ما إعراب كلمة رسول الله في قوله تعالى ذكره : ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله ...... ؟
عرض للطباعة
ما إعراب كلمة رسول الله في قوله تعالى ذكره : ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله ...... ؟
الكشاف ج3/ص553
قرئ: {ولكنْ رسولَ الله}:
1- بالنصب عطفاً على أَبَا أَحَدٍ.
2- بالرفع على ((ولكنَّ هو رسولُ الله)) و((لكنّ)) بالتشديد على حذف الخبر تقديره ولكنّ رسول الله من عرفتموه أي لم يعش له ولد ذكر.
أيها الباحث النحوي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، وبعد :
فإذا قلنا إنها بالنصب معطوفة على أبا أحد فما حرف العطف ؟ هل هو الواو أم لكن ؟
المعروف أن الواو إذا اجتمعت مع حرف عطف آخر تعينت الواو للعطف ، وإذا كانت الواو للعطف فاعلم أنها لا تعطف مفردا على مفرد اختلفا في الحكم إيجابا وسلبا ؛ وعليه فلا يصح إعرابها معطوفة على أبا أحد فابحث يا أخي عن جواب آخر وفقك الله وسدد خطاك
والسلام عيكم ورحمة الله وبركاته
قال ابنُ هشامٍ-رحمه اللهُ-في مغنيه: "واختلف في نحو (ما قام زيد ولكن عمرو) على أربعة أقوال: أحدها ليونس: إن (لكن) غير عاطفة، والواو عاطفة مفردًا على مفرد، الثاني لابن مالك: إن (لكن) غير عاطفة، والواو عاطفة لجملة حذف بعضها على جملة صرح بجميعها، قال: فالتقديرُ في نحوِ( ما قام زيد ولكن عمرو): ولكن قام عمرو، وفي (ولكنْ رسولَ الله) :ولكن كان رسول الله، وعلة ذلك أن الواو لا تعطف مفردًا على مفرد مخالف له في الإيجاب والسلب، بخلاف الجملتين المتعاطفتين فيجوز تخالفهما فيه، نحو (قام زيد ولم يقم عمرو)، والثالث لابن عصفور: إن (لكن) عاطفة، والواو زائدة لازمة، والرابع لابن كَيْسان: إن (لكن) عاطفة، والواو زائدة غير لازمة."
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاتهاقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمود محمد محمود مرسي
أخي محمود، ظننتك تسأل لتتعلم، ولولا ذلك ما وضعت لك نقلا من الكشاف لم أتدخل فيه، وعند المعربين وجه آخر للنصب وأيضا سأنقله فقط - ووالله إنه كان حاضرا لي وأنا أنقل لك، لكن وقتي لا يسمح بأكثر من هذا هذه الأيام -: قال الأزهري في "تهذيب اللغة" (10/139): ((وأما قولُهُ جَلَّ وعَزَّ: {مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مّن رِّجَالِكُمْ وَلَكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ} فإِنك أَضْمَرْتَ كانَ بعد {ولَكنْ} فنصبتَ بها، ولو رفعْتَه على أن تُضمر ((هو)) فتريد: ولكن هو رسولُ الله - كان صوابا)).
وقال النحاس في "إعراب القرآن" (3/317): (({ولكن رسول الله} قال الأخفش والفراء: أي: ولكن كان رسول الله، وأجاز ((ولكن رسولُ الله وخاتمُ النبيين)) بالرفع على إضمار مبتدأ، وزعم الفراء أنه قد قرئ به)).
وقال أبو حيان في "البحر المحيط" (7/228): ((وقرأ الجمهور: {وَلَكِن رَّسُولَ} بتخفيف {لكن} ونصب {رسول} على إضمار ((كان))؛ لدلالة ((كان)) المتقدّمة عليه، قيل: أو على العطف على ((أَبَا أَحَدٍ))، وقرأ عبد الوارث عن أبي عمرو بالتشديد والنصب؛ على أنه خبر ((لكن))، والخبرُ محذوف تقديره {وَلَكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيّينَ} هو أي محمد صلى الله عليه وسلم، وحذف خبر ((لكن)) وأخواتها جائز إذا دل عليه الدليل؛ ومما جاء في ذلك قول الشاعر فلو كنت ضبيًّا عرفت قرابتي ***ولكنّ زنجيًّا عظيم المشافر
أي أنت لا تعرف قرابتي.
وقرأ زيد بن علي وابن أبي عبلة بالتخفيف ورفع {رسول} و{خاتم} أي: ولكن هو رسول الله؛ كما قال الشاعر:
ولست الشاعر السفساف فيهم *** ولكن مدره الحرب العوال
أي لكن أنا مدره)).
