الفوائد في تعريف من لم يعرفه الهيثمي في مجمع الزوائد

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
هذا ما تيسر لي أن أجمعه من الرواة ذكرهم الهيثمي في كتبه مجمع الزوائد وقال فيهم : "لم أعرفه ".
والذي أجعله مرجعا في الترقيم والنص هو طبعة دار الفكر 1994 م، بتحقيق عبد الله محمد الدرويش.
1- إسحاق بن يزيد الخطابي.
قال في الحديث رقم 48: "إلا أن فيه إسحاق بن يزيد الخطابي ولم أعرفه"
هكذا في المجمع بتحقيق الشيخ الدرويش، والذي في المعجم الكبير للطبراني "إسحاق بن زيد الخطابي" وهو الصواب، حدث عن محمد بن سليمان بن داود. وهو مترجم في الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ج 2 ص: 220، وقال فيه: (( إسحاق بن زيد بن عبد الكبير الخطابي هو ابن عبد الحميد بن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب الحراني، روى عن محمد بن سليمان ابن أبي داود وعثمان بن عبد الرحمن الطرائفي وعمه سعيد بن عبد الكبير سمع منه أبي بحران. ))
ذكره ابن حبان في "الثقات" (8/122، رقم: 12533) وقال فيه: ((إسحاق بن زيد الخطابي وهو إسحاق بن زيد بن عبد الكبير بن عبد الحميد بن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب سكن حران يروى عن أبى نعيم ثنا عنه ابنه عبد الكبير بن إسحاق بن زيد بحران )) وهو من رجال ابن حبان في صحيحه، روى بطريقه عدة أحاديث، منها:
أخبرنا الحسين بن محمد بن أبي معشر بحران قال : حدثنا إسحاق بن زيد الخطابي قال : حدثنا الفريابي عن سفيان عن هشام بن عروة عن أبيه
: عن عائشة قالت : كان النبي صلى الله عليه و سلم يؤتى بالصبيان فيحنكهم فأتي بصبي فبال عليه فأتبعه الماء ولم يغسله (صحيح ابن حبان 4/208، رقم: 1372)
ومن من أكثر عنه أبو عروبة الحراني، وقد استشهد المزي والعسقلاني بقوله في تاريخ وفاة عبد الحميد بن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب.
فهو صالح الحديث إن شاء الله.
2- الحسن بن محمد بن عباد.
قال تحت حديث رقم: 124: " رواه البزار ورجاله موثقون إلا شيخ البزار الحسن بن محمد بن عباد فإني لم أعرفه "
ذكره الخطيب البغدادي في تاريخه: " الحسن بن محمد بن عباد أبو علي البغدادي حدث عن محمد بن يزيد بن سنان روى عنه أحمد بن عمرو البزاز ذكر ذلك محمد بن إسحاق بن منده الأصبهاني في كتاب الأسماء والكنى " انتهى.
ولم نجد منه إلا حديثا واحدا عند البزار، فهو مجهول العين، والله أعلم.
3- قطري.
قال تحت حديث رقم: 147: " رواه البزار من رواية قطري عن سماك بن حذيفة وقال البزار : لا نعلمه إلا في هذا الحديث وقطري لم أعرفه "
وهو قطري الخشاب لأن البزار روى عن طريقه في الحديث قبل الحديث الذي ذكره الهيثمي في مسنده وهو الحديث رقم 2918 و 2919 في مسنده ورقم: 17 و 28 في كشف الأستار.
ذكره ابن حبان في الثقات 7/346 وذكره ابن أبي حاتم في الحرح 7/148-149 وقال أبوه "لا بأس به".
وذكره البخاري في تاريخه ولم يذكر له جرحا ولا تعديلا.
4- محمد بن أحمد بن جعفر الوكيعي المصري.
