تفسر لفظة عَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ
عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِحٍ ، عَنْ ضَمْرَةَ بْنِ حَبِيبٍ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَمْرٍو السُّلَمِيِّ ، أَنَّهُ سَمِعَ الْعِرْبَاضَ بْنَ سَارِيَةَ ، يَقُولُ : وَعَظَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَوْعِظَةًذَرَف َتْ مِنْهَا الْعُيُونُ ، وَوَجِلَتْ مِنْهَا الْقُلُوبُ ، فَقُلْنَا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، إِنَّ هَذِهِ لَمَوْعِظَةُ مُوَدِّعٍ ، فَمَاذَا تَعْهَدُ إِلَيْنَا ؟ قَالَ : " قَدْ تَرَكْتُكُمْ عَلَى الْبَيْضَاءِ لَيْلُهَا كَنَهَارِهَا ، لَا يَزِيغُ عَنْهَا بَعْدِي إِلَّا هَالِكٌ ، مَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ فَسَيَرَى اخْتِلَافًا كَثِيرًا ، فَعَلَيْكُمْ بِمَا عَرَفْتُمْ مِنْ سُنَّتِي ، وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ ،عَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ ، وَعَلَيْكُمْ بِالطَّاعَةِ ، وَإِنْ عَبْدًا حَبَشِيًّا ، فَإِنَّمَا الْمُؤْمِنُ كَالْجَمَلِ الْأَنِفِ ، حَيْثُمَا قِيدَ انْقَادَ "
رواه أحمد و بن ماجة و الطبراني في مسند الشاميين و مكارم الأخلاق و بن عبد البر في جامع بيان العلم بإسناد صحيح و فيه علة
و رواه الحاكم في المستدرك و قال :
. فَكَانَ أَسَدُ بْنُ وَدَاعَةَ يَزِيدُ فِي هَذَا الْحَدِيثِ " فَإِنَّ الْمُؤْمِنَ كَالْجَمَلِ الْأَنْفِ حَيْثُ مَا قِيدَ انْقَادَ " . وَقَدْ تَابَعَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَمْرٍو عَلَى رِوَايَتِهِ ، عَنِ الْعِرْبَاضِ بْنِ سَارِيَةَ ثَلَاثَةٌ مِنَ الثِّقَاتِ الْأَثْبَاتِ مِنْ أَئِمَّةِ أَهْلِ الشَّامِ *
و البيهقي في المدخل إلى السنن الكبري و زاد فبه :
" وَكَانَ أَسَدُ بْنُ وَدَاعَةَ يَزِيدُ فِي هَذَا الْحَدِيثِ : " فَإِنَّ الْمُؤْمِنَ كَالْجَمَلِ الْأَنِفِ حَيْثُ مَا قِيدَ انْقَادَ " *
و روية الزيادة بلفظ :
فَإِنَّمَا الْمُؤْمِنُ كَالْجَمَلِ الْآنِفِ كُلَّمَاقِيدَ انْقَادَ "
و رواه اللكائي في شرح إعتقاد أهل السنة ثم قال :
قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ يَعْنِي أَحْمَدَ بْنَ صَالِحٍ : لَيْسَ فِي حَدِيثِ ضَمْرَةَ هَذِهِ الْكَلِمَةُ : " وَإِنَّمَا الْمُؤْمِنُ . إِلَى آخِرِهِ *
فالزيادة هي من معاوية بن صالح و هو ثقة و قد تركه يحي القطان و بن معين عن أَسَدُ بْنُ وَدَاعَةَ الشامي وثقه النسائي ( ت 137 ه)
فهي شاذة لا تصح لم يأت بها أحد غيره
لكنه صالحة لتفسير العض على النواجد بتمثيل المؤمن بالبعير الذي يعض على الخطام
مَكَارِمُ الْأَخْلَاقِ لِلطَّبَرَانِيِ ّ >> بَابُ فَضْلِ لِينِ الْجَانِبِ ، وَسُهُولِ الْأَخْلَاقِ >>
16 ثنا أَبُو يَزِيدَ يُوسُفُ بْنُ يَزِيدَ ، ثنا أَسَدُ بْنُ مُوسَى ، ثنا مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ ، عَنْ ضَمْرَةَ بْنِ حَبِيبٍ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَمْرٍو السُّلَمِيِّ ، عَنِ الْعِرْبَاضِ بْنِ سَارِيَةَ السُّلَمِيِّ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " الْمُؤْمِنُ كَالْجَمَلِ الْأَنِفِ ، إِنْ قِيدَ انْقَادَ ، وَإِنْ سِيقَ انْسَاقَ ، وَإِنْ اسْتُنِيخَ عَلَى صَخْرَةٍ اسْتَنَاخَ " *
و قد تقدمت علة الحديث و الحمد لله.
رد: تفسر لفظة عَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ
بسم الله الرحمن الرحيم
المؤمن كالجمل الأنف
الشيخ: عبد الكريم بن عبد الله الخضير
((فإنما المؤمن كالجمل الأنف حيثما قيد انقاد)) يعني سهل القياد، لا ينتصر لحظوظ نفسه ويعاند ويصر، لا، يتبع الحق حيثما انقيد حيثما قيد بالحق انقاد، كالجمل الأنف الذي يجعل الزمام في أنفه ويجر به، هذا الجمل الذي خرم أنفه، ووضع فيه القياد –الزمام- وقيد به لا يستطيع أن يخالف قائده، فعلى هذا المؤمن ينقاد حيثما قيد بالنصوص، لا أنه مغفل يجر حيثما أراد من أراد أن يجره، ويستهويه من حيث من أراد أن يجلبه إلى هواه، لا، المؤمن كيس فطن ومع ذلك سهل القياد، وقد جاء في الحديث: ((لينوا بأيدي إخوانكم)) ومن الناس من هو وإن انتسب إلى الإسلام من هو عسر الطبع، بحيث يكون معانداً في كل ما يؤمر به، كما قال بعضهم: السهل يوطأ، ولا شك أن الإنسان إذا دعي إلى الحق عليه أن يستجيب، وليس له خيرة، فينقاد لأمر الله وأمر رسوله، ومن يأمر بهما.
المصدر: شرح: مقدمة سنن ابن ماجه (6)