استفسار عن حديث: "إذا غضب أحدكم و هو قائم فليجلس؛ فإن ذهب عنه الغضب و إلا فليضطجع".
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيكم واجزل لكم العطاء ، أريد أن أستفسر عن هذا صحة الحديث
عن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه :"إذا غضب أحدكم و هو قائم فليجلس ؛ فإن ذهب عنه الغضب و إلا فليضطجع " فقد أوردته الشيخ الألباني في الصحيحة والضعيفة وفي صحيح أبي داود ولكن حكم عليه بالإرسال أو الانقطاع في تخريج الإرواء .
فماذا تقولون فيه بارك الله فيكم ؟ وهل ورد هذا اللفظ بإسناد يصح أو يحسن للاحتجاج والعمل أم لا ؟ وهل ورد حديث يصح العمل به في المسألة ؟
وجزاكم الله عنا خيرا
رد: استفسار عن حديث: ":"إذا غضب أحدكم و هو قائم فليجلس؛ فإن ذهب عنه الغضب و إلا فليضط
آمين آمين آمين.. اللهم تقبل يا حي يا قيوم.. وارزقنا الاخلاص والصواب بمنك وكرمك.
الشاهد الأول: حديث ابن عباس رضي الله عنه:
لا يعرف إلا من رواية ليث بن أبي سليم، عن طاوس، عن ابن عباس رضي الله عنه.
حمله عن الليث كلٌ من: (شعبة، وعبد الواحد العبدي، والمعتمر بن سليمان، وحماد بن سلمة، وعبد الله بن إدريس، ومحمد بن الفضيل).
بلفظ: (عَلِّمُوا وَيَسِّرُوا وَلا تُعَسِّرُوا، وَإِذَا غَضِبَ أَحَدُكُمْ فَلْيَسْكُتْ) هكذا في جميع الطرق.
إلا في طريق عمرو بن مرزوق؛ عن شعبة فقط؛ أتى اللفظ هكذا: (يَسِّرُوا وَلا تُعَسِّرُوا، وَإِذَاغَضِبَ أَحَدُكُمْ فَلْيَجْلِسْ) فقد خالف عمرو بهذا اللفظ كلٌ من: (محمد بن جعفر، والطيالسي) في طريقيهما عن شعبة.. ولا عبرة بمخالفته بمقابلهما رحمهما الله.
وعلة هذا الحديث هو [الليث] رحمه الله؛ فإنه ضعيفٌ متكلم فيه؛ ولكن.. قال ابن عدي رحمه الله: (وليث بن أَبِي سليم له من الحديث أحاديث صالحة غير ما ذكرت، وقد روى عنه شعبة والثوري وغيرهما من ثقات الناس، ومع الضعف الذي فيه يكتب حديثه).
يتبع حسب الوسع والطاقة إن شاء الله..
رد: استفسار عن حديث: ":"إذا غضب أحدكم و هو قائم فليجلس؛ فإن ذهب عنه الغضب و إلا فليضط
الشاهد الثاني: مرسل الحسن البصري رحمه الله:
أخرجه عنه معمراً في جامعه برقم (20289) ومن طريقه البيهقي في الشعب رقم (7801)، كما أخرجه البيهقي في الشعب عن عوف العبدي عنه.
فلفظ معمراً: (إِنَّ الْغَضَبَ جَمْرَةٌ تُوقَدُ فِي قَلْبِ ابْنِ آدَمَ، أَلَمْ تَرَوْا إِلَى انْتِفَاخِ أَوْدَاجِهِ وَإِلَى احْمِرَارِ عَيْنَيْهِ، فَإِذَا وَجَدَ أَحَدُكُمْ ذَلِكَ، فَإِنْ كَانَ قَائِمًا فَلْيَقْعُدْ، وَإِنْ كَانَ قَاعِدًا فَلْيَتَّكِ).
