شاهد حسن للزيادة الضعيفة في مسلم: "وإن أخذ مالك وضرب ظهرك"!.
سبق الكلام في الزيادة التي في صحيح مسلم، ولكن ساقها كأنها الحجة الفاردة الواحدة لأصحابها، وقد تبين ضعفها -علما أنه استدل بحديثين ضعيفين لنفسه-، فنسوق هذا الحديث للإخوة، فظاهر إسناده الصحة، فما يقول عمّالها؟.
صحيح ابن حبان - كتاب السير
حديث:4632
أخبرنا الحسين بن عبد الله بن يزيد القطان ، بالرقة ، حدثنا هشام بن عمار ، حدثنا مدرك بن سعد الفزاري ، قال : سمعت حيان أبا النضر ، يقول : حدثني جنادة بن أبي أمية ، عن عبادة بن الصامت ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " اسمع وأطع في عسرك ويسرك ، ومنشطك ومكرهك ، وأثرة عليك ، وإن أكلوا مالك وضربوا ظهرك ، إلا أن يكون معصية " *
السنة لابن أبي عاصم - باب في ذكر السمع والطاعة
حديث:857
ثنا هشام بن عمار ، ثنا مدرك بن سعد ، قال : سمعت حيان أبا النضر ، قال : سمعت جنادة بن أبي أمية ، عن عبادة بن الصامت ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " اسمع وأطع ، في عسرك ويسرك ، ومنشطك ومكرهك ، وأثرة عليك ، وإن أكلوا مالك ، وضربوا ظهرك " *
وهذا سند آخر ساقه ابن حبان
حديث:4636
أخبرنا الصوفي ، ببغداد ، قال : حدثنا الهيثم بن خارجة ، قال : حدثنا مدرك بن سعد الفزاري أبو سعد ، عن حيان أبي النضر ، سمع جنادة بن أبي أمية ، سمع عبادة بن الصامت يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يا عبادة " ، قلت : لبيك ، قال : " اسمع وأطع في عسرك ويسرك ، ومكرهك ، وأثرة عليك ، وإن أكلوا مالك ، وضربوا ظهرك ، إلا أن تكون معصية لله بواحا " *
رد: شاهد حسن للزيادة الضعيفة في مسلم: "وإن أخذ مالك وضرب ظهرك"!.
جزاك الله خيرا أخي الفاضل مؤمن ؛ نفع الله بك .
أنقل لكم ردا لبعض طلبة العلم ( طاهر نجم الدين المحسي ) في تضعيفه لهذه الزيادة :
الحمد لله رب العالمين ؛ والصلاة والسلام على أشرف المرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين .
أما بعد :
فإن من علامة أهل البدع والأهواء ( تضعيف الأحاديث التي تخالف مذهبهم ومشربهم ؛ حتى ولو كانت في الصحيحين ) وهذا لا يخفى على من تتبع أقوالهم ؛ من أمثال الكوثري والغزالي، وغيرهم من أهل البدع ؛ وها هو القرضاوي يضعف هذه الزيادة تبعا لهواه ؛ وليس تبعا للقواعد العلمية الحديثية ...
نعم هذه الزيادة في ( صحيح الإمام مسلم ) مرسلة ؛ كما قال الإمام أبوالحسن الدارقطني ...
ولكن وصلها الحاكم في ( المستدرك ) ( 4 / 547 ) :
حدثنا علي بن حمشاد العدل ثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي ثنا مسلم بن إبراهيم ثنا سويد أبو حاتم اليمامي عن يحيى بن أبي كثير عن زيد بن سلام عن أبيه عن جده : أن حذيفة بن اليمان لما احتضر ... ؛ وفيه :
( سيكون بعدي أئمة لا يهتدون بهديي و لا يستنون بسنتي و سيقوم رجال قلوبهم قلوب رجال في جثمان إنسان فقلت : كيف أصنع إن أدركني ذلك ؟ قال : تسمع للأمير الأعظم و إن ضرب ظهرك و أخذ مالك ) .
قال الحاكم : ( صحيح الإسناد و لم يخرجاه ) ؛ ووافقه الذهبي .
قلت : ليس كما قالا ؛ فإن سويد بن إبراهيم اليمامي قال الحافظ فيه : ( صدوق سىء الحفظ له أغلاط ، و قد أفحش ابن حبان فيه القول ) .
