أوجه حفص المقدمة في الأداء من طريق التيسير

نقلا عن الدكتور/ علي محمد توفيق النحاس، من كتابه "الرسالة الغراء في الأوجه المقدمة في الأداء عن العشرة القراء"، قال في القصيدة الحسناء:

وحفْصٌ رَوى بالسِّينِ يَبسُطُ بَسطةً * * * وبالصَّادِ في الطُّورِ وغاشيةٍ تَلا
وضعْفٍ وضعْفًا فتحَ ضادٍ وضمَّها * * * وإثباتَ ما آتانِ وقْفًا سلاسِلا

قال شارحًا:
أوجُه حفْصٍ من "التيسير" من قراءة الدَّاني على أبي الحسن بن غلبون [عن الهاشمي](1) عن الأُشْناني، عن عُبيْد بن الصبَّاح عن حفص.
ومن هذا الطريق:
- السين في "يبسط" بالبقرة، و "بسطة" بالأعراف.
- والصاد في "المصيطرون" بالطور، و "بمصيطر" في الغاشية.
- وله وجهَا الفتحِ والضمِّ في الضاد من "ضعفٍ" و "ضعفًا" بالروم.
- ويُثبِت في الوقْف الياءَ في "فما آتانِ" بالنمل، والألف في "سلاسلا" بالإنسان، والله أعلم.
قلتُ:
المراد فيما سبق: الأوجه المقدمة، وهي التي قرأ بها الداني في هذا الطريق المسند دون غيرِها من الأوجه والأسانيد،، والله أعلم.
- - -
(1) سقط من المطبوع ولا يصح السند بدونه.
وفي ملحق (3) آخر الكتاب: أبي الحسن طاهر بن غلبون (؟) الهاشمي عن الأشناني ..... سقطت "عن" قبل الهاشمي.

قوله:
وحفْصٌ رَوى بالسِّينِ يَبسُطُ بَسطةً * * * وبالصَّادِ في الطُّورِ وغاشيةٍ تَلا
أقول:
هذا ما ورد في الحرز بخصوص هذه الكلمات:
أما يبسط في "البقرة" وبسطة في "الأعراف"، فقد قال الإمام الشاطبي:

وصيةً ارْفعْ صفو حرميه رضا * * * ويبصط عنهم غير قنبل اعتلا
وبالسين باقيهم وفي الخلق بصطة * * * وقُل فيهما الوجهان قولا موصَّلا

ومعناه:
قرأ قوله تعالى: ((وصية لأزواجهم)) [240] بالرفع: شعبة عن عاصم، والحرميان نافع وابن كثير، والكسائي .... وقرأ الباقون بالنصب.
وقرأ "يبصط" [245] بالصاد: شعبة عن عاصم، ونافعٌ، والبزيُّ عن ابن كثير، والكسائي.
وقرأ بالسين الباقون.
وكذلك الخلاف في ((في الخلق بصطة)) [الأعراف: 69].
وقرأ فيهما بالوجهين - الصاد والسين - ابن ذكوان عن ابن عامر، وخلاد عن حمزة.

فذكر الشاطبيُّ - تبعًا للتيْسير - وجهًا واحدا لحفصٍ هو السين في الكلمتين، بدون خلاف من هذه الطريق.

جزيتم خيرا

أما (سلاسلا) .. وقد رُسمت بإثبات الألف ..، فقد قال الإمام الداني:
ووقفَ .... و .... وحفصٌ من قراءتي على أبي الفتح: بغير ألف.
ومعناه أن الإمام الداني قرأ لحفصٍ في الوقف بوجهَين:
- الوقف بغير ألف .. قرأ به على أبي الفتح فارس بن أحمد.
- الوقف بالألف .. قرأ به على أبي الحسن طاهر ابن غلبون.
فأي الوجهين يكون مقدَّمًا في الأداء؟
الوجه الذي قرأ به على طاهر، وهو الوقف بالألف.
لماذا؟
لأن الإمام الداني أسند قراءته في رواية حفص إلى طاهر.
فما علامة الضبط التي ينبغي أن توضع على الألف المرسوم في (سلاسلا)، وهو الألف الأخير؟
ينبغي أن يوضع الصفر المستطيل القائم؛ الذي يدل على زيادة الألف وصلا لا وقفًا، مثله مثل الألف في "أنا"، "لكنا هو".
والله أعلم.

وقد أثبت الإمام الشاطبي الوجهين لحفص، فقال:

سلاسلَ نوِّن إذ رووا صرفه لنا * * * وبالقصْرِ قِفْ من عن هدى خُلفهم فلا
زكا * * *

والذي يعنينا هنا قوله: وبالقصر قف.
أي قف بدون الألف .
لمدلول "م" ، "ع" ، "هـ" بالخلاف.
والعين رمز حفص.
وخلفهم؛ أي بالوجهين: إثبات الألف وحذفها.
والله أعلم.

في المرفق صورة مما في كتاب "تحبير التيسير" ... تحقيق أحمد محمد مفلح القضاة .. عند أول سورة الإنسان.
وأرى أن الزيادة التي بين المعقوفتين؛ وهي:
[وعن الأخفش عن أبي ربيعة عن البزي]
زيادة لا معنى لها.

جزاك الله خيرًا شيخنا الكريم ، ونفع الله بك

وقد نظمتُ منظومة سميتها :
"الهدية في تحرير ما لحفص من طريق الشاطبية" تجدها هــــنا

و قد استفدتُّ كثيرًا من ترجيحات د/ على محمد توفيق النحاس "جزاه الله خيرًا عن المسلمين" .