أما لفظ عوفٍ عنه: (إِنَّ الْغَضَبَ جَمْرَةٌ فِي قَلْبِ ابْنِ آدَمَ، أَلَمْ تَرَوْا إِلَى انْتِفَاخِ أَوْدَاجِهِ، وحُمْرَةِ عَيْنَيْهِ؟! فَمَنْ حَسَّ مِنْ ذَلِكَ شَيْئًا فَإِنْ كَانَ قَائِمًا فَلْيَقْعُدْ، وَإِنْ كَانَ قَاعِدًا فَلْيَضْطَجِعْ).
فهنا هذا الشاهد فيه من العلل ما يلي:
مرسل + أنه مرسل الحسن وللعلماء فيها كلام + أن معمراً لم يسمعه من الحسن بل قال: عمن سمع الحسن + أن في سند البيهقي عوف العبدي وهو وإن وثق إلا أنه قد تكلم فيه.
الشاهد الثالث: مرسل سنان بن سعد: ويقال له سعد بن سنان أيضاً:
رواه ابن وهب في الجامع عنه رقم (473) بسند واهٍ لا تقوم به حجة.
ولفظه: (الْغَضَبُ جَمْرَةٌ فِي قَلْبِ الإِنْسَانِ تَوَقَّدُ، أَلَمْ تَرَوْا إِلَى حُمْرَةِ عَيْنَيْهِ وَانْتِفَاخِ أَوْدَاجِهِ، فَإِذَا حَسَّ أَحَدُكُمْ مِنْ ذَلِكَ شَيْئًا فَلْيَجْلِسْ).
يتبع بإذن الله الشاهد الأخير: حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه.
رد: استفسار عن حديث: "إذا غضب أحدكم و هو قائم فليجلس؛ فإن ذهب عنه الغضب و إلا فليضطجع
بارك الله فيك يا أبا عاصم
و الشديد الذي يصبر على الغضب بأن يمسك عن الإنتصار لنفسه
رد: استفسار عن حديث: "إذا غضب أحدكم و هو قائم فليجلس؛ فإن ذهب عنه الغضب و إلا فليضطجع
أما حديث أبو سعيد الخدري رضي الله عنه.. فقد روي عنه من طريقين _ والكلام على الوجه المطول فقط _:
الأول: طريق أبو نضرة العوفي _ صاحب أبو سعيد رضي الله عنه _.
الثاني: طريق محمد بن مسلم القرشي.
وسأذكر ألفاظ كل طريق على اختلافها مقتصراً على الشاهد منها.. وإلا فالحديث طويلٌ مشهور معروف.
· أما طريق أبي نضرة فإنه يروى عنه من طريقين:
الطريق الأول: طريق علي بن زيد بن جدعان.. وهو قد حمله عنه الجم الغفير من الرواة والأئمة؛ فقد رواه عنه:
- [معمر] كما في الجامع رقم (20720).. ومن طريقه الإمام أحمد رقم (11193).
ولفظه: (وَإِنَّ الْغَضَبَ جَمْرَةٌ فِي قَلْبِ ابْنِ آدَمَ تُوقَدُ، أَلَمْ تَرَوْا إِلَى حُمْرَةِ عَيْنَيْهِ، وَانْتِفَاخِ أَوْدَاجِهِ، فَإِذَا وَجَدَ أَحَدُكُمْ ذَلِكَ فَلْيَجْلِسْ، أَوْ قَالَ: فليَلْصَقْ بِالأَرْضِ).
- [حماد بن زيد]؛ وقد حمله عنه:
1- (عمران بن موسى القزاز) أخرجه الترمذي رقم (2191).
ولفظه: (أَلَا وَإِنَّ الْغَضَبَ جَمْرَةٌ فِي قَلْبِ ابْنِ آدَمَ، أَمَا رَأَيْتُمْ إِلَى حُمْرَةِ عَيْنَيْهِ وَانْتِفَاخِ أَوْدَاجِهِ فَمَنْ أَحَسَّ بِشَيْءٍ مِنْ ذَلِكَ فَلْيَلْصَقْ بِالْأَرْضِ).
2- (عبد السلام بن صالح أبو الصلت) أخرجه البغوي في شرح السنة رقم (4039).
