التغريب:التغريب: تيار فكري كبير ذو أبعاد سياسية واجتماعية وثقافية وفنية يرمي إلى صبغ حياة الأمم بعامة، والأمة الإسلامية بخاصة بطابع الغرب، وذلك بهدف إلغاء شخصيتهم المستقلة وخصائصهم المتفردة، وجعلهم أسرى التبعية الكاملة للحضارة الغربية.
الحمد لله والصلاة والسلام على مولانا رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
تعريف التغريب:
التأسيس وأبرز الشخصيات:بدأ المشارقة في العالم الإسلامي بتحديث جيوشهم عن طريق إرسال بعثاث إلى البلاد الأوروبية، أو باستقدام الخبراء الغربيين للتدريس والتخطيط للنهضة الحديثة، وذلك مع نهاية القرن الثامن عشر، ومطلع القرن التاسع عشر، وذلك لمواجهة تطلع الغربيين إلى بسط نفوذهم الأستعماري إثر بدء عهد النهضة الأوروبية.
ومن أبرز دعاة التغريب:
_جمال الدين الأفغاني: قال عنه محمد رشيد رضا: "إنه كان يميل إلى وحدة الوجود، وكلامه في النشوء والترقي يشبه كلام داروين، وكان رجلا غريب الأطوار".
_محمد عبده: كان من أبرز تلامذة الأفغاني، وشريكه في إنشاء مجلة العروة الوثقى، ظهرت له فتاوى أول فيها النصوص بغية التقريب بين الإسلام وبين الحضارة الغربية، ودعا بإدخال العلوم العصرية إلى الأزهر.
_قاسم أمين: قام بالدعوة إلى تحرير المرأة، وتمكينها من الوظائف، والأعمال العامة.
_طه حسين: كان من أبرز دعاة التغريب في العالم الإسلامي، فقد تلقى علومه على يد المستشرق دوركايم، وقد نشر أخطر آرائه في كتابيه: الشعر الجاهلي، ومستقبل الثقافة في مصر.
_علي عبد الرزاق: نشر كتابه الإسلام وأصول الحكم، حاول فيه أن يقنع القارئ من خلاله أن الإسلام دين فقط وليس دولة.
أهم الأفكار والمعتقدات:_الدعوة إلى أن يطبع العالم الإسلامي بطابع الغرب الحضاري.
_نشر فكرة العالمية والإنسانية التي يزعم أصحابها إلى أن ذلك هو السبيل إلى جمع الناس على مذهب واحد تزول معه الخلافات الدينية والأصولية لإحلال السلام في العالم لتصبح الأرض وطنا واحدا يدين بدين واحد، ويتكلم بلغة واحدة، وثقافة مشتركة، وذلك بغية تدويب الفكر الإسلامي واحتوائه في بوثقة الأقوياء المسيطرين أصحاب النفوذ العالمي.
_الدعوة إلى الوطنية والقومية، وذلك بغية تمزيق الكتل الكبيرة إلى علاقة جزئية تقوم على رابط جغرافي يجمع أناسا ينتمون إلى أصول عرقية مشتركة.
_دراسة التاريخ القديم ومحاولة بعث الحضارات القديمة التي ازدهرت في البلاد المختلفة التي يشغلها المسلمون الآن، وذلك بغية تقوية الشعور القومي، وتنحية الإسلام.
_الاهتمام بدراسة الشخصيات المنحرفة في تاريخ الإسلام: كالسهروردي، والحلاج، وابن الراوندي، وأبو نواس.
وكذلك الاهتمام بالحركات المشبوهة مثل: القرامطة، والزنج، والقديانية، والبهائية، وإظهارها على أنها حركات ثورية تحررية في العالم الإسلامي.
_نشر المذاهب الغربية الهدامة، مثل: الفرويدية: نظرية فرويد، والداروينية: نظرية داروين. وغير ذلك من المذاهب الإلحادية الغريبة عن الإسلام والمسلمين.
فلله الأمر من قبل ومن بعد، والحمد لله رب العالمين.
وكتبه: رشيد الزات عفا الله عنه.
