ولي الأمر يحكم مدى الحياة

ولي الأمر يحكم مدى الحياة

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، أما بعدُ: روى البخاري (3455)، ومسلم (1842/44) في «صحيحيهما» من طريق أبي حازم قال: قاعدت أبا هريرة خمس سنين، فسمعته يحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «كانت بنو اسرائيل تسوسهم الأنبياء، كلما هلك نبي خلفه نبي، وانه لا نبي بعدي، وسيكون خلفاء، فيكثرون». قالوا: فما تأمرنا؟ قال: «فوا ببيعة الأول فالأول، وأعطوهم حقهم، فان الله سائلهم عما استرعاهم».بعد ذكره لهذا النظام وان الأمم كانت تقوم على أمرها الأنبياء، ثم أخبر بأنه سيكون آخر الأنبياء، فقال: «كلما هلك نبي خلفه نبي، وانه لا نبي بعدي»، ثم أخبر بعهد الخلفاء ومرحلة كثرتهم وتفرقهم.
وللحديث فوائد: أولا: ان الناس والمجتمعات لا غنى لهم عن من يسوس حياتهم ويديرها، وادارة وتدبير شؤون الحياة هو بالمحافظة على مصالح الدنيا والآخرة.
ثانياً: الولاية والحكم للأصلح، فالأنبياء لا يسوسون الناس إلا بما هو خير، فولي الأمر يكون من الصالحين المصلحين، فهم الأحق، لما يكون على أيديهم من نفع الناس واصلاح أمرهم ثالثاً: الولاية في الرجال، فلم يجعل الله النبوة والرسالة في النساء.وفي قوله: «تسوسهم الأنبياء»، دليل على ان ولاية أمر الناس لا تستقيم الا بالرجال، فلم تساس بني اسرائيل بامرأة، وقال الله تعالى: {الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ}[النساء: 34].ولِما روى البخاري في «صحيحه» (4425، 7099) من حديث أبي بكرة رضي الله عنه قال: لَمّا بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم ان أهل فارس قد ملّكوا عليهم بنت كسرى قال: «لن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة».

«ولي الأمر يحكم مدى الحياة»
رابعاً: الولاية مدى الحياة، وفي ذلك مصالح أعظم مما يسمى بتداول السلطة (الولاية)، وتداول السلطة وأختها المظاهرات هي فرع من حكم الشعب للشعب والتشريع من الشعب فقوله: «كلما هلك نبي خلفه نبي»، أي: ان من ولي أمر المسلمين له الحكم مدى الحياة، ما دام بكامل قواه العقلية، وهذا ثابت بالنص والاجماع، أما النص فيؤخذ من فعل النبي صلى الله عليه وسلم، فقد ساس أصحابه حتى توفاه الله، وقد صح ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «انه من يعش منكم فسيرى اختلافاً كثيراً، فعليكم بسنَّتي وسنَّة الخلفاء الراشدين المهديِيِّن، عَضُّوا عليها بالنَّواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور، فإن كل بدعة ضلالة»، رواه أبو داود (4607)، والترمذي (2676) في «السنن» من حديث العرباض بن سارية رضي الله عنه، وفي رواية صحيحة لأحمد في «المسند«(4/126)، وابن ماجه في «سننه» (43) قال: «قد تركتكم على البيضاء ليلها كنهارها، لا يزيغ عنها بعدي إلا هالك»، فَقد تولّى الخلافة من بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أبو بكر رضي الله عنه حتى توفي، وولي الخلافة من بعده عمر بن الخطاب رضي الله عنه حتى توفي، وولي الخلافة من بعد عمر عثمان بن عفان رضي الله عنه حتى توفي، وولي الخلافة من بعده علي بن أبي طالب رضي الله عنه حتى توفي، والأصل عدم الإحداث والتبديل، لِما روى البخاري (2697) ومسلم (1718) في «صحيحيهما» من حديث عائشةَ رضي اللهُ عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من أحدث فِي أَمرنا هذا ما ليس فيه فهو رد«، وفي رواية لِمسلم في «صحيحه»(1718): «من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد». فكيف نغير ونبدل في أمور تفرق شَمل الأمة؟!

