السلام عليكم
لما يحكم على إسناد حديث بأنه ( مستقيم ) فما معنى ذلك ؟
جزاكم الله خيرا
عرض للطباعة
السلام عليكم
لما يحكم على إسناد حديث بأنه ( مستقيم ) فما معنى ذلك ؟
جزاكم الله خيرا
المستقيم في اللغة ياأخي تعني المعتدل وهي ضد المعوج
يقال استقام الشئ اي استوى واعتدل
والذي اراه من غالب المحدثين الذين يستخدمون هذا اللفظ انه فقط مجرد تعبير عن الحديث الصحيح الذي يصدر من راو مختلف فيه فيقولون اسناده مستقيم ويعبرون بذلك عن الحديث الصحيح من طريق راو مختلف فيه او له اوهام ومع ذلك روى الحديث
لا شك أن عبارة إسناده مستقيم تدل على قبول الإسناد وأنه في عداد المعمول به.
لكن قول أخينا ابن شهاب :
هذا الكلام يحتاج إلى أمثلة من صنيع أهل العلم ، وهل سبقك - يرحمك الله - إلى ذلك أحد من أهل العلم ؟!اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابن شهاب الدين
الأستاذ سيد عبد الماجد الغوري في كتاب (( معجم المصطلحات الحديثية )) (ص118) قال: (( إسناده مستقيم : هذا اللفظ مشترك بين الصحة والحسن ، وذلك بحسب حال رواة الحديث في العدالة والضبط ، كما هو مقرر في الفرق بين شروط الحديث الصحيح والحديث الحسن )) .
وهو أيضًا لم يذكر أمثلة ولم يؤيد كلامه بنقول عن أهل العلم .
وجدت هذا في لسان المحدثين للشيخ محمد خلف سلامة
(( 1439 مستقيم الحديث : أي ثقة مقبول الحديث في الجملة ، ويؤْثر عدد من العلماء المحققين استعمال هذه الكلمة على كلمة صحيح الحديث ونحوها ، لأن المراد بقولهم (أحاديثه مستقيمة) هو أنه يرويها كما سمعها وإن كان فيها ما لا يثبت مما ليس هو علته ، أي أن الخلل لا يأتي من جهته ، وإنما يأتي من جهة بعضِ مَن هو فوقه أو دونه في الأسانيد.
فإن قيل : أليس كلمة (أحاديثه صحيحة) تؤدي هذا المعنى أيضاً ؟ فجوابُ ذلك أنَّ بينَهما فرقاً ، فـ(أحاديثه صحيحة) قد يُفهم منها أنَّ كلَّ ما يرويه فهو صحيح لا خلل فيه لا من جهته ولا من جهة غيره ، أو أن الغالب على مروياته كذلك؛ ثم إن كلمة (مستقيم الحديث) أوسع وأعم معنى من كلمة (صحيح الحديث) ، فالتعبير بها أسهل على الناقد من التعبير بهذه ، إذ معناها على ما يظهر أنه مقبول الحديث في الجملة، سواء كان ثقةً أو صدوقاً أو قريباً من ذلك .
ويكثر في كلام طائفة من النقاد نحوُ قولهم (فلان إذا روى عنه الثقات فأحاديثه مستقيمة) ، وهو شبيه بقولهم (إذا روى عنه الثقات فهو ثقة) ، وبقولِهم (إذا روى عنه الثقات فأحاديثه صحيحة) ؛ والمراد أنه ثقةٌ ولكن لا تبينُ وثاقته إلا إذا روى عنه الثقات ، وأن ما في أحاديثه من نكارة فذلك مِن قِبَل الرواة الضعفاء عنه، ويكونون في الغالب هم الأكثر في مثل هذه الحال التي قيلت العبارة في وصفها.
تنبيه : عدّ الدكتورُ الفاضل أبو بكر بن الطيب كافي في (منهج الإمام أحمد في التعليل) (ص669) هذه الكلمة في جملة ألفاظ التوثيق النادرة أو قليلة الاستعمال عند الإمام أحمد ، وقال : (تعد هذه العبارة من العبارات القليلة الاستعمال عند نقاد الحديث) ؛ وأنا أرى أن في هذه الدعوى نظراً ؛ فإن هذه العبارة كثيرة الورود على ألسنتهم ، وكذلك مشتقاتها ، مثل (أحاديثه مستقيمة) . ))
مثال الآن : -
الراوي اسمه : ابراهيم بن الهيثم ( مختلف فيه )
وثقه الخطيب وضعفه جماعة بسبب حديث اخطأ فيه فقال ابن عدي في الكامل (1/276)
" أحاديثه مستقيمة سوى هذا الحديث الواحد الذي أنكروه عليه وقد فتشت عن حديثه الكثير فلم أر له منكرا يكون من جهته إلا أن يكون من جهة من روى عنه "
راو آخر : اشعث بن عبد الملك الحمراني ( مختلف في حاله )
قال ابن عدي في الكامل (1/370)
" وأحاديثه عامتها مستقيمة وهو ممن يكتب حديث ويحتج به وهو في جملة أهل الصدق "
اي ان غالب احاديثه صحيحة لا خطأ فيها ومع ذلك فهو متكلم فيه
وقال ابن حبان في المجروحين عند ترجمة ( سعيد بن محمد بن أبي موسى أبو عثمان المدني ) : -
( يقلب الأخبار روى عن بن المنكدر بنسخة منها أشياء مستقيمة تشبه حديث الثقات وأشياء مقلوبة لا تشبه حديث الأثبات )
لا اريد ترجمته الآن لكن الذي اريده هو جملة ابن حبان :-
" منها أشياء مستقيمة تشبه حديث الثقات "
فهذا الراوي متكلم فيه ومع ذلك له احاديث قال ابن حبان مستقيمة وفسر معنى الكلمة ( أي: تشبه حديث الثقات ) ومع ذلك فهو ليس بالثقة القوي بل اقل من تلك المرتبة لكنه يروي احاديث صحيحة مع ذلك فسميت احاديثه الصحيحة مستقيمة وكلام ابن حبان يشهد لمعنى كلمة المستقيم
فالذي اراه ان المستقيم هو الحديث الصحيح الذي يرويه المتكلم فيه والله اعلم
إلى الأخ ابن شهاب الدين - وفقه الله - : جزاك الله خيرا وبارك الله فيك