ترى ما هو العيد ؟وما معنى العيد او ربما من هو العيد ؟؟؟
لقد علمتها الأساة طوعا ان تسال نفسها اسئلة كبيرة ..اكبر من حجمها ...واطول من عمرها الذي لا يتجاوز
الخمس سنوات ...علمتها ان تفكر بعمق
.. والتى جعلها في يوم من الايام تحلم ....
في بالون صغير لونه ابيض بلون الحليب الذي شربته من ثدي جارتهم وهي صغيرة تحبو ...
واخذت تحدث نفسها : آه ...في بالون ابيض ...يطير في الهواء ...فاطير وراءه ...
بجناحي اليابس لمسة من الهواء تفرقعه
فيفرقع معه ألمي ...فآخذ من حصالتي ...قروشا وأشتري اخر من جارنا أبى خالد...
لم يكن ليعطيني إلا اذا أعطيته قروشا ثمنا له ...
وما ان فتحت عينيها لتشعر بلذة ذوبان الألم الذي أحدثته فرقعة بالونها حتى وجدت نفسها تصحو على عالم آخر .. وتفرقع الحلم معه
واذا بها بين أطفال يمرحون ويلعبون ... ويلبسون الاحمر والاخضر من الثياب البراقة
... وبايديهم لعب كثيرة .. وقروش كثيرة
وتابعت تتذكر :..نظرت الى نفسي ... والسؤال لازال على اطراف لساني ... من هو العيد ؟؟؟؟؟؟؟
حينها فقط ... عرفت من هو العيد ...انه رجل انيق ... يمر بالاحياء بين اطفال لهم آباء وامهات ... هذا العيد يعطي قروشا كثيرة لمن يقبل يده
فصرت اعصر شفتي لانني عرفت من هو العيد ...وفرحت .. واسرعت نحوه ..حافية القدمين ..ز فتلك هي حالتي ... فهو حتما لا يعرفني باني لا أب لي ولا أم
لا وقت للتفكير .. يجب ان اسرع . قبل ان ينصرف ...
أمسكت بيد العيد ..وقبلتها بعنف ...علني اخذ اكثر من غيري من القروش ويتحقق بذلك حلمي
نظرت الى عينيه ....الى يديه علها تمتد لأحد جيوبه تخرج منها قروشا وتعطيني .. لكنه .. نهرني ... نفض ثيابه ... ومسح يده التي ابتلت من وجهي المتسخ ... وكشر تكشيرة شدت انفه الافطس لأعلى
ثم مضى ...
وقفت مشدوهة في مكاني أسال نفسي ...هل يا ترى
عرفني بان ليس لي أب و لا أم
من كتاب خلجات من قلب فلسطين
