« هل الأفضل التّطوع بالحجِّ أم التّصدق بنفقته ؟ »
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
سُئلَ صاحب الفضيلةِ الشّيخ العلاَّمة المحقّق الدّكتور عبد الرَّحمن بن ناصر البَرَّاك ـ حفظهُ اللَّـهُ تعالى ـ :
ماهو الأفضل : الحج كل سنة لمن يستطيع ذلك أم التبرع إلى اللجان الخيرية؟ وهل الأجر متساوٍ ؟ .
فأجاب ـ سلَّمهُ اللَّهُ تعالى ـ :
الأصل أن الحج أفضل من جنس الصدقة؛ لما صحّ عن النبي –صلى الله عليه وسلم- أنه سئل أي الأعمال أفضل؟ قال: "إيمان بالله ورسوله"، قيل ثم أي؟ قال: "الجهاد في سبيل الله"، قيل: ثم أي؟ قال: "حج مبرور". صحيح البخاري (26)، وصحيح مسلم (83). فجعل الحج المبرور في المرتبة بعد الجهاد، والحج نوع من الجهاد؛ لأنه يشتمل على بذل المال، ومكابدة الصعاب.
وجاءت تسميته جهاداً في الحديث الذي روته عائشة –رضي الله عنها- قالت: "قلت يا رسول الله على النساء جهاد، قال: "عليهن جهاد لا قتال فيه الحج والعمرة". أخرجه أحمد (24158)، وابن ماجه (2901)، وأصله في صحيح البخاري (2448) نحوه.
ولقد ذكر الله جملة من أحكام الحج والعمرة إثر ذكر الجهاد في سورة البقرة، مّما يدلّ على التناسب بينهما، فمن وجد من نفسه صدق الرغبة في حضور المناسك والمشاعر وتجرد قصده لذلك، فالحج في حقّه أفضل من الصدقة، اللهم إلا أن تعرض حالة ضرورة شديدة يمكن ألا تندفع إلا ببذل نفقة الحج، فهي حالة استثناء، كما يروى أن الإمام عبدالله بن المبارك وهو في طريقه إلى الحج وجد أسرة في ضرورة إلى القوت، فدفع إليهم نفقة الحج ورجع بمن معه فهذه حال خاصة لضرورة هذه الأسرة.
والحج يتضمن إنفاق المال والجهد البدني، ولا يمكن أن يستوي الحج المشتمل على الجهاد بالنفس والمال مع الصدقة التي لا تكلف البدن شيئاً، وربما كانت من يسار، ولا يتحقق فيها صدق البذل. هذا والله أعلم.
رقم الفتوى : 18157 .
المصدر : المَوقع الرَّسمي لفضيلة الشَّيخ عبد الرَّحمن البرَّاك .
رد: « هل الأفضل التّطوع بالحجِّ أم التّصدق بنفقته ؟ »
فتوى سماحةِ شَيْخِنا العَلاَّمَةِ عبدِ اللَّـهِ بنِ جبرينٍ ـ حفظه اللَّـهُ تعالى ـ :
السؤال: هل حج النافلة أفضل أم الصدقة والدعوة إلى اللَّـه ؟
الاجابــة :
إذا وجد هناك مشاريع خيرية فالصدقة فيها أفضل من حج النافلة إذا كان تأثيرها مفيدًا وعامًا، وذلك لأن الحج قد حصل أداؤه مرارًا، ولأنه قد ينفق فيه نفقة طائلة لو أنفقها في الدعوة إلى الله لكان لها تأثير، أما إذا كانت الدعوة إلى الله قائمة والذين يزاولونها من خيار الأمة وقد نفع الله بهم، فنرى والحال هذه أن الحج أفضل ولو كان تطوعًا.
رد: « هل الأفضل التّطوع بالحجِّ أم التّصدق بنفقته ؟ »
رد: « هل الأفضل التّطوع بالحجِّ أم التّصدق بنفقته ؟ »
الموقر العزيز / العرب :
شكر اللَّـه لكم مروركم وتشريفكم .
رد: « هل الأفضل التّطوع بالحجِّ أم التّصدق بنفقته ؟ »
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته قيل : إن المال إذا كان فيه شبهة أنفقه العبد في ما تهوى نفسه لا ما يحب ربه لذا على المسلم ان يصلح النية وينظر الي ما يصلح قلبه من العبادات فيقدمها ولكل طاعة وقت والله اعلم
رد: « هل الأفضل التّطوع بالحجِّ أم التّصدق بنفقته ؟ »
رد: « هل الأفضل التّطوع بالحجِّ أم التّصدق بنفقته ؟ »
قال شيخ الإسلام تقي الدين ابن تيمية - قدس الله روحه - في "الاختيارات الفقهية" (ص206):
وَالْحَجُّ عَلَى الْوَجْهِ الْمَشْرُوعِ أَفْضَلُ مِنْ الصَّدَقَةِ الَّتِي لَيْسَتْ وَاجِبَةً. وَأَمَّا إنْ كَانَ لَهُ أَقَارِبُ مَحَاوِيجُ فَالصَّدَقَةُ عَلَيْهِمْ أَفْضَلُ، وَكَذَلِكَ إنْ كَانَ هُنَاكَ قَوْمٌ مُضْطَرُّونَ إلَى نَفَقَتِهِ، فَأَمَّا إذَا كَانَ كِلَاهُمَا تَطَوُّعًا فَالْحَجُّ أَفْضَلُ لِأَنَّهُ عِبَادَةٌ بَدَنِيَّةٌ مَالِيَّةٌ وَكَذَلِكَ الْأُضْحِيَّةُ وَالْعَقِيقَةُ أَفْضَلُ مِنْ الصَّدَقَةِ بِقِيمَةِ ذَلِكَ، لَكِنْ هَذَا بِشَرْطِ أَنْ يُقِيمَ الْوَاجِبَ فِي الطَّرِيقِ وَيَتْرُكَ الْمُحَرَّمَاتِ وَيُصَلِّيَ الصَّلَوَاتِ الْخَمْسَ، وَيَصْدُقُ الْحَدِيثَ وَيُؤَدِّي الْأَمَانَةَ وَلَا يَتَعَدَّى عَلَى أَحَدٍ.