تداول السلطة تنازل وطمس لِهُوية الأمة
ان بعض الشعوب ترى ان الشعب هو الحاكم والرئيس وولي الأمر، فهيهات ان يعتقد الرئيس والملك والخليفة والأمير ان له حق السمع والطاعة، (وهذا سبب الفوضى والفتن) وأنه قد أصبح ولي أمر على دولته، ولذا تولّد عن هذه النظرية، شهوة الزعامة والمنصب، وصار الناس في سباق على الرئاسة، لأن أفراد الشعب أهموا بعد الثورة الفرنسية ان لهم حقاً في الحكم، وما عليه الا انتظار فرصته، ومن ثم ذهبوا الى جعل زمن الولاية محدوداً، وكلما قصرت مدة الحكم، صار الأمر أقرب الى المثالية في نظر الشعبيين، لأنها تُمَكّن أكثر عدد من الشعب في ان يكون سلطاناً ورئيساً، فالشعبيون يقدمون المصلحة الخاصة على المصلحة العامة.
ولك أيها القارئ الكريم تفسير ما يحدث من أبناء المسلمين، فان ما نسمع وما يثار من بعض الناس، ما هو الا نتيجة حتمية لوقوع أبناء الأمة تحت تأثير السموم المرئية والمسموعة، والغشاوة التي حجبت نظر المعجبين بهوية مشوهة لمجتمعات غربية مريضة، وان ما حدث من دلائل النبوة، فقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم ونبّه على تَأثُّرِ بعض أمته بتقاليد الغرب، فلنا رواية البخاري (3456، 7320)، ومسلم (2669/2) في «صحيحيهما» من حديث أبي سعيد الخدري رضي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لتتبعن سَنَنَ الذين من قبلكم، شبراً بشبر، وذراعاً بذراع، حتى لو دخلوا في جحر ضب لاتبعتموهم»، قلنا: يا رسول الله آليهود والنصارى؟ قال: «فمن»؟ وكذلك لا نُخفي أثر الجهل بهوية هذه الأمة، وعدم معرفة الشعار الذي مَيّزها عن غيرها من الأمم، وجعل الشرق والغرب يحسدها ويتمنى يوم زوال قوتها وطمس هويتها قوله: «وانه لا نبي بعدي، وسيكون خلفاء، فيكثرون»: هذا إخبار بأنه لا نبي بعده، وأنه خاتم النبيين قال تعالى:{وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ}[الأحزاب: 40]، ولن يكون الحال كبني إسرائيل، «كلما هلك نبي خلفه نبي»، ولكن «وسيكون خلفاء»، فخلفه أصحابه من بعده، وغيرهم من بعدهم.

الوفاء شعبة من الايمان، كلما هلك خليفة فالبيعة لمن خَلَفه
قوله: «وسيكون خلفاء، فيكثرون»، قالوا: فما تأمرنا؟ قال: «فوا ببيعة الأول فالأول، وأعطوهم حقهم، فإن الله سائلهم عما استرعاهم»، أي: ان الوفاء ببيعة الخلفاء والأمراء والملوك من الشرع، ويقدم الأول ثم الذي يليه، كلما هلك خليفة فالبيعة لمن خَلَفه، ولا يُلتفت لمن طلب بيعة يشق بها صف المسلمين، وكذلك الوفاء بالعهود والعقود، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ}[المائدة: 1]، وقال: {وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ ان الْعَهْدَ كَانَ مسؤولا}[الاسراء:34].
خامساً: ان الانسان مجموعة من الأقوال والأفعال، منها ما هو توقيفي لا يفعله الا وفق الكتاب والسنة، ومنها ما هو متعلق بالمصالح والمفاسد، فحيث ترجحت المصلحة، يكون العمل مطلوباً، واذا ترجحت المفسدة فالعمل داخل في النهي، ومن السياسة الشرعية منعه، ومن المعلوم ان أفعال المكلفين. اما واجبة أو محرمة أو مستحبة أو مكروهة أو مباحة، وولاة الأمر يسوسون الناس وفق الأحكام الخمسة سالفة الذكر، فتصرفات العبد كلها تُساس بالولاة وبالحكم بلا تفريق بين دين ودولة، ومسمى الدولة الدينية مركب إضافي مُحْدَثٌ، وهو من المصطلحات التي خرجت بعد الثورة الفرنسية والخروج على الكنيسة، والاسلام براء من ذلك، وانما يوصف الاسلام بذلك تنفيرا، والذي جاء في الشرع خلافة على منهاج النبوة، والحمد لله رب العالمين.

