ارجوا الرد في معنى قول (استثناء مفرغ من اعم الاحوال ) في كتاب التوحيد
السلام عليكم ورحمه الله يركاته
شكر الله سعيكم وجعل اعمالكم ونياتكم خالصه لوجهه الكريم
لدي سؤال ارجوا الاجابه عليه ؟؟
في قوله تعالى (الا ليعبدون ) في كتاب القول المفيد وفتح المجيد في شرح كتاب التوحيد
للشيخ محمد بن عبد الوهاب ذكر الشيخ معنى هذا القول
انه استثناء مفرغ من اعم الاحوال فمامعنى هذا القول
بااااااارك الله فيكم
رد: ارجوا الرد في معنى قول (استثناء مفرغ من اعم الاحوال ) في كتاب التوحيد
إليك الجواب الشافي من شرح الشيخ صالح آل الشيخ يقول -حفظه الله ونفع بعلمه-:
((وقول الله تعالى: ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ﴾[الذاريات:56]، هذه الآية فيها بيان التوحيد؛ وجه ذلك أنَّ السلف فسّروا (إِلَّا لِيَعْبُدُونِ)، يعني إلاَّ ليوحّدونِ, دليل هذا الفهم، أنّ الرسل إنّما بُعثت لأجل التوحيد؛ توحيد العبادة، فقوله (إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) يعني إلاَّ ليوحدونِ.
قوله: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا) هذا فيه حصر، ومعلوم أن (مَا) النافية مع (إِلاَّ) تفيد الحصر والقصر, معنى الكلام: خَلقتُ الجن والإنس لغاية واحدة هي العبادة دون ما سواها، ففيه قصر علّة الخلق على العبادة.
وقوله (إِلَّا لِيَعْبُدُونِ)، (إِلَّا) هذه تسمّى أداة استثناء مُفرَّغ, مفرّغ من أعم الأحوال -كما يقول النحّاة-، يعني وما خلقت الجن والإنس لشيء أو لغاية من الغايات أبدا إلاّ لغاية واحدة، وهي أن يعبدونِ)).
رد: ارجوا الرد في معنى قول (استثناء مفرغ من اعم الاحوال ) في كتاب التوحيد
سئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في قوله تعالى: (إلا ليعبدون)، يقول إن هذا استثناء مفرغ من أعم الأحوال.
والسؤال أني بحثت عن قوله في كتب النحو فوجدت الاستثناء المفرغ ولكن لم أجد قوله من أعم الأحوال ؟
الإجابــة الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد : فإن هذه العبارة موجودة في كتب كثير من أهل العلم، فقد ذكرها كثير من المفسرين في تفاسيرهم، فذكرها أبو السعود والألوسي والشوكاني والبيضاوي في تفاسيرهم، والمعنى أنه ما خلقهم في حال من الأحوال إلا لعبادته سبحانه وتعالى.
وعليك أن تعلم أنه لا مشاحة في الاصطلاح، فإذا فهم المقصود بعبارة ما فإن الغرض قد حصل . والله أعلم.http://fatwa.islamweb.net/fatwa/inde...twaId&Id=76059
رد: ارجوا الرد في معنى قول (استثناء مفرغ من اعم الاحوال ) في كتاب التوحيد
أمثلة للاستثناء المفرغ:
1- قوله تعالى: { وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ}.
فالاستثناء مفرغ من أعم الأحوال؛ أي: لا تقتلوها في حال من الأحوال إلا حال ملابستكم بالحق؛ فالباء للملابسة.
2- قوله تعالى: { قالَ لَنْ أُرْسِلَهُ مَعَكُمْ حَتَّى تُؤْتُونِ مَوْثِقًا مِنَ اللَّهِ لَتَأْتُنَّنِي بِهِ إِلاَّ أَنْ يُحاطَ بِكُمْ}.
وهو استثناء مفرَّغ من أعمِّ الأحوال، والتَّقدير: لتأتنني به على كل حال إلا حال الإحاطة بكم؛ بأن تموتوا أو تغلبوا.
3- قوله تعالى: { وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْهَا إِلاَّ لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ}.
يعني: ما جعلنا بأي حال من الأحوال هذه القبلة إلا لهذه الحال فقط؛ وهي: لنعلم من يتبع الرسول ممن ينقلب على عقبيه.
4- قوله تعالى: { لَا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً }.
والاستثناء مفرغ من عموم الأحوال، والتقدير: لا تتخذوا أيها المؤمنون الكافرين أولياء في أى حال من الأحوال إلا في حال اتقائكم منهم؛ لخوفكم منهم.
5- قوله تعالى: {أُولَئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَنْ يَدْخُلُوهَا إِلَّا خَائِفِينَ}.
وهو استثناء مفرَّغ من أعمِّ الأحوال، والتَّقدير: لن يدخلوها على أي حال إلا حال الخوف.