ولفظه: (اتَّقُوا الْغَضَبَ فَإِنَّهُ جَمْرَةٌ عَلَى قَلْبِ ابْنِ آدَمَ، أَلا تَرَوْنَ إِلَى انْتِفَاخِ أَوْدَاجِهِ وَحُمْرَةِ عَيْنَيْهِ، فَمَنْ أَحَسَّ ذَلِكَ، فَلْيَضْطَجِعْ، وَلِيَتَلَبَّدْ بِالأَرْضِ).
3- (خالد بن خداش) أخرجه الخطيب في الفقيه والمتفقه (2 : 36).
ولفظه: (أَلا إِنَّ الْغَضَبَ جَمْرَةٌ فِي قَلْبِ ابْنِ آدَمَ، أَلا تَرَوْنَ إِلَى حُمْرَةِ عَيْنَيْهِ وَانْتِفَاخِ أَوْدَاجِهِ؟ فَمَنْ وَجَدَ مِنْ ذَلِكَ شَيْئًا فَلْيُلْصِقْ خَدَّهُ بِالأَرْضِ).
- [سفيان بن عيينة]؛ وقد حمله عنه:
1- (محمد بن أبي عمر العدني) أخرجه السمرقندي في تنبيه الغافلين رقم (119).
ولفظه: (إِنَّ الْغَضَبَ جَمْرَةٌ مِنَ النَّارِ، فَمَنْ وَجَدَ ذَلِكَ مِنْكُمْ، فَإِنْ كَانَ قَائِمًا فَلْيَجْلِسْ، وَإِنْ كَانَ جَالِسًا فَلْيَضْطَجِعْ).
2- (سعيد بن عبد الرحمن المخزومي) أخرجه طاهر المقدسي في صفة التصوف رقم (878).
ولفظه: (إِنَّ الْغَضَبَ جَمْرَةٌ مِنَ النَّارِ، أَلَمْ تَرَ إِلَى حُمْرَةِ عَيْنَيْهِ وَانْتِفَاخِ أَوْدَاجِهِ، فَمَنْ وَجَدَ ذَلِكَ مِنْكُمْ فَإِنْ كَانَ قَائِمًا فَلْيَجْلِسْ، وَإِنْ كَانَ جَالِسًا فَلْيَضْطَجِعْ).
3- (الحميدي) أخرجه في مسنده رقم (769).
ولفظه: (أَلا وَإِنَّ الْغَضَبَ جَمْرَةٌ مِنَ النَّارِ، فَمَنْ وَجَدَهُ مِنْكُمْ وَكَانَ قَائِمًا فَلْيَجْلِسْ، وَإِنْ كَانَ جَالِسًا فَلْيَضْطَجِعَ).
- [حماد بن سلمة]؛ وقد حمله عنه:
1- (يزيد بن هارون وعفان بن مسلم) مقرونين.. أخرجها الإمام احمد رقم (10759). وأخرجه عن يزيد بن هارون السمرقندي في تنبيه الغافلين رقم (410)، وعبد بن حميد رقم (864) ومن طريقه ابن حجر في الأمالي المطلقة.
ولفظه: (أَلَا إِنَّ الْغَضَبَ جَمْرَةٌ تُوقَدُ فِي جَوْفِ ابْنِ آدَمَ، أَلَا تَرَوْنَ إِلَى حُمْرَةِ عَيْنَيْهِ وَانْتِفَاخِ أَوْدَاجِهِ، فَإِذَا وَجَدَ أَحَدُكُمْ شَيْئًا مِنْ ذَلِكَ فَالْأَرْضَ الْأَرْضَ).
2- (علي بن عثمان وموسى بن إسماعيل) مقرونين.. أخرجها الحاكم في المستدرك (4 : 505).
