رد: حقيقة عبد الوهاب المسيري
السلام عليكم ورحمة الله
أبى الله أن يتم إلا كتابه، وأن لا يعصم إلا نبيه صلى الله عليه وسلم
وقد يستغفر المرء لما صدر منه من غير تريث ولا توازن، وقد ينسخ ما قال بما يكتب، فإذا توفاه الله على ما قال صار في حكم المشيئة قد يغفر الله له بما قاوم وما جاهد وما أنفق وما علم وما كتب. والمناسب في المسلم إذا اشتهر فضله وانتشر وعم خيره أن يحسن الظن به، ويترك النصح له والنقد والتصويب لكبار العلماء والله أعلم وأحكم
رد: حقيقة عبد الوهاب المسيري
الحمدلله والصلاةُ والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومنْ والاه:-
أما بعدُ:-
كم وددتُ أنْ أبقى بعيداً عن هذا الموضوع لولا أنّ أحد الأحبة بعث رابطه على بريدي!!
أقول : لم يكن المسيري-رحمه الله- محتاجا في يومٍ من الأيام لثناءٍ أو تبجيلٍ من أحد؛ لأنه المسيري ويكفي المسيري فخراً أنه هو، وهو - عندي - أعظم مفكر عربي في الخمسين سنةً الماضية، وهذا رأي شخصي لا يٌلزمُ أحداً بشئ!!
ثم إنّ كثيراً من الذين خاضوا فيما يجهلون، قالوا فيه وفي موقفه من العلمانية قولا جمعَ جهلاً وظلماً وحسبك بهذين إذا اجتمعا، وأكاد أجزمُ أنّ كثيراً ممن تكلم في هذا لم يعرف حقيقة موقف المسيري من العَلْمانية؛ لأن موقفهُ منها يتّسمُ بالتركيب، بل بعضهم - كما حكى لي عن نفسه - لم يقرأ للمسيري فيها حرفا فضلاً عن قراءته لكل كلامه في هذا الموضوع، فكيف بالله يصح الحكمُ إذا فسدت التصورات، وكان في الضمائر مافيها من حسد وبغضاء!!
نسأل الله السلامة والعافية
( العلمانية الجزئية والشاملة ) أحد النماذج التفسيرية المهمة التي طورها المسيري- رحمه الله - وطبقها بحذر ( كما ذكر هو عن نفسه في كتابه العلمانية ) على الواقع، وقد أثبت هذا النموذج التفسيري مقدرة علمية فائقة لعل لها شواهد كثيرة من أبرزها : تفسير الظاهرة الصهيونية من ناحية كون الدولة يهودية أم قومية علمانية، وهذا كلامٌ يطولُ شرحهُ وبيانه وقد فصله المسيري في أكثر من موضع، والمقصود أن الموضوع عميقٌ لا يصح أن يطرقه (( أحدهم )) بصورة سطحية بل لابد من استيعاب أبعاده جيدا، ومعرفة مقتضياته وملابساته، ومن أجل هذا لايصح أنْ يكتفي بعضهم بالقول : " المسيري يدين بالعلمانية الجزئية، وقد قال ذلك بملء فيه على الهواء مباشرة، وكتب ذلك بقلمه في أكثر من موطن "؛ لأن هذا الكلام سيجرنا بطبيعة الحال إلى سؤال آخر مهم وهو : ماهي العلمانية الجزئية ؟؟!!
والجواب ( ويجبُ أنْ نأخذ الجواب هنا من باب العدل والإنصاف من كلام المسيري نفسه؛فإنْ كان لهُ فيه قولٌ فصلٌ محكم أخذنا بهِ، وإلا حاولنا استنطاق أحرفه، ونقبنا في أسطره- متسلحين بأمرين عظيمين هما : غاية العلم [ بمقاصد كلام المسيري ] وغاية العدل فبهما - بعد عون الله وتوفيقه - يحصلُ المراد )...