د.عبدالعزيز بن ندى العتيبي
جريدة الوطن الكويتية
27-3-2011

الموضوع نقلة الأخ خالد آل كاملة

هنالك فائدة عظيمة أخرى وفي غاية الأهمية لعل الدكتور العتيبي- رعاه الله لم يتنبه لها:
ألا وهي مسألة الوفاء بالبيعة للخليفة الأول فالأول ففيه دليل على بطلان بيعة الثاني والثالث والرابع وهلم جرا.........!
وأذكر هنا لفتة أخرى طيبة وهي أن سياسة الرعية المسلمة من قِبل الخلفاء تكون على وفق ما أنزله الله سبحانه وتعالى في كتابه وفي سنة نبيه في أمورهم كلها، لا وفق الدساتير الغربية وإلا فكيف يكون خليفة للنبي وهو يحكم الأمة الإسلامية وفق شريعة أخرى قادمة من الغرب البعيــد!!

ملكي أكثر من الملك

أعتقد أن الدكتور عبد العزيز ملكى أكثر من الملك , وهو مثل كل من يكتب هذه الأيام ضد الثورات العربية , أنها :
تقليد للغرب الكافر –من يقومون بها خارجون عن الطاعة –قلة مندسة – أيادى خفية
الى آخر هذه الإتهامات الجاهزة
وأنا أسأل الدكتور ومن يرى رأيه :
بعد خلع الرئيس المصرى اتضح أنه ترك الدولة لعصابة نهبتها ووزعت أراضيها على المعارف والأصدقاء , وأفقروا البلد , وحولوا أموال الشعب الى بنوك أوروبا وأمريكا
وهذا حاكم ليبيا يقتل الشعب بأموال الشعب , ووزع الدولة والجيش على أولاده ,فهم أصحاب الكتائب الأمنية , وأتى بالمرتزقة لقتل الشعب وتركيعه بأموال الشعب

وغيرهما من حكام
فاتضح من هذا الذى يحدث أن طول بقاء الحاكم يجعله يمكن لنفسه ولأولاده ولطائفته , ويجعل الدولة كلها تركة يورثها كما تورث الأموال والأمتعة

وهذا ليس من الاسلام بدليل أن النبى صلى الله عليه وسلم لم يحدد الخليفة من بعده , ولم يجعله من أهل بيته
أى أنه لم يورّث الأمة لمن بعده
وهذا هو النزاع الئيسى بيننا وبين الشيعة
كلما كبر الحاكم فى السن قلت همته وعزيمته وطاع جهده , وانكفأ على أمراض شيخوخته , وشاخت معه الدولة
فاذا كان الدكتور يجامل حاكما معينا , أو طائفة معينة , أو وضعا معينا فما كتبه ليس فى مصلحة المسلمين

مبدأ تخويف الأمة بالغرب , هو نفسه مبدأ تخويف الحكام للغرب بتنظيم القاعدة المزعوم , وتخويف الشعوب بالجماعات الاسلامية

لو كان امرا ليس متروكا للمسلمين لبينه صلى الله عليه و سلم بنص مباشر خاصة و انه امر يهم عامة المسلمين و تقوم مصلحتهم عليه و لم يكن بحاجة للاستنباط من النص و الامر متروك لنا نحدده اما مدى الحياة و اما بمده محدده بحسب المصلحه و مما يدل على ذلك ان امر اختيار الحاكم و مايتعلق بذلك و الذي هو اهم من تحديد المده انما هو متروك لنا يتحدد وفقا للزمان و المكان و العرف و الا لوجدنا الصحابه عملوا به عند تولية الخلفاء من ابي بكر الى علي رضوان الله عليهم و ما تعددت الصور من اجتماع اهل الحل و العقد من كبار الصحابه في السقيفه الى الوصيه الى الانتخاب فنرى ان الاسلام وضع للمساله قواعدا عامه و لم يفصل فيها و ترك التفاصيل تتحدد من قبل الرعيه ما دام الامر يحقق مصلحة المسلمين الدنيويه و الدينيه
امر اخر ان صاحب المقال جعل فهمه للنص امر فيصلا بين البدعه و السنه و هذا لا يسلم له

