نكت عقدية في مصطلحات نحوية وبلاغية ...

اعلم أن القدماء يقولون : باب ما لم يُسَمَّ فاعله ، والمتأخرون يقولون : باب المبني للمجهول .
واصطلاح القدماء أفضل بلا شك ، وهناك نكتةٌ من الأدب الرفيع ، انتبه لها السَّلف ولم ينتبه لها الخلف ؛ وهي عندما نُعرب فعلاً في القرآن الكريم ، مثل : أُوحي ، في قوله تعالى : { قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِّنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا } [سورة الجن : 1] .
فهل يُقال مبني للمجهول ؟! وهل يستسيغ المؤمن أن يُوصف الله تعالى بالمجهول ؟! .
هذا سِرُّ اصطلاح السَّلف ، وقولهم : باب ما لم يُسَمَّ فاعله .

ومن هذا المشرب أيضاً .. اجتنابهم في البلاغة لمصطلح : ( تجاهل العارف ) .
قال العلَّامة الشنقيطي - رحمه الله - في " منع جواز المجاز في المنزل للتعبد والإعجاز " : ومن ذلك تجاهل العارف ، فإنه من البديع المعنوي عند علماء البلاغة ؛ لأنه إما لمبالغة في المدح بالكذب ، وإما لمبالغة في الذَّم ، وإما لتوبيخ لغير موجب . ومعلوم أنه لا يجوز شيءٌ من ذلك على الله تعالى ، وقد فطن السكاكي لهذا ، فعدل عن لفظ التجاهل ، وسماه : ( سوق المعلوم مساق غيره ) لنكتة ؛ ليدخل فيه مواضع زعم أنها منه . وعبارة الجمهور بلفظ : ( التَّجاهل ) لا تخفى استحالته على الله تعالى .

بورك فيك وجوزيت خيرا .

بلغك الله الجنة بصحبة نبيه الكريم ننتظر المزيد من النكتة العقدية التي تبين لنا دقة ما ذهب إليه السلف ، وغفل عنه الخلف
تقبل تحيتي

بارك الله فيك، وجزاك خيرا.

ومن ذلك ما استحدثه ابن هشام وتبعه فيه الأزهري والآثاري من مصطلحات إعراب الأدب مع الله تعالى، كقوله في لفظ الجلالة من قولنا: دعوتُ الله: "منصوب على التعظيم"، بدلا من "مفعول به".
وقد خصص الآثاري فصلا من آخر ألفيته "كفاية الغلام" عقده باسم: "خاتمة الفصول"، تحدث فيه عن مسائل وضوابط في إعراب الأدب مع الله تعالى، وذلك في قوله رحمه الله:

خاتمةُ الفصول: إعرابُ الأدبْ *** مع الإلهِ، وهو بعضُ ما وجبْ

فالربّ مسؤول بأفعال الطلبْ *** كـ(اغفرْ لنا)، والعبدُ بالأمر انتدِب

وفي : (سألتُ الله) في التعليمِ *** تقولُ منصوبٌ على التعظيمِ)

فقسْ على هذا، ووقعْ بلعلّْ *** منه، وحققْ بعسَى تُعطَ الأملْ

بالله طالبٌ ومطلوبٌ عُلمْ *** "قد يعلمُ الله" بمعنى : قد عَلِمْ

وامنعْ من التصغير ثم التثنيهْ *** والجمعِ والترخيمِ خيرَ التسميهْ

وشاع في لفظ من التعجبِ *** (ما أكرمَ الله)، وفي معنًى أبِي

وحيثما قيل (الكتابُ) انهضْ إليهْ *** كتابُ ربي، لا كتابُ سيبويهْ

لأنه بكل شيء شاهدُ *** ولا تقلْ: (ذا الحرفُ منه زائدُ)

بل: هو توكيدٌ لمعنًى، أو صِلهْ *** للفظِ في آياتِه المفصلهْ

أو لمعانٍ حُققتْ عمن رَوَى *** كهلْ، ونحوُ: بلْ لمعنى، لا سِوى

ومنْ يقلْ بأنَّ ما زاد سقطْ *** أخطأ في القول، وذا عينُ الغلط

كمثل "أنْ" مفيدةِ الإمهالِ *** وكافِه نافيةِ الأمثالِِ

ولا تكن مستشهدا بـ"الأخطلِ *** فيه، ولا سواه كـ"السموألِ"

وغالبُ النحاةِ عن ذا البابِ *** في غفلةٍ، فانحُ على الصوابِ

تكنْ كمنْ بلغة العدناني *** أعربَ، وهْي لغة القرآنِ

والأخذُ فيه عن قريشٍ قد وجبْ *** لأنهم أشرفُ بيتٍ في العربْ

فكنْ كمنْ بقولِهم قدِ اكتفى *** وحسبُنا الله تعالى، وكفَى

جزاك الله خيرًا

وفقك الله وسدد خطاكم
شكرا على الإفادة

هل يوجد كتاب في هذا المجال يمكن الاستفادة منه؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