عرض للطباعة
6627 - حدثنا الحسن بن يحيى قال ، أخبرنا عبد الرزاق قال ، أخبرنا معمر ، عن ابن طاوس ، عن أبيه قال : كان ابن عباس يقول : ( وما يعلم تأويله إلا الله ويقول الراسخون في العلم آمنا به )
فعلى قراءة ابن عباس هذه يكون الراسخون لا يعلمون تأويله
6632 - حدثني محمد بن عمرو قال ، حدثنا أبو عاصم ، عن عيسى ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، عن ابن عباس أنه قال : أنا ممن يعلم تأويله.
وهنا يصرح ابن عباس أنه يعلم تأويله
وكلا الروايتين رواهما الطبري في تفسيره
عزيزي :-
حتى أوضح لك المسألة يقسم ابن عباس القرآن إلى أربعة أقسام
قسم تعرفه العرب من كلامها
قسم لاَ يُعذر أحدٌ بجهالته
قسم يعلمه العلماء خاصة ً
قسم لاَ يعلمه إلا الله تعالى ومن ادعى علمه فهو كاذب
فــــ أما قول ابن عباس بأنه يعلم تأويل المتشابه فهو يقصد
بـــــــ أنه يرد المحكم إلى المتشابه ويعلم كيف يدمغ حجج تأويل أهل الزيغ والهلاك
ولايقصد أنه يعلم كل القرآن بدلالة قوله في القسم الرابع"قسم لايعلمه إلا الله"
يجب أن نحرر معنى كلمة تأويل
والتأويل في القرآن جاء بمعنيين مختلفيين
الأول:حقيقة الشيء وكنهه ومآله
ومنه قوله تعالى "هل ينظرون إلا تأويله يوم يأتي تأويلُه يقول الذين نسوه من قبل"
تأويله هنا أي مآله
الثاني:التفسير
فـــــ إن كان معنى التأويل في الآية التفسير جاز لك عطفها بقولك والراسخون في العلم
وإن كان معناها حقيقة الشيء ومآله وجب عليك الوقف عند لفظ الجلالة
تقسيم ابن عباس لتفسير القرآن لا يصح عنه لأنه من رواية أبي صالح مولى أم هانئ عنه ولا يثبت سماع أبي صالح من ابن عباس وقد ضعفه غير واحد، وقد رواه الطبري في تفسيره من طريق أبي الزناد عن ابن عباس ولكن أبا الزناد لم يدرك ابن عباس، والله أعلم.
قال القطّان
"لم أرَ أحدًا من أصحابنا ترك أبا صالح مولى أمّ هانئ، وما سمعت أحدًا من الناس يقول فيه شيئًا، ولم يتركه شعبة
ولا زائدة، ولا عبدالله بن عثمان "
وأنت تعلم مكانة شعبة في الحديث ومع ذلك لم يعتزل أبا صالح .!
لماذا!؟
وقال أبو حاتم الرازي: « أبو صالح باذام صالح الحديث، يكتب حديثه، ولا يحتج به ».
فــــ علّق شيخ الإسلام ابن تيمية على كلامه فقال
"وأمّا قول أبي حاتم: يكتب حديثه، ولا يحتجُّ به، فأبو حاتم يقول مثل هذا في كثير من رجال الصحيحين؛ وذلك أن شرطه في التعديل صعب، والحجّة في اصطلاحه ليس هو الحجّة في [اصطلاح] جمهور أهل العلم "
فهذا أبو حاتم (وهو من المتشدّدين) ومن أهل الاستقراء، يرى أبا صالح مقبولاً غير ضعيف.!
ولقد ذكر د.حاتم الشريف أن شيخ الإسلام ابن تيمية يدافع عن أبي صالح وبـــ شدة
ولـــــ من أراد الإستزادة أحيله إلى كتاب الدكتور حاتم الشريف
" القول المحرر لترجمة أبي صالح باذام المفسّر"
ماذا عن عدم سماع أبي صالح من ابن عباس؟
ماذا عن قول مسلم وابن حبان والحفاظ بعدهما في عدم سماعه من ابن عباس؟
وأما الأثر الذي ذكره الدكتور حاتم الشريف الذي رواه الشعبة والذي استدل به الدكتور لإثبات إثبات سماع أبي صالح من ابن عباس، فحسب أحد الأخوة في هذا الموضوع في ملتقى أهل الحديث -انظر المشاركة السادسة والسابعة - إن هذا الأثر رواه ثلاثة رواة عن شعبة عن منصور عن أبي صالح ولم يذكر سماعًا لأبي صالح من ابن عباس إلا واحدا منهم..
ويقول أيضا أن هذا الأثر رواه آخرون غير شعبة من طريق منصور عن أبي صالح ولم يذكروا السماع..
ها هو الرابط مرة ثانية:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showth...586#post488586
وانظر المشاركة السادسة والسابعة
لو فرضنا بـــ صحة فرضية كلامك
فــــ هناك طريق ثالث غير طريق أبي صالح وطريق الزنّاد...
روى عبد الرزاق في تفسيره عن الثوري عن ابن عباس قولَه :
تَفْسِـير القُرآن على أرْبَعَة وُجُوه : تَفْسِيرٌ تَعْلَمه العُلَمَاء ، وتَفْسِيرٌ تَعْرِفُه العَـرَب ، وتَفْسِيرٌ لا يُعْذَر أحَد بِجَهَالَته -
يَقُول : مِن الْحَلال والْحَـرَام - وتَفْسِيرٌ لا يَعْلَم تَأويلَه إلاَّ الله ، مَن ادّعَى عِلْمه فـهو كَاذِب .