والجواب : أن للمسيري كلاما مفصلا في بعض حواراته يقول فيه : " والذين يطالبون بعلمنة العالم الاسلامي لا يدركون أن الإسلام والتوحيد والوحي والشريعة هي الموجهة للإنسان وللمجتمع وللحياة كلها، ولا يمكن فصل الحياة والإنسان والمجتمع والدولة عن استلهام تعاليم الإسلام، فالمرجعية الإسلامية هي الإطار الذي يرجع إليه المسلم ويرجع إليه المجتمع والدولة (فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ)[النساء: من الآية59].
والعلمانية الشاملة تشكل تهديداً خطيراً للإيمان الديني، ومن ثم فإذا كانت الحركة الإسلامية المعاصرة تستهدف بشكل رئيس الحفاظ على بقاء الإسلام حياً في حياة الناس فإن جزءاً من صراعها وجدلها لابد أن يكون مع العلمانية الشاملة.
من حوار له أجراه موقع الإسلام اليوم
الرابط : http://islamtoday.net/articles/show_...212&artid=9286
والمسيري - رحمه الله - قد بُحَّ صوته، وهو يصرخ ويقول كما في كتابه العلمانية ومواضع أخرى أنه يعني بالعلمانية الجزئية : " فصل الدين عن الدولة "، ثمّ لا يتوقف - رحمه الله - عند هذا بل يُتبعهُ بإيضاح معنى الدولة فيقول : الدولة هنا : هي الإجراءات الفنية في الاقتصاد والسياسة، ويوضح ذلك بالمثال : الكلام على ميزانية الدولة، وإقرار صفقة التسلح، مستشهدا بحديث تأبير النخل، وقصة تغيير منزل عسكر المسلمين قبيل غزاة بدر!!
فلماذا نتوقف عند ما قاله الآخرون عن المسيري، ولا نقرأ له - رحمه الله -وهو الذي عاد من ضيق المادية إلى رحابة الإسلام - كما في رحلته الفكرية -، وما هو موقع الإنصافُ من قولنا وكلامنا وحكمنا على عباد الله؟؟!!
وهل منهج السلف - رحمهم الله - مسائلُ نظريّةُ تُدرّسُ، وكلامٌ في المسائل يُقال، ثم نغفلُ عن حقائق المواقف، والتعامل مع آحاد المسلمين ممن لهم أخطاءٌ وهَناَتٌ ربما كان مصدرها - في بعض الأحيان - عائقٌ فهمٍ، وغشاوةٌ على بصر؟؟!!
لم يقل المسيري عن نفسه يوما : أنه عالم شريعةٍ، وإمامُ دين، ولم يقم على رؤوس الخلائق - كما يفعل البعض هنا - مفسقاً هذا، ومبدّعا ذاكَ، زاعماً أنه ملكَ موازين منهج أهل السنة؟؟!!
المسيري مفكر من نسل آدم يُصيبُ ويزل ويوافق الحق تارةً، ويخالفه أخرى، لكنّه قدّم لأمته عملاً فكريا ضخما، وتركةً علميةً تقاسمها أهل المعرفة والدراية، ثم هو - وهذا ظاهر لمن تأمل مواقفه وكلامه عن نفسه - على خلق كبير، وتواضع جمٍّ، فليتنا نأخذ من هذا بنصيب!!
وليت الذي نقل عن أحد الفضلاء انتقاده لموقف المسيري من العلمانية نقلَ ثناءه عليه، والله المستعان، وهو حسبنا ونعم الوكيل...
(( إضاءة )) : لم يكتب المسيري كلاما كثيرا في العلمانية الجزئية، وغاية ماكتبه فيها لايربو على العشرين صفحة، وانصب جهده في الكلام على العلمانية الشاملة المادية الداروينية التي اجتاحت كثيراً منّا دون علم - على الأقل وفق تصور المسيري -
اللهم يارحمنُ يا رحيم : ارحم عبدكَ عبدالوهاب المسيري، وأسكنه فسيح جنانك...
