عرض للطباعة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كنت أقرأ قصيدة لبشر ابن أبي خازم فمررت ببيت عجزت عن فهمه, وكان شارح الديوان قد عجز عن فهمه أيضا, فهل من شارح؟
يقول البيت
تداركني من كربة الموت بعدما *** بدت نهلات فوقهن الودائع
الشطر الأول مفهوم ولكن الثاني غير واضح
وقد اقترحت أنا أن يكون معنى نهلات= الإبل, والودائع= الظعائن والله أعلم
الحمدلله..
أي بعدما بدت الإبل النواهل التي تحمل الودائع -جمع وديعة- وهو ما يكون عليها من أحمال ومتاع وطعام
وهذا معناه اللفظي ,وقد يكون للشاعر مراد معين بحسب السياق
شكرا لك يا أبا القاسم وأتفق معك في هذا الفهم, وربما يكون هناك قصد آخر كما تفضلت
الشاعر يصف موقفا نبيلا لممدوحه :
وكي تتضح صورة المدح يجب التسليم بأن التدارك يكون عند اللحظة الحرجة ،
فالمناسب هنا أن يكون معنى الشطر الثاني في بيان هذه اللحظة الحرجة وهي لحظة تحقق الهلاك للشاعر أو قرب ذلك منه ،
والمعنى الذي تراءى لي :
لقد تداركني هذا الرجل من الهلاك بعدما تهيأت أسبابه وأوشكت أن تُودِي بي
فقوله : ( بعدما بدت نهلات فوقهن الودائع ) كناية عن مشارفة الموت حتى ظُنَّ حصوله .
وإلا فأي تدارك هذا الذي يكون بعد بُدُوّ النوق الحاملة للطعام ؟ وبُدُوّها هو التدارك نفسه ،
فلا معنى لتفسيره بالتدارك بعدما بدا التدارك .
ولئلا يجري الكلام على هذا المسار من التكرار ينبغي أن يكون تركيب الكلام بأن يأتي التدارك بعد شبه اليقين من وقوع الهلكة .
وبالله التوفيق
على رسلك يا أخي
لقد قلت إن كلامي في تفسير المعنى اللفظي..وما قلته لم يغب عني طرفة عين ياشيخ منصور وهو عين ما فهمتُه
ولكن لعدم اطلاعي عل القصيد وسياق كلامه كله لم أشأ أن أجزم بشيء
ولا إشكال في المعنى ولو من غير كناية بمثابة من قال:تداركني الله من كربة الموت جوعاً بعدما جاء الطعام
والله المستعان
لعل أخانا ناجعًا-وفقه الله-ينقُلُ لنا شيئا منَ القصيدةِ، عسى أن تتجلى في سياقها، وبالله التوفيق.
السلام عليكم, شكر للجميع
أخي منصور, كلامك عن البيت جميل ولكن يا عزيزي ذكرت بأنه يقصد نهلات أي نهلات من الموت, أو هكذا فهمت من كلامك, ولكن مالمقصود بالودائع؟
رأي أبي القاسم كان من الناحية اللفظية, ولا أدري إن كان يقصد ب"الودائع" الطعام,
و تفسير النهلات= الأبل, والودائع في رأيي ربما الظعائن (والظعائن= النساء في الهوادج), لأن موضوع الظعائن في الشعر الجاهلي مرتبط بالحرب في كثير من القصائد, , وللأستفادة أنظر مقال الدكتور حسن البنا عز الدين باللغة الأنجيزية 'Izz al-Din, Qasidat al-Za'a'in; "'No Solace for the Heart."' ...
أبا بكر المحلي, إليك بعض الأبيات من القصيدة
هل أنت على أطلال مية رابع // بحوضى تسائل رسمها أو تطالع
منازل منها أقفرت بتبالة // ومنها بأعلى ذي الأراك مرابع
تمشى بها الثيران تردي كأنها // دهاقين أنباط عليها الصوامع
إلى ماجد أعطى على الحمد ماله // جميل المحيا للمغارم دافع
تداركني أوس بن سعدى بنعمة // وعرد من تحنا إليه الأصابع
تداركني منه خليج فردني // له حدب تستن فيه الضفادع
تداركني من كربة الموت بعدما // بدت نهلات فوقهن الودائع
فأصبح قومي بعد بؤسى بنعمة // لقومك والأيام عوج رواجع
عبيد العصا لم يمنعوك نفوسهم // سوى سيب سعدى إن سيبك واسع