قال تحت الحديث رقم 1023 (1/489):
" رواه الطبراني في الأوسط ورجاله موثقون إلا شيخ الطبراني محمد بن أحمد بن جعفر الوكيعي المصري فإني لم أعرفه "
قلت: هذا معروف وهو من رجال النسائي في المجتبى فلذلك ذكره الحافظ في التقريب (2/35، رقم: 6408) باسم محمد بن أحمد بن جعفر بن الحسن الذهلي أبو العلاء الوكيعي، ثقة ثبت.
وذكره الخطيب في تاريخه (4/58) في ترجمة أبيه، وقال: " حدثني عبيد الله بن أبى الفتح عن أبى الحسن الدارقطني قال احمد بن جعفر الوكيعي ثقة وابنه محمد ثقة "
كما ذكره الذهبي في السير (14/138) وقال: " الامام المعمر الثقة ".
5- أبو الجعد.
قال تحت حديث أبي أمامة رقم: 911: " ورجاله موثقون إلا أن فيه أبا الجعد عن أبي أمامة فإن كان هو الغطفاني فهو من رجال الصحيح وإن كان غيره فلم أعرفه "
قلت: الواضح من كلام الطبراني وأحمد أنه أبو الجعد مولى بني ضبيعة. أما الغطفاني فهو رافع الأ شجعي والد سالم وإخوانه وكان قارئا للقرآن روى عن عبد الله بن مسعود م وعلي بن أبي طالب روى عنه ابنه سالم بن أبي الجعد م وعامر الشعبي ذكره بن حبان في كتاب الثقات روى له مسلم حديثا واحدا (تهذيب الكمال 9/38).
وقد قاله الشيخ شعيب الأرنؤوط في تخريجه لمسند أحمد تحت حديث رقم: 22172 ج 36 ص: 507: " حديث صحيح، وهذا إسناد حسن في المتابعات . أبو الجعد مولى بني ضُبَيعة روى عنه اثنان: قتادة بن دعامة وأبو التيَّاح يزيد بن حُميد الضُّبَعي، وذكره أبو أحمد الحاكم في "الكنى" 3/123-124، ولم يسمه، وقد توبع، وباقي رجاله ثقات "
فهو مجهول الحال إذا، والله أعلم.
6- محمد بن شعيب شيخ الطبراني.
قال تحت حديث رقم 1435: (( رواه الطبراني في الأوسط وفي البزار عنه : " إذا أتى أحدكم أهله فأقحط فلا غسل "
ورجال البزار رجال الصحيح ورجال الطبراني موثقون إلا شيخ الطبراني محمد بن شعيب فإني لم أعرفه )).
ذكره الطبراني في الأوسط في من اسمه محمد بن شعيب ونسه إلى الأصبهاني في أول حديثه وهو في رقم: 7465 في الأوسط.
ذكره الشيخ نايف المنصوري في "إرشاد القاضي والداني" فقال (ص 561):
[913] محمد بن شعيب بن داود أبو عبد الله التاجر الأصبهاني.
حدث عن: أحمد بن إبراهيم الزمعي، وعبد الرحمن بن سلمة الرازي، والحسن بن علي الخلال، وعباس بن إسماعيل.
وعنه: أبو القاسم الطبراني في «معجمه»، وأبو الشيخ الأصبهاني، وأبو أحمد العسال، وأبو إسحاق بن حمزة.
قال أبو الشيخ: حدث عن الرازيين بما لم نجده في الري، ولم نكتبه إلا عنه. وقال أبو نعيم: يروي عن الرازيين غرائب. وكذا قال الذهبي، وقال الهيثمي: لم أعرفه. وكلام أبي الشيخ ذكره الحافظ في «اللسان».
- طبقات أصبهان (4/ 43)، أخبار أصبهان (2/ 253)، تاريخ الإسلام (22/ 271)، المجمع (1/ 265)، اللسان (6/ 266)، الضعيفة (13/ 766/ 642).
• قلت: (صاحب غرائب لا يحتج به).
