(( هل الإنسان مُسير أم مخير؟ )) [ فائدة في العقيدة ] (4)
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
إخواني و أخواتي الكرام - معــاشر أهل السنة - :
سلام عليكم ورحمة الله وبركــاته ،،،
(( هل الإنسان مُسير أم مخير؟ )) [ فائدة في العقيدة ] (4)
سُئل سماحة الشيخ العلامـــة عبد الله بن حميد - رحمه الله - :
هل الإنسان مُسير أم مخير؟ وما هي الأدلة على ذلك؟
فأجاب - رحمه الله - :
الإنسان مسير ومخير معًا؛
فأنت مجبر بالنسبة إلى خلقك. فالله خلقك وجعل لك عقلاً لتميز به بين الخطأ والصواب، فتختار ما هو أنفع لك. فاختيارك للأصلح والأنفع هو دليل على أنك مخير. فأنت تفعل هذا الشيء: باختيارك, وأنت واختيارك بيد الله سبحانه وتعالى، فالله جل وعلا هو المتصرف في هذا الكون. قال تعالى: {مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ}[الحديد:22].
وقد قرر شيخ الإسلام ابن تيمية معنى هذا البحث فقال ما معناه: العبد مخير بحيث إنه يختار ما ينفعه ويبتعد عما يضره، ألا ترى أن الذي ينفعك هو البقاء على حياتك فهل أنت مسير بأن تلقي نفسك في البئر، أو تعرض نفسك لهلاك أم أنك تحافظ عليها؟ فأنت هنا تفعل ما تقتضيه مصلحتك من أنك تحافظ على بقائك حيًا، وفعلك هذا باختيارك. أما أنك ترتكب المحرم وتقول: إني مسير. لا أنت الذي فعلت هذا باختيارك وإرضاء لشهوتك. فأنت معاقب بهذا، وذلك من جهلك لنفسك، فأنت مخير، فالله أعطاك العقل وأعطاك مشيئة وحسن تصرف وإرادة فتفعل ما فيه مصلحة لنفسك، وترتكب المعاصي التي تهواها نفسك كل هذا من اختيارك. فأنت من اختار ذلك ولم يجبرك عليه أحد.
فالله جل وعلا أعطاك العقل وبين لك طريق الخير والشر وأعطاك حرية الاختيار بين الطريقين، وإن كان مقدراً عليك كل شيء في حياتك حتى شربة الماء. ولكن هذا لا يعطل عمل الاختيار، أما كون الإنسان مسيرًا في أمور فمنها الأجل وتحديده فالإنسان لا اختيار له في تحديد أجله من تقديم له أو تأخير.
و الحاصل أن الإنسان مسير ومخير في آن معًا، والله أعلم.
(( المصدر )) : فتاوى سماحة الشيخ الإمام عبد الله بن حميد ( ص 18 )
وكتب / سَلْمَانُ بنُ عَبْدالقَادر أَبُو زَيْد
الجمعة 26 جمادى الأولى 1427 هـ
رد: (( هل الإنسان مُسير أم مخير؟ )) [ فائدة في العقيدة ] (4)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
هذة من الأسئلة التى كثر السؤال عنها فى هذة الأونة ومن ثم يجب الكلام فيها ليتبين الحق فيها من اعتقاد أهل السنة والجماعة
فجزى الله خيرا"كل من شارك بجواب وأجزل له الله الثواب.
رد: (( هل الإنسان مُسير أم مخير؟ )) [ فائدة في العقيدة ] (4)
هذا مبحث مهم ، والله سبحانه وتعالى جعل الجزاء مترتب على اختيار الإنسان. والدليل على ذلك قوله تعالى :
(فأما من اعطى واتقى * وصدق بالحسنى * فسنيسره لليسرى * وأما من بخل واستغنى * وكذب بالحسنى * فسنيسره للعسرى)
انظر كيف جعل الله التيسير لليسرى أو العسرى مترتب على اختيار العبد ونيته ، فاختيار العبد هنا سابق والجزاء لاحق ، ولو كان لا اختيار له لما كان لهذا الترتُّب والتعقيب فائدة. فمن أراد الخير بحق هداه الله إليه ومن أراد الشر يسره الله للعسرى.