ماذا تعني عموم في خصوص حال ..؟
اختلف علماؤنا في دم الحيض ؛ فقال بعضهم : هو كسائر الدماء يعفى عن قليله .
ومنهم من قال : قليله وكثيره سواء في التحريم ، رواه أبو ثابت عن ابن القاسم وابن وهب وابن سيرين عن مالك ، وجه الأول عموم قوله تعالى : { أو دما مسفوحا } وهذا يتناول الكثير دون القليل .
ووجه الثاني قوله تعالى : { قل هو أذى } وهذا يعم القليل والكثير ، ويترجح هذا العموم على الآخر بأنه عموم في خصوص عين .
وذلك الأول هو عموم في خصوص حال ، وحال المعين أرجح من حال الحال ، وهذا من غريب فنون الترجيح ، وقد بيناه في أصول الفقه ، وهو مما لم نسبق إليه ولم نزاحم عليه .[1]
ماذا يقصد عموم في خصوص حال ، وحال المعين أرجح من حال الحال .
[1]أحكام القرآن الكريم مسألة دم الحيض
رد: ماذا تعني عموم في خصوص حال ..؟
أي أن قوله تعالى {أو دماً مسفوحاً} جاء في (عموم) الدم (حال) كونه مسفوحاً.
أما قوله تعالى {قل هو أذى} أي أنه (عموم) في الحكم, وهو أن الأذى حكم عام ورد في (خصوص عين) دم الحيض.
وبهذا يتبين أن قوله (عموم في خصوص حال) أراد به عموم الحكم في حال مخصوصة وهي أن يكون الدم مسفوحاً, وهي حالة من الحالات التي قد يكون الدم عليها, ولكن دم الحيض ليس هي تلك الحالة.
أما قوله (وحال المعين أرجح من حال الحال) أراد به أن النص الوارد على المسألة بعينها ونصها يكون أرجح من النص الوارد في حال من أحوالها.
والله تعالى أعلم