عرض للطباعة
السلام عليكم.
أين أجد كلام ابن عقيل؟
إن البذلَ في ذات الله من أحسن ما يكون في سرور الحياة، فهل رأيت عُريًا قط أجمل من عُرِي المحرمين لذاته في تبذلهم واقتصارهم على لباس الإحرام، وهل رأيتَ ماءً قط أطيب من دموع المذنبين المستغفرين بالأسحار، وهل سمعتَ صوتًا قط أحسن وألذ من زجل المسبِّحين، وهل رأيتَ ذلًّا قط أطيب من ملامسة جباه الساجدين للتراب إخباتًا وانكسارًا لإلههم سبحانه
وعليكم السلام ورحمة الله.
أورد ابن الجوزي في صيد الخاطر عن ابن عقيل كلامًا يشبه الكلام الذي نقلت.
قال رحمه الله: "وكان ابن عقيل يقول: إن التبذل فيه سبحانه أحسن من التجمل في غيره. هل رأيت قط عراة أحسن من المحرمين؟ هل رأيت للمتزينين برياش الدنيا سمتا كأثواب الصالحين؟ هل رأيت خمارا أحسن من نعاس المتهجدين؟ هل رأيت سكرا أحسن من صعق الواجدين؟ هل شاهدت ماء صافيا أصفى من دموع المتأسفين؟ هل رأيت رؤوسا مائلة كرؤوس المنكسرين؟ هل لصق بالأرض شيء أحسن من جباه المصلين؟ هل حرك نسيم الأسحار أوراق الأشجار فبلغ مبلغ تحريكه أذيال المتهجدين؟ هل ارتفعت أكف وإنبسطت أيد فضاهت أكف الراغبين؟ هل حرك القلوب صوت ترجيع لحن أو رنة وتر كما حرك حنين المشتاقين؟ وإنما يحسن التبذل في تحصيل أو في الأغراض. فلذلك حسن التبذل في خدمة المنعم."
ص 488 / دار الفجر للتراث - القاهرة- ط1 : 1424/2003
ت: د. حامد أحمد الطاهر
أحسنت بارك الله فيك