التنبيه على وهم فاحش في (( المختارة )) للضياء المقدسي!!

سم الله الرحمن الرحيم:

قال القاضي المحاملي في (صلاة العيدين،158) بتحقيقي :

(( 103 - حدثنا الحسين، قال: حدثنا أحمد بن منصور وإبراهيم بن هانئ، قالا: حدثنا قَبِيصة، قال: حدثنا سفيان، عن سلمة بن نُبيط، عن أبيه، قال: « رأيت النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - يخطب بعرفة على جمل أحمر » ، لم يقل ابن هانئ: « بعرفة ».[1]

______________________________ _____________

[1] - أخرجه الإمام أحمد في (مسنده،31/18)، وابن ماجة في (سننه،2/437) عن وكيع، وابن سعد في (الطبقات،8/152)، والبخاري - تعليقا - في (تاريخه الكبير،8/137)، والنسائي في (الكبرى،2/421)، وأبو أحمد المفسِّر في آخر (مسند الصَدِّيق للمَرْوَزي،175)، وابن قانع في (معجم الصحابة،3/169)، والبلاذُري في (أنساب الأشراف،1/512)، والإمام ابن حزم في (حجة الوداع،452) عن سفيان الثوري، وابن سعد في (الطبقات،2/166)، والنسائي في (الكبرى،2/421)، والطبراني في (الأوسط،2/260)، والإمام ابن حزم في (حجة الوداع،451) عن ابن المبارك، والإمام أحمد في (مسنده،31/21) وفي (الزهد،153)، وابن أبي عاصم في (الآحاد والمثاني،5/10)، وأبو نعيم في (معرفة الصحابة،3/1485) عن عبد الحميد بن عبد الرحمن الحِمَّاني، والإمام أحمد في (مسنده،31/22) عن أبي الجعد الكوفي جميعهم، عن سلمة بن نُبيط، عن أبيه بنحوه.



قلت : هناك بعض الاختلاف في متن الحديث طولاً وقِصَرًا، إلا أن الروايات اتفقت على أصله، وقد ورد عن نُبيط بن شَريط - والد سلمة - من وجه آخر، وهو :

ما أخرجه الإمام أحمد في (مسنده،31/19)، ومن طريقه ابن قانع في (معجم الصحابة،3/169)، وكذا أبو نعيم في (معرفة الصحابة،3/1485)، وابن سعد في (الطبقات،2/165)، والبغوي في (معجم الصحابة،3/164) عن يحيى بن زكريا بن أبي زائدة، وابن سعد في (الطبقات،8/152)، و أبو نعيم في (معرفة الصحابة،3/1486) عن موسى بن إسماعيل الأنصاري، والفاكهي في (أخبار مكة،3/129)، وابن أبي عاصم في (الآحاد والمثاني،2/485)، والبغوي في (معجم الصحابة،3/164)، والإمام ابن حزم في (حجة الوداع،307) عن مروان بن معاوية الفَزَاري جميعهم، عن أبي مالك الأشجعي، عن نبيط بن شريط فذكره مُطَوَّلا.

قلت : رواه البغوي في (معجمه) عن داود بن رُشيد عن مروان بن معاوية به، فجعله من حديث شريط بن أنس والد نبيط، وهذا مخالف لرواية الجماعة، وقد أخرجه ضياء الدين المقدسي في (المختارة،6/240) من طريق مروان بن معاوية عن أبي مالك الأشجعي، فقال :

أخبرنا أبو الفرج يحيى بن محمود بن سعد الثقفي قراءة عليه، ونحن نسمع بدمشق، قيل له : أخبركم جدُّك الحافظ إسماعيل بن محمد بن الفضل قراءة عليه، فأقر به، أبنا الشريف أبو نصر الزينبي، أبنا أبو طاهر المخلص، حدثنا يحيى بن صاعد، حدثنا إبراهيم بن سعيد الجوهري، حدثنا مروان بن معاوية الفزاري، حدثنا أبو مالك الأشجعي، حدثنا نبيط بن شريط، عن أنس بن مالك به.


