حوار بين تقي وشقي

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
(( حوار بين تقي وشقي ))
إن الصراع بين الحق والباطل، والخير والشر؛ قائم منذ أن خلق الله البسيطة إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، صراع بين التوحيد والإلحاد، صراع بين الكفر والإيمان؛ مروراً بإبراهيم عليه السلام مع النمرود، وموسى مع فرعون، ومحمد صلى الله عليه وسلم مع الكفرة والملحدين.



http://majles.alukah.net/imgcache/2011/09/254.jpg


وقد استأنست فيه بمحاضرة
وفيه سنعرض بإذن الله :
- إبراهيم عليه السلام في حوار مع النمرود
- حوار بين موسى عليه السلام وفرعون
- الرسول صلى الله عليه وسلم يحاور اليهود
- حوار حبيب بن زيد مع مسيلمة الكذاب
- حوار أبي مسلم الخولاني مع الأسود العنسي
- حوار ربعي بن عامر مع رستم
- الحوار بين سعيد بن جبير وبين الحجاج


وبعد العرض سنستخلص العبر ...
اللهم يسر وأعن ...

إبراهيم عليه السلام في حوار مع النمرود
http://majles.alukah.net/imgcache/2011/09/254.jpg

يقول سبحانه وتعالى: http://majles.alukah.net/imgcache/broken.gif أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ http://majles.alukah.net/imgcache/broken.gif
[البقرة:258] .
يدخل إبراهيم عليه السلام يحمل لا إله إلا الله، يتصدر بالدعوة في سبيل الله، ينزل للناس، يدخل على الطغاة في قصورهم، يدخل على المجرمين في أوكارهم، وفي هذا درس لكم يا طلبة العلم! يا دعاة الإسلام! يا حملة الشهادات! يا أصحاب الكليات! يا من درس العلم الشرعي! فيه درس على أن تنزلوا إلى الساحة، وأن تخالطوا الناس، وتعظوهم، وتشعلوا المنابر، وتتحدثوا إلى الجماهير، فالله يقول: http://majles.alukah.net/imgcache/broken.gif أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّhttp://majles.alukah.net/imgcache/broken.gif [البقرة:258]
هل ينكر عظمة الله إلا من ألحد؟! هل ينحرف عن منهج الأنبياء إلا من تزندق؟! http://majles.alukah.net/imgcache/broken.gifإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُhttp://majles.alukah.net/imgcache/broken.gif [البقرة:258]
إي والله! من الذي يحيي العظام وهي رميم؟ إلا الله؟ http://majles.alukah.net/imgcache/broken.gifوَضَرَبَ لَنَا مَثَلاً وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَنْ يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ * قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ http://majles.alukah.net/imgcache/broken.gif
[يس:78-79]
من أخرج المولود باكياً من بطن أمه لا يعرف شيئاً فدلَّه وبصَّره، وأحياه وأطعمه وسقاه؟! من علم النحلة بيتها ورزقها، وأن تجوب القفار والوهاد والجبال؟! من علم الثعبان أن يرتحل ويهاجر؟! من علم الجرادة أن تأوي والنملة أن تجمع في جحرها؟!
قل للطبيب تخطفته يد الردى من يا طبيب بطبه أرداكا
قل للمريض نجا وعوفي بعدما عجزت فنون الطب من عافاكا
والنحل قل للنحل يا طير البوادي ما الذي بالشهد قد حلاَّكا
وإذا ترى الثعبان ينفث سمه فاسأله من ذا بالسموم حشاكا
واسأله كيف تعيش يا ثعبان أو تحيا وهذا السم يملأ فاكا
فالحمد لله العظيم لذاته حمداً وليس لواحدٍ إلاَّكا
ذكر ابن الجوزي: أن رجلاً رأى عصفوراً يأتي بقطعة لحم فينقلها من مكانٍ في المدينة ويرتحل بها إلى رأس نخلة كل يوم، فتعجب هذا الرجل؛ لأن العصفور لا يعشعش في النخل، فتسلق النخلة فرأى حية عمياء، كلما اشتهت الأكل أتى هذا العصفور بقطعة لحم، فإذا اقترب فتحت فمها فيلقي اللحمة في فمها.
سبحان من دلَّ العصفور ومن دلَّ الحية على رزقها!
فيقول:http://majles.alukah.net/imgcache/broken.gif أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُhttp://majles.alukah.net/imgcache/broken.gif [البقرة:258] .
اسمع الكذاب، اسمع الدجال، اسمع الملعون الذي ينكر أعظم الآيات في الدنيا، ولذلك وجد في الساحة من تزندق واستهزأ بالقيم وتوحيد الألوهية والربوبية، إي والله وجد ذلك! عجباً لهم كيف يكفرون! وعجباً لهم لا يؤمنون! أفي الله شك؟! أفي آياته لبس؟! أفي ما أنزله من الكتاب والسنة غبش؟! حتى يستهزئ بعضهم بالقيم والأخلاق والدين والكتاب والسنة:
http://majles.alukah.net/imgcache/broken.gifقُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ * لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ إِنْ نَعْفُ عَنْ طَائِفَةٍ مِنْكُمْ نُعَذِّبْ طَائِفَةً بِأَنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَhttp://majles.alukah.net/imgcache/broken.gif [التوبة:65-66] .
فسكت إبراهيم لا سكوت العاجز المتقهقر المنهزم، ولكن: http://majles.alukah.net/imgcache/broken.gif قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُhttp://majles.alukah.net/imgcache/broken.gif [البقرة:258] قال: كيف؟! فأتى برجل مسجون قال: هذا أحييته تركته لوجوهكم، وأتى برجل آخر فذبحه قال: هذا أمتُّه.
إنه كذاب، والله ما هذا بالإحياء والإماتة، قال إبراهيم عليه السلام: http://majles.alukah.net/imgcache/broken.gifفَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِhttp://majles.alukah.net/imgcache/broken.gif [البقرة:258] إن كنت صادقاً أنك إله فأتِ بالشمس من المغرب فإن الله يأتي بها من المشرق: http://majles.alukah.net/imgcache/broken.gifفَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ http://majles.alukah.net/imgcache/broken.gif [البقرة:258] انهزم وخاب http://majles.alukah.net/imgcache/broken.gifوَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ http://majles.alukah.net/imgcache/broken.gif[البقرة:258] إي والله: إن أوراقهم تحترق فليس لهم حجج ولا براهين، دجالون كذابون مفترون على الله.
هذا جدال وحوار ومناظرة بين تقي عرف الله وهو إبراهيم، وبين شقي وهو النمرود وماذا كانت النتيجة؟ هل سكت النمرود؟ لا.
لقد جمع حطباً وأجج ناراً، وأمر الجنود بأخذ إبراهيم وقال: قيدوه وألقوه في النار فإلى من يلتفت إبراهيم؟!
يا واهب الآمال أنت حفظتني ومنعتني
وعدا الظلوم عليَّ كي يجتاحني فحفظني ونصرتني
فانقاد لي متخشعاً لما رآك منعتني
من يمنعك إلا الله؟! http://majles.alukah.net/imgcache/broken.gifالَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ * فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍhttp://majles.alukah.net/imgcache/broken.gif [آل عمران:173-174] .
يقول ابن عباس كما في صحيح البخاري: http://majles.alukah.net/imgcache/broken.gifحسبنا الله ونعم الوكيل كلمة قالها إبراهيم حينما ألقي في النار، فجعلها الله برداً وسلاماً، وقالها محمد صلى الله عليه وسلم يوم قيل له إن الناس قد جمعوا لكمhttp://majles.alukah.net/imgcache/broken.gif .
ألقوه في الحبال، وشدوا إبراهيم في القيد، وحملوه في المنجنيق، وأشعلوا له ناراً، وأتاه جبريل في الساعة الحرجة، والساعات الحرجة يعرفها بعض الناس منَّا، إذا أتت عليه مشكلة أو قضية يتمنى أن الجن يساعدوه، وبعض الناس ضعاف العقول والإيمان يستعين بالجن، حتى إذا مرض ابنه في البيت يذهب إلى المشعوذين والسحرة والكهنة، فينسى عقيدته وإيمانه، ومبادئه ومنهجه.
جاء جبريل إلى إبراهيم وهو مقيد بالحبال، لا إله إلا الله موقف ما أصعبه، ومقام ما أرهبه! قال: ألك حاجة؟ قال: أما إليك فلا وأما إلى الله فنعم، فحملوه فقال: حسبنا الله ونعم الوكيل، ووقع في النار فكانت برداً وسلاماً، فسبحان من أنجاه وحماه ووقاه! لأنه تقي، وسبحان من رد الخبيث الخسيس! لأنه شقي.
أتدرون بماذا عذب الله النمرود؟ ذكر بعض أهل العلم أن بعوضة دخلت أنف النمرود فتغذت على دماغه حتى أصبحت كالعصفور فكانت تفرفر في رأسه فيجد انزعاجاً وألماً وعذاباً وخيبة، لا تسكت هذه الفرفرة والقرقرة حتى يُضرب بالنعال أو بالكرابيج على رأسه، وفي الأخير ضرب فذهب مخ رأسه:
لقد ذهب الحمار بأم عمرو فلا رجعت ولا رجع الحمار

عمل موفق ونافع جداً
جزاك الله خيراً

جزاك الله خيرا
ولكن الحجاج من حكم عليه بالشقاء ؟