قول ابن الجزري: وتقدَّم اختلافهم
الحمْد لله.
كنتُ ذكرتُ في هذا الموضوع
[
الرُّشد والرَّشد .... ]
طريقةَ ابنِ الجزري في عرْضِه للخلاف الَّذي له نظائر.
وقلتُ:
العادة الجارية في كتاب "النشر" لابن الجزري عند ذكر الكلمات التي فيها خلاف، أنه يجمع النظير إلى نظيره عند أول وروده.
وأمثلة هذا كثيرة لمن له اطلاع على كتاب "النشر" وغيره، وهذه أمثلة من سورة الأعراف تمهيدًا للموضوع:
= (واخْتَلَفُوا) في: (يُلْحِدُونَ) هُنا، والنَّحْلِ وحم السَّجْدَةِ؛ فقَرَأَ حَمْزَةُ بِفَتْحِ الياءِ والحَاءِ في الثَّلاثة، وافَقَهُ الكِسَائِيُّ وخَلَفٌ في النَّحْل، وقَرَأَ الباقُونَ بِضَمِّ الياءِ وكَسْرِ الحاءِ في ثَلاثَتِهِنَّ.
= (واخْتَلَفُوا) في: (لا يَتَّبِعُوكُمْ) هُنا، وفي الشُّعَرَاء: (يَتَّبِعُهُمُ الغَاوُونَ)؛ فقَرَأَ نافِعٌ بإسْكانِ التَّاءِ وفَتْحِ الباءِ فِيهِما، وقَرَأَ الباقُونَ بِفَتْحِ التَّاءِ مُشَدَّدَةً وكَسْرِ الباءِ في المَوْضِعَيْنِ.
= (واخْتَلَفُوا) في: (يَبْطِشُونَ) هُنا، و (يَبْطِشَ بِالَّذِي) في القَصَصِ، و (نَبْطِشُ البَطْشَةَ الكُبْرَى) في الدُّخَانِ؛ فقَرَأ أبُو جَعْفَرٍ بِضَمِّ الطَّاءِ في الثَّلاثة، وقَرَأَ البَاقُونَ بِكَسْرِها فِيهِنَّ.
رد: قول ابن الجزري: وتقدَّم اختلافهم
وأضيف:
ومن عادة ابن الجزري - رحمه الله - أنَّه ينبِّه على ما تقدَّم ذِكرُه من الخلاف عندما يرد النظير.
والأمثلة على ذلك لا تحصى.
وحتى لو كان ذكره قريبًا، كما قال في سورة البقرة: "وتقدَّم اختِلافُهُم في تشْديد ((أن ينزل عليكم)) قريبًا".
= = =
وقد وقفتُ على مواضع كان على ابن الجزري - رحمه الله - أن يفيَ بما سار عليْه من التَّنبيه على الخلاف الذي سبقَ إيرادُهُ، ولكن فاته ذلك.
فمنها أنه قد قال في سورة "النساء":
واختلفوا في ((لامستم)) هنا والمائدة؛ فقرأ حمزة والكسائي وخلف بغير ألف فيهما، وقرأ الباقون فيهما بالألف.
- - -
فلما جاء موضعها في سورة "المائدة" لم ينبه عليها.
والله أعلم.
رد: قول ابن الجزري: وتقدَّم اختلافهم
نفع الله بكم شيخنا الفاضل