رد: المعرفة وطريق التمكين
*المعرفة والقراءة:-
إن المتأمل لحياة وواقع الـشـعـوب الـغـربـيـة يجد أنها شعوب قارئة متعلمة ، بل ومولعة بالقراءة ، تحب الثقافة بمفهومها العام ، وليس هذا إعجاباً بهم.. لا.. فالطريق مختلف.. لكنها حقيقة يعيشونها وسلوك يحيونه ، فلا تجد شخصاً (بشكل عام) إلا ويقرأ جريدة أو صحيفة مجلة أو قصة أو كتاباً.. تلمح ذلك في الشوارع والمحلات التجارية.. في المكاتب ، في الحدائق العامة والأماكن الترفيهية، في الحافلات العامة والقطارات ، ولن أخوض في ماهية ما يقرؤون من روايات تافهة أو قصص سخيفة أو مقتطفات سطحية أو أو.. فهذا ينعكس عموماً على طبيعة شعوبهم ونمط حياتهم الاجتماعية والفكرية.. ولن أتعمق أيضاً في خلفيات هذه القراءة وهذا النشاط.. ولا الأسباب التي دعتهم ، بل ونمت فيهم حب المطالعة والقراءة.. من أساليب تربوية ومناهج تعليمية أثناء مراحل الدراسة.. لكن شيئاً واحداً ملاحظاً ونؤكد عليه كظاهرة عامة واضحة ، إنها شعوب قارئة13،وانعكست هذه المعرفة علي التقدم التقني عندهم، فتعلم الصناعات الكبرى عندهم تبدأ نظرية وتطبق أولاً في الجامعات الغربية ، حيث يطلب الجيش الأميركي أو الفرنسي تطويراً لجهاز ما ويتحدثون عن المشكلة الصناعية أو الجهاز الذي يريدون مع أستاذ في الجامعة وسرعان ما يقوم المدرس وعدد من تلاميذه وأكثرهم وللأسف من دول العالم الإسلامي بدراسة المشكلة وحلها ، وما هو إلا زمن يسـيــر حتى تنتهي وتتحسن الصناعة وهكذا بقية الشركات وأغلب المؤسسات العلمية العلم عندهم يعني العمل والتطبيق المباشر .
أما السياسة عندهم فهي علم يدرس في الجامعات ، يدرّسه مهرة يعيشون في موقع القرار في الدولة، أو عايشوا ذلك في الماضي، وهم على صلة قريبة جداً بكل ما يحدث ، وما تسمعه اليوم من خبر في وسيلة إعلام قد يكون موضع نقاش ودرس وبـحــــث عن السبب والحل في الجامعة والصحافة ، لأنهم كما قالوا : سياستهم علم وسياستنا كهانة.
ولقد قالت زوجة بوش تصف زوجها يوماً : إنه رجل دراسة لما كان ينفق من الوقت في قراءة ما يصله ، وعندهم للأسف أمثلة من رجال السياسة والمعرفة ما لا يوجد له قرين عندنا في زمن الانحدار ، إذ لا يمكن أن يهدي أمته جاهل أو ينتصر لها 14.
والعجيب أن أمة الإسلام التي بدأت رسالتها بأول آية نزلت من السماء ((اقْرأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَذِي خَلَقَ)). قلما تجد قارئاً ونادراً ما تجد مولعاً بالعلم أو شرهاً للمطالعة وحب المعرفة. بل حتى طلبة العلم انتقلت إليهم العدوى، وكأنهم مرغمون أو مجبرون على القراءة والتعلم.
وإنها لمفارقة أن تجد أعداء الإسلام والعلمانيين وأصحاب الفكر والمذاهب الهدامة والتيارات المنحرفة لا يكلون ولا يملون من المطالعة والبحث والكتابة ، فتجد مؤلفاتهم وكتبهم تملأ الأسواق ومقالاتهم تغطي الصحف والمجلات والجرائد ، ويتناولون مواضيع مهمة ، ويتطرقون لأبحاث جديدة.. فيبدو وكأنهم رواد الحضارة والثقافة العربية المعاصرة.
*الدواعي التي تدعو إلي أهمية القراءة وجعلها هدفاً مدى الحياة:-
إن هناك دواعي كثيرة، تفرض علي الفئة التي تريد التمكين لدين الله في الأرض و على الواحد منا أن يتعلم، ويقرأ، ويكتسب الخبرات مدى الحياة، منها :
1- إن الذي يدعو الإنسان إلى مزيد من التعلم، هو العلم نفسه، إذ إنه كلما زادت المعرفة، اتـسـعـت مـنطـقــة المجهول، والتقدم نفسه يعمل على زيادة حاجة الإنسان الشديدة إلى المعرفة، حيث إن التوغل في حقول المعرفة، يتيح إمكانات ومجالات جديدة، ويولَّد دوافع جديدة للتقدم الأوســـع نطاقاً. والمثقف الذي يرغب في الحفاظ على قيمة ثقافته وكرامتها، مطالب بأن يعيد تكوين ثقافته على نحو مستمر ومتجدد، وعندما يشعر بالاكتفاء بما لديه من معلومات، سيضع نفـســــه على شفا الانحطاط. وإذا كان متخصصاً فإن أمواج القفزات العلمية في تخصصه، ستقذف به نحو الشاطئ، ليجد نفسه في النهاية خارج التخصص. الوضع الذهني للرجل متوسـط الـثـقــافة - فضلاً عن الضعيف - يسف وينحط بسبب ما يحتشد من النظريات والأفكار والمذاهب التي لم يعد بإمكانه المساهمة فيها، حتى لو أبدى اهتماماً بها. إن جهلنا ينبسط مع تقدم المعرفة، كما ينبسط سطح التماس لكرة ما مع العالم الخارجي عندما يكبر قطرها، وهذا يشكل تحدياً متزايداً لكل قارئ.
2- لم يكن لدى الناس قديماً إحـســــاس قوي بارتباط كسب الرزق بمدى ما يحصلَّونه من علم، لكن الوضع قد تغير اليوم؛ حـيـث تتضاءل على نحو متصاعد المهن والوظائف التي يمكن للأميين ومحدودي الثقافة الاضـطـلاع بها. وسوف تجد الأمة التي لا يحسَّن أبناؤها مستوى معارفهم - على نحو مستمر- نفـسـهـــــا مـؤهـلـة لأن تكون تابعة للأمم الأخرى، ومستغلة لها على كل المستويات!
3- إن مـا نمـتـلـكـــــه اليوم من معارف وخبرات، لا يتمتع بقيمة مطلقة؛ فسكان الأرض يشكلون عالماً واحداً، وأهـمـيــة كل جزء من أجزاء هذا العالم، تنبع دائماً من قدرته على الصمود والمنافسة وحل المشكلات، وما يمتلكه من وزن في الساحات العالمية. وشيوع الأمية الأبجدية والحضارية، قد جلب على أمة الإسلام مشكلات هي أكبر مما نظن؛ وليس ذلك على صعيد المعيشة والإنتاج فحسب؛ وإنما على صعيد فهم الإسلام أيضاً؛ فالإسلام بما أنه بنية حضارية راقية، لا يتجلى على نـحــو كامل إلا عبر تجربة معرفية وحضارية رائدة؛ مما يعني أن التخلف الذي نعاني منه قد حال بيننا وبين رؤية المنهج الرباني على النحو المطلوب.
