رد: كانوا يكرهون الألقاب ..
نفع الله بكم شيخنا ...
بل إنك ترى الواحد في زماننا لو نطقت باسمه مجردا، لكان له معك حديث !
وقد ناديت أحدهم مرة : يا سيدي،، أريد كذا ! فقال: أنت تعلم مع من تتكلم ؟ قلت: عبد من عباد الله ! فأخرجني من مكتبه ولم أقض حاجتي ... والله المستعان ...
يقول الشيخ علي العمران - حفظه الله - في المشوق (ص 7 - 8):
(( فجماعة منهم ظنوا أنهم قد بلغوا من العلم ما لا يُحتاج معه إلى مزيد قراءةٍ واطلاع، فقنعوا بما أحرزوه من ألقاب!! وشهادات!! ومناصب ووجاهة!!.
فما هو إلا أن حاز ((اللقب)) حتى أعرض عن الطَّلَب، وقد كان يدّعي العكس، يقول: دعوني أضع همَّ ((اللقب)) ثم أُمْعِن في الطلب! فما باله انقلب!!.
وياليته وقف هنا فحسب، لكنه اتكأ على أريكته وعرَّض الوساد، وتنمَّر على العباد، وانسلخ من طلب العلم إلى طلب الدنيا، فأصبح (اللقب) حينئذٍ خديعة يخدع بها المرءُ نفسَه وغيره.
ولو كانت الألقاب تؤخذ عن أهليَّةٍ واستحقاق، لهنان الخطْبُ وانقطع الخِطاب، لكن العكس هو الواقع، فأصبحتْ أحيانًا تُباع وتُشْترى، وأحيانًا تُعطى لبحوثٍ هزيلة، وأحيانًا لبحوث منقولة عن غيرها، وهكذا في سلسلة نكِدة من التخاذل العلمي، فهل يوثق بعد هذا بشهادةٍ أو لقب (1).
----------
(1) لكن بعض الصالحين لم يستطع التخلُّصَ من ضغط الواقع في اعتبار هذه (الألقاب السحرية**!!) كل شيءٍ، فمع يقينه أنها لا شيء إلا أنه -دائمًا- لا يستطيع أن يكتب اسمه دون أن يسبقه بـ (اللقب)، وتالله لو وضع قبل اسمه ما شاء من ألقابٍ وشارات لَمَا أغناه ذلك شيئًا! ولكنه اللقب، فمتى سُلِبَ سُلِبَ معه كلُّ شيءٍ.
وبعض هؤلاء يُعبِّر بطريقة أُخرى، فحالما يحصل على شهادة ((اللقب)) إلا ويسارع بوضعها في مكان بارزٍ في مكتبته محاطة بإطار جميل، ولسان حاله يقول: لله أبي! لقد بلغتُ مرتبة الراسخين!!.
وكم من شهاداتٍ يَغُرُّ جمالُها *** وقيمَتُها النَّقْش الذي في إطارِها ))
رد: كانوا يكرهون الألقاب ..
رد: كانوا يكرهون الألقاب ..
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله.
نقل لطيف. بارك الله فيك.
/// ولعلّ المسألة تحتاج إلى مزيد تفصيل وتمييز بين:
_ استخدام الملقّب لما لُقّب به؛
_ ورضاه باللقب؛
_ واستخدام الناس لما اشتهر من ألقاب العلماء والأمراء وغيرهم.
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ضيدان بن عبد الرحمن اليامي
[b][font=traditional arabic]وفي ترجمة القاضي أبو البركات أحمد بن إبراهيم الكناني العسقلاني الحنبلي المتوفى سنة 886هـ كما في " ذيل رفع الإصر " للسخاوي ، قال : " وأَلْزَمَ الموقعين بالمنعِ من مزيدِ الألقابِ له ولأبيه ولِجَدِّهِ ، وأمرهم بالاقتصار على قاضي القُضاة لكل منهم ، وقال : هذا وصفٌ صحيح
/// لعلّه أمر بالاقتصار عليه لأنّه صار في زمانه اسمًا لمنصب ووظيفة، وإلا فقد اختلف العلماء في جوازه.
ومن ذلك أيضًا "أقضى القضاة"، وأوّل من لُقِّب به "الماوردي وكان ذلك عام 429هـ. ومن الغرائب أنّ الفقهاء الذين اعترضوا على هذا اللقب وقالوا بعدم جوازه كانوا سنة 427هـ أجازوا إطلاق لقب "ملك الملوك" على جلال الدولة، وخالفهم الماوردي في ذلك، دون مبالاة بغضب الخليفة أو رضاه!
/// ومِن العلماء والمشايخ مَن بلغ مقامًا لا يبالي فيه بلقب؛ فتراه لا يحبّذه، ولا يُنكِره، ولا يُنكِر على مَن أغفَلَه...
/// وكانت الألقاب تضاف إلى أعلام الناس تمييزًا لهم بما اشتهر عنهم على سبيل المدح أو الذّمّ. ثم صار بعضهم يلقّب به ولده عند ولادته، على سبيل التفاؤل ورجاء مطابقة صفاته لذلك اللقب. وربما اقتصر هذا على بيوت العلم أو الحكم...
/// ومِن العبارات الدارجة في زماننا: "مع حفظ الألقاب"!
/// ومن الدكاترة مَن يغضب إذا وصفته بالأستاذ بدل الدكتور، مع أنّ معنى اللقبين متطباق لغةً!
/// ومِن مشايخ التلفاز مَن يتملّص من لقب "الشيخ"؛ فإذا وُصف بالأستاذ أو المفكّر أو الباحث المتخصّص، رضي واستبشر! وإذا وُصفِ بالداعية، رضي أيضًا، لكن على مضض!
/// وللشيخ الإبراهيمي، إن لم تخنّي الذاكرة، مقال عنوانه: "شيخ الإسلام؟ أم شيخ المسلمين؟" وهو عن شيخ آخر...
وللحديث بقايا...
رد: كانوا يكرهون الألقاب ..
جزاكم الله خيرا على هذه الاضاءة الطيبة
رد: كانوا يكرهون الألقاب ..
الشيخ ضيدان اليامي جزاك الله كل خير على هذا الموضوع الطيب
رد: كانوا يكرهون الألقاب ..
ومِن لطيف ما جاء في باب قريبٍ ممّا أمتعنا به شيخنا الفاضل: هذا النصّ لابن خلّكان (وفيات الأعيان، ج3، ص110). قال:
"وسمعتُ مِن جماعةٍ مِن المصريّين يقولون: إنّ هؤلاء القوم (يعني الفاطميّين) في أوائل دولتهم قالوا لبعض العلماء: "تكتب لنا ورقةً تذكُر فيها ألقابًا تصلح للخلفاء"؛ حتى إذا تولّى واحدٌ، لقّبوه ببعض تلك الألقاب. فكَتب لهم ألقابًا كثيرة. وآخر ما كتب في الورقة: "العاضد".
فاتّفق أنَّ آخِر مَن وُلِّي منهم تلقَّب بالعاضد. وهذا من عجيب الاتفاق!
وأيضاً فإنّ "العاضد" في اللّغة: القاطع. يقال: "عضدتُ الشيءَ، فأنا عاضدٌ له"، إذا قطعته. فكأنه عاضدٌ لدولتهم! وكذا كان، لأنّه قطعها."
وعن العاضد يقول الشاعر:
تُوفِّي العاضدُ الدَّعِيُّ فَمَا --- يَفتح ذو بدعةٍ بمصرَ فَمَا
رد: كانوا يكرهون الألقاب ..
موضوع طيب ترجى مناقشته ....شكر لك