الحافظ العسقلاني، ناقلاً عن القرطبي : أفعال الصوفية على التحقيق من آثار الزندقة ..!!
الحافظ ابن حجر العسقلاني، ناقلاً عن القرطبي : أفعال الصوفية على التحقيق من آثار الزندقة ..!!
يقول الحافظ ابن حجر العسقلاني رحمه الله :
نقلاً عن القرطبي "رحمه الله" : (( وأما ما ابتدعه الصوفية في ذلك فمن قبيل ما لا يختلف في تحريمه، لكن النفوس الشهوانية غلبت على كثير ممن ينسب إلى الخير، حتى لقد ظهرت من كثير منهم فعلات المجانين والصبيان، حتى رقصوا بحركات متطابقة وتقطيعات متلاحقة، وانتهى التواقح بقوم منهم، إلى أن جعلوها من باب القرب، وصالح الأعمال، وأن ذلك يثمر سني الأحوال، وهذا على التحقيق من آثار الزندقة، وقول أهل المخرفة، والله المستعان )) . اهـ
قال الحافظ ابن حجر : وينبغي أن يعكس مرادهم ويقرأ سيء الأحوال .
[ فتح الباري - ابن حجر ]، ( جزء 2 صفحة 442 )، الكتاب : فتح الباري شرح صحيح البخاري، المؤلف : أحمد بن علي بن حجر أبو الفضل العسقلاني الشافعي، الناشر : دار المعرفة - بيروت ، 1379، تحقيق : أحمد بن علي بن حجر أبو الفضل العسقلاني الشافعي، عدد الأجزاء : 13 .
رحم الله أئمتنا، ولاعزاء لأهل البدعة ببدعتهم ..!!
رد: الحافظ العسقلاني، ناقلاً عن القرطبي : أفعال الصوفية على التحقيق من آثار الزندقة .
بارك الله فيك أخي الكريم.
رد: الحافظ العسقلاني، ناقلاً عن القرطبي : أفعال الصوفية على التحقيق من آثار الزندقة .
* تنبيه:
ابن حجر يتصرّف أحيانًا في العبارة عند النقل عن غيره. فلْيُراجَع النصّ في "المفهم"، لأنّني أستغرب أن ينسب القرطبي مثل هذه الأفعال إلى عموم الصوفية.
والله أعلم.
رد: الحافظ العسقلاني، ناقلاً عن القرطبي : أفعال الصوفية على التحقيق من آثار الزندقة .
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الواحدي
* تنبيه:
ابن حجر يتصرّف أحيانًا في العبارة عند النقل عن غيره. فلْيُراجَع النصّ في "المفهم"، لأنّني أستغرب أن ينسب القرطبي مثل هذه الأفعال إلى عموم الصوفية.
والله أعلم.
تصرف ابن حجر في أغلبه لا يتصرف بحيث يحيل معنى، وهو أمر يحتاج إلى تتبع، وهذا هو نص المفهم كاملا أخي الكريم: "المفهم" طبعة دار ابن كثير (2/534): ((وقولها: ((وَلَيْسَتَا بِمُغَنِّيَتَيْ نِ))؛ أي: ليستا ممن يعرف الغناء كما تعرفه المغنيات المعروفات بذلك، وهذا منها تحرّز من الغناء المعتاد عند المشتهرين به؛ الذي يُحرِّك النفوس، ويبعثها على الهوى والغزل والمجون؛ الذي يحرِّك الساكن ويبعث الكامن. وهذا النوع إذا كان في شعرٍ يشبّب فيه بذكر النساء، ووصف محاسنهن، وذكر الخمور والمحرمات؛ لا يختلف في تحريمه؛ لأنه اللهو واللعب المذموم بالاتفاق، فأما ما يسلم من تلك المحرمات، فيجوز القليل منه في أوقات الفرح؛ كالعرس والعيد، وعند التنشيط على الأعمال الشاقة، ويدل على جواز هذا النوع هذا الحديث وما في معناه، على ما يأتي في أبوابه؛ مثل ما جاء في الوليمة!! وفي حفر الخندق، وفي حدو أنجشة، وسلمة بن الأكوع.
فأما ما ابتدعته الصوفية اليوم من الإدمان على سماع المغاني بالآلات المطربة؛ فمن قبيل ما لا يُختلف في تحريمه، لكن النفوس الشهوانية والأغراض الشيطانية قد غلبت على كثير ممن نُسِب إلى الخير وشُهر بذكره، حتى عَمُوا عن تحريم ذلك وعن فحشه؛ حتى قد ظهرت من كثير منهم عوارات الْمُجَّان والمجانين، والصبيان، فيرقصون ويزقنون بحركات متطابقة، وتقطيعات متلاحقة؛ كما يفعل أهل السَّفَه والمجون، وقد انتهى التواقح بأقوام منهم إلى أن يقولوا: إن تلك الأمور من أبواب القرب وصالحات الأعمال، وأن ذلك يُثمر صفاء القلوب وسنِيَّات الأحوال، وهذا على التحقيق من آثار الزندقة، وقول أهل البطالة والْمَخْرَقَة، نعوذ بالله من البدع والفتن، ونسأله التوبة والمشي على السنن)).
