رد: رفض الكوفيين لقراءة حمزة
يا أخي الكريم مسألة رفض القراءات لا تتعلق بكوفي ولا بصري، فهي مسألة مشهورة جدا عند كثير من العلماء من جميع الفئات.
بل إن من أئمة القراءات أنفسهم من رفض قراءةً لغيره من أئمة القراء، فالمسألة عامة لا تختص بالنحويين.
والإشكال كله في المفهوم الخاطئ عند المتأخرين الذين يجعلون من هذا الرفض ذريعة للطعن في العلماء، وهذا خطأ واضح وزلل منهجي؛ لأن هؤلاء العلماء عندما رفضوا بعض القراءات لم يعلموا أنها متواترة، فحكموا بناء على علمهم، وأنا أتحدى أن يأتي واحد بنقل عن أحد هؤلاء العلماء أن القراءة التي أنكرها متواترة؛ فهذا غير موجود فوق أنه لا يتصور صدوره من عاقل فضلا عن عالم.
وهناك مصنفات كثيرة للمعاصرين تناولت هذه المسألة بالدراسة، ولكن مع الأسف يقع كثير منهم في هذا الخطأ المنهجي فيتعامل مع العلماء المتقدمين كما يتعامل مع الباحثين المعاصرين !! ويريد أن يطبق عليهم المنهج العلمي المعاصر !!
ويقال للطاعن في هؤلاء العلماء: أخبرنا عن العلماء الذين تقبل قولهم وتعتد برأيهم من طبقة هؤلاء المتقدمين، وسوف نأتيك من كلامهم برفض بعض القراءات المتواترة !
رد: رفض الكوفيين لقراءة حمزة
بارك الله فيك استاذي الفاضل العوضي هذا ما اريد ايصاله للقارئ الكريم
رد: رفض الكوفيين لقراءة حمزة
شكر الله لكما.
وهؤلاء العلماء الأعلام - قبل ابن مجاهد - كان عليهم أن يتنخَّلوا القِراءات، وكذلك فعل ابنُ مجاهد أيضًا، فقد ترك قراءة يعقوب، وهي قراءة أهل البصرة ويصلي بها إمامُهم.
لكنّ هناك مَن وسيلته في التنخُّل قواعد اللغة المستنبطة من استقراء كلام العرب، وهناك مَن وسيلته الإسناد.
رد: رفض الكوفيين لقراءة حمزة
السلام عليكم ورحمة الله. أرى أن محل النزاع لم يحدد جيدا، فإن المتواتر لا يرده أحد ولم ينقل رد بعضه إلا عن فئة معدودة من العلماء كالطبري والزمخشري، وحجتهم أنهم يرون في السبع ما هو شاذ، كقراءة ابن عامر في " وكذلك زين لكثير من المشركين " في سورة الأنعام. وقد تقرر في علم الأصول أن السبع متواتر قطعا، لكن بعض العلماء لا يسلم به مطلقا، فإن هيئة الأداء مثلا تختلف بين المشارقة والمغاربة، وهو خلاف قديم ليس مستحدثا. قال السيوطي رحمه الله: والسبع قطعا للتواتر انتمى، وقيل إلا هيئة الأداء، وقيل خلف اللفظ للقراء.
على أن الذين اختلفوا فيه اختلافا بينا هو الاحتجاج بالشاذ، وحرف حمزة في سورة النساء يدرجه المؤلفون في توجيه الشواذ كابن جني في الأحرف الشاذة، وأنت تعلم أن قراءة حمزة متواترة قطعا. لكن ينبغي أن يعلم أنما حصل التسليم بقراءة حمزة من حيث الجملة بعد تسبيع ابن مجاهد للسبع، أما قبله فقد نقلت أقوال عن الأئمة في ردها كأحمد وابن عيينة عليهم رحمة الله جميعا. والله أعلم.