لدى عدة تساؤلات:
1- هل كل ماياتى من الغرب-مادام لايخالف نصا شرعيا-مقبوح ؟!!وأين دلالة نظر النبى صلى الله عليه وسلم لفارس والروم فى مسألة اتيان الحامل وكونه رجح ترك الأمر اذ رآهم صلى الله عليه وسلم يفعلون ولايضر أولادهم؟!

2-هل تنحسب دويلات المسلمين ونظم حكمها على منصب الخلافة العامة للأمة والبيعة مدى الحياة؟

ليس من العلمِ ولا من النصح لله ولرسوله وللأئمة المسلمين وعامتهم الترقيع للحكام الظلمة بإنزال النصوص الشرعية على وقائع غير مُرادة فَتَأمل !!!.... وفقني الله وإياك للهدى والرشاد

اقتباس:

---

وأذكر هنا لفتة أخرى طيبة وهي أن سياسة الرعية المسلمة من قِبل الخلفاء تكون على وفق ما أنزله الله سبحانه وتعالى في كتابه وفي سنة نبيه في أمورهم كلها، لا وفق الدساتير الغربية وإلا فكيف يكون خليفة للنبي وهو يحكم الأمة الإسلامية وفق شريعة أخرى قادمة من الغرب البعيــد!!

---

هي عينُ العلة وأصل البلاء والهلاك، وفقك الله ورعاك...

بسم الله
يبدو أن هذا الكلام على قياس الملك, استدلالات شرعية غير منطقية, النصوص صحيحة والتأويلات فلسفية, نحن مصيبتنا حقيقة في الدعاة -إلا من رحم الله منهم- الذين سيوصلون الأمة إلى ما وصلت إليه الأمة الرومانية التي كانت تقهر والكنيسة لا تبالي, حتى بلغ الحد إلى إنكار الكنيسة الذي هو إنكار للدين فظهرت العلمانية والفرق الإلحادية وكله بسبب رجال الدين..
حفظة العلم كثر, وحفظة الكتب الستة والمتون كثر, لكن قلائل هم الذين يدركون ما يحفظون, والحفظة ما هم إلا نسخ كتب لها لُسن, لكن "ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا وما يذكر إلا أولو الألباب" والحكمة ليست المعرفة بل هي معرفة المعرفة.
يا فلاسفة العلم كفوا عن مناصرة الظلم باسم الدين, لسان حال المظلومين:
لئن كنت محتاجا إلى الحلم إنني***إلى الجهل في بعض الأحايين أحوج
ولي فرس بالخير للخير ملجم***ولي فرس بالشر للشر مسرج
فمن رام تقويمي فإني مقوم***ومن رام تعويجي فإني معوج
وإن قال بعض الناس في سماجة***فقد صدقوا والذل بالحر أسمج
إن طورد العالم لأجل خطبة ألقاها مجازفا بإرادته, فإن غيره حُرم طعامه وعزته رغما عنه, وأنى للعالم المتنعم أن يشعر بمرارة الحرمان, وأنى للصائم تقربا لربه أن يدرك ضنى الجوعى, وكيف لدموع الخاشعين الباعثة للراحة والطمأنينة أن تشعر بدموع المقهورين المقلقة للجنان المتعبة للجناب.
العلماء غائبون أو مغيبون عن الواقع إلا من رحم الله, وإن الناظر من موقعي -كإنسان يعيش تحت سطوة الاحتلال اليهودي- إلى بعض فتاوى العلماء ليدرك ذلك واضحا, نحن نتعلم الدين لنتلذذ بالحياة وغيرنا يتعلم الدين ليُحرم الحياة, ولم يكن الدين لموت الحياة إنما الدين لإنعاشها, وعدم إدراك ذلك يولد علماء سفهاء مع شديد حبي إلى العلماء العظماء الذي نفعوا الأمة ونصروا الحق.