ربنا لاتجعل في قلوبنا غلاً للذين آمنوا...
فيصل الشهراني
رد: حقيقة عبد الوهاب المسيري
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فيصل الشهراني
والجواب : أن للمسيري كلاما مفصلا في بعض حواراته يقول فيه : " والذين يطالبون بعلمنة العالم الاسلامي لا يدركون أن الإسلام والتوحيد والوحي والشريعة هي الموجهة للإنسان وللمجتمع وللحياة كلها، ولا يمكن فصل الحياة والإنسان والمجتمع والدولة عن استلهام تعاليم الإسلام، فالمرجعية الإسلامية هي الإطار الذي يرجع إليه المسلم ويرجع إليه المجتمع والدولة (فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ)[النساء: من الآية59].
والمسيري - رحمه الله - قد بُحَّ صوته، وهو يصرخ ويقول كما في كتابه العلمانية ومواضع أخرى أنه يعني بالعلمانية الجزئية : " فصل الدين عن الدولة "، ثمّ لا يتوقف - رحمه الله - عند هذا بل يُتبعهُ بإيضاح معنى الدولة فيقول : الدولة هنا : هي الإجراءات الفنية في الاقتصاد والسياسة
كلام المدعو المسيري هذا يدل على أنه لا يستحق لقب " مفكر اسلامي " فالرجل يريد أن يتلاعب بالألفاظ حتى يجمع بين المتناقضات , فتارة يقر بأن الدين لا ينفصل عن الدولة , ثم يناقض نفسه عندما يقر أنه يؤمن بفصل الدين عن الدولة , وحتى يجمع بين المتناقضات جعل للدولة معنى آخر عندما سمى الدولة " الإجراءات الفنية " !!! , ومن المعلوم أن الإجراءات الفنية هي تلك الطرق والوسائل التي تنتهجها الدولة لتطبيق السياسات العامة للدولة وليست هي الدولة .
المسيري هذا علماني شهد على نفسه بذلك , ولكن يبدو أنه لما وجد أن العلمانية لم يعد لها جماهير كما كان الحال قديماً , أراد أن تكون له جماهيرية من خلال تظاهره بأنه " مفكر اسلامي " وفي نفس الوقت أراد أن يبقى وفياً لفكره العلماني !!!
العلمانية يا إخوان مذهب كفري إلحادي ومن أتى شيء من الكفر الأكبر وانتفت عنه موانع التكفير فقد كفر ولو لم يأتي كل ما في المذاهب الكفرية .
رد: حقيقة عبد الوهاب المسيري
بدعة المسيري تفتح الباب على مصراعية للزنادقه والملحدين أن يدعون علناً إلى الكفر والإلحاد , ثم إذا ما أنكرت عليهم قالوا لك (( لالالالالالالال الالا يا أخي لاتسيء الظن صدقني جزئي جزئي كله جزئي )) يا لها حقاً من مسخرة ومهزله سوف يظهر لنا الشيوعي ليقول (( أنا شيوعي بس شيوعي مسلم )) طيب كيف ؟ فيقول (( شيوعي جزئي جزئي )) ثم يأتينا القبوري ليقرر (( مشروعية )) عبادة القبور بزعمه تحت مسمي (( القبورية الجزئية )) وهكذا .
الشيوعية والعلمانية والقبورية وكل ملل الكفر مرفوضه سواء كلياً أوجزئياً , ومن إرتكب جريمة الكفر والشرك فقد كفر ولو كان ذلك جزئي غير كلي , لطالما كان الكفر والشرك أكبراً مخرجاً عن الملة وموانع التكفير منتفية .