ولفظه: (أَلا إِنَّ الْغَضَبَ جَمْرَةٌ تُوقَدُ فِي جَوْفِ ابْنِ آدَمَ، أَلَمْ تَرَوْا إِلَى حُمْرَةِ عَيْنَيْهِ، وَانْتِفَاخِ أَوْدَاجِهِ، فَإِذَا وَجَدَ أَحَدُكُمْ مِنْ ذَلِكَ شَيْئًا، فَلْيَلْزِقْ بِالأَرْضِ).
3- (الطيالسي) أخرجه في مسنده رقم (2270).
ولفظه: (أَلا إِنَّ الْغَضَبَ جَمْرَةٌ تَوَقَّدُ فِي جَوْفِ ابْنِ آدَمَ، أَلَمْ تَرَ إِلَى حُمْرَةِ عَيْنَيْهِ، وَانْتِفَاخِ أَوْدَاجِهِ، فَإِذَا كَانَ ذَلِكَ فَالأَرْضَ الأَرْضَ).
4- (هدبة بن خالد القيسي) أخرجه أبو يعلى في المسند رقم (1101).
ولفظه: (أَلا إِنَّ الْغَضَبَ جَمْرَةٌ تُوقَدُ فِي جَوْفِ ابْنِ آدَمَ، أَوَلَمْ تَرَوْا إِلَى عَيْنَيْهِ وَانْتِفَاخِ أَوْدَاجِهِ؟ فَمَنْ أَحَسَّ بِشَيْءٍ مِنْ ذَلِكَ فَلْيَلْزَقْ بِالأَرْضِ).
5- (يحيى بن بكير) أخرجه البيهقي في الشعب رقم (7800).
ولفظه: (أَلا إِنَّ الْغَضَبَ جَمْرَةٌ تَتَوَقَّدُ فِي جَوْفِ ابْنِ آدَمَ، أَلَمْ تَرَوْا إِلَى حُمْرَةِ عَيْنَيْهِ، وَانْتِفَاخِ أَوْدَاجِهِ؟! فَإِذَا وَجَدَ أَحَدُكُمْ مِنْ ذَلِكَ شَيْئًا فَلْيَلْزَقْ بِالأَرْضِ).
6- (الهيثم بن جميل) أخرجه الخرائطي في مساوئ الأخلاق رقم (323).
ولفظه: (أَلا إِنَّ الْغَضَبَ جَمْرَةٌ تُوقَدُ فِي جَوْفِ ابْنِ آدَمَ، أَمَا رَأَيْتُمْ إِلَى حُمْرَةِ عَيْنَيْهِ، وَانْتِفَاخِ أَوْدَاجِهِ، فَإِذَا وَجَدَ أَحَدُكُمْ شَيْئًا مِنْ ذَلِكَ فَلْيَلْصَقْ بِالأَرْضِ).
- [زائدة بن قدامة] أخرجه ابن أبي شيبة رقم (25772).
ولفظه: (اتَّقُوا الْغَضَبَ فَإِنَّهَا جَمْرَةٌ تُوقَدُ فِي قَلْبِ ابْنِ آدَمَ، أَلَمْ تَرَوْا إِلَى انْتِفَاخِ أَوْدَاجِهِ وَحُمْرَةِ عَيْنَيْهِ، فَمَنْ أَحَسَّ مِنْ ذَلِكَ شَيْئًا فَلْيَلْزِقْ بِالأَرْضِ).
الطريق الثاني: طريق عطاء بن ميسرة الخراساني.. أخرجه الطبراني في الأوسط رقم (3817).. وقال: لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ عَطَاءٍ الْخُرَاسَانِيّ ِ إِلا الْحُسَيْنُ بْنُ وَاقِدٍ، تَفَرَّدَ بِهِ : ابْنُهُ.
ولفظه: (ألا وَإِنَّ الْغَضَبَ جَمْرَةٌ تُوقَدُ عَلَى قَلْبِ ابْنِ آدَمَ، أَلا تَرَوْنَ إِلَيْهِ حِينَ يَغْضَبُ كَيْفَ تَحْمَرُّ عَيْنَاهُ، وَتَنْتَفِخُ أَوْدَاجُهُ، فَمَنْ وَجَدَ مِنْ ذَلِكَ شَيْئًا فَكَانَ قَائِمًا فَلْيَجْلِسْ، وَمَنْ كَانَ جَالِسًا فَلْيَلْزَقْ بِالأَرْضِ).
