تعقيبات على ملاحظات الأستاذ مصطفى البغدادي بخصوص تحقيق التحفة

الحمد لله وحده ونصلي ونسلم على من لا نبي بعده وعلى آله وصحبه
الأخوة الأفاضل في الملتقى العلمي ... السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نرجو تكرمكم شاكرين بنشر هذا البيان للأخوة أعضاء المنتدى الكريم عامة ، والأخ الفاضل مصطفى رعاه الله خاصة ، واعتذر إن ذكرت فيه أموراً خاصة ، وإنما هي للتوضيح والبيان ، فما أنا إلا طويب علم لازلت أحبوا ، وقد سبقنا طلاب العلم بمراحل وأشواط ، والتمس منكم نشره – كما أتيح للأخ الكريم نشر ملاحظاته – عسى الله تعالى أن يرزقنا سعة الصدر ، وسداد النظر ، وحسن القول ، وصواب الفعل :
الأخ الفاضل مصطفى حفظه الله
سبق لكم أن عرضتم علينا قبل سنوات عديدة عندما كنا نعيش في البلد نفسه بعض الملاحظات على ( علمنا كما سميتموه ) في إخراج كتاب نهج السلامة هاتفياً ، وطلبنا منكم في حينها إرسال هذه الملاحظات لنا للانتفاع بها وفقكم الله ، خاصة وأننا من أبناء بلد واحد ، ولكن لم ترسل حتى يوم الناس هذا ، ولا أخفي عليك أو على الأخوة القراء الكرام أني فوجئت بأنك تتبع ( هفواتنا ) في ما مر عليكم من كتب قمنا بتحقيقها منها ما تفضلتم بذكره حول كتاب ( التحفة ) مشكورين .
وكنت أتمنى – مثلما تمنيت في المرة السابقة – إرسال هذه الملاحظات على تحقيقنا لكتاب التحفة - خاصة وأن شخصكم الكريم أخذ نسخة الكتاب من موقعنا الشخصي ( www.dr-majeed.com )- إرسال مثل هذه الملاحظات عبر أيميل الموقع ، بدلا من نثرها في عدد من المنتديات العلمية باسم مستعار يتغير من منتدى لآخر ( انظر إن شئت ملتقى أهل الحديث باسم : مصطفى الحمداني ) ، إظهاراً للمهارة ، وتتبعاً للعورة ، وقال الشافعي : من نصح أخاه بين الناس، فقد شانه، ومن نصح أخاه فيما بينه وبينه فقد ستره وزانه ، ورحم الله من قال :
فلا ينطقن منك اللسان بسوأةٍ فكلك سوؤات وللناس السن
وعيناك إن أبدت إليك معايباً فدعها وقل يا عين للناس أعين
وإني لأعجب من أهل الحق تخفيهم خلف أسماء مستعارة ، وصدع أهل الباطل باسمائهم علانية ، حتى قيل لنا في بعض المناظرات مع المخالفين من أهل البدع ومن قال أن هذه الشخصيات حقيقة ...؟؟ ، فأصبحت هذه ثلمة في حق أهل السنة ، وميزة لأهل البدعة .. والله المستعان .
وأذكرك بأن رجلاً جلس في مجلس عبد الله بن المبارك الإمام المجاهد الورع، فاغتاب أحد المسلمين، فقال له عبد الله بن المبارك : يا أخي! هل غزوت الروم؟! قال: لا ، قال: هل غزوت فارس؟! قال: لا ، فقال عبد الله بن المبارك : سلم منك الروم، وسلم منك الفرس، ولم يسلم منك أخوك ؟!
وقال يحيى بن معين : أخطأ عفان – يعني بن مسلم - في نيف وعشرين حديثاً ما أعلمت بها أحداً ، وأعلمته فيما بيني وبينه .
والعبد الفقير .. كما هو موجود في موقعه نذر نفسه في دعوة الشيعة والرد على الرافضة .. وأنا أحسب نفسي – والله حسيبي – على ثغرة من الثغرات ، أدرأ بما تيسر لنا من إمكانيات شحيحة ، وأدوات قليلة عن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولم أكتب يوماً باسم مستعار ، وقد تعرضت بسبب ذلك إلى الأذى الكبير فهُجّرنا من ديارنا ، وسلبت بيوتنا وأحرقت مساجدنا ، وقتل معظم أخواننا ، وأنت على اطلاع على ذلك – نسأل الله تعالى أن يتقبل الشهداء ويعفو عن الأحياء – وقد وصل بنا الأمر الحال إلى أن حبسنا وعيالنا في بلد عربي ضعيف الحال والمآل لا نملك حتى جواز سفر ، في حين لكم حرية الحركة والتنقل في بلدكم ، لا يعرف أحد بما تقولون أو تفعلون ، باسمائكم المستعارة العديدة ، فأتمنى منكم تخصيص جهدكم المميز لما فيه خير للمسلمين ، والرد على أهل الأهواء والبدع ، وأن لا يكون العبد الفقير هدفاً لسهامكم ، فما عاد الجسد يقوى على التنكيل ، ولا الفكر على الرد ، ولا الخاطر على الاتساع ، ولم أكن أتصور يوماً أن الطعن قد يأتي من الخلف ، أو أن يكون الناصح القريب :
وظلم ذوي القربى أشد مضاضةً على المرء من وقع الحسام المهند
ثم أني اذكر للقارئ الكريم والمتابع الفاضل .. أننا ما قمنا بتحقيق كتاب التحفة إلا لأننا وجدنا فيه فوائد جمة خاصة لمن أراد أن يطلع على عقائد الشيعة من المهتدين الجدد لمذهب أهل السنة ، ووجدنا الكتاب لم يطبع منذ أكثر من ثلاثين عاماً في حينها ، فتوكلنا على الله وحققناه على نسخة الشيخ محب الدين الخطيب رحمه الله ، ولم نقدمه لدور النشر من أجل الحصول على متاع زائل ، حتى يظن ظان أننا نسترق المنافع المادية ، وإنما نشرناه كاملاً على موقعنا الالكتروني كي يستفيد منه من يستفيد من طلبة العلم ومريدي الهداية ، محتسبين الأجر عند الله تعالى ، وأنتم نقلتموه من خلال الموقع ، أما الخطأ والزلل فلا يسلم منه أحد ، والماء إذا كثر ذهب خبثه ، وقال عز وجل : ( إن الحسنات يذهبن السيئات ) .
نسأله تعالى أن يهدينا وإياكم سبل الرشاد ، ويصلحنا ويجعلنا هداة مهديين
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وحيا الله الشيخ الدكتور مجيد الخليفة الذي تشرفت الالوكة بانضمامه
وأسال الله ان يثيبك على جهودك في الدعوة وان يبارك فيها ويتقبلها

الأخ الفاضل ماجد بن مسفر العتيبي ... حفظه الله
تشرفنا بمروكم ... ونشر لكم إطراكم السابق والاحق
وإن كان العبد الفقير لا يستحقه
ولا أقول لك إلا كما قال العبد الصالح
اللهم اجعلني خيرا مما يظنون
ولا تؤاخذني بما يقولون
واغفر لي ما لا يعلمون