7- عبد الله بن محمد بن العباس الأصفهاني
قال تحت حديث رقم 1473: ((رواه الطبراني في الكبير ورجاله موثقون إلا عبد الله بن محمد بن العباس الأصفهاني فإني لم أعرفه ))
ذكره الشيخ نايف المنصوري في الإرشاد ص 389 فقال:
[602] عبد الله بن محمد بن العباس بن خالد أبو محمد السلمي الأصبهاني.
حدث عن: محمد بن المغيرة، وسهل بن عثمان، وسلمة بن شبيب، محمد بن غياث الضبعي، وغيرهم.
وعنه: أبو القاسم الطبراني في "معاجمه"، وأبو الشيخ، والقاضي عبد الله بن محمد بن عمر، وعبد الرحمن بن محمد بن سياه، والقاضي محمد بن أحمد، وغيرهم.
قال أبو نعيم: صاحب أصول.
مات سنة ست وتسعين ومائتين.
- طبقات أصبهان (3/ 371)، أخبار أصبهان (2/ 62)، تاريخ الإسلام (23/ 183).
* قلت (المنصوري): (صدوق) وقول أبي نعيم يدل على أنه صاحب رجال وطلب.))
8- محمد بن سعد المؤذن.
قال تحت حديث (332) (2/269):
عن أم حبيبة بنت أبي سفيان قالت : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: (( من حافظ على أربع ركعات قبل العصر بنى له الله عز و جل بيتا في الجنة ))
رواه أبو يعلى وفيه محمد بن سعد المؤذن ولم أعرفه.
وفي مسند أبي يعلى بتحقيق حسين سليم أسد الداراني " محمد بن سعيد المؤذن ".
وما ذهب إليه الداراني هو الصواب لأن المزي ذكره في تهذيب الكمال (25/280) ومن شيوخه عبد الله بن عنبسة، وممن روى عنه يحيى بن سليم وذا موافق لما في هذه الروية.
قال عنه الحافظ في التقريب: ((محمد بن سعيد الطائفي، أبو سعيد المؤذن، صدوق، من السادسة ))
9- الجارود عن إسرائيل.
قال في المجمع ((عن علي قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
لولا أن الكلاب أمة من الأمم أمرت بقتلها اقتلوا منها كل أسود بهيم ومن اقتنى كلبا لغير صيد ولا زرع ولا غنم أوى إليه كل يوم قيراط من الإثم مثل أحد وإذا ولغ الكلب في إناء أحدكم فليغسله سبع مرات إحداهن بالبطحاء
رواه الطبراني في الأوسط من طريق الجارود عن إسرائيل والجارود لم أعرفه))
الجارود هو ابن يزيد كما قاله الدارقطني في سننه (1/176-177 رقم 188 بتحقيق عادل الموجود وعلي المعوض) وهو يخرج الحديث من طريق الخضر بْنُ أَصْرَمَ , نا الْجَارُودُ , عَنْ إِسْرَائِيلَ , عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ , عَنْ هُبَيْرَةَ , عَنْ عَلِيٍّ , قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا وَلَغَ الْكَلْبُ فِي إِنَاءِ أَحَدِكُمْ فَلْيَغْسِلْهُ سَبْعَ مَرَّاتٍ إِحْدَاهُنَّ بِالْبَطْحَاءِ» .
ثم قال: الْجَارُودُ هُوَ ابْنُ أَبِي يَزِيدَ مَتْرُوكٌ
والجارود بن يزيد هذا كنيته أبو علي وقيل أبو الضحاك النيسابوري ذكره الذهبي في الميزان (2/108، رقم 1430)، كذبه أبو أسامة وضعفه علي وقال يحيى: "ليس بشيء"، وقال أبو داود: "غير ثقة"، وقال النسائي والدارقطني: "متروك" كذبه أبو حاتم.
10- محمد بن راشد.
قال في 2/15 تحت حديث رقم: 1596:
((رواه الطبراني في الأوسط عن شيخه محمد بن راشد ولم أعرفه ورواد بن الجراح وثقه أحمد وابن حبان وفيه ضعف ))
قلت: قال المحقق: ترجمه أبو نعيم في تاريخ أصبهان (2/203) ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا.