أقول: وسنده إليه ضعيف.. لكنها متابعة معتبرةٌ جداً في تقوية رواية علي بن زيد.. وأنه فعلاً كما قال الحافظ ابن حجر: (وَعَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ، وَإِنْ كَانَ فِيهِ ضَعْفٌ لِاخْتِلَاطِهِ، لَكِنَّ سِيَاقُهُ لِهَذَا الْحَدِيثِ بِطُولِهِ يَدُّلُ عَلَى أَنَّهُ ضَبَطَهُ).
كما أنها ترد على الإمام الحاكم قوله: (هَذَا حَدِيثٌ تَفَرَّدَ بِهَذِهِ السِّيَاقَةِ عَلِيُّ بْنُ زَيْدِ بْنِ جُدْعَانَ الْقُرَشِيُّ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ.وَالشّ يْخَانِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا لَمْ يَحْتَجَّا بِعَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ).
فلذلك قال الإمام الترمذي: (وَهَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ).. وأعتقد أن في نسخة: (حسن) فقط.
وقال ابن حجر: (هَذَا حَدِيثٌ حَسَنُ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بِطُولِهِ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ هَارُونَ، وَعَفَّانَ، كِلَاهُمَا، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، فَوَقَعَ لَنَا مُوَافَقَةً وَبَدلًا بِعُلُوٍّ، وَأَخْرَجَهُ الْحَاكِمُ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ مُطَوْلًا أَيْضًا، وَأَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيُّ مُطَوْلًا، وَابْنُ مَاجَهْ مُخْتَصِرًا عَلَى بَعْضِهِ، كِلَاهُمَا مِنْ رِوَايَةِ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، وَأَخْرَجَهُ أَحْمَدُ أَيْضًا، عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ بِطُولِهِ، وَسِيَاقُهُ أَتَمُ، وَقَدْ رَوَاهُ غَيْرُه مُفَرِّقًا، وَسَأَذْكُرُ شَوَاهِدَهُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى).
ولن أتطرق للقول في (علي بن زيد).. فقد سطر فيه ما لم يسطر في غيره.
· أما طريق محمد بن مسلم القرشي.. فأخرجه السمرقندي في التنبيه رقم (120).
بلفظ: (إِيَّاكُمْ وَالْغَضَبَ فَإِنَّهُ يُوقِدُ فِي فُؤَادِ ابْنِ آدَمَ النَّارَ، أَلَمْ تَرَ إِلَى أَحَدِكُمْ إِذَا غَضِبَ كَيْفَ تَحْمَرُّ عَيْنَاهُ، وَتَنْتَفِخُ أَوْدَاجُهُ، فَإِذَا أَحَسَّ أَحَدُكُمْ بِشَيْءٍ مِنْ ذَلِكَ فَلْيَضْطَجِعْ، وَلْيَلْصَقْ بِالْأَرْضِ).
أقول: وسنده تالفٌ لا تقوم به حجة.
هذا باختصار شديد جداً ما أراد الله رقمه على هذا الحديث من هذا الوجه.. فهؤلاء المذكورين هم من أخرج الحديث من هذا الوجه الطويل؛ والذي احتوى على الشاهد المطلوب.
أما من أخرجه عن أبي نضرة، عن أبي سعيد الخدري مختصراً = فأضعاف هؤلاء، أولهم مسلمٌ في الصحيح.. ولم اتطرق لهم البتة لخروجهم عن شرط التخريج.
وعلى كلٍ هذه الأحاديث، والمراسيل المقاطيع = تفيد بمجموعها أصل التحذير من الغضب؛ وأنه أمرٌ مطلوبٌ التنبه له، والحذر منه، ومحاولة دفعه بكل الوسائل المعينة على ذلك.
والله سبحانه أعلى وأعلم.. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم وسلم.