وكما قال أحد المشايخ ما معناه: إن من فضل الله -تعالى- على الثورة المصرية أن كانت والقنواتُ الإسلامية مغلقةٌ لئلا تثبط الناس إلا من رحم ربي، نسأل الله العافية.

الملاحظ أن هؤلاء المبتلون بتجريح العلماء والدعاة وتقطيع أوصالهم رغم اختلاف أقطابهم وتفرقهم وتطاحنهم الشديد

إلا أنهم مجتمعون على مبدأ التعظيم الشديد للحاكم إلى درجة التقديس .. مقابل احتقار أغلب من بذلوا أنفسهم وأموالهم وأعمارهم للدعوة إلى الله

اقتباس:

---

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عودة الفرسان

الملاحظ أن هؤلاء المبتلون بتجريح العلماء والدعاة وتقطيع أوصالهم رغم اختلاف أقطابهم وتفرقهم وتطاحنهم الشديد
إلا أنهم مجتمعون على مبدأ التعظيم الشديد للحاكم إلى درجة التقديس .. مقابل احتقار أغلب من بذلوا أنفسهم وأموالهم وأعمارهم للدعوة إلى الله

---

جزاك الله خيرا على هذه الكلمة الطيّبة وهذا هو الحقّ ..ولكن القوم لا يعلمون

[الملاحظ أن هؤلاء المبتلون بتجريح العلماء والدعاة وتقطيع أوصالهم رغم اختلاف أقطابهم وتفرقهم وتطاحنهم الشديد
إلا أنهم مجتمعون على مبدأ التعظيم الشديد للحاكم إلى درجة التقديس .. مقابل احتقار أغلب من بذلوا أنفسهم وأموالهم وأعمارهم للدعوة إلى الله]

هذه كلمة غير مفهومة على الإطلاق !!
فالذين تسميهم [المبتلون بتجريح العلماء والدعاة وتقطيع أوصالهم]
لايقدسون الحاكم
وهم يجرحون من يقدس الحاكم
والذين تسميهم [من بذلوا أنفسهم وأموالهم وأعمارهم للدعوة إلى الله]
هم الذين يقدسون الحاكم
والدليل هذا الموضوع

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
ما علاقة الحكم الشرعي في مدة ولاية الحاكم المسلم بالثورات الحالية، ولماذا هذه الانفعالية في الردود.
إن كان هذا الاجتهاد خاطئا فإنه يبقى اجتهادا مبنيا على أدلة شرعية. أما هذه الردود فهي بعيدة عن الرد العلمي.
لقد تحدث علماؤنا عن هذه المسائل: عن شروط الإمامة، وعن كيفية اختيار الحاكم وعن أهل الحل والعقد وعن العزل وكثير من مسائل الإمامة فيرجع إلى مضانها.
وفي نظري القاصر ليست القضية هي مدة ولاية الحاكم، بل في كيفية تقوية دور أهل الحل والعقد وفي كيفية تحصين المجتمع ضد الظلم والفساد.
قد نضع على الورق أنظمة مثالية لمحاربة الطغيان ولكن إذا لم يكن هناك توازن في القوة بين الحاكم وأهل الحل والعقد والعلماء، فلن يتحقق العدل (أتحدث عن السَّنن الشرعية والكونية، وأدعو الله عز وجل أن يتغمدنا برحمته وأن يرزقنا العدل والأمان في مجتمعاتنا وأن لا يؤاخذنا بمعاصينا وظلمنا).
إن من وسائل تقوية دور أهل الحل والعقد وهيبتهم أمام الحكام والرعية هو احترام العلماء وطلبة العلم، وتعريف الناس بهم، وعدم التنقيص من قدرهم والعمل بأقوالهم وفتاويهم فإنما أوتينا من عزل الناس عن علمائهم. فهم قادة الأمة وصمام أمانها.
هذا إشارة بعجالة أما الموضوع فيحتاج إلى ورقات كثيرة.