ذكره الشيخ نايف المنصوري في إرشاد القاضي:
[784] محمد بن أحمد بن راشد بن معدان بن عبد الرحيم أبو بكر الثقفي مولاهم الأصبهاني.
حدث عن: إبراهيم بن سعيد الجوهري، وعبد الله بن خالد المصيصي، وموسى بن عامر الدمشقي، وعصام بن رواد، والهيثم بن مروان، وخلق.
وعنه: أبو القاسم الطبراني في " معاجمه "، وأبو أحمد العسال، وأبو الشيخ، وابن المنادي، وأبو بكر بن المقرئ، أبو عبد الله بن بطة، وغيرهم.
قال أبو الشيخ: كثير التصنيف كثير الحديث كتبنا عنه ما لم نكتب عن غيره. وكان محدثا وابن محدث. وقال أبو نعيم: كثير الحديث والتصانيف. قال الذهبي: الإمام الحافظ الرحال المصنف. وقال الصفدي: الحافظ محدث ابن محدث، طاف الدنيا، ولقي الشيوخ، وصنف الكتب، وكان صالحا ثقة. وقال الهيثمي: لم أعرفه. وقال مرة: لم أجده. وقال الألباني: لم أر من وثقه، وقد أورده الخطيب ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا. ونقل في موضع آخر كلام أبي الشيخ المتقدم، وأبي نعيم، وأقره.
مات بكرمان غريبا سنة تسع وثلاثمائة.
- طبقات أصبهان (3/ 492)، أخبار أصبهان (2/ 243)، فتح الباب (1166)، تاريخ بغداد (1/ 302)، تاريخ دمشق (51/ 38)، تهذيب الكمال (35/ 391)، تاريخ الإسلام (23/ 259)، تذكرة الحفاظ (3/ 814)، النبلاء (14/ 404)، الوافي بالوفيات (3/ 68)، المقفى (5/ 171)، المجمع (3/ 216)، (1/ 288)، الضعيفة (5/ 511)، الصحيحة (4/ 401).
• قلت: (ثقة مكثر).
انتهى.
11- عبد الله بن عمر بن أبان.
قال في 2/438:
وعن البراء بن عازب أن رسول الله صلى الله عليه و سلم صلى في يوم الأضحى بغير أذان ولا إقامة فخطب الرجال ثم مال إلى النساء فخطبهن وحدثهن على الصدقة حتى كثر مع بلال المتاع . ص . 439
قلت : للبراء حديث غير هذا في الصحيح وغيره
رواه الطبراني في الأوسط وفيه عبد الله بن عمر بن أبان ولم أعرفه
هذا الحديث ذكره الطبراني في الأوسط بإسناد: ((حدثنا أحمد قال : نا عبد الله بن عمر بن أبان قال : نا عبيدة بن الأسود ، عن القاسم بن الوليد ، عن الشعبي ، عن البراء بن عازب ))
قلت: اسم عبد الله بن عمر بن أبان ممن كثر ذكره الطبراني في معاجمه الثلاثة وهو معروف مكثر. واسمه الكامل كما في تهذيب الكمال (15/345) : عبد الله بن عمر بن محمد بن أبان بن صالح بن عمير القرشي الأموي أبو عبد الرحمن الكوفي مشكدانة مولى عثمان بن عفان ويقال له الجعفي.
وهو من رجال مسلم، وأبي داود، والنسائي ومن مشايخه عبيدة بن الأسود وروى عنه مسلم وأبو داود. ذكره ابن حبان في الثقات، وقال الحافظ في التقريب (1/346 رقم: 3865) : "صدوق فيه تشيع".
و أرجو من الإخوة الزيادة لإتمام الفائدة
أنصاري تسليم
بيكاسي - إندونيسيا، 14 ربيع الأخير 1432 ه