وفيك بارك أبا عبد البر.. وأهلاً بمن أطال الغياب.. وأخوك بعصامٍ يكنى.
رد: استفسار عن حديث: "إذا غضب أحدكم و هو قائم فليجلس؛ فإن ذهب عنه الغضب و إلا فليضطجع
بارك الله فيكم وأجزل لكم العطاء استفدت جدا زادكم الله علما وفقها
أسأل الله أن يجزيكم في الدنيا والآخرة بما هو أهله إنه جواد كريم
اقتباس:
وعلى كلٍ هذه الأحاديث، والمراسيل المقاطيع = تفيد بمجموعها أصل التحذير من الغضب؛ وأنه أمرٌ مطلوبٌ التنبه له، والحذر منه، ومحاولة دفعه بكل الوسائل المعينة على ذلك.
بارك الله فيكم شيخنا الفاضل ، في الواقع ليس بحثي عن الغضب بل بحثي عن الأمر بالجلوس والاضطجاع أو الحركة بصفة عامة عند الغضب ، وأنا باعي قليل في علم الحديث لذا فلعل الله يرزقكم الصبر على استفساراتي
السؤال الأول : بناء على ما قدمتموه هل يمكننا أن نقول أن الحديث حسن لغيره ؟
السؤال الثاني هل هذه الشواهد تعد بمجموعها معتبرة بحيث يكون الأمر بالجلوس والاضطجاع مأمور به ومعمول به أم لا؟ أعني باعتبار أن العمل بالضعيف يشترط له شروطا منها ألا يكون شديد الضعف وأن يعتمد الأمر فيه على الصحيح ، فهل يمكننا أن نقول أنه قد توفر لنا هذا في حالة الحديث السابق؟
السؤال الثالث بارك الله فيكم وعذرا والله على الإزعاج ، مما سبق ما هي - في رأيكم - أفضل رواية يُستشهد بها على الأمر بالجلوس -أو الحركة عامة - عند الغضب ؟
السؤال الرابع :
اقتباس:
أما من أخرجه عن أبي نضرة، عن أبي سعيد الخدري مختصراً = فأضعاف هؤلاء، أولهم مسلمٌ في الصحيح.. ولم اتطرق لهم البتة لخروجهم عن شرط التخريج.
بارك الله فيكم هل رواية مسلم المقصودة:
"إن الدنيا حلوة خضرة . وإن الله مستخلفكم فيها . فينظر كيف تعملون . فاتقوا الدنيا واتقوا النساء . فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء "؟
وجزاكم الله عنا كل خير
رد: استفسار عن حديث: "إذا غضب أحدكم و هو قائم فليجلس؛ فإن ذهب عنه الغضب و إلا فليضطجع
نسأل الله الصواب.. والأجر والثواب..
- أما بالنسبة للاستفسار الأول: فإنه لا يحسن أن يقال لحديث أبي ذر رضي الله عنه (حسنٌ لغيره) وهو لم يأت أصلاً إلا من طريقين أحدهما مشكوك في صحة وروده _ بمعنى أن أحدهما صحيح والآخر خطأ من جهة الورود لا من جهة الحكم العام _.. ولا يعرف له طريق آخر غيرهما.. إلا بعد النظر في صلاحية ذلك من عدمها؛ فأقول وبالله التوفيق:
ولكن.. وعلى فرض صحتهما _ أي الطريقين _ جميعاً؛ فإنهما طريقان مرسلان.. أقله = طريقٌ منهما صحيح الورود بسند رجاله ثقات.
ثم وقفنا على مرسلٍ آخر بسندٍ جيد لا بأس به عن الحسن رحمه الله.
ثم وقفنا على مسندٍ متصلٍ من رواية ابن عباس رضي الله عنه بسندٍ مقبول من أجل [الليث].. ولكنه لم يتفرد بلفظه.
ثم وقفنا على مسندٍ متصل آخر من رواية أبي سعيد رضي الله عنه بسندٍ مقبولٍ من أجل [علي بن زيد].. قد حسنه أئمة!
