القول المبين في (واختار موسى قومه سبعين)

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
نزع الخافض :
هو أن يحذف المضاف أو حرف الجر سواء نصب الإسم أم جر
والنصب بنزع الخافض ينقسم إلى قسمين :
1- مطرد وهذا النوع يطرد ويكثر مع أنَّ وأنْ.
الثاني : غير المطرد: وهذا النوع غير مقيس بل مقصور على السماع عن العرب
من الأيات التي قيل فيها أن فيها نصبا بنزع الخافض:
{ وَاخْتَارَ مُوسَى قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلًا لِمِيقَاتِنَا فَلَمَّا أَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ قَالَ رَبِّ لَوْ شِئْتَ أَهْلَكْتَهُمْ مِنْ قَبْلُ وَإِيَّايَ أَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ السُّفَهَاءُ مِنَّا إِنْ هِيَ إِلَّا فِتْنَتُكَ تُضِلُّ بِهَا مَنْ تَشَاءُ وَتَهْدِي مَنْ تَشَاءُ أَنْتَ وَلِيُّنَا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الْغَافِرِينَ } (155) الأعراف.
في كتاب ( من أسرار حروف الجر في الذكر الحكيم ) للدكتور محمد الأمين الخضري ذكرفي البحث المخصص لزيادة "من" الابتدائية وحذفها قول الله تعالى ] واختار موسى قومه سبعين رجلا[ (الأعراف 155) يكشف سر إسقاط حرف الجر في هذه الآية بقوله " وأرى - والله أعلم بما نزل- أن إسقاط حرف الجر القصد منه النعي على بني إسرائيل لكثرة تمردهم وعصيانهم، ودوام مخالفتهم لنبيهم، حتى كأنه لم يجد فيهم خيارا غير هؤلاء السبعين، فهم القوم كل القوم في ميزان الطاعة والصلاح، وفي ذلك ما فيه من التلميح بكثرة العاصين وقلة الصالحين فيهم" من أسرار حروف الجر ص 339
قلت: والذي يظهر لي ويترجح أن سبعين بدل من قومه
فإن قال قائل : بأن العكبري رد هذا القول فقال: ولا يجوز ان يكون ( سبعين ) بدلاً عند الكثرين ، لأن المبدل منه في نية الطرح ، والإختيار لا بد له من مختار ومختار منه
فالجواب : أن المبدل في نية الطرح هنا ولا إشكال عند التأمل
ثم إن في كون قومه بدل من سبعين معنى لطيف وهو أن قومه في الحقيقة هم هولاء السبعين فلا يلتفت إلى غيرهم
وقوله والإختيار لابد له من مختار ومختار منه
قلت: هذا لازم لايلزم فالمختار منه مسقط قصدا واحتقارا ومفهوم من السياق.
وأين أنتم من قوله تعالى :
{ولقد اخترناهم على علم على العالمين}سورة الدخان آية رقم 32وقوله جل وعلا :{وأنا اخترتك فاستمع لما يوحى}سورة طه آية رقم 13



فالإختيار أحيانا لايحتاج إلى ذكر جميع تفاصيله في السياق

قال بعض النحاة :وقد ضُعِّف هذا القول لأمرين:
الأول: أن الاختيار لابد فيه من مُخْتار ومُخْتارٍ منه ، وإذا أُعرب بدلاً يكون المختارُ منه محذوفاً، وما هو واحد في نفسه لا يصح اختياره.
الثاني: أنه لابد من رابط بين البدل والمبدل منه، وقد قدروه بـ ( منهم )
والجواب عن الوجه الأول مر
والجواب عن الثاني : أنني أعتبره بدل كل من كل وليس بدل بعض من كل حتى يحتاج إلى رابط
ولامانع من جعله بدل كل من كل البته
والله الموفق للصواب
تنبيه: الكثير مما قيل فيه أنه نصب بنزع الخافض قابل للنقاش ويمكن أن يؤلف فيه مؤلف

اقتباس:

---

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد راشد السندي

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
نزع الخافض :
هو أن يحذف المضاف أو حرف الجر سواء نصب الإسم أم جر
والنصب بنزع الخافض ينقسم إلى قسمين :
1- مطرد وهذا النوع يطرد ويكثر مع أنَّ وأنْ.
الثاني : غير المطرد: وهذا النوع غير مقيس بل مقصور على السماع عن العرب
من الأيات التي قيل فيها أن فيها نصبا بنزع الخافض:
{ وَاخْتَارَ مُوسَى قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلًا لِمِيقَاتِنَا فَلَمَّا أَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ قَالَ رَبِّ لَوْ شِئْتَ أَهْلَكْتَهُمْ مِنْ قَبْلُ وَإِيَّايَ أَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ السُّفَهَاءُ مِنَّا إِنْ هِيَ إِلَّا فِتْنَتُكَ تُضِلُّ بِهَا مَنْ تَشَاءُ وَتَهْدِي مَنْ تَشَاءُ أَنْتَ وَلِيُّنَا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الْغَافِرِينَ } (155) الأعراف.
في كتاب ( من أسرار حروف الجر في الذكر الحكيم ) للدكتور محمد الأمين الخضري ذكرفي البحث المخصص لزيادة "من" الابتدائية وحذفها قول الله تعالى ] واختار موسى قومه سبعين رجلا[ (الأعراف 155) يكشف سر إسقاط حرف الجر في هذه الآية بقوله " وأرى - والله أعلم بما نزل- أن إسقاط حرف الجر القصد منه النعي على بني إسرائيل لكثرة تمردهم وعصيانهم، ودوام مخالفتهم لنبيهم، حتى كأنه لم يجد فيهم خيارا غير هؤلاء السبعين، فهم القوم كل القوم في ميزان الطاعة والصلاح، وفي ذلك ما فيه من التلميح بكثرة العاصين وقلة الصالحين فيهم" من أسرار حروف الجر ص 339
قلت: والذي يظهر لي ويترجح أن سبعين بدل من قومه
فإن قال قائل : بأن العكبري رد هذا القول فقال: ولا يجوز ان يكون ( سبعين ) بدلاً عند الكثرين ، لأن المبدل منه في نية الطرح ، والإختيار لا بد له من مختار ومختار منه
فالجواب : أن المبدل في نية الطرح هنا ولا إشكال عند التأمل
ثم إن في كون قومه بدل من سبعين معنى لطيف وهو أن قومه في الحقيقة هم هولاء السبعين فلا يلتفت إلى غيرهم
وقوله والإختيار لابد له من مختار ومختار منه
قلت: هذا لازم لايلزم فالمختار منه مسقط قصدا واحتقارا ومفهوم من السياق.
وأين أنتم من قوله تعالى :
{ولقد اخترناهم على علم على العالمين}سورة الدخان آية رقم 32وقوله جل وعلا :{وأنا اخترتك فاستمع لما يوحى}سورة طه آية رقم 13



فالإختيار أحيانا لايحتاج إلى ذكر جميع تفاصيله في السياق

قال بعض النحاة :وقد ضُعِّف هذا القول لأمرين:
الأول: أن الاختيار لابد فيه من مُخْتار ومُخْتارٍ منه ، وإذا أُعرب بدلاً يكون المختارُ منه محذوفاً، وما هو واحد في نفسه لا يصح اختياره.
الثاني: أنه لابد من رابط بين البدل والمبدل منه، وقد قدروه بـ ( منهم )
والجواب عن الوجه الأول مر
والجواب عن الثاني : أنني أعتبره بدل كل من كل وليس بدل بعض من كل حتى يحتاج إلى رابط
ولامانع من جعله بدل كل من كل البته
والله الموفق للصواب
تنبيه: الكثير مما قيل فيه أنه نصب بنزع الخافض قابل للنقاش ويمكن أن يؤلف فيه مؤلف

---

هناك رسالة ماجستير تقدم بها شيخنا حسين بن علوي الحبشي إلى قسم اللغة العربية في جامعة حضرموت والموسومة بعنوان((نزع الخافض في الدرس النحوي)) وقد أثنى عليها المناقشون الثناء الحسن
وهي دراسة رائدة في مجالها
و موجودة في موقع صيد الفوائد
فانظرها أخي

هناك من حمل الآية على التضمين

أخي سالم
شكرا لك سأطلع على الرسالة