دعوة للنقاش: هل ما ينقل عن الترمذي رحمه الله تعالى من اجماع في مسالة حج العبد مسلّم؟

قال الترمذي رحمه الله تعالى:

حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ حَدَّثَنَا حَاتِمُ بْنُ إِسْمَعِيلَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ عَنْ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ قَالَ
حَجَّ بِي أَبِي مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ وَأَنَا ابْنُ سَبْعِ سِنِينَ

قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ وَقَدْ أَجْمَعَ أَهْلُ الْعِلْمِ أَنَّ الصَّبِيَّ إِذَا حَجَّ قَبْلَ أَنْ يُدْرِكَ فَعَلَيْهِ الْحَجُّ إِذَا أَدْرَكَ لَا تُجْزِئُ عَنْهُ تِلْكَ الْحَجَّةُ عَنْ حَجَّةِ الْإِسْلَامِ وَكَذَلِكَ الْمَمْلُوكُ إِذَا حَجَّ فِي رِقِّهِ ثُمَّ أُعْتِقَ فَعَلَيْهِ الْحَجُّ إِذَا وَجَدَ إِلَى ذَلِكَ سَبِيلًا وَلَا يُجْزِئُ عَنْهُ مَا حَجَّ فِي حَالِ رِقِّهِ وَهُوَ قَوْلُ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ وَالشَّافِعِيِّ وَأَحْمَدَ وَإِسْحَقَ
فقد وجدت من اهل العلم من ينقل عن الترمذي انه قال اجمع اهل العلم على ان حج الصبي والعبد لا يجزئان كما فعل صاحب منار السبيل وصاحب فقه السنة رحمهما الله.
ولما رجعت الى كلام الامام الترمذي رحمه الله تعالى وخصوصا لما قرات كلام ابن حزم رحمه الله تعالى الذي نقل عن بعض السلف انه يرون ان حج العبد يجزئ عن حجة الاسلام اذا كان باذن سيده وجدت انه رحمه الله نقل الاجماع في الصبي ثم الحق العبد في حكم الصبي وليس انه نقل الاجماع ايضا على ان العبد لا يجزئ حجه بالاجماع ويقوي هذا الوجه قوله رحمه الله تعالى لما قال وهو قول سفيان والشافعي واحمد واسحاق مما يدل انه لم يدعي الاجماع في العبد كما نقله في الصبي فهل للاخوة الكرام رايا غير هذا الراي واريد نقاشا علميا في مسالة العبد اذا حج هل يجزئ حجه ام لا؟ نريد نقاشا بعيد عن التعصب وخصوصا ان المسالة تساهل فيها كثير من الفقهاء وحكموا على ان حجه لا يجزئ مع عدم وجود حديث صحيح صريح في ذلك والله اعلم.

لا يجب الحج على العبد ، ولا يجزئه إن حج عن حجة الإسلام .

فإن قيل : ألا يفيد أمر الله تعالى العمومَ في قوله سبحانه : ((ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلاً )) ، فيكون العبد داخلاً فيه ؟
فالجواب : أنّ العبد غير داخل في هذا الخطاب الشريف ؛ لأنه لا يملك نفسه . فلا يكون مخاطباً به .

حتى لو أذن له سيده :
http://webcache.googleusercontent.co...%D9%82&ct=clnk

وهل يدخل العبد في قوله تعالى: يا ايها الذين امنوا اذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا الى ذكر الله)
بالتاكيد انه لا يدخل في هذا الخطاب ولكن لو صلى الجمعة لاجزاته ولم يُلزم باعادة الصلاة ظهرا فهلا قيل هذا في الحج ايضا؟
فمسالة انه لا يجب عليه لانه لا يملك نفسه امر مسلّم ولكن المسالة هي هل اذا حج اجزاه ام لا؟
الرابط الذي وضعته يرون انه لا تجب عليه الجمعة ولكن اذا صرها باذن سيده فما حكم تلك الصلاة هل تجزئ ام وقعت منه نفلا فيلزمه ان يصلي الظهر؟
كذلك المراة يستحب في حقها صلاة الجمعة ولكن اذا صلت الجمعة اجزأتها ولا يجب عليها ان تصلي الظهر.
فالاستدلال على ان العبد لا يجب عليه الحج وبناءً على ذلك لا تجزئه عن حجة الاسلام قول يحتاج الى تحقيق ومراجعة.

الأصل في الصلاة أنها واجبة على العبد مخاطَب بها ، فلو صلاها جمعة أو ظهراً فلا يظهر فرقٌ بينهما .

أما الحج ، فليس بواجب عليه أصلاً .

بل هو مخاطب به ويلزمه متى توفر فيه شرط الحرية
كغير المستطيع فهو مخاطب به ويلزمه متى استطاع والله اعلم

للرفع