كل هذا يقوي مخرج حديث أبي ذر رضي الله عنه.. ومن خلالها يمكن الآن أن يقال أنه (حسنٌ لغيره).
ثم الجديد هنا في هذه المشاركة أني وقفت على خبرٍ تفرد به ابن وهبٍ في جامعه برقم (367)؛ قال: أَخْبَرَنِي مَنْ سَمِعَ الأَوْزَاعِيَّ يَقُولُ: قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو مُسْلِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلامُ يَقُولُ: "إِذَا خَشِيَ أَحَدُكُمْ أَنْ يَجْهَلَ أَخَا جَهْلٍ عَلَيْهِ؛ فَكَانَ قَائِمًا فَلْيَقْعُدْ، وَإِنْ كَانَ قَاعِدًا فَلْيَمَسَّ جَنْبُهُ الأَرْضَ".
- وهذا كله يعطينا الجواب على الاستفسار الثاني من استفساراتك بارك الله فيكِ.. فعندما حكمنا على الحديث بهذا الحكم = أصبح العمل بما جاء به = من الهدي والرغائب المأمور بفعلها والمحبب المحض المحثوث على تطبيقها.. وإن لم يصل الأمر إلى درجة الوجوب.
- وعندي أن رواية ابن عباس وأبو سعيد رضي الله عنهم أوفر الروايات. والله أعلم
- وبالنسبة لرواية صحيح مسلم؛ فنعم هي المقصودة.
نسأل الله التوفيق والسداد آمين.
رد: استفسار عن حديث: "إذا غضب أحدكم و هو قائم فليجلس؛ فإن ذهب عنه الغضب و إلا فليضطجع
بارك الله فيكم شيخنا الفاضل وأجزل لكم العطاء
رد: استفسار عن حديث: "إذا غضب أحدكم و هو قائم فليجلس؛ فإن ذهب عنه الغضب و إلا فليضطجع
بارك الله فيكم وجزاكم الله خيرا
وجدت هذه الرواية:
"ليس الصيام من الأكل و الشرب ، إنما الصيام من اللغو و الرفث ، فإن سابك أحد أو جهل عليك فقل : إنيصائم ، إني صائم لا تساب و أنت صائم ، فإن سابك أحد فقل : إنيصائم، وإن كنت قائما فاجلس"
صححه الألباني عن أبي هريرة في صحيح الترغيب وفي صحيح الجامع
وهي ليست بلفظ الغضب السابق ولكن لها تعلق معنوي به فالسب إنما يصدر عن غاضب
فهل تعتبر شاهد للرواية السابقة وإن كان سياقها مختلف؟ وجزاكم الله خيرا
رد: استفسار عن حديث: "إذا غضب أحدكم و هو قائم فليجلس؛ فإن ذهب عنه الغضب و إلا فليضطجع
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سارة بنت محمد
بارك الله فيكم وجزاكم الله خيرا
وجدت هذه الرواية:
"ليس الصيام من الأكل و الشرب ، إنما الصيام من اللغو و الرفث ، فإن سابك أحد أو جهل عليك فقل : إني صائم ، إني صائم لا تساب و أنت صائم ، فإن سابك أحد فقل : إني صائم، وإن كنت قائما فاجلس"
صححه الألباني عن أبي هريرة في صحيح الترغيب وفي صحيح الجامع
وهي ليست بلفظ الغضب السابق ولكن لها تعلق معنوي به فالسب إنما يصدر عن غاضب
فهل تعتبر شاهد للرواية السابقة وإن كان سياقها مختلف؟ وجزاكم الله خيرا
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نعم اختنا
هو حديث صحيح رواه ابن خزيمة (1994) وابن حبان (3483) في "صحيحيهما"
وصححه المنذري ومن المتاخرين الالباني والأعظمي والارناؤوط
رد: استفسار عن حديث: "إذا غضب أحدكم و هو قائم فليجلس؛ فإن ذهب عنه الغضب و إلا فليضطجع
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم