بين "العاصفة" و"الزلزال" الثمرات والملاحظات استعدادًا لـ"لبركان" - تحقيق صحفي،،
بين وقفة "العاصفة" ووقفة "الزلزال" الثمرات والملاحظات استعدادًا لوقفة "لبركان"،،
كتب: محمود حمودة 2/10/2010م.
أجريت هذا التحقيق مع دعوي بارز معروف في أوساط الدعوة بكتبه وخطبه ومحاضراته في المساجد والفضائيات، ولكنه لم يشأ أن يفصح عن اسمه، بل عرف بنفسه قائلًا: أنا سلفي العقيدة، أزهري الدراسة، وفقط.
س: فضيلة الشيخ: منذ متى وأنت تتابع الأحداث الراهنة؟ وما هي وجهة نظركم فيها؟؟
ج: الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على الهدي البشير، وآله وحبه وبعد،،
بفضل الله أنا في قلب الأحداث منذ البداية، وأتابع كل ما ينشر بخصوصها، وعندي مادة مجمعة على الحاسوب تجاوزت الـ(4) جيجا ما بين مرئي ومسموع ومقروء طالعتها كلها مرات ومرات.
و الذي ألاحظه أن الأمور تسير في طريقها الصحيح، والدليل أن الصوت العالي الكنيسة بدأ ينخفض، والوجه الصلب لها اختفى، لتحل محله دموع التماسيح، وأصبح حلم شنودة؛ بل الكنيسة ككل أن تكون الأحداث الراهنة كابوسًا فظيعًا وينتهي.
فهذه بشريات خير، لكن هناك بعض القنوات الصغيرة التي يهدر فيها كثير من ماء النهر الكبير في دون ما فائدة، وهذا يعيق الحركة نوعًا ما، ويؤخر جني الثمار المرجوة.
س: سأعود لأناقش معك هذه النقطة، لكن بعد أن أسألكم عن موقف الدولة من الأحداث؛ ما هو تبريركم للصمت الغريب من جهة الحكومة المصرية رغم اشتعال الأحداث منذ ما يقارب 100يوم؟؟
ج: الحكومة المصرية في موقف متأزم، ترى الحق مع الإخوة، وتتمنى أن تحقق الكثير من مطالبهم العادلة، لكنها على الجانب الآخر تخاف من استقواء الكنيسة بالخارج، ولا يخفى على الحكومة خيانة النصارى وتدابيرهم لإسقاط الدولة الإسلامية – لا مكنهم الله من ذلك – لتقيم على أنقاضها دولة نصرانية، أو على الأقل إنشاء دولة لهم على حدود السودان تصير مع الحركة المماثلة لها في السودان دولة تتوسط دولتين مسلمتين، لتصير غصة في حلق المسلمين.
كل هذا لا يخفى على الحكومة المصرية لكنها تُبتز من قبل الكنيسة بقضية التوريث في الحكم، وشنودة الحقير جعل هذا الملف في يده كسلاح يلوح به في وقت الرخاء والشدة؛ ليضغط على الدولة لتحقيق مطالبهم، وإلا رجع إلى الاستقواء بالخارج كما ظهر مثلا في اعتصام النصارى أمام الكاتدرائية في حادثة أختنا وفاء قسطنطين رحمها الله.
س: لكن لا زال السؤال مطروحًا: إلى متى الصمت، وهل يعتبر حلًا للمشكلة؟
ج: الصمت من الحكومة المصرية واتخاذها موقف المتفرج سيستمر إلى حين ترى الحكومة أن أظافر الكنيسة قد قـُلمت – نوعًا ما - بيد غيرهم، وفي المقابل فإن رد فعل الملتزمين يعتبر تنفيسًا لمشاعر المسلمين الغاضبة التي تمثلت في " ثورة اللحى".
س: سأعود لمناقشتك في هذا المصطلح: " ثورة اللحى"، لكن هل هذا حل للمشكلة في وجهة نظرك؟
ج: أما في وجهة نظري فهذه فرصة لإخواننا أن يتحركوا ليطرقوا الحديد وهو ساخن، وأما في وجهة نظر الحكومة فهذا يعني كما يقال: حيلة العاجر.
س: فضيلة الشيخ: ماذا قصدتم بمصطلح: " ثورة اللحى"، وهل تعتبر هذه ظاهرة مؤقتة أم تحول في اتجاه الدعوة السلفية؟؟
ج: لا يخفى عليك يا أستاذ أن التوجه السلفي لم يكن قبل ذلك يُقحم نفسه في الأحداث السياسية؛ لأنه كان يرى أن المطلوب الأول هو تعليم الناس أًصول الدين، والرجوع بهم إلى جوهر الإسلام النقي، من خلال الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة.
ولم يدر بخلدهم أن يتركوا هذا العمل في الوقت الراهن؛ لأنه أثمر أقوى الثمار وأنضجها في الوقت الراهن، حتى صار الناس يرجعون إلى الدين زرافات ووحدانا، لكن تطور الأحداث لم يترك بدًا من أن يترك الدعاة منابر التعليم إلى ساحات المواجهة، وهذا بغير سابق ترتيب ولا استعداد، إنما هو بناء على سماح كبار الدعاة، بل وتزكيتهم وتحضيضهم لاتخاذ هذه الوقفات - تجاوبًا مع الأحداث - في وجه الأزمة التي فجرتها قضية أختنا كاميليا شحاتة فك الله أسرها وأسر أخواتها.
لكن كما ذكرت لك في بداية الكلام أن كثير من الجهد يضيع بسبب أن الإخوة لأول مرة يخرجوا في المظاهرات السلمية، وهذه ليست ظاهرة مؤقتة، بل هي تحول صحيح في الاتجاه ، ليتواكب الفكر السلفي في مصر مع ساحة الأحداث كما حدث قبل ذلك في العراق وغيرها من بلاد المسلمين؛ فإن الذي حمل القضية وتحرك بها في كل أرض هم شباب الأمة الأطهار بتوجيه من علماء الأمة ودعاتها الربانيين.
س: أخيرًا ما هي الجهود التي تضيع عبثًا بوجهة نظركم، وكيف نحافظ عليها؟
ج: نعم هذا هو ما كان يشغلني منذ بداية الحديث مع حضرتك، وأرى أن أسوق الملاحظات والاقتراحات في نقاط محصورة:
1- يلاحظ أن كثير من التصريحات تصدر بخصوص الوقفات من غير المسئولين عنها، فتتضارب، ويحدث الارتباك في صفوف العاملين.
* والحل أن يكون هناك موقع معين يمثل القائمين على الوقفات ويعتبر كل كلام بخلاف كلامه مهدرًا لا قيمة له.
2- يلاحظ حدوث فوضى جزئية في ساحة التظاهر بسبب أن كل من يرى رأيًا يريد أن يحمل الناس عليه.
* وأرى أن يعلم الناس من هم منظموا التظاهر، ولتكن كلمتهم هي المسموعة دون غيرهم، ولا يعرف ذلك إلا عند بدأ المظاهرة حفاظًا على المنظمين أن يدركهم بعض الأذى لا قدر الله.
3- الهتافات التي تردد غير محفوظة عند المنظمين للمظاهرة فضلًا عن جماهير الإخوة الحضور، وهذا لا يحدث بين جماهير الكرة مثلًا (مع الفارق في التشبيه طبعًا)، بل تجد هتافات محفوظة تردد بنسق واحد متصل.
* وأرى أن توضع الهتافات المقترحة كلها في موضوع واحد في الموقع المخصص لتنظيم التظاهر، ثم يختار الإخوة منها ما يتناسب مع الأحداث قبيل المظاهرة، وينص على أن الهتافات المختارة هي ما سيردد دون غيره، ومن ثم تطبع وتحفظ وتكرر في ساحة التظاهر.
بل وأتمنى أن يسجل أصحاب المشاركات في وضع الهتافات (من الرجال فقط حفاظًا على الأخوات) إن استطاعوا بأصواتهم الهتافات حتى تردد بشكل صحيح.
ويمكن الاستغناء عن ذلك بأن تكتب الهتافات بالعامية – لأنها بها تقال – ثم إذا تم اختيار ما سيردد قام الإخوة منظموا التظاهر بتسجيلها صوتيًا قبل المظاهرة (كبروڤة عمل).
4- لم يتخذ الإخوة شعارًا معينًا يكون بمثابة شرارة البدء في كل وقفة، فإذا قيل اندلعت المظاهرة.
* وقد رأيت شعارًا رائعًا تكرر في بعض الوقفات فحبذا لو استعمل كشعار عام تفتتح به كل الوقفات: " في سبيل الله قمنا..نبتغي رفع اللواء، لا لحزب قد عملنا، لا لدنيا قد عملنا..نحن للدين الفداء، فليعد للدين مجده وليعد للدين عزه..ولترق منا الدماء" فهو شعار رائع في معناه ومبناه، يثير الحماس يبين الوجهة يحدد الغرض، يمثل الدعوة السلفية بحقها وحقيقتها.
5- ومع تشديد الأمن على الوقفات – بناء على التوجيهات الكنسية- وأرجو أن لا يتزايد الأمر، لا بأس على الإطلاق في استشارة مشايخنا وعلمائنا في الاستعانة بتواجد الأخوات في ساحة التظاهر، كوسيلة لإدخال المنشورات واللافتات من خلال حقائبهن التي لا يفتشها الأمن – ولله الحمد - مع الأخذ في الاعتبار أن هن يعتزلن التظاهر، فإنا لم نقم الدنيا لأجل امرأة مسلمة، ثم نترك المئات في مهب الريح.
ولنا في الصحابيات الكريمات أسوة حسنة بدأ من أم المؤمنين عائشة فمن بعدها.
**ثم أهيب بكل كريم أن يدع جانبًا مسألة جواز التظاهر من عدمها في الوقت الراهن، فنحن ما تحركنا إلا بعد سماح علمائنا الربانيين بذلك، وما كان لنا أن نصدر عن رأينا ولا عن هوانا.
فمن لم يكن معنا فنرجوه أن لا يكون علينا ولا يثبط غيره، ولا يهدر الطاقات في هذه اللحظات القاتلة..وآخر دعونا أن الحمد لله رب العالمين.
جزاكم الله خيرًا فضيلة الشيخ، وبارك الله فيكم،،
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك.
رد: بين "العاصفة" و"الزلزال" الثمرات والملاحظات استعدادًا لـ"لبركان" - تحقيق صحفي،،
جزاكم الله خيرا أخي ابن عدي ، ويسر أمور كل المسلمين ، وفك أسر أخواتنا الأسيرات .