4- إن الـعـقـــــل البشري، يميل دائما إلى تكوين عادات ورسم أطر لعمله، وهي مع مرور الوقت، تشكل نــوعـاً من البرمجة له؛ والبيئة - بكل أنواعها - هي التي توفر مادة تلك البرمجة. وكلما كانت ثـقـافـــــة الإنسان ضحلة، وكانت مصادر معرفته محدودة، ضاقت مساحة تصوراته، وأصبح شـديــد المحلية في نماذجه ورؤاه، عاجزاً عن تجاوز المعطيات الخاطئة التي تشربها من مجـتـمـعـــه. والقراءة الواسعة، والاطلاع المتنوع هو الذي يعظم الوعي لديه من خلال المقارنة وامتداد مساحات الرؤية، وقد كان علماء السلف، لا يثقون بعلم العالم الذي لم يرحل، ولم يغبِّر قدميه في طلب العلم، إدراكاً منهم لمخاطر البرمجة الثقافية القائمة على معطيات محلية محدودة.
5- التدفق الهائل للمعلومات، وتراكم منتجات البحث العلمي في اتساع مستمر؛ والنتيجة المباشرة لذلك هي تقادم ما بحوزتنا من معارف ومعلومات. وتفيد بعض التقديرات أن نحواً من 90 % من جميع (المعارف العلمية) قد تم استحداثه في العقود الثلاثة الأخيرة. وسوف تتضاعف هذه المعارف خلال نحو من 12 سنة. ويقول أحد الباحثين : إن على المتخصص المعاصر أن يضع في حسبانه أن نـحــــواً من 10 - 20 % من معلوماته قد شاخ، وعليه أن يجدده. ويرى أحد الباحثين أن أعراض الشيخوخة تعتري المعلومات بنسبة 10 % في اليوم بالنسبة إلى الجرائد، و10 % في السنة بالنسبة إلى المجلات، و10 % في السنة بالنسبة إلى الكتب.
6- إن تقـادم المعلومات يتجلى في صور شتى، فتارة في ظهور زيفها أو عدم دقتها، وتارة يتجلى في عـــدم ملاءمتها للخطط الجديدة، وأحياناً بتحوّل الاهتمام عنها، لأنها لم تعد ذات قيمة في البناء المعرفي، وأحياناً بقراءتها قراءة جديدة، أي : إنتاجها مرة أخرى على نحو يبعدها عن مضامينها الأولى...
والـعـلاج لذلك كله دوام الاطلاع والمتابعة، حتى لا يتدهور ما لدينا من معرفة، وحتى لا نغرق في الضلالات والأوهام التي تنتشر باعتبارها مفرزات جانبية للتقدم العلمي.
القراءة ومصادر المعلومات الأخرى :عصرنا عصر انفـجـار المعرفة، فالأعداد الهائلة من العلماء الذين يشتغلون بالبحث العلمي، والوسائل المتطورة في حفظ المعلومات ونقلها وبثها، والتواصل الكوني الفريد والمتزايد، كل ذلك جعل الناس مغمورين بالأخبار والمعلومات والمفاهيم التي ترد إليهم كل لحظة من شتى أصقاع الأرض. هذه الوضعية حملت الناس على طرح سؤال حول ما تبقى من وظيفة للقراءة والكتاب، كما حملت كثيراً من المثقفين على الجهر بمر الشكوى من هـجــــر الكـتـــاب، والافتتان بما تعرضه وسائل الإعلام المختلفة من برامج ومواد ثقافية متنوعة. والحقيقة أن لتلك الشكوى ما يسوغها، إذ إن هناك مؤشرات واضحة إلى إعراض الناس عن الـقــــراءة واقتناء الكتاب، والى إقبالهم على قضاء أوقات طويلة أمام الوسائل الإعلامية المختلفة. ويكفي أن نعلم أن متوسط ما يطبع من معظم الكتب في البلاد العربية لا يتجاوز ثلاثة آلاف نسخة للكتاب الواحد.
وهذا العدد المحدود لا ينفد في الغالب في أقل من ثلاث سنوات عادة، على حين تتجاوز أرقام التوزيع في الدول المتقدمة ذلك بكثير، بما لا يدع أي مجال للمقارنة!
إن وسائل الإعلام تقدم برامج على درجة عالية من الزخرفة والإتقان؛ مما يعطيها جاذبية عالية. فاذا أضفنا إلى ذلك انعدام البواعث على القراءة وانعدام التقاليد الثقافية المحبذة لاقتناء الكتاب واصطحابه - أدركنا وضعية القراءة في عالمنا الإسلامي!
إن وسائل الإعلام تقدم معلومات متشظية، قلما تتصل بالحاجة المعرفية الحقيقية للمتابع لها، كما أن المعروف أن المعلومات الكثيفة حول أي شيء قد تقف حائلاً دون فهمه على الوجه الصحيح، تماماً مثل الحقائق والمعلومات القليلة عنه؟ فللعقل طاقة محدودة على التحليل والتصنيف والغربلة لما يرد عليه، وحين يزيد على طاقته، فإنه يربكه ويشتته.
من وجه آخر فإن وسائل الإعلام الحديثة، قد سببت أضراراً بالغة للشعور بالحاجة إلى التفكير، فكتَّابها ومعدُّو برامجها قاموا بذلك نيابة عن المتلقين. إن مشاهد (التلفاز) ومستمع الإذاعة وقارئ المجلة أو الجريدة.. يتلقى مركَّباً كاملاً من البيانات والإحصاءات المنتقاة بعناية، والمصوغة بأسلوب بلاغي بارع، مما يدهش القارئ، ويدفعه إلى نوع من الاستسلام لها، والانقياد إلى توجهاتها دون القيام ببذل أي جهد شخصي؛ وهذا كله مغاير لمتطلبات التطور العلمي والاجـتـمــــاع ي الحديث، والذي يتطلب منا القدرة على الإبداع، وترشيد المحاكمة العقلية أكثر من الانشغال باستيعاب بعض مفردات المعرفة واستظهارها. هذا كله لا يجعلنا ننكر أن الدفق الإعلامي والمعلوماتي الهائل، قد أوجد نوعاً من الاستنارة العامة، ورفع درجة الوعي لدى الناس، كما أنه ملكهم الكثير من المعلومات العامة.
إن الهامش الذي يفصل بين التسـلـيـــة وبين التثقيف الحق هامــش ضيِّق، ومن السهل أن يكون ما نستمع إليه ونشاهده ضرباً من ضروب التسلية، وتزجـيـة الوقت، ونحن نظن أننا نتعلم. واعتقد أن الكتاب ما زال هو الوسيلة الأساسية للتثـقـيف الجيد، حيث نستطيع أن نمارس حريتنا كاملة في اختيار ما نحتاج إليه، وهو لا يــحتاج إلى آلات مساعدة للاطلاع عليه، كما أنه رخيص الثمن إذا ما قورن بغيره. ولســـت مع هذا أميل إلى التقليل من شأن مصادر المعلومات الأخرى؛ فالمهم دائـمـــاً أن تـكــــون أهدافنا في التثقيف والارتقاء المعرفي واضحة، ثم نبحث عن الأدوات والوسائل التي تبلغنا إياها15.
