عرض للطباعة
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
هل يأخذ الظاهرية و على رأسهم ابن حزم بالقرائن إجمالا ؟ و ما تفصيل ذلك مقارنة بأصول مذهبهم"؟
وقفت على معلومة مفادها أنهم يعتدون بالقرائن المنفصلة حتى يصرف المعنى عن "ظاهره" ؟
فماذا عن القرائن المتصلة :اللفظية خاصة ؟
أليست هي الأولى بالاعتبار؟
الظاهرية لا يصرفون الظواهر اللفظية سواء كانت منفردة أو بنية عن حقائقها اللغوية إلا بضرورات الحس أو العقل أو نص أخر من الله عز وجل على أن الظاهر اللغوي الأول غير مراد وهو ما يسمى بالإصطلاح الشرعي وليس ذلك إلا لله عز وجل خالق اللغات لا معقب لحكمه ولا راد لأمره أو إجماع فإنه يحيل الظاهر الأول اللغوي إلى ظاهر إصطلاحي والإجماع عندهم لا يكون إلا مستندا على نص وخلاصة القول أن الظاهر الأول يقين ولا يحيل هذا اليقين إلا يقينا مثله ويكون صحيح للإحالة في محله وموضوعه أما القرينة بمعناها الظني كالأمارة فهي غير معتبرة عندهم والله أعلم
كما تفضل الباجي، فإن القرينة - كغيرها - من الأدلة الظنية لا يمكن الأخذ بها مهما قويت - مادام أنها على سبيل الظن - و ابن حزم الأندلسي لم يذكر في أصوله إلا الأبواب الكبرى في أصول الفقه و ضبطها باليقين و طرح الظنون، فلذا تجد كثيرا من الجزئيات التي يتعرض لها غيره من علماء الأصول غير مذكورة عنده أصلا .
فقرينة الحال أو السياق و نحوهما، لا يمكن أن تزيد من شيوع الحكم أو تنقص منه لأننا لا نتيقن علاقتها باللفظ أوَّلا، ثم لا نتيقن أنها مما أراد الله الحكم به.
فالأصل - عند الظاهرية - الأخذ باليقين، لأنه لا يختلف - إلا ما كان منتقلا كالنسخ -
و مبدأ اليقين هو ( أوائل العقل ) و ( العلم الحاصل بالحواس )
و كل يقين فهو راجع إلى هذين المبدأين، لأنه لا ينكر عاقل مقتضياتهما أبدا
فكل ما صح وفقهما فهو الصواب، و كل ما خالفهما فهو الخطأ
و ( العقل ) ليس بمعناه الفاسد عند ( المعتزلة ) و أضرابهم، بل بمعناه الصحيح الذي لا يناقض الشريعة أصلا
و لهذا تجد المحققين من أهل السنة ينكرون مصادمة العقل للنقل، و قد ألف ابن تيمية ما تعرفون من ( درء تعارض العقل و النقل )
و من جزئياته ( التخصيص بالعقل ) و يضربون له مثالا و هو قوله تعالى ( الله خالق كل شيء ) بأن العقل يضطرك لإخراج الذات الإلهية المقدسة من هذا النص العام
و على أي حال، فقد تكون بعض المواضع التي ذهب فيها الظاهرية مذاهب في الاستدلال غامضة و شبيهة بالخذ بالقرائن فإن كان عندك إشكال فسأحاول مساعدتك فيه إن شاء الله
أما من حيث التقعيد النظري العام، فالقرينة لا يأخذون بها ألبتة
و الله أعلم
اتضحت لي المسألة الآن ،بارك الله فيكما و جزاكما خيرا.
إن كان و لا بد من إيجاد مخرج لتناقضات الظاهرية وعلى رأسهم ابن حزم-رحمه الله- ، فسأحاول التوصل إليها بنفسي ! :)اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الطيب صياد
لكن التكلف لإيجاد مخارج للتناقضات (أو التعارضات) لا يلغي حقيقة وجودها .