رد: ارجوا الرد في معنى قول (استثناء مفرغ من اعم الاحوال ) في كتاب التوحيد
ويمكن إيضاح الإسثناء المفرغ بهذه المسألة والتي تعقب فيها العلامة الألباني الحافظ ابن حجر وهي مسألة شد الرحال:
قال الإمام الألباني رحمه الله تعالى أحكام الجنائز :
"وفيه أحاديث :
الأول : عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :(لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد :المسجد الحرام،ومسجد الرسول صلى الله عليه وسلم ومسجد الاقصى ). ...
ثم قال الحافظ ابن حجر:
( قوله :( إلا إلى ثلاثة مساجد )،الاستثناء مفرغ ، والتقدير لا تشد الرحال إلى موضع، ولازمه منع السفر إلى كل موضع غيرها ، لان المستثنى منه في المفرغ مقدر بأعم العام ، ولكن يمكن أن يكون المراد بالعموم هنا المخصوص ، وهو المسجد ) .
قلت -الألباني-: وهذا الاحتمال ضعيف،والصواب التقدير الاول . لما تقدم في حديث أبي بصرة وابن عمر من أنكار السفر إلى الطور . ويأتى بيانه ، ... ويدل عليه ما رواه أصحاب السنن من إنكار أبي بصرة الغفاري على أبي هريرة خروجه إلى الطور ، وقال له : ( لو أدركتك قبل أن تخرج ما خرجت ) ، واستدل بهذا الحديث ، فدل على أنه يرى حمل الحديث على عمومه ، ووافقه أبو هريرة ..."
رد: ارجوا الرد في معنى قول (استثناء مفرغ من اعم الاحوال ) في كتاب التوحيد
بارك الله في الجميع :
ومن الأمثلة أيضًا على هذه القاعدة ما قاله الملا علي القاري في مرقاة المفاتيح (16/116) في حديث : (ما منكم من أحد إلا سيكلمه ربه ليس بينه وبينه تَرْجمان ....)
حيث قال : (إلا سيكلمه ربه أي بلا واسطة ، والاستثناء مفرغ من أعم الأحوال) .
رد: ارجوا الرد في معنى قول (استثناء مفرغ من اعم الاحوال ) في كتاب التوحيد
نفع الله بكم .
وكذا قال المباركفوري في تحفة الأحوذي 7 / 83 : قَوْلُهُ : ( مَا مِنْكُمْ مِنْ رَجُلٍ ) مِنْ مَزِيدَةٌ لِاسْتِغْرَاقِ النَّفْيِ ، وَالْخِطَابُ لِلْمُؤْمِنِينَ ( إِلَّا سَيُكَلِّمُهُ رَبُّهُ ) أَيْ : بِلَا وَاسِطَةٍ ، وَالِاسْتِثْنَا ءُ مُفَرَّغٌ مِنْ أَعَمِّ الْأَحْوَالِ ( وَلَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ ) أَيْ بَيْنَ الرَّبِّ وَالْعَبْدِ ( تَرْجُمَانُ ) .وفي دليل الفالحين لابن علان : باب تعجيل قضاء الدين عن الميت
مسارعة لللإطلاق مما يعقله عن بلوغه مقامه السني (والمبادرة إلى تجهيزه) بالغسل والتكفين والصلاة والدفن (إلا أن يموت) استثناء من أعم الأحوال: أي في كل حال وهو استثناء مفرغ اعتباراً بوجود النفي من حيث المعنى كأنه قيل لا يترك المبادرة بتجهيزه في حال من الأحوال إلا حال موته .
وفيه أيضا : حديث : ما منكم من أحد إلا قد كتب مقعده من النار ومقعده من الجنة .. الحديث . والمراد : أن أهل الجنة كتب في الأزل مقعدهم منها، وكذا أهل النار، ويدل على إرادة ذلك المقام، وأن ما بعد إلا من الجملة في محل الحال وهو استثناء مفرغ من أعم الأحوال: أي ما منكم أحد في حال إلا حال كتابة مقعدة منهما في الأزل ..
رد: ارجوا الرد في معنى قول (استثناء مفرغ من اعم الاحوال ) في كتاب التوحيد
وفي قوله تعالى : ( لتأتنّنى به إِلَّا أَنْ يُحاطَ بِكُمْ ) استثناء مفرغ من أعم الأحوال أى لتأتنّنى به على كل حال إلا حال الإحاطة بكم .
وقوله تعالى: { إلا لنعلم من يتبع الرسول } ، { إلا } أداة حصر؛ وهذا الاستثناء من أعم الأحوال ، إذا كان الاستثناء مفرغاً يقولون: إنه استثناء من أعم الأحوال ، يعني: ما جعلنا بأي حال من الأحوال هذه القبلة إلا لهذه الحال فقط لنعلم من يتبع . قاله الشيخ ابن عثيمين في تفسيره عن الآية الأخيرة .