قلت : ولكن تابعه عمر بن راشد اليمامي عند الطبراني في ( الأوسط ) ( 3/190 ) : حدثنا إبراهيم بن هاشم البغوي قال حدثنا محمد بن عباد المكي قال حدثنا أبو سعيد مولى بني هاشم عن عمر بن راشد اليمامي عن يحيى بن أبي كثير عن زيد بن سلام عن أبيه عن جده عن حذيفة قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( ستكون أئمة لا يهتدون بهديي ولا يستنون بسنتي وسيكون رجال قلوبهم قلوب الشياطين في أجساد الإنس قلت كيف أصنع إن أدركني ذلك قال تسمع وتطيع للامير الأعظم وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك فاسمع وأطع ) .
قال الطبراني : لم يرو هذا الحديث عن يحيى إلا عمر تفرد به بن سلام .
قلت : رحمك الله ؛ لم يتفرد به عمر عن سلام بل تابعه سويد بن إبراهيم ؛ كما تقدم .
قلت : وعمر بن راشد اليمامي قال الحافظ فيه : ( ضعيف ) .
الزيادة بهذين الطريقين حسن لغيرها .
وللزيادة طريق آخر :
أخرجه عبدالرزاق في ( مصنفه ) ( 11/424 ) ومن طريقه أحمد في ( مسنده ) ( 5 / 403 ) ، وأبو داود ( 4247 ) ، والطيالسي في ( مسنده ) ( 1/354 ) والبزار ( 1/450 ) كلهم من طريق :
قَتَادَةَ عَنْ نَصْرِ بْنِ عَاصِمٍ اللَّيْثِيِّ عَنْ خَالِدِ بْنِ خَالِدٍ الْيَشْكُرِيِّ قَالَ خَرَجْتُ زَمَانَ فُتِحَتْ تُسْتَرُ حَتَّى قَدِمْتُ الْكُوفَةَ فَدَخَلْتُ الْمَسْجِدَ فَإِذَا أَنَا بِحَلْقَةٍ فِيهَا رَجُلٌ صَدَعٌ مِنْ الرِّجَالِ حَسَنُ الثَّغْرِ يُعْرَفُ فِيهِ أَنَّهُ مِنْ رِجَالِ أَهْلِ الْحِجَازِ قَالَ فَقُلْتُ مَنْ الرَّجُلُ فَقَالَ الْقَوْمُ أَوَ مَا تَعْرِفُهُ فَقُلْتُ لَا فَقَالُوا هَذَا حُذَيْفَةُ بْنُ الْيَمَانِ صَاحِبُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ فَقَعَدْتُ وَحَدَّثَ الْقَوْمَ فَقَالَ إِنَّ النَّاسَ كَانُوا يَسْأَلُونَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ الْخَيْرِ وَكُنْتُ أَسْأَلُهُ عَنْ الشَّرِّ فَأَنْكَرَ ذَلِكَ الْقَوْمُ عَلَيْهِ فَقَالَ لَهُمْ إِنِّي سَأُخْبِرُكُمْ بِمَا أَنْكَرْتُمْ مِنْ ذَلِكَ جَاءَ الْإِسْلَامُ حِينَ جَاءَ فَجَاءَ أَمْرٌ لَيْسَ كَأَمْرِ الْجَاهِلِيَّةِ وَكُنْتُ قَدْ أُعْطِيتُ فِي الْقُرْآنِ فَهْمًا فَكَانَ رِجَالٌ يَجِيئُونَ فَيَسْأَلُونَ عَنْ الْخَيْرِ فَكُنْتُ أَسْأَلُهُ عَنْ الشَّرِّ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيَكُونُ بَعْدَ هَذَا الْخَيْرِ شَرٌّ كَمَا كَانَ قَبْلَهُ شَرٌّ فَقَالَ نَعَمْ قَالَ قُلْتُ فَمَا الْعِصْمَةُ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ السَّيْفُ قَالَ قُلْتُ وَهَلْ بَعْدَ هَذَا السَّيْفِ بَقِيَّةٌ قَالَ نَعَمْ تَكُونَ إِمَارَةٌ عَلَى أَقْذَاءٍ وَهُدْنَةٌ عَلَى دَخَنٍ قَالَ قُلْتُ ثُمَّ مَاذَا قَالَ ثُمَّ تَنْشَأُ دُعَاةُ الضَّلَالَةِ فَإِنْ كَانَ لِلَّهِ يَوْمَئِذٍ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةٌ جَلَدَ ظَهْرَكَ وَأَخَذَ مَالَكَ فَالْزَمْهُ وَإِلَّا فَمُتْ وَأَنْتَ عَاضٌّ عَلَى جِذْلِ شَجَرَةٍ ..... ) .