وقال الآلوسي في "روح المعاني" (22/42): ((ونصب {رسول} على إضمار ((كان))؛ لدلالة ((كان)) المتقدمة عليه، والواو عاطفة للجملة الاستدراكية على ما قبلها، وكون ((لكن)) المخففة عند الجمهور للعطف إنما هو عند عدم الواو، وكون ما بعدها مفردًا، وجُوز أن يكون النصب بالعطف على {أبا أحد}، وقرأ عبد الوارث عن أبي عمرو ((لكنَّ)) بالتشديد؛ فنصب ((رسول)) على أنه اسم ((لكن)) والخبر محذوف تقديره: ولكن رسول الله وخاتم النبيين هو، أي: محمد صلى الله تعالى عليه وسلم، وقال الزمخشري: تقديره: ولكن رسول الله مَن عرفتموه، أي: لم يَعِشْ له وَلَدٌ ذَكَر، وحَذْفُ خبر ((لكن)) وأخواتِها جائزٌ إذا دل عليه الدليل؛ ومما جاء في ((لكن)) قول الشاعر:
فلو كنت ضبيًّا عرفت قرابتي *** ولكنَّ زنجيًّا عظيمَ المشافِرِ
أي: ولكن زنجيًّا عظيمَ المشافِرِ أنت، وفيه بحثٌ لا يخفى على ذي معرفة، وقرأ زيدُ بنُ عليٍّ - رضي الله تعالى عنهما - وابن أبي عبلة بتخفيف ((لكن)) ورفع ((رسول)) و((خاتم)) أي: ولكن هو رسول الله... إلخ؛ كما قال الشاعر:
ولست الشاعر السفساف فيهم ***ولكن مدره الحرب العوالي
أي: ولكن أنا مدره)).
هدانا الله وإياكم لما يحبه ويرضاه!
إذا جاءت (لكن) مسبوقة بالواو، نحو: ما قام زيد ولكن عمرو، ففيها أقوال:
1- أن العطف بـ (لكن)، نسبه أبو حيان للجمهور([1])، واختاره الزركشي([2])، وقال ابن عصفور: إن العطف بـ (لكن)، والواو زائدة لازمة([3])، بينما قال ابن كيسان: إن العطف بها، والواو زائدة غير لازمة([4]).
2- أن العطف بالواو، وليس بـ (لكنْ)، نسبه أبو حيان([5])، وابن هشام([6])، والسيوطي([7]) ليونس، واختاره الجزولي([8])، والعكبري([9])، وأبو حيان، وعلل ذلك بأنها ليست من حروف العطف؛ لأنه لا يحفظ ذلك من لسان العرب، بل إذا جاء بعدها ما يوهم العطف، كانت مقرونة بالواو كقوله تعالى "مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مّن رّجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَّسُولَ اللَّهِ"([10])، وأما ما يوجد في كتب النحويين من قولهم: ما قام زيد لكن عمرو ، وما ضربت زيداً لكن عمراً ، وما مررت بزيد لكن عمرو ، فهو من تمثيلهم ، لا أنه مسموع من العرب([11])، واختاره الزجاجي([12])، وحجته: أنها منقولة من الثقيلة فلم تكن في العطف، فلذلك يجوز ما جاء زيد لكن عمرو كما يجوز ولكن عمرو.
3- أن العطف بـ (لكن)، وليس بالواو، ولكنها عاطفة جملة على جملة صرح بجميعها، وهو رأي ابن مالك، قال: فالتقدير في نحو ما قام زيد ولكن عمرو: ولكن قام عمرو وفي "وَلَكِنْ رَسُولَ اللهِ"([13]): ولكن كان رسول الله، وعلة ذلك أن الواو لا تعطف مفردا على مفرد مخالف له في الإيجاب والسلب بخلاف الجملتين المتعاطفتين فيجوز تخالفهما فيه نحو قام زيد ولم يقم عمرو([14]).
([1]) ينظر البحر1/495
([2]) ينظر البرهان4/390
([3]) ينظر المعني ص386، والهمع3/217، والجنى ص587
([4]) ينظر المغني ص386، والجنى ص587، والهمع3/217
([5]) ينظر البحر المحيط1/495
([6]) ينظر المغني ص387
([7]) ينظر الهمع3/217
([8]) ينظر شرح الكافية للرضي4/420
([9]) ينظر اللباب1/427
([10]) الأحزاب: 40
([11]) ينظر البحر1/495
([12]) ينظر حروف المعاني ص33
([13]) الأحزاب: 40
([14]) ينظر المغني ص387، والهمع3/217، والرصف ص276
السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته هذه الأية من سورة الأحزاب الأية 40
إعراب الأية :
ما : حرف نفي
كان : فعل ماضي ناسخ مبني على الفتح
محمد : إسم كان مرفوع و علامة رفعه الضمة الظاهرة على أخره
أبا : خبر كان منصوب وعلامة نصبه الألف لأنه من الأسماء الخمسة
أحد : مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة على أخره
من : حرف جر
رجالكم : إسم مجرور وعلامة جره الكسرة و"كم" ضمير متصل مبني على السكون في محل جر مضاف إليه
الواو : حرف عطف
لكن : حرف إستدراك
رسولَ : معطوف على "أبا" منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة
الله : إسم جلالة مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسر الظاهرة على أخره
الواو : حرف عطف
خاتم : معطوف منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على أخره
النبيين : مضاف إليه مجرور وعلاوة جره الياء لأنه جمع مذكر سالم
الواو : حرف إستئناف
كان : فعل ماضي ناسخ مبني على الفتح
الله : إسم جلالة إسم كان مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على أخره
بكل : جار ومجرور ، وشبه الجملة متعلق بعليما
شيء : مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة
عليما : خبر كان منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة
الأية الكريمة" رسول " في حالة النصب تعرب خبر كان و التقدير ولكن كان رسولَ الله
أما في حالة الرفع " رسولُ " تعرب خبر لمبتدأ محذوف و التقدير ولكن هو رسولُ الله
والله أعلم
موضوع رائع وتوضيح أروع من طرف الكثير من الإخوة المتدخلين
بوركتم جميعاً وبوركت أقلامكم