قلت : فجعله من مسند أنس بن مالك - رضي الله عنه -، وهذا وهم مُنكَر، كان السبب فيه تصحيف فاحش لنِسبة نُبيط بن شريط، وهي بتمامها : " نُبيط بن شَريط بن أنس بن مالك بن هلال الأشجعي " كما أثبتها الحافظ في (الإصابة،5/114)، وإن النفسَ لتحتار فيمن تُعصَّبُ به جناية هذا التصحيف الفاحش، فرجال إسناد الضياء كلهم حفاظ ثقات، ولعل هذا التصحيف واقع في النسخة التي اعتمدها الضياء، ولا أدري كيف لم يتنبه لهذا الخطأ، مع إمامته في هذا الشأن ؟!، ويبقى الكمال لله تعالى وحده.

قلت : و أسانيد هذا الحديث صحيحة، وأرى صحة أصل الحديث، وقد اخْتُلِف على سلمة بن نبيط في إسناده اختلافا لا يَضُرّْ، فليُنظَر التالي. ))


وقيده ببنانه: نور الدين بن محمد الحميدي الإدريسي البيضاوي

وهذه مشاركة محررة لأخينا سعيد السِّنَّاري - بارك الله فيه - فيها مزيد بيان وتفصيل :

اقتباس:

---

كلا! ليس الأمر كما تظن! بل هذا الخطأ أقدم من الضياء وكتابه كله!
فهذا الطريق المشار إليه: أخرجه أبو طاهر المخلص في (الجزء الأول من الفوائد المنتقاة الغرائب عن الشيوخ العوالي/انتقاء أبي الفتح ابن أبي الفوارس) [رقم/152/مخطوط/بترقيمي]، ومن طريقه أخرجه جماعة، منهم:
1- أبو صالح أحمد بن بهرام الحرمي في ( الفوائد العوالي المنتقاة من أصول مسموعاته ) [رقم/38/مخطوط/بترقيمي].
2- وقوام السنة في ( الترغيب والترهيب ) [1/رقم/377]، ومن طريقه الضياء في ( المختارة ) [7/240].
3- والذهبي في ( السير) [12/151].
كلهم من طريق أبي طاهر المخلص، حدثنا يحيى بن محمد، حدثنا إبراهيم بن سعيد الجوهري، حدثنا مروان بن معاوية، أخبرنا أبو مالك الأشجعي، أخبرنا نبيط بن شريط، عن أنس به ...
قلت: ولا ريب أن هذا خطأ لا محالة! وقد كان أصل الإسناد: ( أخبرنا نبيط بن شريط، بن أنس ) كما رواه أبو يوسف الفارسي في ( تاريخه ) قال: حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ- هو ابن راهويه- أَخْبَرَنَا مَرْوَانُ حَدَّثَنَا أَبُو مَالِكٍ الْأَشْجَعِيُّ حَدَّثَنَا نُبَيْطُ بْنُ شَرِيطِ بْنِ أَنَسٍ ... به إشارة.
فهذا هو أصل الإسناد، فوهم فيه بعضهم وتحرَّف عليه ( ابن ) إلى ( عن )!
ولم يفطن الضياء لهذا الوهم! وأفرد في كتابه رواية لـ (نبيط بن شريط عَن أنس ) ! وتبعه على ذلك المزي في ( تهذيبه )! حيث نص على رواية نبيط عن أنس! وليس من ذلك شيء كما رأيتَ؟
والوهم في رواية ابن العباس الذهبي: هو منه أو من شيخه ولا ثالث لهما! وإبراهيم بن سعيد في الحفظ كالإسطوانة! واحتمال ورود التصحيف والتحريف يكون في الطبقات المتأخرة أظهر منه في الطبقات المتقدمة. ما لم تقم قرينة على خلافه.
وبارك الله في أخينا نور الدين.

---

يا اخي حميدي اين اجد صلاة العيدين لمحاملي بتحقيقكم
جزاك الله خيراا

لم يطبع بعد أخي الفاضل.
وسيطع بعد تعديله والنظرفيه، وإن طُبع فسأعلن عن ذلك في هذا المنتدى إن شاء الله تعالى.
وفقك الله تعالى.