قلت : هذا إسناد حسن من أجل نصر بن عاصم فإنه ( صدوق ) ؛ وبقية رجاله ثقات .
قلت : وتابع نصر بن عاصم صخر بن بدر عند الإمام أحمد ؛ وصخر هذا قال الحافظ في " التقريب " : " مقبول " . يعني عند المتابعة .
وأما خالد بن سبيع ؛ قال العلامة المحدث الألباني - رحمه الله - في ( الصحيحة ) ( 2739 ) :
( ثقة ، وثقه ابن حبان و العجلي ، و روى عنه جمع من الثقات ، فقول الحافظ فيه : " مقبول " غير مقبول ، و لذلك لما قال الحاكم عقب الحديث : " صحيح الإسناد " ، وافقه الذهبي . ) .
قلت : والأمر كما قال العلامة الألباني - رحمه الله - فإن الحافظ ابن حجر - رحمه الله - كثيرا ما يوثق من كانت هذه حاله
أي : من كان تابعيا ، ووثقه ابن حبان أوالعجلي أو كلاهما ، وروى عنه جمع من الثقات .
وهذا الذي عليه عمل جمع من الأئمة كالذهبي والعسقلاني وابن تيمية وابن القيم وابن رجب - رحمهم الله - .
ولولا ضيق الوقت لذكرت أقوالهم ...
وهذا الطريق وحده كاف في صحةهذه الزيادة ..
وهذه الزيادة صححها جمع من الأئمة ؛ الإمام مسلم بإيراده في ( صحيحه ) وأبوعوانة ؛ والحاكم والذهبي وابن تيمية والحافظ ابن حجر والنووي والألباني وابن باز وابن عثيمين ؛ وغيرهم من الأئمة الفحول ...
رد: شاهد حسن للزيادة الضعيفة في مسلم: "وإن أخذ مالك وضرب ظهرك"!.
رد: شاهد حسن للزيادة الضعيفة في مسلم: "وإن أخذ مالك وضرب ظهرك"!.
من تكلم في غير فنه أتى بالعجائب
رد: شاهد حسن للزيادة الضعيفة في مسلم: "وإن أخذ مالك وضرب ظهرك"!.
لم أقرأ كلام القرضاوي ولم أقتنع بالرد. فإن مما يجعل الراوي ينزل عن درجة الثقة الضابط أنه يخطئ في الصيغ فيقول مثلاً (قال قتادة حدثنا) بدلاً من (عن) ويوهم بالتصريح بالسماع. أو أن يرفع الموقوف وهذا كان غلطاً عند المتقدمين وإن قال المتأخرون: زيادة الثقة. ومن الأخطاء أيضاً مسألة إيصلال المرسل وهذا الحديث من هذا الباب.
فإذا أورده مسلم في كتابه متابعةً وانتقده الدارقطني فإما أن يكون خطاً من الإمام مسلم أو هو وضعه في صحيحه عالماً به. فإذا كان الأول فلا إشكال. وإذا كان الثاني فالغالب على الظن أن مسلماً كان يعرف هذا الحديث وطرقه المرسلة والمتصلة ومع ذلك ترك المتصل وذكر المرسل لعلمه بأن المحفوظ هو المرسل لا المتصل. وإذا كان كذلك فكيف يأتي رجل بعد 1200 سنة (تقريباً) ويدّعي أنه أحفظ من الإمام مسلم وأدرى بشيوخه وشيوخ شيوخه وأنه اطلع على ما لم يطلع عليه ووجد أسانيد متصلة وأنها حجة؟
لا أظن أن الأمر بهذه السهولة. وإني كنت أنظر فيما روي مرفوعاً وموقوفاً (رضا الرب في رضا الوالد) كلهم من طريق شعبة. فأوقفه الحفاظ الكبار ورفعه الحاكم ومن تبعه ورجحه الألباني وصححه. وإنا بعد المطالعة والنظر في الأسانيد والرجال وجدتُ قلبي يميل إلى الوقف لأن من أوقفه أئمة متقنين في شعبة كغندر آدم بن أبي إياس والثوري وغيرهما ومن رفعه الإمامان ابن مهدي وأبو إسحاق الفزاري إن صح عنهما ورواة غير معروفين غير أن ابن حبان ذكرهم في الثقات.
المهم هذا وجهة نظري والله أعلم.
1 مرفق
رد: شاهد حسن للزيادة الضعيفة في مسلم: "وإن أخذ مالك وضرب ظهرك"!.
في الملف مناقشة الأحاديث
لفضيلة الشيخ /أبو الحارث وليد الإدريسي الشاذلي المحضار