قال الزركشي : وهذا تَقسْيِم صَحِيح .
توفي ابن عباس سنة 67 أو 68 هـ
وولد الثوري سنة 97 هـ
فلإسناد مقطوع
عزيزي : -
بعد البحث والتقصي في أسانيد صحة نسبة هذا القول إلى ابن عباس
فــــ لم أجد سوى 3 طرق وكما أشرت إلى الطريق الآخير أنه منقطع .
فــــــ الحمدلله أن الحقّ كان معك ,حتى أعلم حقيقة نفسي هل تتبع الهوى أم تتبع الحق.!
فـــ أحمد الله سبحانه وتعالى أن أرسل لي عبدًا من عباده يدعوني إلى الحق .
فـــــــ شكرًا لك أسوقها بملء السماء .
الأمر الآخر أعود إلى إشكالية موضوعك
قولك مانسبه إلى ابن عباس قوله"أنا ممن يعلم تأويله"
فـــــ يقصد ابن عباسٍ أنه يعلم تأويل وشبهات وزيغ أهل الخوارج والغوغاء
فــــ يرد المتشابه إلى المحكم .فـــ يكون قد رد سيوفهم ونبالهم إلى نحورهم
وبعيد كل البعد أن يقصد أنه يعلم كامل القرآن
لأنه سئل رضي الله عنه ماهو المقصود بحنانا من قوله تعالى "وحنانا من لدنّا "
فــــــ لم يجب رضي الله عنه
وبالنسبة لقراءة ابن عباس ومايعلم تأويله إلا الله ويقول الراسخون في العلم
فـــــ هذه كمابينها
إن كان المقصود بالتأويل التفسير جاز عطفها للراسخين
وإن كان المقصود بالتأويل معرفة حقيقة الشيء وماهيته ومآله ونهايته وجب الوقوف على الله
كما سقت لنا أخي الكريم قراءة ابن عباس
وهذا الصحيح فـــ إن الراسخون في العلم لايعلمون مآل الشيء ونهايته
قال تعالى "يوم يأتي تأويله يقول الذين نسوه من قبل قد جآءت رسل ربنا بالحق"
فهل يعلم الراسخون في العلم يوم القيامة .!؟
مهلاً يا أخي.. ليس من الضرورة أن يكون الحق معي، فإننا فقط نناقش، وأنا لست طويلباً في علم الحديث فضلاً أن أكون طالباً فيه.. ولا في أي علم إسلامي آخر.. إلا أنني أرى أن الأثر في تقسيم القرآن لا يصح عن ابن عباس رضي الله عنه للأسباب التي قدمتها...
وعلى كل حال، فسؤالي هنا ليس عن معنى كلمة التأويل التي جاءت في آية (وما يعلم تأوليها إلا الله والراسخون في العلم)، وإنما هو عن قول ابن عباس (أنا ممن يعلم تأويله)، فقوله هذا صريح أنه يعتبر نفسه من الراسخين في العلم، والراسخون في العلم يعلمون تأويل المتشابه كما في الآية الكريمة:
(هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله [أي تأويل المتشابه] وما يعلم تأويله [أي تأويل المتشابه] إلا الله والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا وما يذكر إلا أولو الألباب)
لكن الإشكال في ما صح عن ابن عباس أنه كان يقرأها (وما يعلم تأويله إلا الله ويقول الراسخون في العلم آمنا به) فعلى هذه القراءة لا يكون الراسخون يعلمون تأويل المتشابه، وإنما يقولون فقط (آمنا به كل من عند ربنا)، والله هو الوحيد يعلم تأويل المتشابه..
فكيف نجمع بين قول ابن عباس وبين قراءته؟ ألا يوجد تعارض؟
أما هل كان ابن عباس يعلم جميع تفسير القرآن أو لا يعلم أو ما معنى التأويل في الآية فليس البحث هنا أصلاً.. والسلام.
كيف جزمت بـــــ أنّ معنى "ومايعلم تأويله إلا الله"
أي تأويل وتفسير المتشابه .!!
ذكرت لك قول أن في الكلمة اختلاف بين المفسرين .!
وأنت تقول ليس بحثنا عن معنى تأصيل كلمة تأويل
بل هذا رأس وأساس بحثنا وإلا فــــــ كيف ســــ نقوم بالجمع بين قراءة ابن عباس ٍوقوله وأثره
قلت لك لايوجد تعارض ألبته .
قراءة ابن عباس صريحة دلاله أن معنى التأويل هو معرفة الشيء ومآله ونهايته وهي لله وحده
وقول ابن عباس دليل صريح على معرفته لتأويل هو تفسير المتشابه وذلك بردّه إلى المحكم
* تلخيص : -
القول الأول في معنى التأويل أي تفسيره وهذه تناسب قراءة ابن مسعود
"وإن تأويله إلا عند الله والراسخون في العلم يقولون..."
أما قراءة ابن عباس ٍ تدل على أنّ معنى تأويله أي حقيقة الشيء ومعرفة نهايته ومآله
( وما يعلم تأويله إلا الله ويقول الراسخون )