يتبع إن شاء الله.....
13-القراءة خالد الموسي مجلة البيان عدد 37 رمضان1411هـ-1991م.
14-عودة إلي المعرفة د.محمد بن حامد الأحمري البيان عدد65 المحرم 1414هـ-يوليو 1993بتصرف .
15-القراءة مدي الحياة د.عبد الكريم بكار .
رد: المعرفة وطريق التمكين
توجيهات للمربين للتحفيز علي القراءة16:-
1-تحميس الطلاب وتشجيعهم على القراءة ، وذكر الإحصائيات عن معدلاتها ، وذكر النماذج التي استطاعت أن تتعود عليها. ولابد من طرق هذا الموضوع عدة مرات وفي عدة مناسبات لتشحذ الهمم للقراءة …
2-يبدأ مع القارئ بأن يطلب منه تحديد صفحات معينة ينتظم في قراءتها يومياً، فإن ذكر عدداً كبيراً كعشر صفحات مثلاً، فإن المربي يرده إلى خمس، وإن ذكر خمساً رده إلى صفحتين . وليس غريباً أن يبدأ القارئ بالانتظام على صفحتين يومياً لا يتجاوزها مطلقاً إلا بالاتفاق مع المربي على الزيادة . ولو كانت المعلومة في نهاية الصفحة الثانية لم تكتمل فلا يستمر في القراءة بل يجب عليه أن يتوقف . والغرض من هذا هو : أن يعود إلى القراءة في اليوم الثاني ونفسه في شوق استكمال ما قرأه بالأمس.
3- إذا شعر المربي بتكاسل القارئ فيخفف عنه في مقدار القراءة حتى لا يمل.
4- إذا شعر المربي أن القارئ متلهف للقراءة فلابد من إشباعها- ولكن لا يكون ذلك إلا بعد مضي ثلاثة أشهر على الأقل- ويكتفى بزيادة مقدار القراءة اليومي بالتدريج وعلى فترات متباعدة . أما بعد مضي الثلاثة أشهر فيمكن إعطاؤه كتباً من كتب المرحلة تكون قراءته اختيارية لا تخضع لعدد معين من الصفحات ولا لانتظام يومي .
5- يمكن المربي أن يتجاوز عن بعض كتب المرحلة إلى المرحلة التي تليها إذا شعر بأن الأهداف المطلوبة في المرحلة قد تحققت ، ولكن عليه الحذر من التعجل فإن بقاء القارئ في مرحلته بعد ظهور تحقق الأهداف فترة طويلة يكون هذا أفضل وأحسن .
6- يمكن المربي أن يضيف ما يشاء من كتب لمعالجة بعض المخالفات عند القارئ شريطة أن تتوفر فيها السمات العامة لكتب المرحلة .
7- قد يلاحظ المربي أن القارئ قد تبين له توجه واضح كالشعر مثلاً أو الميل إلى القراءات الأدبية أو الفقهية الشرعية، فيضيف له في برنامجه ما يدعم ذلك التوجه، ويمكن تمكينه من حضور دورات في الشعر أو علم العروض أو فن الخطابة، وكذلك الندوات الشرعية ونحو ذلك .
8-مع كل ذلك يجب على المربي أن يراعي الرصد الدقيق لما يظهر على القارئ من سمات ، أو توجهات، ويهذّب ذلك دائماً بالنصيحة الفردية، والكلمة العامة التي تحثه على الإخلاص وعدم العجب ، والحذر من الرياء.
9-لابد للمربي أن يعزز برنامج القراءة في نفس القارئ، وذلك بالثناء عليه أمام زملائه ، وشكره منفرداً أوأمام زملائه ، وتذكيره ببعض المعلومات التي سبق أن قرأها وهكذا .
10- يجب على المربي أن يتذكر دائماً أن الهدف من هذه القراءة فتح آفاق جديدة للدعوة والتربية والعمل علي التمكين لدين الله في الأرض، واكتشاف المواهب وتوجيهها. فكم من عالم لم تظهر علامات نبوغه إلا بيد المعلم ، وكم من شاعر لم يكتشف موهبته إلاّ معلم مربي .
وإليك هذين الحدثين :
طالبان كانا في فصلين متجاورين كتب كلّ منهما قصيدة. فعرض الأول قصيدته على معلمه ، فرأى المعلم ما كتبه الطالب وإذا به لم يلتزم بوزن ولا قافية بل نظمها على بحور الشعر الستة عشر، فسخر منه، فوأد تلك الموهبة وأطفأ شمعتها المتوهجة .
والآخر فعل كما فعل صاحبه مع معلمه، ولكنه قوبل بالتشجيع والثناء والإطراء وأُخذ بيده فصار في مستقبل أيامه شاعراً بارعاً .
1-لا يستعجل المربي في نقل القارئ من مرحلة إلى مرحلة أخرى ما لم تتحقق أهداف تلك المرحلة وتثبت في نفس القاريء . وأيضاً لابد أن يكون سنّه مناسباً للانتقال.
2- كلما كان بقاء الطالب في المرحلة أكثر كان هذا أنفع إلا في حالات خاصة، وفي حدود ضيقة .
3- يمكن تطبيق هذا البرنامج على طلاب المرحلة الثانوية وأواخر المتوسطة. كما يمكن أن يطبق على من هم أكبر من ذلك ولكن بشيء من التحوير والاهتمام بما يناسبه، مع المحافظة على السمات العامة لكتب المرحلة .
4- لا يعني اجتياز المراحل الثلاث أن القارئ قد أصبح طالب علم، بل يعني ذلك أن القارئ قد اكتسب موهبة حب القراءة، وهو لا زال في حاجة المتابعة والتهذيب والتزكية . وكلما كان القارئ صغيراً كان الاستمرار أوجب .
أ- حتى يحقق البرنامج الهدف المراد منه وهو : دعوة القارئ فلابد أن يعرّض المربي القارئ لأنشطة وبرامج دعوية أخرى كالتوعية الإسلامية بالمدرسة، وحضور محاضرة خارجية ، والرحلات ونحوها .. حتى تعزز الجانب الديني عنده .
ب- هب أن هذه القراءة الموجهة لم يكن لها أثر في استقامة القارئ فلا يعني هذا أن الجهود قد باءت بالفشل، بل لا يخلو الحال من توجيه فكر القارئ ليفكر ويقارن بطريقة شرعية قد تثمر في مستقبل الأيام لتنتج لنا رجلاً صالحاً، أو مفكراً إسلامياً بارعاً، أو على أقل الأحوال شخصاً متعاطفاً محباً مدافعاً.
الذاكرة والقراءة
رُبَّمَا كان دماغ الإنسان أعجب وأعقد جهاز عُرف حتى الآن بما فيه من أقسام مختلفة سواء في مراكز الإبصار والسمع والحس والشك والذوق ، أو مراكز اللغة والحركة والاختزان للمعلومات والتوجيه للمشاعر والحفاظ على التوازن في كل ذلك .
