شكر الله للشيخ عدنان وهنا تنبيه يوضح مارُمي إليه في التعليق المقتضب السابق حول المشكل
الإخوة الأحبة والمشايخ الفضلا:
=================
صفة الشم جائزة لله تعالى، وإنكار العلامة عبدالرحمن البراك منصب على من نفى هذا الجواز وقال بالامتناع.
وتعليل العلامة ابن عثيمين في عدم القطع بالإثبات راجع إلى أن (أطيب عند الله) سبيله ليس منحصراً في الشم فقط. ولعل العلم بالروائح وأن هذا طيب وأطيب قد يعلم بها المخلوق من طريق الخبر، فليس العلم بالرائحة أطيب أو لا منحصراً في الشم.
وأما وجه قول العلامة عبدالعزيز فلعله نظر إلى الشم على أنه إدراك الروائح، فكيف كان فهو شم، وظاهر الحديث علم بالرائحة.
ولايلزم من ذلك إثبات أنف أو غيرها فقد علم أن الشم ليس مختصاُ بالإنسان، بل هو موجود حتى في الحشرات والأسماك وغيرها من الكائنات التي لاتوصف بأنف، وكثير منها بل ومن النباتات يقوم نسلها أو غذائها على إفراز روائح تجذب إليها ما تريد، وليس المنجذب بالرائحة مما له أنف، لكن إدراكه للرائحة قد يسمى شماً.
وإثبات اللفظ موقوف على النص، ومعناه إن كان هو العلم بالروائح فثابت لله تعالى.
فليس الإشكال في كلام العلامة الشيخ عبد العزيز بن باز لزوم إثبات الأنف بإثبات الشم فهذا لايلزم أصلاً، وليس الإشكال في قول من أثبت الشم مأخذه هذا فهو يثبت معنى صحيحاً.
لكن الإشكال ما كل معنى صحيح يُثْبَتُ يَثْبُتُ له لفظ لم يرد وصف الله به، لأن القاعدة أن الإثبات موقوف على النص في هذا.
اقتباس:
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حارث الهمام مشاهدة المشاركة
الإشكال ليس في ما يراد بها لكن الإشكال في إثبات لفظ لم يرد وقاعدة الوصف مبنية على الوقف عند النصوص.
ولهذا فإن ما ذكره الشيخ العلامة ابن عثيمين لايرد في الحقيقة على ما نُقل عن الشيخ العلامة عبدالعزيز بن باز إذا تقرر أن الشم العلم بالروائح كيف كان، ولهذا لو كان كلام الشيخ العلامة عبدالعزيز متوجهاً في الإخبار عن الله بلفظ الشم لما كان فيه كبير إشكال غير بحث لغوي. ولو راجع أبو عبدالله ألفاظ الشيخ رحمه الله ربما لحظ هذا المعنى فهذا الظن بالعلامة رحمه الله.
لكن الإشكال تثبيت لفظ لم يَرِد وإن كان معناه صحيحاً كمن يثبت القِدَم صفة لله، وليست القضية متعلقة بلزوم إثبات لازم المعنى (الأنف) لكن التعبير عن المعنى بلفظ معين لم يرد.
والله أعلم.