أويغرم الدية.
وهذا الكلام هو لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في التحفة العراقية [كما في مجموع الفتاوى 10/29]، نقله ابن أبي العز عنه بنصه.
/// وقد قال ابن تيمية رحمه الله في موضع آخر [كما في مجموع الفتاوى 11/643]: "حتى يقتل بعضهم بعضاً بأحواله الفاسدة الشيطانية، كما يقتل العائن من أصابه بعينه، ولهذا قال من قال من العلماء: إنَّ هؤلاء يجب عليهم القود أو الدية، إذا عرف أنهم قتلوا بالأحوال الشيطانية الفاسدة؛ لأنَّهم ظالمون..".

حقيقة قرأت العبارة ، ووجدت قريبًا منها لدى شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى (10/29) ، وأغلب الظن عندي أنه يقصد أنه يجب القود على من ثبت أنه قتل شخصًا بالباطن يعني باستخدام القلب ، كالذي يقتل شخصًا بالحسد ، فبعض الناس يعرف من نفسه أنه يحسد فلو تعرض لشخص وحسده فأدى ذلك إلى موته ، وجب القود منه .

والسياق يؤيد هذا الفهم فإنه رحمه الله يتكلم عن قوة القلوب وتأثيرها وأن للقلوب تأثيرًا كقوة البدن . والله أعلم

سبحان الله فتحت صفحة الرد للمشاركة ثم انصرفت عنها لبعض الأمور ثم تفرغت لها وكتبت هذا التعليق دون الاطلاع على كلام الشيخ عدنان بارك الله فيه ، ولما وجدت ما بينهما من الموافقة فضلت ترك التعليقين زيادة في الإيضاح . بارك الله فيك .

اقتباس:

---

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة علي أحمد عبد الباقي

سبحان الله فتحت صفحة الرد للمشاركة ثم انصرفت عنها لبعض الأمور ثم تفرغت لها وكتبت هذا التعليق دون الاطلاع على كلام الشيخ عدنان بارك الله فيه ، ولما وجدت ما بينهما من الموافقة فضلت ترك التعليقين زيادة في الإيضاح . بارك الله فيك .

---

توافق الأفهام يؤكد صحتها، ويعطي الطمأنينة لأصحابها.
فالحمد لله، وبارك الله فيك يا شيخ علي.

جزاكما الله خيرا

أي قتله بشيء غير ظاهر .

كقتله بسحر ، أو حسد ، ونحوها من القدرات الباطنية التي لها تأثير .

والفقهاء يذكرون مسألة العائن القاتل ، والقاتل بالسحر ، ويختلفون في حكمها ، وشروطها .

والله أعلم

ـ الإجابة في الملتقى .

( تمام التوارد أيضا ) :)

اقتباس:

---

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالله ابوبكر

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله , أما بعد :-
فقد أشكل علي قول ابن أبي العز عند شرحه للطحاوية :(وقد تكلم الفقهاء في وجوب القود على من يقتل غيره في الباطن) فكيف يقتل غيره في الباطن وأين كلامهم عن هذا
وجزاكم الله خيرا

---

بارك الله فيكم أجمعين
وللفائدة تناول ابن حجر كلام الفقهاء في المسألة عند شرحه باب العين حق من كتاب الطب في صحيح البخاري

اقتباس:

---

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو حاتم بن عاشور

بارك الله فيكم أجمعين
وللفائدة تناول ابن حجر كلام الفقهاء في المسألة عند شرحه باب العين حق من كتاب الطب في صحيح البخاري

---

وفيك بارك الله.
كلام الفقهاء في العائن، وهل يقاد به ويغرم الدية للخطأ أم لا = تجده في في كتاب الديات والجنايات في أي كتاب فقهي من المذاهب الأربعة.
وعند الشافعية كما في الروضة للنووي ومغني المحتاج للشربيني وغيرها = أنه لا يقاد به ولا يودَى؛ لأن القتل به نادر.

جزاكم الله خيرا

(في قوله تعالى: "ومن شر حاسد إذا حسد" إشارةٌ إلى الحسد الفعلي، فإن الحكميَّ هو مقدَّر لا يضرُّ المحسود، وإنما يضره الحسد الفعلي، فلذلك قيّد بقوله تعالى: "إذا حسد".قاله أبو العباس القرافي رحمه الله، في كتابه الرائع (الأمنية في أحكام النية).
وقد أشار إلى هذا المعنى أيضاً الإمام ابن القيم في بدائع الفوائد (2/761): (فصلٌ: وتأمل تقييدَه سبحانه شرَّ الحاسد بقوله: "إذا حسد" لأن الرجل قد يكون عنده حسد، ولكن يخفيه، ولا يرتِّب عليه أذى بوجه ما، لا بقلبه ولا بلسانه ولا بيده، بل يجد في قلبه شيئاً من ذلك، ولا يعامل أخاه إلا بما يحب الله، فهذا لا يكاد يخلو منه أحد إلا من عصمه الله...).
إلى آخر كلامه رحمه الله.
وله -قبل هذا الموضع وبعده- كلامٌ نفيس عن الحسد والعين والسحر، فليراجع).اهـ. قاله شيخنا الحبيب أبو محمد الحِمَادي.