والذاكرة تختزن المعلومات في الدماغ بعد تمريرها من خلال إحدى الحواس الخمس إلى مراكز الذاكرة ، وكلما كانت الحواس التي من خلالها تم استيعاب المعلومات أكثر كلما كان إمكانية الاحتفاظ بالمعلومة أكبر ، وأكثر الحواس ترسيخاً للمعلومات في الذاكرة هي حاسة الإبصار ، ولذلك إذا كانت وسيلة حفظ المعلومة حاسة أخرى غير الإبصار ، فحاول أن تقرن المعلومة المسموعة أو المتذوقة أو المشمومة بصورة مرئية .
وأعطِ نفسك وقتاً كافياً لاستيعاب الصورة بكل تفاصيلها من خلال التدقيق والتركيز والحرص .
وصقل الذاكرة وتقويتها أو إضعافها له أسباب خلقية تكوينية إمَّا وراثية وإمَّا بسبب صحة الأم أثناء الحمل وتغذيتها وما قد تتناوله من أدوية أو تستنشقه من غازات ، وله أسباب كسبية مثل تغذية المرء نفسه وتهوية المكان الذي يقيم ويمارس عملية التفكير والحفظ والاستذكار فيه ومثل بعض التمارين التي تساعد علي التركيز.
وثمة نوعان للذاكرة هما:
1- الذاكرة الدورية: وهي التي تعتمد على الترداد والتكرار وهي مفيدة في حفظ النصوص المختلفة.
2- الذاكرة المنطقية: وهي التي تعتمد على الترتيب والربط المنطقيين، ويجب أن تفعّل دور هذه الذاكرة بقدر استطاعتك.
والقراءة لها الشأن الأكبر في اكتساب العلوم والمعارف والثقافات بل هي الوسيلة التقليدية لذلك والتي لا يعرف كثير من الناس غيرها ، وكلما طور الإنسان من طريقته وأساليبه في القراءة والتعامل مع الحرف كانت استفادته من ذلك أكبر .
والإنسان القارئ الذي يجعل القراءة جزءاً من حياته وتصبح هواية ملازمة له هو الذي يستطيع بعد فترة وجيزة من حياته أن يتميز على أقرانه في تفكيره وأسلوب تعامله مع الحياة بل وفي نظر الآخرين أيضاً ، وبإدمان القراءة سيصبح تناول الكتاب بالنسبة لك ليس وسيلة للعلم والمعرفة والثقافة والتجول في الكون فحسب بل سيصبح أيضاً متعة وترويحاً ونزهة لايدانيها شيء آخر على الإطلاق .
ولنرى كم من المعلومات يُمكنك استيعابها والحصول عليها بالقراءة ، إليك بعض هذه الأرقام :
يستطيع الإنسان أن يقرأ في الدقيقة (500) كلمة علماً أن البعض يستطيع أن يقرأ إلى حدود (900) كلمة لكن هذا نادر .
وأل (500) كلمة تساوي صفحتين من كتاب متوسط الحجم ، أي أن الإنسان يستطيع في ساعة من الزمن أن يقرأ مقدار 120 صفحة ، فإذا كان الكتاب المتوسط يبلغ 400 صفحة ، فهذا يعني أنك تحتاج إلى ثلاث ساعات وعشرين دقيقة لقراءته .
ولنفترض أنك تحتاج إلى أربع ساعات لقراءته فلو أعطيت كل يوم ساعة للقراءة لقرأت في كل أربعة أيام كتاباً أي في السنة يُمكنك أن تقرأ حوالي تسعين كتاباً .
وتأمل أي أثر سيكون في حياتك إذا قرأت في كل عام تسعة كتب مختارة فضلاً عن تسعين كتاباً ، كم يا ترى من الأوقات الثمينة تضيع مناً في اللهو والعبث والضياع ولا ندرك مقدار الخسارة فيها إلاً إذا غربت شمس الحياة وأذنت بالمغيب .
وأفضل أحوال القراءة هو أن تقرأ قراءة صامتة متمعنة في جو هادئ وارتياح نفسي ، وألا يكون بعد الأكل حتى الشبع مباشرة أو أثناء الشعور بالجوع الشديد ، وأن تكون الإضاءة والتهوية والحرارة والبرودة جيدة ومناسبة، وأن تكون الجلسة مريحة ومعتدلة، وحبذا أن يكون في يد القارئ قلم يخط به بعض الخطوط تحت العبارات المهمة ويكتب به بعض العناوين ويرقم به بعض الأرقام ويلخص بعض الأفكار وكذلك اختيار الوقت المناسب بعد النوم الكافي17.
يتبع إن شاء الله .......الحلقة القادمة ((المعادلة الثلاثية))
16-الدعوة إلي الله بالقراءة عابد الثبيتي شبكة التبيان ،وانظر مفكرة الإسلام.
17-حتي لا تكون كلاً
رد: المعرفة وطريق التمكين
واصل بارك الله فيك طرح مواضيع كهذه ، فإن عيب كثير من أبناء الأمة الجهل بفقه الأخذ بالأسباب أو الحط من قدره والتقليل من شأنه.
رد: المعرفة وطريق التمكين
جزاكم الله خيراً،شرفت بمروركم الكريم.
رد: المعرفة وطريق التمكين
*المعادلة الثلاثية (المعرفة- العقل- الفكر):-
الفكر:-
هو ناتج معادلة التفاعل بين العلم والعقل،ولذلك سنقوم بتعريف الناتج من التفاعل أولاً ،وقد تكلمنا علي أحد شرطي التفاعل وهو العلم ويبقي أن نتكلم عن شرط التفاعل الثاني وهو العقل.
تعريفات للفكر:-
الفكر بإنه (إعمال العقل في المعلوم للوصول إلى معرفة مجهول)، ويقولون: فكّر في مشكلة: أعمل عقله فيها ليتوصل إلى حلها18.
-ويعّرف التفكير بأنه (إعمال الإنسان لإمكاناته العقلية في المحصول الثقافي المتوفر لديه بغية إيجاد بدائل أو حل مشكلات أو كشف العلاقات والنسب بين الأشياء)19.
ويقولون: فكّر في مشكلة: أعمل عقله فيها ليتوصل إلى حلها،
والتفكير:- هو عملية معالجة للمعلومات، فهناك كم كبير من الصور والأصوات والإحساس من الخارج عن طريق الحواس ومن الداخل من الذاكرة. والتفكير هو عملية تصنيف ومقارنة وتقييم لهذه المعلومات على ضوء منظومة الإيمان والاعتقاد والقيم … وبالتالي صياغة استراتيجية ينتج عنها تعبير لغوي أو سلوكي كما ينتج عنها تأثيرات فسيولوجية في العضلات والتنفس ولو البشرة وتعبيرات الوجه..)20.
ولـعـلـنــا نعرف تعريف آخر لعملية التفكير بأنها (إعمال الإنسان لإمكاناته العقلية في المحصول الثقافي المتوفر لديه بغية إيجاد بدائل أو حل مشكلات أو كشف العلاقات والنسب بين الأشياء)( ومن خلال هـــذا التعريف ندرك أن الفكر ليس شيئاً مطابقاً للأحكام والمبادئ، ولا مطابقاً للثقافة أو العـقــــل أو العلم، وإنما هو استخدام نشط لكل ذلك بغية الوصول إلى المزيد من الصور الذهنية عما يحيط بنا من أشياء وأحداث ومعطيات حاضرة وماضية وتوسيع مجال الرؤية لآفاق المستقبل.
وبناء على هذا فـإن العالم غير المفكر، فقد يكون المرء عالماً ولايكون مفكراً. وقد يكون مفكراً ولايكون عالماً، وذلك لأن الميدان الأساس للعلم هو الإلمام بالجزئيات؛ أما ميدان الفكر فهو إبصار (الكليات) والاشـتـغـــال عليها؛ وقليل أولئك الذين يسمح لهم الاشتغال بالجزئيات بالتوجه إلى النظر الكلي، كـمــا أن طـبـيـعـة الاشتغال بالقضايا الكبرى (تزهد) المفكرين في الاهتمام بالمسائل الجزئية، حيث يرون أنها مندرجة في أنظمة أشمل تتحكم فيها.
مهمة الفكر رسم مخطط الحركة وجعلها اقتصادية، بحيث تتكافأ نتائجها مع الجهد والوقت المبذول فيها، كما أنه يحيّد كل الوسائل والأساليب التي ثبت قصورها ويكثف الخبرات والتجارب المكتسبة في بعض المقولات والمحكات النهائية، ويساعد على طرح البدائل والخيارات في كل حقل من حقول العمل، وهذا كله لايتأتى عن غير طريق الفكر.
إذن فلابد من وجود معرفة تمر علي جهاز العقل فيتفاعل معها تفاعل إيجابي وينتج فكر إيجابي،وإذا كنا قد تكلمنا شذراً عن المعرفة ،فلابد أن نلقي ضوءاً علي الجهاز المتلقي للمعرفة وهو العقل وهو شرط التفاعل الثاني .
- إن العقل البشري نعمة عظمى من الله ـ جل وعلا ـ وله قدرات هائلة، هي أكثر مما يظن. ويمـكـــن القول: إنه أشبه بعملاق نائم! وقد دلّت الدراسات النفسية والتربوية، وأبحاث الكيمياء والفيزياء والرياضيات أن ما تم استخدامه من إمكانات العقل لا يزيد على 1% من إمكاناتــــه الحقيقية. الحاسب الآلي (كراي) حاسوب عملاق يزن سبعة أطنان، فإذا عمل بطاقة 400 مـلـيـــون معادلة في الثانية مدة مئة عام، فإنه لن ينجز سوى ما يمكن للدماغ البشري أن ينجزه في دقيقة واحدة21 ((فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الخَالِقِينَ))22.
العقـل:- لغة مصدر عقل، يعقل، عقلاً، فهو معقول، وعاقل. وأصل معنى العـقــل الـمـنـع، يقال: عقل الدواء بطنه ، أي أمسكه ، وعقل البعير: إذا ثنى وظيفه إلى ذراعه ، وشدهما بحبل؛ لمنعه من الهروب. وأطلق العقل على معان كثيرة، منها: الحجر والنهي، والديـة؛ لأن القـاتـل يســوق الإبل إلـى فناء المقتول ثم يعقلها هناك ، ويطلق - أيضاً - على الملجأ والحصن، وكذلك القلب23؛ ولذا قال عمر ابن الخطاب - رضي الله عنه - في ابن عباس - رضي الله عنهمـا ((ذاكم فتى الكهول ، إن له لساناً سؤولاً ، وقلباً عقولاً))24 وما تقدم من إطلاقات فهي تدور حول المنع.
وفي الاصطلاح فالمختار هو أن يقال : العقل يقع بالاستعمال على أربعة معان 25: الغريزة المدركة ، والعلوم الضرورية ، والعلوم النظرية ، والعمل بمقتضى العلم.
التفاوت في العقول:الحق أن يقال : إن العقول تتفاوت من شخص إلى شخص ، بل قد يحصل هذا التفاوت في الشخص الواحد ، كما قال الشاطبي - رحمه الله -: ((فالإنسان - وإن زعم في الأمر أنه أدركه ، وقتله علماً - لا يأتي عليه الزمان ، إلا وقد عقل فيه ما لم يكن عقل ، وأدرك من علمه ما لم يكن أدرك قبل ذلك ، كل أحد يشاهد ذلك من نفسه عيانا ، ولا يختص ذلك عنده بمعلوم دون معلوم..26
وحديث:»..ما رأيت من ناقصات عقل ودين، أذهب للب الرجل الحازم من إحداكن..«27 مـمـا يـمـكـن الاستدلال به على هذا التفاوت، إذ الحديث دل بمنطوقه على الـنقـصـان، وبمفهومه على الزيادة وهو معنى التفاوت ، بل هو دليل على تفاوت العقل الغريزي أيضاً لأن الرسول -صلى الله عليه وسلم- قرر أن جنس النساء فيه نقصان العقل ، وهذا لا يكون إلا في الغريزة التي خلقن بها، ولأن التـفـــاوت فـي الـجـانب الكسبي فرع عن التفاوت في الجانب الغريزي.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية : »الصحيح الذي عليه جماهير أهل السنة ، وهو ظاهر مذهب أحمد، وأصح الروايتين عنه، وقول أكثر أصحابه ، أن العلم والعقل ونحوهما يقبل الزيادة والنقصان28.
مكان العقل :اختلف أهل العلم في مكان العقل من جسم الإنسان، والتحقيق أن العقل له تعلق بالدماغ والقلب معاً، حيث يكون مبدأ الفكر والنظر في الدماغ ، ومبدأ الإرادة والقصد في القلب، فالمريد لا يكون مريداً إلا بعد تصور المراد، والتصور محله الدماغ 29، ولهذا يمكن أن يقال: إن القلب موطن الهداية ، والدماغ موطن الفكر؛ ولذا قـد يوجد في الناس من فقد عـقــــــل الهداية - الذي محله القلب - واكتسب عقل الفكر والنظير - الذي محله الدماغ - كما قد توجد ضد هذه الحال.
يتبع إن شاء الله ......العلاقة بين الفكر واللغة.
ثبت المراجع:-
18- المعجم الوسيط، مادة فكر.
19-د.عبد الكريم بكار مقدمات لـلـنـهـوض بالـعـمـل الدعوي، انظـر تعريفـا آخر في: الأزمـة الفكريــة المعاصرة: 27.
20-حتي لا تكون كلاً.
21-تجديد البعد العقلي د.عبد الكريم بكار مجلة البيان عدد 136 ذو الحجة 1419هـ-أبريل 1999م.
22-[المؤمنون: 14].
23-- انظر: لسان العرب 11/458 وما بعدها مادة : عقل ، والقاموس المحيط وما بعدها مادة : عقل.
24- رواه الحاكم في مستدركه 3/ 539 وقال عنه الذهبي : منقطع.
25-- انظر: إحياء علوم الدين لأبي حامد بن محمد الغزالي 1/85-86 ، ومجموع فتاوى ابن تيمية 9/287 ، 305 ، 16/336، ودرء تعارض العقل والنقل 1/89 والمسودة ص: 558-559، والذريعة إلى مكارم الشريعة للراغب الأصفهاني ص:93 والفقيه والمتفقه للخطيب البغدادي 2/20،وانظر مجلة البيان عدد56 .
26- انظر الاعتصام 2/322.
27- صحيح البخاري 1/405.
28- انظر: مجموع فتاوى ابن تيمية 10/721-722
29- انظر: مجموع فتاوى ابن تيمية 9/304.
رد: المعرفة وطريق التمكين
اقتباس:
ويرشدها للأخذ بأسباب التمكين وشروطه، ويبين لها طبيعة الطريق، وكيفية السير فيه، ويوضح لها المعالم لتعرف كيف تعمل؟ وإلى أين تسير؟
هذا أمر مهم ولا أراه إلا كذلك ، يوافقك في ذلك أستاذنا الرائع عبدالكريم بكار ، قال ((..حين نشرح للناس كيفية تنفيذ ما نطلبه منهم فإننا آنذاك نخفف من الوطأة الشعورية للموعظة)).
تجديد الخطاب الإسلامي : الشكل والسمات ، ص 165.
رد: المعرفة وطريق التمكين
رد: المعرفة وطريق التمكين
اللغة والفكر:-
لا شـــك أن اللغة وعاء الفكر؛ ولذا كانت عناية السلف عظيمة بالحفاظ على لغة القرآن الذي نـزل بـلـســــــان عربي مبين، وازداد حرصهم ذلك بعد دخول الأعاجم في دين الله وإقبالهم على كتاب الله وســــنـة رســـوله صلى الله عليه وسلم ، فكان منهم من لا يعرف الألفاظ في أصل اللغة ولا قانونها، كما كــان منهم ـ وهذا هو الغالب والأخطرـ من لا يعرف مراد الشارع بالألفاظ؛ لأنه لا يعرف سنته في الخطاب ولا يحيط بجميع النصوص الوارجة في الموضوع محل الفهم أو البحث30.
ثمة علاقة عضوية متينة بين اللغة والتفكير ، فاللغة هي القالب الذي ينصبّ فيه الفكر ، والفكر هو المضمون الذي يحتويه ذلك القالب اللغوي. ويعبر البعض عن هذه الوشيجة بالقول بأن اللغة والفكر يعتبران وجهين لعملة واحدة.
يتعذر التفكير التجريدي (الذي هو في المعنويات لا في المحسوسات) في حالة انعدام اللغة ويتسطح بضعفها؛ ذلك أنها السبيل الأوحد لتحويل التفكير الحسي (في المحسوسات) إلى تفكير تجريدي نافع. ويستلزم التفكير العميق ثراءً لغوياً وعمقاً في فهم دلالات وإيحاءات الكلمات المكونة للبناء اللغوي ، وفي هذا المعنى يقول د. محمد الشنيطي: »وليس من شك في أننا حين نفكر لا سبيل لنا إلى التفكير إلا في لغة ، ولا حيلة لنا إلى ضبط هذا التفكير إلا إذا كان القالب اللغوي واضح المعالم لا يفضي إلى غموض ولا يدعو إلى لبس ، ولا ينم عن قلق واضطراب ينعكس بالتالي على تفكيرنا))31
ولتأكيد هذه الأهمية المتناهية للثراء اللغوي ، أشير إلى أن التفكير في أي مشكلة إنما يعتمد على مجموعة محددة من الكلمات والمصطلحات ، وبدهي أن من كان فهمه أعمق لهذه الكلمات والمصطلحات فإن تفكيره سيكون أعمق وأنضج ، فهب أن مشكلة ما تعتمد على الكلمات التالية:
أناس ـ حق ـ واجب ـ استطاعة ـ كذب ـ صدق ـ حرية ـ دقة ـ ضوابط ـ حوافز ـ نجاح ـ تحقق ذات ـ استشعار المسؤولية ـ اجتهاد ـ صواب ـ خطأ ـ استئناف العمل ـ ثقافة ـ أزمة ـ إدارة.
ومن هنا فإن كل من يتفهم هذه الكلمات والمصطلحات ، بجانب سيرورة تفكيره وفق المنهج العلمي سيكون أحظى بالصواب وأظفر بالنجاح ـ بعد توفيق الله تعالى له ـ من كل من تتمنع عليه هذه الكلمات ، وتتشوه في عينيه هذه المصطلحات! [يمكنك لاحقاً مراجعة معنى ما يلي: الصدق ، تحقق الذات ، الاستئناف].
ولقد أثبتت بعض الدراسات قوة العلاقة بين اللغة والتفكير؛ حيث اكتشفت دراسة متخصصة أن لغة قبيلة هوبي الهندية لا تحتوي على صيغة الماضي والمستقبل ، وإنما تحتوي فقط على صيغة الحاضر ، ولذا فإن أفراد هذه القبيلة يتكلمون كل شيء وكأنه يحدث الآن ، مما أثّر على تفكيرهم!!32،33.
*أنواع التفكير:-
للفكر صفات محمودة وصفات مذمومة ولكي يحاول الإنسان أن يخلص تفكيره من الصفات المذمومة ويتحلى بالصفات الايجابية النافعة أذكر لك أهم أنواع الفكر سواء كان سلبياً أم إيجابياً.
1- التفكير التوليدي : وهو الفكر الذي يبدع ويضيف للحياة جديداً أي الذي يولد المشاريع الناجحة والحلول الجيدة والقرارات الصائبة القادر على استخراج الذهب من التراب واللؤلؤ من أعماق البحار، ويُمكن أن نسميه الفكر الاجتهادي.
2- التفكير النقدي : وهو القادر على رؤية النقص والأخطاء والعيوب في أي عمل قائم وإن لم يكن قادراً على إيجاد البدائل المناسبة لما ينقده.
3- التفكير الاستيعابي: وهو الفكر القادر على استيعاب ما يبدعه الآخرون وإن لم يكن قادراً على الإبداع والتجديد والإضافة والعطاء، ويُمكن أن نسميه الفكر المقلد.
4- التفكير الغامض: وهو التفكير المشوش العاجز عن إدراك العلاقات بين الأشياء وحجم كل شيء في الموضوع الذي يفكر فيه ويعجز أيضاً عن التعبير عما يدور في نفسه من أفكار بصورة واضحة.
5- التفكير المتشكك : وهو تفكير المؤامرة الذي يتشكك في كل عمل وفي كل شخص ويعتقد أن وراء كل شيء مؤامرة، وأنه المقصود من وراء كل مؤامرة ، وأنه لا جدوى من أي عمل ولا فائدة من أي محاولة.
6- التفكير المبالغ: وهو التفكير الذي يعطي كل شيء أضعاف حجمه الحقيقي سواء كان ساراً أو ضاراً أي يصوّر لك أن الحبة قبه كما يقال ، فعند سماعك له تذهل من ضخامة الأمر وهوله الذي سيكون له من الآثار الشيء الكثير وعند مباشرتك للأمر ورؤيتك له تجد الأمر عادياً وأقل من العادي.
