ما درجة حديث الدعاء عند الأضحية؟

ما درجة حديث الدعاء عند الأضحية؟
قال ابن ماجه رحمه الله:
حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ ، عَنْ أَبِي عَيَّاشٍ ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ ، قَالَ : ضَحَّى رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَليْهِ وسَلَّمَ يَوْمَ عِيدٍ ، بِكَبْشَيْنِ فَقَالَ : حِينَ وَجَّهَهُمَا إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ حَنِيفًا ، وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ ، إِنَّ صَلاَتِي ، وَنُسُكِي ، وَمَحْيَايَ ، وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ، لاَ شَرِيكَ لَهُ ، وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ ، وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ ، اللَّهُمَّ مِنْكَ ، وَلَكَ عَنْ مُحَمَّدٍ وَأُمَّتِهِ.
الحديث ضعفه الشيخ الألباني رحمه الله أولا ثم رجع عن تضعيفه، وحكم عليه بالصحة كما في تراجعه، وفي الإرواء.
فهل الحديث صحيح كما ذهب إليه الشيخ، أو حسن كما ذهب إليه بعض أهل العلم؟
وهل هناك من الأئمة المتقدمين من حكم عليه بشيء؟
وفي إسناده: أبو عياش المعافري، وهو مقبول كما في تقريب التهذيب.
أفيدونا جزاكم الله خيرا.

كما هو معروف أن إسماعيل بن عيَّاش في غير الشاميِّين ضعيف ، و محمد بن إسحاق - صاحب السير - ليس من أهل بلده فهو سند ضعيف من هذه الناحية على رأي أبي عبد الله البخاري و أبي عيسى الترمذي و طائفةٌ من أهل الحديث يضعِّفون إسماعيل مطلقًا، فهذه علةٌ
و الثانية أن ابن إسحاق - و إن كان ثقة على الراجح - فالجمهور لا يقبلون منه العنعنة إلا حتى يصرح بالسماع
و الأخرى ما ذكرتَه من حال المعافريِّ

أحسنت..
وأضف إلى هذا أن يزيد بن أبي حبيب لا يروي عن أبي عياش إلا بواسطة؛ ثم هذه الواسطة يحتاج إلى إثبات اللقاء والسماع بينها وبين أبي عياش.

وهنا أمر مهم جداً جداً.. هل تثبت وتبينت من هو أبو عياش هذا؟! فإني لا أراه المعافري إطلاقا؛ وما أراه إلا الزرقي.
والحديث يشهد له فعل علي بن أبي طالب رضي الله عنه فيما أخرجه أبو مسلم الكاتب في أماليه؛ قال: (حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ الْأَشْعَثِ السِّجِسْتَانِي ُّ، بِبَغْدَادَ، ثَنَا عِيسَى بْنُ حَمَّادٍ زُغْبَةُ، أَنَا اللَّيْثُ، عَنْ يَزِيدَ، عَنْ خَالِدِ بْنِ كَثِيرٍ، أَنَّ عَلِيًّا عَلَيْهِ السَّلَامُ كَانَ إِذَا وَجَّهَ ذَبِيحَتَهُ، قَالَ: " إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِي لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ، إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ لا شَرِيكَ لَهُ، وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ، اللَّهُمَّ مِنْكَ وَلَكَ يَا اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ ").

فالحديث يحتاج إلى ثبوت الاتصال في السند فيما بين يزيد بن أبي حبيب وأبو عياش؛ فتحسينه متوقف على ذلك؛ وإلا فهو والحالة هذه ضعيف، وإن كان يقويه ولكن لا يعضده للاحتجاج فعل علي بن أبي طالب رضي الله عنه.

/// قال ابن حبان في المجروحين (1/228) في ترجمة الحجاج أحد رواة خبر فيه زيادة على التسمية والتكبير: «وهذا خبر باطل، روى هذا الخبر شعبة وهشام وأبان وسعيد ومعمر عن قتادة عن أنس: «أنَّ النبي e ضحَّى بكبشين أملحين أقرنين وضع رجله على صفاحهما، وسمى الله U، وكبَّر»، فأما هذا التفصيل الذي ذكره الحجَّاج، فغير محفوظ من سنته».

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله في جميع إخواني وأسأله أن يجعل ذلك في ميزان حسناتهم.
وللفائدة الموجزة:
أولا: أبو عياش هو الزرقي فعلا كما في نسخة من سنن ابن ماجة
ثانيا: فقد سألت شيخنا محمد عمرو بن عبد اللطيف رحمه الله تعالى عن هذا الحديث وغيره من الأحاديث الخاصة بالأضحية حين اشتريت له أضحيته رحمه الله تعالى.
فقال: مصحش في الباب حديث. ( لم يصح في الباب حديث). لا في فضلها ولا في فضل شهودها ولا في فضل دماءها. هذا ملخص رأي الشيخ رحمه الله تعالى، وأظن أن أحدا ممن صنف في الأبواب التي لم يصح فيها حديث ذكر ذلك أيضا ولا يحضرني من هو على التحديد الآن.
وجزاكم الله خيرا.

اقتباس:

---

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة السكران التميمي

والحديث يشهد له فعل علي بن أبي طالب رضي الله عنه فيما أخرجه أبو مسلم الكاتب في أماليه؛ قال: (حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ الْأَشْعَثِ السِّجِسْتَانِي ُّ، بِبَغْدَادَ، ثَنَا عِيسَى بْنُ حَمَّادٍ زُغْبَةُ، أَنَا اللَّيْثُ، عَنْ يَزِيدَ، عَنْ خَالِدِ بْنِ كَثِيرٍ، أَنَّ عَلِيًّاعَلَيْهِ السَّلَامُ كَانَ إِذَا وَجَّهَ ذَبِيحَتَهُ، قَالَ: " إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِي لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ، إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ لا شَرِيكَ لَهُ، وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ، اللَّهُمَّ مِنْكَ وَلَكَ يَا اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ ").

---

أري أن إسناده منقطع بين خالد بن كثير وعلي .

اقتباس:

---

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة السكران التميمي

هل تثبت وتبينت من هو أبو عياش هذا؟! فإني لا أراه المعافري إطلاقا؛ وما أراه إلا الزرقي.

---

أخي الكريم !
ما الدليل لديك علي أنه الزرقي ؟؟؟
أرجو الرد عاجلا .

قال ابن حجرفي التلخيص عند ذكر هذا الحديث : أبو عياش لايعرف .اهـ

وبالنسبة لابن إسحاق فقد صرح ابن إسحاق بالسماع في رواية أحمد وكذا ابن خزيمة لكن بزيادة في الإسناد كما يلي : .. ابْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ الْمِصْرِيُّ، عَنْ خَالِدِ بْنِ أَبِي عِمْرَانَ، عَنْ أَبِي عياش به . قال محققو المسند :وأخرجه .... لم يذكروا في الإسناد خالد بن أبي عمران. ووقع عند ابن ماجه: أبو عياش الزرقي بدل المعافري، وهو وهم، فإن أبا عياش الزرقي مدني، ويزيد بن أبي حبيب مصري، ولم يذكر أنه روى عن أبي عياش المدني، والراوي عن يزيد عند ابن ماجه هو إسماعيل بن عياش، وهو ضعيف في غير الشاميين، فلعل الوهم منه. أهـ
قتبقى العلة في الحديث وهي جهالة أبي عياش ، وإسماعيل بن عياش قد توبع كما عند أحمد وغيره بالاسناد المذكور سابقا لكن بزيادة خالد بن أبي عمران في الإسناد . والله أعلم .

http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=106262