رد: حقيقة عبد الوهاب المسيري
أذكر الإخوة بمذهب أهل السنة في مثل هذا الأمر وهو الاستفصال عن مراد المتكلم ، فيحمل على مراده الحقيقي ، لا على ظن السامع ، وقد قرره ابن تيمية بصور متنوعة ومتكرره في كتبه ، فأهل البدع ينفون "التحيز" وهو - كالعلمانية - اصطلاح لم يرد في لغة الشارع ، فيستفصل : هل تقصدون بنفي التحيز نفي العلو أم نفي انحصاره بشيء يحيط به ، فالأول ممنوع والثاني مسلّم. وكذا ما أسماه "العلمانية الجزئية" ، هذا اصطلاح مشبوه بهذا القيد ، فيسأل عن مراده ، وقد بينه وذكره ، واستدل لمقصده بأدلة شرعية (أنتم أعلم بأمور دنياكم) ، إذ هو يريد أن يقرر أن في الإسلام مساحة للإجتهاد البشري (كما اجتهد الرسول وبعض أصحابه من بعده) وذلك في مجال الوسائل ، لا الغايات والمقاصد والكليات ، وهو يصرح بهذا عندما أكد على أن الإسلام يوجه حياة الناس والمجتمعات.
الخلاصة: نَفَس التحري و التثبت لتبين مراد القائل أقرب للسلامة من هذه الجلبة..كلنا يعلم أن العلمانية تعني في أعم تعريف لها فصل الدين عن الدولة ، ولكن ما مراد المتلكم "المعيّن" إذا استعمل اصطلاحاً مشبوهاً كـ "علمانية جزئية" ، إن وافق في استعمال المتكلم أصلاً شرعياً قبل - مع التحفظ على الاصطلاح أو السعي لتغييره - وإن أراد به ما يصدم الشرع ، رددناه ، وحكمنا بما يليق.
تنبيه: أسرع الناس إطلاقاً للأحكام أعجزهم وأبعدهم عن إرادة التفصيل.
رد: حقيقة عبد الوهاب المسيري
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شرياس
المسيري هذا علماني شهد على نفسه بذلك , ولكن يبدو أنه لما وجد أن العلمانية لم يعد لها جماهير كما كان الحال قديماً , أراد أن تكون له جماهيرية من خلال تظاهره بأنه " مفكر اسلامي " وفي نفس الوقت أراد أن يبقى وفياً لفكره العلماني !!!
بلية الأحكام المضطربة على الآخرين هو هذه التخرصات والظنون المعتمدة على "يبدو" و أخواتها.
رد: حقيقة عبد الوهاب المسيري
أرجو أن يظل الحوار بين الإخوة علميا أولا ومتحليا باللياقة وحسن الخلق ثانيا وعبد الوهاب المسيري رحمه الله وتجاوز عنه أصاب وأخطأ ولعل حسناته أكثر ، وما أصدق قول القائل :
من ذا الذي ترضى سجاياه كلها * * * كفى المرء نبلا أن تعد معايبه
رد: حقيقة عبد الوهاب المسيري
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالله الشهري
تنبيه: أسرع الناس إطلاقاً للأحكام أعجزهم وأبعدهم عن إرادة التفصيل.
احسنت اخي الكريم
رد: حقيقة عبد الوهاب المسيري
بارك الله فيك يا شيخ عبد الله الشهري....وعبد الوهاب المسيري رجل عمل جاهدا لخدمة أمته....
وأنا أجزم أن هؤلاء الناس لم يفهموا قصد الراحل....وهذا طبيعي...إذ كيف لرجل لا يرقى لمستوى تفكير عبد الوهاب أن يفهمه....
أساتذتنا - والله العظيم- يقولون أنهم لا يفهمون ما يقول في بعض الأحايين...فما بالك بنا نحن...
رد: حقيقة عبد الوهاب المسيري
االمسيري يتكلم بأسلوب..راق جدا..يحلق في سماء..لاتستطيعها أجنحة البعض...