7- التفكير السطحي: وهو التفكير الذي يكتفي بظواهر الأشياء، ولا ينفذ إلى معرفة حقائقها وجوهرها كمن يحكم على الإنسان بملابسه أو بسيارته دون أن يعرف حقيقة تفكيره وأخلاقه وسلوكه وثقافته وتعامله وغير ذلك مما به يتفاوت قدر الناس.
8- التفكير الادعائي : وهو التفكير الذي يدعي صاحبه أنه فعل وفعل مما لم يفعله لكنه مع كثرة التمادي في الدعاوي الفارغة والبطولات الخيالية يصدق نفسه في النهاية فما يزال يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذاباً ، وما يزال يكذب ويكذب حتى يصدّق نفسه.
وأكثر من يقع في حبائل هذا التفكير الوبائي هم الفارغون الذين لا يعملون فيخدعون أنفسهم ويرضونها بالدعاوى العريضة الفارغة ويكتفون بذلك.
9- التفكير التحليلي السببي : وهو التفكير المتمعن الذي يميل صاحبه إلى البحث عن أسباب كل حادث ومقدماته ونتائجه ومقاصد القائمين عليه وما هو الموقف المناسب حيال هذا الحادث وما هو دوره هو فيه.
10- التفكير التبريري القدري : وهو التفكير الذي يبادر صاحبه إلى إخلاء نفسه من أي مسئولية حيال أي أمر يقع ويقلى بتبعة ذلك على الأقدار ويبرر كل تصرف منه مهما كانت نتائجه.
11- التفكير الجزئي : وهو التفكير الذي ينظر صاحبه إلى الحدث مبتوراً من سياقه ومنفصلاً عن قاعدته الكلية العامة الذي هو في الحقيقة جزء منها.
12- التفكير الكلي التجميعي : وهو التفكير الذي يهتم بالنظر في الأمور الكلية العامة غير ملتفت إلى التفاصيل والجزئيات في الأشياء والأحداث.
ماهو التفكير المثالي ؟
بعد هذا الاستعراض السريع لبعض أنواع التفكير مع عدم التوسع في ذكرها، وفي ضرب الأمثلة لها أشير إلى ما يمكن أن نسميه التفكير المثالي مستنبطاً ذلك من الأنواع السابقة.
فالتفكير المثالي: هو التفكير التوليدي النقدي الاستيعابي السببي الكلي التمعن مع ملاحظة أن كل شيء بقدر ، وأن هذا لا ينفي البحث عن الأسباب ، فالله هو خالق الأسباب والمسببات.
خصائص الفكر المثالي:
والمرء القادر على التفكير المثالي له خصائص يتميز بها عن غيره، وهذه الخصائص هي:
1- الرؤية النافذة لحقائق الأشياء وجوهرها وعدم الاكتفاء بالنظرة السطحية للأمور.
2- الصدق والجد والمثابرة في التفكير والاستغراق في ذلك بعمق حتى يصل الإنسان إلى الصورة المثالية التي ذكرها قبل قليل.
3- الاستقلال عن التقليد للآخرين لمجرد ذلك حيث أن البعض يكوِّن تفكيره آخر كلام سمعه أو آخر كتاب طالعه؛ ولذلك تجده ينتقل من الفكر إلى نقيضه فهو كالإسفنجة التي تتشرب أي سائل توضع فيه.
4- المزاوجة بين العالم الخارجي من حولك والذي سيكون موضوع تفكيرك من خلال ما تتلمسه بأحاسيسك وبين مشاعرك الداخلية وخبراتك وتجاربك ومعلوماتك السابقة وليكن هذا المزج والتزواج بتوازن.
5- التميز والوضوح في اللفظ الذي يعبر عن هذه الرؤية إذا أن الفكر الناضج ما لم يعبر عنه بلغة بليغة فصيحة بينه ويبقى كالدرة المدفونة في التراب بل إن دقة ووضوح التعبير دليل على دقة ووضوح التفكير.
6- التقويم للمشاعر والانفعالات وعدم الانسياق وراءها دائماً ؛ إذ قد تكون مضللة وخاطئة وغير صائبة، فمثلاً رجل رأى سائقاً يتوقف في الطريق وينزل من سيارته ويحمل طفلاً والدماء تنزف منه وحين تأمل الرجل في الطفل عرف أنه ابنه فانهال على السائق ضرباً ظاناً أنه آذى ابنه بالسيارة، بينما الحقيقة أن الذي آذاه سائق آخر فرَّ وتركه ينزف في الطريق فهرع هذا السائق لإنقاذه.34،35
يتبع إن شاء الله.....
30-اللغة والفكر افتتاحية مجلة البيان عدد 147 ذو القعدة 1420-مارس2000 .
31-د. محمد الشنيطي ، أسس المنطق والمنهج العلمي ، ص137.
32-د. محمد نجاتي ، علم النفس في حياتنااليومية،ص 258.
33-التفكير العلمي والإبداعي د.عبد الله البريدي.
34-حتي لا تكون كلاً
35-سيأتي إن شاء الله في مبحث ((حصافة الفكر وحسن التدبير وعلاقته بالتمكين))توسع في موضوع التفكير والذكاء وكيف نتعلم التفكير.
تقسيم المعرفة بالنسبة إلي الحقوق (حق الله عزوجل)
*تقسيم المعرفة بالنسبة إلي الحقوق:-
يمكن تقسيم المعرفة المطلوبة للفئة المسلمة المتحركة للتمكين لدين الله في الأرض إلي ثلاث حقوق واجبة* ...وهي كالآتي:-
1-حق الله. 2-حق الناس 3-حق النفس.
1-حق الله :-وهو التوحيد حق الله علي العبيد،أو ما يعرف اصطلاحا ((بعلم العقيدة))، والتوحيد : هو قاعدة كل ديانة جاء بها من عند الله تعالى رسولٌ. ويقرر الله سبحانه وتعالى هذه الحقيقة ويؤكدها ، ويكررها في قصة كل رسول على حدة ، كما يقررها في دعوة كل الرسل إجمالاً ، على وجه القطع واليقين :
((ولَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحاً إلَى قَوْمِهِ فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إلَهٍ غَيْرُهُ))36 ، ((وإلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُوداً قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إلَهٍ غَيْرُهُ))37.
((وإلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحاً قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إلَهٍ غَيْرُهُ))38.
وهي الكلمة نفسها التي تكررت على لسان شعيب وموسى وعيسى -عليهم الصلاة والسلام- ، حتى أصبحت قاعدة عامة ، قررها الله سبحانه وتعالى فقال : ((ومَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إلاَّ نُوحِي إلَيْهِ أَنَّهُ لا إلَهَ إلاَّ أَنَا فَاعْبُدُونِ))39 .
((ولَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ واجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ))40 .
