*** (وهَن يَهِن) ليست من مفردات فصيح ثعلب ***

جاء في موطأة الفصيح:
ووهَن الإنسانُ فهْو يهِن ... يَضْعٌف لكن كسرُه مُستَحسن
قلت : أخشى أنها ليست من مفردات الفصيح _أعني وهن يهن_ لأن ابن المرحل لم يذكرها في موطأته ، والذي ذكرها ونظمها هو الشيخ: محمد الحسن الشنقيطي على أنها فاتت الناظم!! وبعد البحث وجدت أن كل من:
1- اللبلي في تحفة المجد الصريح (لم يذكرها في شرحه)
2- ابن الجبان في شرحه على الفصيح (لم يذكرها أيضا)
3- الهروي في اسفار الفصيح (لم يذكرها أيضا)
4- ابن الطيب الفاسي في توطئته (لم يذكرها أيضا)
5- ابن درستويه في تصحيح الفصيح (لم يذكرها أيضا)
6-الزمخشري في الشرح المنسوب اليه (لم يذكرها أيضا)
7- ابن جابر الأندلسي في نظمه (لم يذكرها أيضا)
8- مالك ابن المرحل المالقي كما سبق (لم يذكرها أيضا)

ولكن الذي ذكرها هو:
1- ابن هشام اللخمي عرَضا ، قال فقط : "وهن لان وضعف"
2- الهروي في التلويح!!! والمعروف أن التلويح اختصار لكتابه الأصلي (إسفار الفصيح) والعحيب أنه لم يذكرها في إسفار الفصيح
والذي يغلب على ظني أنها من زيادات النساخ ، والله أعلم.

فهل يوافقني أحد

جزاك الله خيرا على جهدك، ولعلك تنشط لمتابعة هذه الطريقة في جميع ألفاظ الكتاب.

ولكن الذي ينبغي أن يؤخذ في الحسبان عند بحث مثل هذه المسائل مراعاة طبيعة الكتاب.
فكتاب الفصيح صنفه ثعلب ثم غير فيه كثيرا لأنه ظل يقرئه مدة طويلة، ولذلك اختلفت نسخه كثيرا بالكثرة والقلة
كما قال ابن أبي الحديد في نظمه:
ولم أغادر منه حرفا واحدا .............. إلا إذا كان غريبا زائدا
ففي زيادات الفصيح كثرة ............ يعرف ذاك منه أهل الخبرة

وكون الحرف لم يرد في بعض الشروح أو في بعض النسخ فهذا لا يعني أنه ليس من الكتاب، لأنه قد يكون من الزيادات التي ألحقها ثعلب بعد ذلك.

وقد تبين لي أن كتاب (فائت الفصيح) المطبوع منسوبا لتلميذ ثعلب أبي عمر الزاهد، ليس إلا تكملة من ثعلب نفسه أملاها على تلميذه، ولذلك تجد بعض هذه الزيادات في بعض نسخ الفصيح دلالة على أنها ألحقت.

ويبدو أن النسخ المغربية من كتاب الفصيح لم تشتمل على أكثر هذه الزيادات، ولذلك لا تجدها في منظومة ابن المرحل الأندلسي، ولا في منظومة ابن جابر الأندلسي، ولا في الشروح التي تفضلت بذكرها، وأكثرها أندلسي.
ولكنك تجدها في نظم ابن أبي الحديد:
ووهن العدو ضعفا يهن .............. ربض يربض المقال بين

وهذا يذكرنا بكتاب سيبويه فله نسخ مشرقية ونسخ مغربية، وتجد الشراح وغيرهم من النحويين ينصون على ذلك، ويذكرنا أيضا بكتاب الصحاح للجوهري فله نسختان مختلفتان، فالنسخة المشهورة المعتمدة هي التي رواها ابن القطاع، لكن النسخة التي اعتمد عليها صاحب القاموس وصاحب اللسان تختلف عن هذه النسخة، ولذلك تجد بعض الاختلاف فيها.

وكتاب (التلويح) ليس مختصرا من إسفار الفصيح، ولكنه شرح آخر وضعه المؤلف على سنن الاختصار، وقد ألفه بعد الإسفار، فلا مانع من أن يكون ألحق هذه الزيادة إذ وجدها في بعض النسخ.

فالمقصود أن زيادة (وهن يهن) ثابتة في كل المخطوطات التي اعتمدها د. عاطف مدكور، وثابتة كذلك في طبعة المستشرق بارث، فيحتمل أن يكونوا اعتمدوا على مخطوطات مشرقية فقط.

والله تعالى أعلم.

ما رأيك في إلحاق مشاركتك الأخرى عن ( غفل يغفل ) لتكون الفوائد كلها في موضع واحد ؟

أنا أوافق على اقتراحك يا أبا مالك .. نيابة عن صاحب الموضوع.
لأن وجبة كاملة دسمة أفضل من لقمة هنا ولقمة هناك :) :)

جزاك الله خيرًا أبا مالك أوافق طبعًا
ولي عودة إن شاء الله