فلسـطين هـي فـي قـلبي وإن عـز اللقا نـدم وإنـابة الغـافلين..

^

بسـم الله الرحـمن الرحـيم

هذا حوار مؤمن مع قلبه

قال لم لا تكتب عن فلسطين؟
لم أرك قط كتبت عنها حرفا واحدا غير حملك لاسم ترابها
قلت أولا يكفيها هذا مني؟
فصمت
قلت
هي في قلبي وإن عز اللقا ندم
فسال الدمع مني حتى حال دما
لمن هواها الفؤاد فلسطين غيث الدمع روى
سوف أذكرك بحروفك أصطلي بها
طيبة أنت ماذكرت الهوى
يا فلسطين ثراك صفحات قلبي وإن عز اللقا
ندين الله بحبك ما بقى الورى

ثم لملم شعث أفكاره وطأطأ رأسه وقام يشد إزاره
ثم قعد
فقال ولكن أليس الأمر فيه كثير من الغرابة في أن يكون قلمك بعيد
عن فلسطين وتوجعها وأنينها وتاريخها وحاضرها ومستقبلها وقلبك عامر بالحنين
قلت بلا
قال فحتام يبقى هذا القلم في غمده أسيرا ؟
قلت سلاسل الأسر غليظة حول قلمي
فإن هوى من لها مثل فؤادي قد ضج فيه الهوى
قال أنت تسبح بي في بحر لا أراه
أتوهمه في قلب جبان قد عمى
قلت مثلك يقدر على سرد الحروف مجازفا في ضرب الدفوف
أمام قرع الطبول يا دكتور هفوف
خذ لنفسك خطاما ولا ترد بحرالحتوف
حتى ترى من نفسك رجلا قادرا على وزن الحروف
قادرا على صناعة كفن لقلمك سيدفن في صحراء ديوث
قال هذه مبالغة
قلت حسبك
قال كيف ؟ أولا تقدر على التوسط؟
قلت هناك من الرجال من يقدر على التوسط
ورجال لا تقدر الا على الصمت أو الموت
والموت في صمته والصمت في موته
فأين السداد من القول والعمل ؟
قال لا حول ولا قوة الا بالله
قلت لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم ..

*