فالتوحيد مفتاح دعوة الرسل عليهم الصلاة والسلام ، وهو أول ما يدخل به المرء في الإسلام ، وأخر ما يخرج به من الدنيا ، فهو أول واجب وآخر واجب. ولهذا قال النبي -صلى الله عليه وسلم- لمعاذ بن جبل-رضي الله عنه-عندما بعثه إلى اليمن : ((إنك تأتى قوماً أهل كتاب ، فليكن أول ما تدعوهم إليه : عبادة الله وحده ، وفي رواية : فادعهم إلى شهادة أن لا إله إلا الله ، وأني رسول الله ، فإن هم أطاعوا لذلك فأعلمهم أن الله ، عز وجل ، افترض عليهم خمس صلوات في كل يوم وليلة ، فإن هم أطاعوا لذلك فأعلمهم أن الله تعالى ، افترض عليهم صدقة في أموالهم ، تؤخذ من أغنيائهم وتُردُّ إلى فقرائهم ، فإن هم أطاعوا لذلك فإيّاك وكرائم أموالهم ، واتق دعوة المظلوم ، فإنه ليس بينها وبين الله حجاب))41. وقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : (أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله ، وأن محمداً رسول الله ، ويقيموا الصلاة ، ويؤتوا الزكاة ، فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحق الإسلام وحسابهم على الله عز وجل))42،43،ولا أريد الاسترسال في الكلام عن التوحيد وأقسامه ،فهذا له موضعه ، ولكن ما يسعنا قوله هنا عن ضرورة تشبع الفئة المسلمة التي تتحرك للتمكين لدين الله في الأرض بقضية التوحيد وأن تكون هذه القضية منطلق تحركها في المواجهة مع الشيطان وحزبه ،ثم يتوجهوا بتلك الدعوي إلي الجماهير لملء الفراغ العقيدي لديهم وذلك أن أساس الإصلاح الإسلامي هو الـتـوحـيد الخالص لله (تعالى)، فهو الذي يرتقي بالإنسان المكان اللائق به، وهو الذي ينقذه من رق العبودية لغير الله، ويحرره من استعباد الإنسان، ومن استعباد الخرافة والأهواء، وهو الذي ينقذه من المحتالين الدجالين أحبار السوء الذين يشترون بآيات الله ثمناً قليلاً، وإذا لم يتـعـبد الإنسان لله (تعالى) فسوف يقع في الوثنية - لا محالة - بشتى صورها وأشكالها؛ فإن الإنسان كما جاء في الحديث (حارثٌ وهمّام)، فلا بد أن يمتلئ بشيء، فإذا لم تكن العبودية لله فـهـي لغيره مهما تظاهر بأنه حر، فالعبودية هي عبودية القلب كما يقول ابن تيمية (رحمه الله)، فمن ركض وراء الشهوات فهو الأسير المملوك، ولو كان حاكماً يستعبد الناس.
الـتـوحـيـد الخالص لله (تعالى) هو الذي يجعل المسلم شخصية تستعصي على الطغيان، ولا تخضع للـمــلأ أو الـمــــال، كما استعصى الصحابي الجليل بلال بن رباح حين قالها لملأ قريش: أحد أحد، والتوحـيد هو الذي يحفظ الإنسان من الانفلات بلا قيد أو ضابط، كما حُفظت الأفلاك بالجاذبية.
التوحيد الخالص لله (تعالى) هو الذي أنقذ العرب من وهدة النسيان والخمول، وجعلهم أمة تحـمـل رسالة وتشعر بالمسؤولية، وتحول العربي إلى إنسان لا تأسره الأوهام والتقاليد، ولا القبيلة والعشيرة، ولا الإقليمية والقومية.
إن مــن أصعب الأشياء على الإنسان الذي يحب الفساد في الأرض أن يسمع كلمة التوحيد ((أَجَعـَـلَ الآلِهَةَ إلَهاً وَاحِداً إنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ))44 وكأنهم يقولون: كيف يكون إله واحــــد ينـظـر في أمر الجميع؟ ((وَإذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ...))45 ، وقد خشي فرعون من هذا التوحيـد الـذي جـاء بـه موسـى (عليه الـســلام) فـقــال: ((إنِّي أَخَافُ أَن يُبَدِّلَ دِينَكُمْ...))46 ، والدين هنا يعني الحكم، وكأنه يقول: إن هـــــذا الـنـبـــي الذي جاء بالتوحيد خطير جدّاً؛ لأنه سيذهب بملككم وسيادتكم وطريقتكم في العيش. فــــلا مــانــع عند الطغاة أن يكون الدين حركة ثقافية أو حضارية تتكلم عن الزخرفة الإسلامية أو الـعـمــــارة الإسلامية، وتذكر ما أنتجه العلماء القدامى في الطب، والهندسة، وعلم الفلك، ولا مــانــع من تشجيع الطرق الصوفية التي تربط الفرد بالشيخ والولي والأقطاب والأوتاد وما هنالك من خيالات وخرافات،لأن ذلك لا يضر بسلطان الطغاة في شئ .
إذا أردنــا الـنـهـــوض فلا بد أن نرتفع بمستوى الأمة كي تفهم وتمارس التوحيد الخالص، وحتى لا تكون قطيعاً يُنادى من مكان بعيد، وتكون أمة تقوم بواجباتها وتحمل الرسالة.47
وعـلـى العموم، فإن العلم بالعقيدة فريضة على كل مسلم، فضلاً عن كل داعية؛ لما لها من أهمية واعتبار في معرفـــــة المنطلقات والثوابت وتحديد الأهداف والغايات، والتمييز بين الواقع المنحرف عن التوحيد والواقع الإيماني، وتأصيل المنهج الشرعي لئلا تنحرف الدعوة عن أهدافها المرسومة.
تلك هي الخـطـــــوط الكبرى لهذه العقيدة التي ركز عليها القرآن المكي خلال ثلاثة عشر عاماً، ووقف عندهــا لا يتجاوزها، وكانت غايته تقريرها في النفوس، بحيث تكون عقيدة إيجابية ثابتة مستقرة، قائمة على العلم والعمل، مبنية على الوعي والنظر والمعايشة.
يتبع إن شاء الله...
*ثبت المراجع:-
* ملحوظة جميع الحقوق راجعة إلي حق الله عزوجل ولكن التقسيم لتسهيل الفهم وتبسيط المعني...
36-[المؤمنون:23].
37-[الأعراف:65].
38-[الأعراف:73].
39-[الأنبياء:25].
40-[النحل:36].
41-[اخرجه الشيخان].
42-[رواه الشيخان ].
43-التوحيد مفتاح دعوة الرسل للشيخ عثمان جمعة ضميرية.
44-[ص: 5].
45-[الزمر: 45].
46- [غافر: 26].
47-د.محمد العبدة (التوحيد أولاً وأخيراً) مجلة البيان عدد 102 صفر 1417هـ-يوليو 1996م بتصرف بسيط.
رد: المعرفة وطريق التمكين
أسأل الله تعالى أن يوفقك ، وأن يهبك قوة عملية - مع القوة العلمية - تحقق بها ما سطرته و ما أمّلتَه ، آن الآوان يا أحبة للنفرة يداً واحدة ...العمل و العمل و العمل ، والله يتولاني وإياكم.
رد: المعرفة وطريق التمكين
أخي محمد عبدالمجيد
كلامك عظيم مفيد