اقتباس:

---

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عودة الفرسان

الملاحظ أن هؤلاء المبتلون بتجريح العلماء والدعاة وتقطيع أوصالهم رغم اختلاف أقطابهم وتفرقهم وتطاحنهم الشديد

إلا أنهم مجتمعون على مبدأ التعظيم الشديد للحاكم إلى درجة التقديس .. مقابل احتقار أغلب من بذلوا أنفسهم وأموالهم وأعمارهم للدعوة إلى الله

---

السلام عليكم
أخي لو كان كان كلامك فيه شئ من التوضيح لكان أفضل ,نعم نقولها بملأ الفم ,إذارأ العلماء الذين تغمز فيهم أن الشخص أو الداعية أو العالم في نظرك يستحق التجريح فيجرح ولا كرامة ,تجد هؤلاء يسيئ إلى التوحيد أو إلى السنة أو يحرض الشباب و الغوغاء ضدحكامهم ,ثم لايظهرون حالهم لعموم الأمة ويكشفونهم لهم ,هؤلاء لايعظمون الحكام على حد قولك ,بل يعظمون حرمة المسلم أن تزهق بغير حق ,ويعظمون التوحيدوالسنة والدعوة إليهما ,ويجلون الصحابة ررر ولايسكتون فيمن يطعن فيهم ,أرجو أن يكون الحوار هادئا ,بارك الله فيك

اقتباس:

---

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عودة الفرسان

الملاحظ أن هؤلاء المبتلون بتجريح العلماء والدعاة وتقطيع أوصالهم رغم اختلاف أقطابهم وتفرقهم وتطاحنهم الشديد
إلا أنهم مجتمعون على مبدأ التعظيم الشديد للحاكم إلى درجة التقديس .. مقابل احتقار أغلب من بذلوا أنفسهم وأموالهم وأعمارهم للدعوة إلى الله

---

ربما لا يحتاج الكلام الى توضيح

حديثي كان عن طائفة منحرفة وضع الله لها البغض في الارض
ليس لهم همّ إلى الوقيعة في أهل العلم والفضل وتنفير الناس عنهم.. ويتخذون ذلك دينا وقربة إلى الله بزعمهم.. هؤلاء جرثومة خطيرة تنبّه إليها أعداء الاسلام فوظّفوها لمحاربته بعد أن هيؤوا الظروف المساعدة على نموها وتكاثرها.. ما من داعية إلى الخير إلا وسعوا في إيقاف دعوته وتنفير الناس منه.. ورجموه بكل وصف شنيع ( مبتدع دجال خبيث أجهل من الحمار أضل من إبليس ...إلخ ما جاء من ألفاظ ساقطة في قاموسهم الوسخ ) كلامي هنا ليس عمن احتسبوا بذل أوقاتهم في الرد على المبتدعة بعلم وحق ممن هم أهل للوقوف على ذا الثغر , حتى لا يتم الخلط


قلت أن هؤلاء في شدتهم على أهل الاسلام..بالمقاب ل تجده فيهم ميوعة لا تطاق أمام الحكام.. فهم ذهبوا إلى ما هو أبعد من الطاعة التي أوجبها الله لهم..ذهبوا إلى تقديسهم.. يتملقونهم في كل مناسبة أو بدونها.. مواقفهم في غاية السلبية من النوازل التي تمر بالأمة.. حين كان بن علي ومبارك يقتلون الشباب الأعزل كانوا يبررون جرائم الحاكم ويلومون الشعب ويحملونه مسؤولية ما حصل
وفي ليبيا الان يقفون الى جانب الأحمق ويقولون بأن من ثاروا عليه إنما هم خوارج..ومن تابع قناة القذافي سيرى فتاوى لهذه الشرذمة التي تمعن في تشويه صورة السلفية من خلال نسب أنفسهم وفتاواهم إليها

أرجو أن يكون اتضح المقصود.. وأن يستمر الحوار بشكل هادئ ومفيد

السلام عليكم
أخي (عودة الفرسان) أستسمحك إن كنت أسأت إليك , فالحمد لله قد اتضح الأمر , ولكن قد ابتلينا بأناس يردون أقوال أهل العلم إذا تكلموا أوبينوا أحوال بعض الدعاة إذا كان فيهم انحراف منهجي عن منهج السلف ,معذرة مرة أخرى