الخلق عيال الله ؟ هل تجوز هذه المقولة ؟ ( للمشاركة )

الخلق عيال الله ؟ هل تجوز هذه المقولة ؟ ( للمشاركة )

جاء هذا في حديث عن ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله وسلم قال: (الخلق كلهم عيال الله فأحب الخلق إلى الله أنفعهم لعياله ) رواه الطبراني وغيره ولايصح
ومن هنا استعمله العلماء ولا إشكال في المعنى لأن العيال بمعنى فقراء لا بمعنى الولد
والله يقول "أنتم الفقراء إلى الله"

قد أشكل علي فيما سبق هذا التعبير ، فبحثت عنه و إليك ما توصلت إليه :
و رد عن أنس و أبي هريرة و ابن مسعود بأسانيد ضعيفة : ( الخلق كلهم عيال الله ، فأحب خلقه إليه أنفعهم لعياله )
السلسلة الضعيفة 4/372 رقم 1900

و أيضا :
( الخلق كلهم عيال الله ، فأحبهم إلى الله أنفعهم لعياله ) ضعيف جدا .
السلسلة الضعيفة 8/85 رقم 3590

و قد استعمل هذا التعبير ابن تيمية في الفتاوى 10/509 و في جامع الرسائل كذلك ، و لكن لم ينسبه للنبي صلى الله عليه و سلم .
و هو بهذا المعنى : من الفقر و الحاجة إلى الله و ليس بمعنى الولد تعالى الله .
قال ابن فارس :
( (عيل) العين والياء واللام، ليس فيه إلاّ ما هو منقلب عن واو. العيْلة: الفاقة والحاجة، يقال عالَ يَعِيل عَيْلةً، إذا احتاج. قال الله تعالى: {وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً} [التوبة 28]، وفي الحديث: "ما عالَ مقتصد" )

و في تاج العروس :
( عالَ يَعيلُ عَيْلاً وعَيْلَةً وعُيولاً بالضَّمّ وبالكَسْر ومَعيلاً : افتقرَ قالوا في الدُّعاءِ : مالَه مالَ وعالَ عالَ : أي افتقرَ وقيل : مالَ وعالَ بمعنىً واحدٍ : افتقرَ واحتاجَ وفي الحديث : " ما عالَ نُقْتَصِدٌ ولا يَعيلُ " أي ما افتقرَ وفي حديثِ صِلَةٍ : " أمّا أنا فلا أَعيلُ فيها " وقال أُحَيْحةُ بنُ الجُلاَح :
وما يدري الفَقيرُ متى غِناهُ ... وما يدري الغَنِيُّ متى يَعيلُ فهو عائِلٌ قال الله تَعالى : " وَوَجَدكَ عائِلاً فَأَغْنى " أي أزالَ عنكَ فَقْرَ النَّفسِ وجعلَ لك الغَناءَ الأكبرَ المعنيَّ بقوله : الغِنى غِنى النَّفسِ أو وَجَدَكَ فقيراً إلى رحمةِ الله وعفوِه فَأَغْناكَ بما تقدّمَ من ذَنْبِكَ وما تأخَّر وفي الحديث : " إنّ الله يُبْغِضُ العائِلَ المُخْتالَ " ج : عالَةٌ كحائِكٍ وحاكَةٍ ومنه الحديث : " أنْ تَدَعَ وَرَثَتكَ أَغْنِياءَ خيرٌ من أن تترُكَهم عالَةً يَتَكَفَّفون الناسَ " أي فقراء ... والعِيالُ ككِتابٍ : جمعُ عَيِّلٍ كسَيِّدٍ وهم الذينَ يتكَفَّلُ بهمُ الرَّجُلُ ويَعولُهُم )

و الله أعلم

أعتقد أن فيه خطأ لأن العيال هم عالة والخلق ليسوا عالة على الخالق بل تكفل بخلق معايشهم وأمرهم بأخذ الأسباب في تحصيلها والسماء لاتمطر ذهبا وفضة ، وهذه لاتكون إلا للأولاد الذين تتكفل بالسعي لجلب الرزق لهم وإشغالهم في شيئ أخر فهم عالة عليك أنت عائلهم وكافيهم في الكدح من أجل تحصيل الرزق ، وربي أعلم .

أعتقد و أظن لاتجوز في قانون العلم أخي الحبيب ( ابتسامة )
وأنت أتيت بشتقات الكلمة و قد سبق بيان أهل العلم فيها من ناحية اللغة