رد: الحافظ العسقلاني، ناقلاً عن القرطبي : أفعال الصوفية على التحقيق من آثار الزندقة .
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الأثري الفراتي
قال الحافظ ابن حجر : وينبغي أن يعكس مرادهم ويقرأ سيء الأحوال .
[ فتح الباري - ابن حجر ]، ( جزء 2 صفحة 442 )، الكتاب : فتح الباري شرح صحيح البخاري، المؤلف : أحمد بن علي بن حجر أبو الفضل العسقلاني الشافعي، الناشر : دار المعرفة - بيروت ، 1379، تحقيق : أحمد بن علي بن حجر أبو الفضل العسقلاني الشافعي، عدد الأجزاء : 13 .
أكيد .. هذا التحقيق من أفضل التحقيقات (ابتسامة عاذر غير عاذل).
رد: الحافظ العسقلاني، ناقلاً عن القرطبي : أفعال الصوفية على التحقيق من آثار الزندقة .
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة القارئ المليجي
أكيد .. هذا التحقيق من أفضل التحقيقات (ابتسامة عاذر غير عاذل).
حياك الله أخي الكريم
أحسنت سلمك الله وجزاك من كل خير
إنما نقلت بيانات الطبعة كما هي من المكتبة الشاملة ليسهل الرجوع إليها .
رد: الحافظ العسقلاني، ناقلاً عن القرطبي : أفعال الصوفية على التحقيق من آثار الزندقة .
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله.
أخي الباحث النحوي:
أحسن الله إليك ونفع بك!
لست أدري إن كان نقلك عن طبعة "دار ابن كثير" أم عن مصدر آخر اجتهد صاحبه في تصويب النص؟ فقد لمحتُ بين نقلك ونصّ المطبوعة (الطبعة الأولى) بعض الفروق، هذا بيانها:
الذي في المطبوعة:
_ "حدو الحبشة"، لا "حدو أنجشة".
_ "فأمّا ما أبدعه الصوفية"، لا "ابتدعته".
_ "بحركات مطابقة"، لا "متطابقة".
_ "يزفنون"، لا "يزقنون".
_ "صفاء الأوقات"، لا "صفاء القلوب"
_ "وسيِّئات الأحوال"، لا "سنيّات الأحول".
والفرْق الأخير أصاب فيه مصدرك، وكلام ابن حجر يسنده، ويسند أيضًا لفظ "متطابقة". وأصاب أيضًا في تصحيح "الحبشة"...
والفرق بين كلام القرطبي وما نقله ابن حجر واضح.
_ القرطبي يقول: "فأمّا ما أبدعه الصُّوفيَّةُ اليومَ من الإدمان على سماع المغاني بالآلات المطربة، فمِن قبيل ما لا يُختلف في تحريمه."
_ أمّا ابن حجر، فعبارته: "وأمّا ما ابتدعه الصّوفيّة في ذلك، فمن قبيل ما لا يختلف في تحريمه."
ولعلّك تلحظ أنّ في كلام ابن حجر اختزالا مُخِلّاً نتج عنه إبهام وتعميم. الإبهام نشأ عن إغفاله ذكر المعازف، والتعميم تجلّى في نسبة ذلك إلى كلّ المتصوّفة.
والتاريخ القديم والحديث للصوفية يثبت أنّ هذه الأفعال ممّا اختصّ به بعضهم، كالمولوية الآن وغيرها؛ فلا تصحّ نسبتها إلى الجميع.
ولهذا رأيت في عنوان أخينا الفراتي كثيرًا مِن التجوُّز والمبالغة؛ لأنّ قوله: "أفعال الصوفية على التحقيق من آثار الزندقة": كلام باطل، لا يسنده النقل الذي ذكرَه، ولا مصادر التصوّف، ولا تاريخهم. ولو قال: "أفعالُ بعضِ الصوفية..."، لكان أقرب إلى الصواب.
وللقرطبي كلام آخر في "المفهم" فيه إنصاف للصّوفيّة، فلا يصح التعميم.
وابن حجر ينقل في مواضع من "الفتح" كلامًا عن الصّوفيّة أشدّ إشكالا من مسائل السماع والرقص والمعازف، ولا يتعقّبها بإقرار أو إنكار. وهو أيضًا يُنصِف أحيانًا، فيميّز بين الغلاة وغيرهم، وبين أئمتهم من المتقدّمين وغيرهم من المتأخّرين.
والله ولِيُّ التوفيق.
رد: الحافظ العسقلاني، ناقلاً عن القرطبي : أفعال الصوفية على التحقيق من آثار الزندقة .