حلقات من سيرة الشيخ والامام عيسى الفاخري رحمه الله

الحلقة الاولى:
اولا- نسبه ونشأته: عيسى بالقاسم بن ابراهيم بن حسن بن سليمان الفاخري نسبا الاجدابي الليبي موطنا الازهري دراسة وتخرجا
هو المجدد لمعالم العقيدة والتوحيد في بلادنا برقة و واحات السرير الفقيه المفسر والنسابة العلامة الجدير
ولد سنة 1322ه الموافق لعام 1904م جنوب مدينة الابيار ونشأ في بيت كرم وتقوى في صحراء ليبيا وباديتها وكان رحمه الله اصغر اخوته الاربعة الذين استشهدوا خلال الاحتلال الايطالي لليبيا
فقد الشيخ بصره وهو في الخامسة من عمره فقد البصر ولكن اوتي بصيرة فالعلم والفهم

ترعرع في ظل اسرته يحفظ القران على شيوخ النجع وكان اية فالحفظ والفهم
الحلقة الثانية:

هجرته من وطنة إلي ارض الكنانة مصر

بعد احتلال إيطاليا لليبيا أيقن الشيخ بأنه لا مستقبل في هذا البلد تحت السيطرة الإيطالية فقرر الهجرة إلى مصر ، يقول الشيخ عن تلك الرحلة: (( فقصدنا الحدود الشرقية ووصلنا مرسى مطروح سنة 1924 ولم يبق معنا من المال إلا جنيه واحد فقط ولم يكن ذلك كافيا للاستمرار في رحلتنا وكانت مدينة الحمام مقصدنا التى لا تبعد كثيرا عن مدينة الإسكندرية ومن مفارقات الدهر أننا طلبنا من سائق سيارة مصرى أن يوصلنا إلى ما نريد رفض ذلك وطلب منا جنيها وستين قرشا علما بأننا أخبرناه أنه لم يبق معنا إلا جنيه واحد ... وحينها تقدم إلينا سائق أجرة آخر وعندما عرف أنني قاصد المعهد الأزهرى في الإسكندرية قال : إذا كنت طالبا أزهريا سأنقلكم إلى أينما تريدون بدون مقابل ولله في خلقه شؤون" فوصلت الإسكندرية ومكثت مع ابن عم لى يدعى محمود محمد إبراهيم شهرين كاملين وكان رجلا عطوفا حنونا على فالتحقت بالمدرسة في الإسكندرية بمنطقة القبارى سنة 1925 وقابلت شيخين أولهما صاحب المدرسة الشيخ عيد جمعة والأخ الشيخ/ محمد عمر وقابلوني مقابلة حسنة كضيف وليس كطالب وقد أوصى صاحب المدرسة عيد جمعة الشيخ : محمد عمر بتحفيظى القرآن الكريم والاعتناء بى ،وبالفعل سهر على تحفيظى الكتاب فختمته ولله الحمد في سنة واحدة وكان عمرى واحدا وعشرين سنة ومن كرمهم انهم خيرونى بين ثلاثة أماكن للإقامة من بينها بيت الشيخ عيد جمعة أو مكان مبارك تحت نفقته أو خلوة الجامع وهى التى اخترتها لأنها تقام فيها صلاة الجماعة . تقدمت إلى المعهد الأزهري بالإسكندرية وطلب منى مديره أن احضر رسالة من القنصلية الإيطالية لكي يتسنى لي اللحوق بالمعهد فأخبرته بأنني هارب من جحيم إيطاليا بليبيا وأنا لا أعتبر ايطاليا تمثلني وبهذه الحجة رفضوني ولم أقبل في المعهد الديني لعدم اعترافي لا بالسيادة ولا بالسلطة الإيطالية وكنت عندها أكملت حفظ القرآن الكريم وبدأت اقرأه وأحفظه للطلبة بالمدرسة التي عينت نائبا لمديرها في غيابه سنة1926 فعدت الكرة على المعهد الأزهري فرع الإسكندرية سنة 1927وكان عمري 23 سنة ويقبل الطلاب الذين هم دون 16 سنة ويكون سليم البدن وهذه المواصفات بالطبع لا توجد في ...ولكن هذه المرة قبلوني لوساطة نقيب المحامين الشرعيين في الإسكندرية محمد عبدالنبى الجازوى وقد امضوا جميعا لكفالتي وأعطوني الورقة لآخذها إلى المعهد ، وقد تكفل بنفقتي رجل صعيدي يدعى سلام حسين زهرة وقد أخذ على عاتقه نفقتي وقال لى (( حتى إذا بعت جبتي هذه التي على ظهري لأصرف عليك )) .

وللحديث بقية

الحلقة الثالثة:
طلبه للعلم:ونذكرها في مراحل :
المرحلة الاولى: حفظه للقران الكريم
بدات رحلة شيخنا مع القران منذ صغره حيث كان الناس في قطرنا وهم بدو رحل يستضيفون معلم القران في النجع(وهي عبارة عن خيام يسكنها البدو الرحل تسمى النجع) ليقوم بتحفيظ ابنائهم القران والكتابة وحيث ان شيخنا كان ضريرا استثني في اول الامر من الحلقة ولكن ذلك لم يثنيه عن الطلب فاراد الشيخ بان يثبت للجميع بانه وان كان ضريرا العينين فانه بصيرا القلب يقول الشيخ:
فأتخذت لنفسي مكمنا اتخبأ فيه خلف رواق خيمة المعلم مستمعا لما يلقيه على طلبته و كنت حريصا على ان لايبدر مني اي صوت حتى لايعلم بوجودي غير اني كنت شاحذ الذهن لدرسه وتحفيظه وتمر الايام والشهور وانا على ذلك الى ان قام المعلم بمراجعة ماقد درسه لطلابه
فلم يجد فيهم حافظا واحدا فحينها كانت الفرصة الثمينة لي لاكشف عن نفسي
فخرجت من ذلك المكمن وعرضت على الشيخ ماعجز تلاميذه من حفظه وكنت قد حفظت ذلك من تلقينه لطلبه عن ظهر قلب فاندهش المعلم لموهبتي فتكفل بتحفيظي حتى غادر المعلم النجع وهكذا استمرت حياتي مع القران من شيخ الى شيخ الى ان هاجرت الى مصر فأتممت حفظه هناك
ولقد عرفت الشيخ رحمه الله حافظا متمكنا من حفظ كتاب الله باكثر من رواية لايمل من قراته والاستماع اليه فلربما يقرا عليه في اليوم اكثر من ثلاثين طالب وكل طالب يقرا الحزب والحزبين
حتى اني لما زرت الشيخ وهو على فراش الموت في غيبوبة المرض لايتلفظ بشئ غير القران
ويقول لي صهره الشيخ مفتاح اسكينيد كنت والشيخ في مرض الموت اتعمد وانا اقرأ عليه ان اترك بعض الايات لاختبر بها الشيخ فكان يفتح علي في القراءه فسبحان الله العظيم

وللحديث بقية

ما قبيلة الشيخ؟
والسؤال لأن هناك أسرة علمية في نجد اسمها الفاخري أيضاً

اشكر لخزانة الادب المرور
قبيلة الشيخ عيسى هي( الفاخري ) وتعتبر هذه القبيلة من القبائل المعروفة في ليبيا بالتدين والعلم فمن علمائها ايضا الشيخ الدكتور غيث الفاخري احد اعضاء رابطة علماء المسلمين