رد: « هل الأفضل التّطوع بالحجِّ أم التّصدق بنفقته ؟ »
وقال شيخنا العلامة ابن باز رحمه الله:
الحج والعمرة أفضل من الصدقة بنفقتهما لمن أخلص لله القصد ، وأتى بهذا النسك على الوجه المشروع، وقد صح عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قال : ( الْعُمْرَةُ إِلَى الْعُمْرَةِ كَفَّارَةٌ لِمَا بَيْنَهُمَا ، وَالْحَجُّ الْمَبْرُورُ لَيْسَ لَهُ جَزَاءٌ إِلا الْجَنَّةُ ) رواه البخاري (1773) ومسلم (1349) ، وقال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( عُمْرَةٌ فِي رَمَضَان تَعْدِلُ حَجَّة ) رواه البخاري (1782) مسلم (1256) اهـ .
وقال أيضاً:
من حج الفريضة فالأفضل له أن يتبرع بنفقة الحج الثاني للمجاهدين في سبيل الله ، لقول النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لما سئل أي الأعمال أفضل ؟ قَالَ إِيمَانٌ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ . قِيلَ : ثُمَّ مَاذَا ؟ قَالَ : الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ . قِيلَ : ثُمَّ مَاذَا ؟ قَالَ : حَجٌّ مَبْرُورٌ . رواه البخاري (26) ومسلم (83) .
فجعل الحج بعد الجهاد ، والمراد به حج النافلة لأن الحج المفروض ركن من أركان الإسلام مع الاستطاعة ، وفي الصحيحين عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قال : ( مَنْ جَهَّزَ غَازِيًا فَقَدْ غَزَا ، وَمَنْ خَلَفَه فِي أَهْلِهِ بِخَيْرٍ فَقَدْ غَزَا ) ولا شك أن المجاهدين في سبيل الله في أشد الحاجة إلى المساعدة المادية ، والنفقة فيهم أفضل من النفقة في التطوع للحديثين المذكورين وغيرهما اهـ .وقال أيضاً :الأفضل لمن أدى فريضة الحجّ والعمرة أن ينفق ما يقابل حج التطوع وعمرة التطوع في مساعدة المجاهدين في سبيل الله ، لأن الجهاد الشرعي أفضل من حجّ التطوع وعمرة التطوّع اهـ .
وسئل الشيخ ابن باز:
هل الأفضل أن يتبرع لبناء مسجد أو يحج عن والديه ؟
فأجاب : إذا كانت الحاجة ماسة إلى تعمير المسجد فتصرف نفقة الحج تطوعاً في عمارة المسجد لعظم النفع واستمراره وإعانة المسلمين على إقامة الصلاة جماعة .
أما إن كانت الحاجة غير ماسة إلى صرف النفقة ـ أعني نفقة الحج التطوع ـ في عمارة المسجد لوجود من يعمره غير صاحب الحجّ ، فحجه تطوعاً عن والديه بنفسه وبغيره من الثقات أفضل إن شاء الله ، لكن لا يجمعان في حجة واحدة بل يحج لكل واحد وحده اهـ .
انظر مجموع فتاوى الشيخ ابن باز (16/368-372) .
وقال شيخنا ابن عثيمين رحمه الله:
الذي نرى أن بذل النفقة في الجهاد أفضل من بذلها في حج التطوع ، لأن نفل الجهاد أفضل من نفل الحج اهـ بتصرف.
فتاوى ابن عثيمين (2/677) .
رد: « هل الأفضل التّطوع بالحجِّ أم التّصدق بنفقته ؟ »
شيخنا الحبيب
هل بعد ارتفاع الاسعار وبالذات السلع المعمرة التى هى اساس الزواج بالنسبة البنت
او الولد وانتشار الفاحشه والتبرج وصعوبة محافظة الشباب
على المبادىء والقيم والاعلام الفاسد وارتفاع تكاليف الشقق والمبانى والايجارات كل ذلك يوجب على علماءنا المعاصرين لهذه الاجواء الصعبة الاجتماع واصدار
فتوى جماعية فى هذا الامر وانا على علم إنكم تعلمون هذه الظروف هلى من مجيب بوركتم
رد: « هل الأفضل التّطوع بالحجِّ أم التّصدق بنفقته ؟ »
نفع الله بك حبيبنا الغالي.
إذا كانت الحاجة ماسة إلى ذلك كما ذكرتَ، مع ما نراه من غلاء الأسعار وضيق العيش لدى كثير من المسلمين، فالنفقة هنا قد تكون أفضل من الحج النافلة لكونها اضطرارية في كثير من الأحوال، وتكون آكد إذا كانوا أقارب محاويج. والله أعلم.
رد: « هل الأفضل التّطوع بالحجِّ أم التّصدق بنفقته ؟ »