قال الشاعر :
لا يأمن الدهر ذو بغي ولو ملكا ** جنوده ضاق عنها السهل والجبل
ما نوع اللام في البيت هل هي ناهية أم نافية . أرجو التوضيح في ذلك
عرض للطباعة
قال الشاعر :
لا يأمن الدهر ذو بغي ولو ملكا ** جنوده ضاق عنها السهل والجبل
ما نوع اللام في البيت هل هي ناهية أم نافية . أرجو التوضيح في ذلك
أظنها ناهية.
لا يأمنِ الدهرَ ذو بغي، ولو مَلِكاً ** جنودُه ضاقَ عنها السهل والجبل
ولو جاءت نافيةً لم تبعد (لا يأمنُ) . غير أن المعنى أجود إن كانت ناهية.
الأخ عمر بوشنة ،
السلامُ عليكم ورحمة الله وبركاته ، وبعدُ :
فأودُّ أن أشيرَ أولا إلى أنَّ هُناك فرقًا بين (اللام ) و (لا ) ، والموجودُ منهما في البيتِ : لا ؛ فكانَ ينبغي أنْ تقولَ : ما نوع : لا في البيت : أنافية أم ناهية ؟
إذا تقرر هذا فاعلم أنَّ الذي حفظناه ، وتلقيناه من أساتذتِنا سماعًا أنَّ البيتَ ـ وهو من البسيطِ ـ هكذا ينطق :
لًا يَأْمَنِ الدَّهْرَ ذُو بَغْيٍ، وَلَوْ مَلِكاً ****** جُنُودُهُ ضَاقَ عَنْهَا السَّهْلُ وَالجَبَلُ
؛ وعليه فإنَّ لا هنا ناهية ، والفعل يأمن فعلٌ مضارعٌ مجزومٌ بلا الناهية ، وعلامةُ الجزم السكونُ ، غيرَ أنَّ السكونَ حُرِّك للكسر للتخلصِ من التقاء الساكنين ، والفاعلُ هنا ذو ، ومنْ روى الفعلَ مرفوعًا ـ وهذا جائزٌ إلا إذا كان البيتُ في سياقِ يُوجبُ أن تكون لا ناهيةً فيه ـ فعلى أساسِ : أنَّ لا نافية ،
هذا والله أعلمُ ، والسلام.
أشكر لكما المرور الطيب والتوضيح
غير أنني يا أخي محمود حفظك الله خالجني شيء من الشك في كونها ناهية لأن النهي كأسلوب لا يكون للغائب -على حسب ما أعلم والله أعلم فيما أذهب إليه - وإنما يكون للحاضر لذلك يبدو لي أنها للنفي أقرب منها للنهي . وأرجو أن توضح لي لو كان لديك شرح آخر
وشكرا مجددا
هل يشفيك هذا منه:لا يأمننّ على النساء أخٌ أخاً * ما في الرجال على النساء أمين
فهو كبيتِكَ الذي اجتلبتَ.
أخي عمر ،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، وبعد :
فاعْلمْ ـ يا أخي ـ أنَّ لا الناهية ـ وَهِيَ الموضوعةُ لطلبِ التَّرك كما قالَ ابنُ هشامٍ ـ تختصُّ بالدخولِ على المضارعِ ، وتقتضي جزمَهُ واستقبالَهُ ، سواء كان المطلوبُ منه مخاطبًا نحو ( لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء ) أو غائبًا نحو ( لا يتخذِ المؤمنون الكافرين أولياء ) هذا ـ يا أخي ـ كلام ابنِ هشامٍ ـ رحمه اللهُ ـ في مغنيه ؛ ومنهُ يتَّضحُ أنَّ النهيَ كما يكون للمخاطبِ يكونُ للغائبِ ،
هذا والله الموفق ، والسلام .
أخي الكريم، انظر آية الدين ففيها الكثير من الأوامر والنواهي للغائب.
ولعل السر في أمر أو نهي الغائب هو تنزيل الحاضر منزلة الغائب على سبيل الالتفات، أو للدلالة على العموم.
أو أن يكون الأمر في الحقيقة موجها للحاضر معدولا به إلى الغائب لتعلقه به، كقولهم: لا يُخلَص إليه وفيكم عين تطرف، وكقولنا للحرس: لا يدخل أحد إلا بإذن.
وأما بالنسبة لـ (لا) التي في هذا البيت فإني أراها ناهية، إذ لو كانت نافية لكانت الجملة الخبرية مخالفة للواقع، إذ ليس كل باغ لا يأمن الدهر، إلا إذا قلنا: إن النفي نزل منزلة النهي.
هذا والله أعلم.
بورك فيكما ونفع الله بكما إن شاء الله لقد اتضحت الفكرة عندي والفصل يعود إليكما
تقبلا مني فائق التقدير والاحترام
كلام طيب.
وعليه نفهم قولَه تعالى:
(( لا يَحطِمنَّكم سليمانُ وجنودُه وهم لا يشعرون)).
وليس النَّهيُ فقط هو الذي يُمكن أن يُتوجَّه به إلى الغائب، بل أيضًا الأمر:
((وليَحكمْ أهلُ الإنْجيل بما أنزل الله فيه)).
وأيضًا الحكم بإباحة شيء:
((وطعامُكم حلٌّ لهم)).
والله أعلم.
وأين نحن من قول الله تعالي ( لايسخر قوم من قوم عسي أن يكونوا خيرًا منهم )