عرض للطباعة
يقول النحويون :إن المخصوص بالمدح أو الذم له إعرابان : أحدهما أنه مبتدأ مؤخر ، والجملة التي قبله خبر عنه ، والثاني أنه خبر لمبتدأ محذوف وجوبا ، والسؤال : ألا يجوز أن يعرب المخصوص أيضا بدلا مطابقا من الفاعل ؛ فقد اكتملت فيه شروط البدلية التي أشار إليها العمريطي بقوله :
إذا اسم أوفعل لمثله تلا **** والحكم للثاني وعن عطف خلا
فاجعله في إعرابه كالأول ***** ملقبا له بلفظ البدل
أرجو الإجابة ، والسلام .
ربما لا يمكن أن يكون بدلا لأن الأول اسم جنس والثاني علم، والعلم لا يبدل من اسم الجنس، وحتى لو كان الأول معهودا لم يجز أيضا؛ لأن فاعل هذين الفعلين لا يكون مخصوصا، وإنما يجب أن يكون عاما. والله أعلم
هل يجوز أن نقول المخصوص بالمدح والذم، وإن جاز فما توجيهه؟اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمود محمد محمود مرسي
أخي كمال ، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، وبعد : فالمسألة ما زالت قيد البحث ، ولعل بعض الإخوة يجود علينا بما يشفي فيها الغليل ، لكن الذي أود أن أقوله الآن أن هذا الرأي ، ورأيا آخر وجدتهما في المسألة ؛ فقد جاء في شرح التصريح على التوضيح قوله : وقيل ( أي المخصوص بالمدح والذم ) مبتدأ حذف خبره وإليه ذهب ابن عصفور ، وقيل : بدل من الفاعل وإليه ذهب ابن كيسان ، واقتصر في النظم على القولين الأولين فقال :
ويُذكرُ المخصوصُ بعدُ مبتدا *** أو خبرَ اسم ليس يبدو أبدا
وفي حاشية الشيخ يس قال : (قوله وقيل بدل ) اعترض بأنه لازم ، والبدل لا يلزم ، وبأنه لا يصلح لمباشرة نعم ، وأجيب عن الأول : بأنه قد يلزم بعض التوابع كتابع مجرور رب ، وعن الثاني بأنه : قد يجوز في الشيء تابعا ما لا يجوز فيه إذا ولي العوامل ؛ فإنهم أجمعوا على حمل إنك أنت قائم على البدل ، ولا يجوز إن أنت .
وهذا الرأي أيضا ذكره الأستاذ محمد عبد العزيز النجار في كتابه : التوضيح والتكميل لشرح ابن عقيل ، وجاء في منظومة : داني الثمر في نظم باب المبتدا والخبر قوله في باب حذف المبتدأ والخبر وجوبا حينما وصل إلى هذه المسألة قال :
هذا وعندي جاز فيه البدل **** مطابقا فشرطه مكتمل
ومن هنا يتبين أن لهذا الإعراب قوما قالوا به ، وعلى كل فالمسألة كما قلت ما زالت قيد البحث ، والله الموفق ، والسلام
الأخ محمود، وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:
لقد أفاد كلامك أن هناك أكثر من رأي في هذه المسألة، وأنت تعلم أن منها الرأي القائل بعدم وقوع المخصوص بدلا، ولعلك تعلم أيضا أن هذا هو رأي المبرد، فقد قال:
فإن زعم زاعم أن قولك نعم الرجل زيدٌ إنما زيد بدل من الرجل مرتفع بما ارتفع به كقولك مررت بأخيك زيد وجاءني الرجل عبد الله قيل له إن قولك جاءني الرجل عبد الله إنما تقديره إذا طرحت الرجل جاءني عبد الله فقل نعم زيدٌ لأنك تزعم أنه بنعم مرتفع وهذا محال لأن الرجل ليس يقصد به إلى واحد بعينه كما تقول جاءني الرجل أي جاءني الرجل الذي تعرف وإنما هو واحد من الرجال على غير معهود تريد به هذا الجنس.
وهذا الكلام يحمل في طياته الاعتراض الثاني الذي أورده الشمني، وأما قوله: فإنهم أجمعوا على حمل إنك أنت قائم على البدل ، ولا يجوز إن أنت .
فالذي أعلمه أن (أنت) في "إنك أنت" ليس فيها إجماع فمنهم من اعتبرها بدلا، ومنهم من اعتبرها توكيدا، ومنهم من اعتبرها ضمير فصل لا محل له، وأنت تعلم أن الدليل إذا تطرق إليه الاحتمال سقط به الاستدلال. والله أعلم
أخي الكريم المخصوص بالمدح أو الذم إذا كان بنعم أو بئسَ فله ثلاثة أعاريب
1- مبتدأ مؤخر
2- خبر لمبتدأ محذوف
3- بدل من الفاعل وأقوى الأعاريب لاعندي البدل منعا للتأويلات التي لا داعي لها مع أنه غير مشهور
أما إذا كان بـ " حبذا - لا حبذا " فله إعربان
1- مبتدأ مؤخر وجوبا
2- بدل وهو رأي ضعيف
والله تعالى أعلم