(بينه وبين مصر، أو مبارك ومصر)

كتبتُ كُليماتٍ ساعةَ تنحي الطاغية أعبر فيها عن كذبه ونفاقه وخداعه..! فقلتُ -على غرار أصحاب المقامات-:حدثنا صعلوك بن غاشم بن ظالم الذي على قلوبنا جاثم لأنه ينتمي للحزب الوثني الحاكم فقال: هل ترون لملكي من زوال..؟! أو لخلافتي من انتقال..؟! فإن هذا محال! لأني حاربتُ الأبطال! وقتلت الرجال! كي أظل فوق الجبال! فقلنا له: أما قرأتَ قوله-تعالى- (قل اللهم مالك الملك...تشاء ) أم عينك لا ترى الضياء؟! وأذنك لا تسمع النداء؟! وقلبك ليس به حياء؟!
فقال لنا: إن لي ثلاثين عاما وأنا في هذا المكان.! وقد مكثتُ اكثر من فرعون وهامان..!
وتحتي جنود وأعوان.! فقلنا له: أوما سمعتَ عن تقلب الزمان..؟! وتبدل الأكوان..؟!
وذهاب الأنصار والخلان..؟! واسمع إلى هاشم الرفاعي إن كان فيك بقيةٌ من إنسان:
فيموتُ يقتلعُ الطغاةَ مزمجرا أقوى من الجبروت والسلطانِ قال لنا: إن مصر حبيبتي..! وهى شوقي ولوعتي..! وسهدي وعبرتي..!
وبحق هى جنتي..! فكيف تفرقون بيني وبين أحبتي؟!
فلي معها إخاء حميم! وود قديم! وإن تركتُها فهذا هو الجحيم..! فقلنا له:
أنت في حبها كذاب! لأنك جلبت لها الخراب! وكنت أمامها كالضباب!
وهى أغلقت في وجهك الباب! وأكثرت لك من العتاب! لكنك لم تكن معها حتى كالكلاب!!
لأن الكلب يفهم معنى الوفاء، ويدرك حقيقة الجزاء، لكنك كنت مع مصر بالضد من ذلك..، فأوردتها المهالك! وأصعب المسالك! فبالله، إن كان عندك من الدين بقية..! أو شئٌ من الوطنية..!
اترك مصر الأبية، لعلها تستنشق ريحا زكية، وتنعم بمفقود اسمه حرية..! وتستعيد الماضي التليد، ويشرق فيها الفجر الجديد، بعد أن جعلتها في صفوف العبيد..! فهى الآن تتهيئُ لطارف سعيد، وستسابق الأمم، لأنه سيتولى أمرها أصحاب الهمم،
وسيداوون ما بها من جراح، ويلبسونها أثواب الأفراح، ويقولون وداعا للاتراح،
ومعا إلى الإصلاح والفلاح والنجاح...
وللمقامة تكملةٌ..