ماذا يقول المحامون عن التغريب؟ هل هم في صفه أم يعادونه؟ هذا أحدهم فماذا يقول

وقفات حول المشروع التغريبي

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم تسليم كثيراً..
في بداية الموضوع سأقدم بمقدماتٍ أرى أنه لا بد من العلم بها..

أولاً: لابد أن نعلم أن هذا الظلام الدامس الناتج عن تلك المخططات القذرة التي يقوم بها هؤلاء المحسوبين علينا بقصد أو بغير قصد؛ لابد وأن يتبعها بزوغ فجر جديد، وأباريق ضياء تسطع في أعالي السماء، تزيل ذلك الظلام الدامس، والمبشرات كثيرة بحمد الله، قال صلى الله عليه وسلم : "لا تزال طائفة من أمتي على الحق منصورة، لا يضرها من خذلهم ولا من خالفهم حتى يأتي وعد الله".

ثانيًا: أن هؤلاء المفسدون هم جزء من معركة طويلة بين الحق والباطل، وهي باقية ما بقيت الأرض، وعاقبة هؤلاء هي الاندحار.

ثالثًا: لنعلم أن هؤلاء إنما سلّطوا علينا بذنوبنا ومعاصينا وتخاذلنا عن العمل بالدين ونصرة شريعته، وإلا فإن الله سبحانه وتعالى قادرٌ على أن يزيل هؤلاء الشرذمة بكلمة كن، قال سبحانه وتعالى: "ذلك ولو يشاء الله لانتصر منهم ولكن ليبلوا بعضكم ببعض" وله سبحانه الحكمة البالغة.

رابعاً: أن ما يصيب الإنسان من هم وغم يطرأ على النفوس والتأثر البالغ برؤية هذا الفساد وسماع الأخبار دالٌّ على إيمانٍ وصلاح، فتمعُّر الوجوه عند رؤية المنكرات وسماع الأغاني من جملة درجات الإنكار، ولا شك أن هذا الغم والحزن أيضاً تكفير للسيئات، وأيضاً يؤجر ربما كثيراً على هذه العاطفة التي تتأجج نصرةً لقضايا الأمة وفرحاً بانتصاراتها وإيجابياتها.

أما وسائل الحصانة من التغريب أو سبل مواجهة ذلك المد والتغلب عليه؛ فيمكن أن نسرد منها ما يلي:

أولاً: تعميق انتماء المسلمين إلى أمتهم، وذلك بتذكيرهم نعمة الإسلام، والجوانب المشرقة لدى الأمة الآن.

ثانيًا: إبراز جمال الشريعة وإعجازها، وعدم تعارضها إطلاقاً مع العلوم العصرية، بل على العكس؛ حثِّها على تعلم هذه العلوم النافعة، وأن تعلُّمها بنيةٍ صالحةٍ يؤجر عليها، وقد تكون من الجهاد والدعوة بحسب طبيعة العمل والنية فيه.

ثالثًا: تفعيل جماهير المسلمين في التصدي لأعداء الأمة، من خلال إشراكهم في مشاريع ومؤسسات نهضوية في مجالاتٍ هم يتقنونها، وأن التقصير في تطبيق شعائر الدين _ مع معالجته وعدم التقليل من شأنه _ إلا أنه لا يتعارض مع خدمة الإسلام، والأمثلة على ذلك كثيرة.

رابعًا: تذكير الأمة وتوعيتها بخطورة الفكر التغريبي، بطرحٍ قويٍ ومقنعٍ، وتخصُّص مجموعة من أبنائها بكشف خداع القوم وتناقضاتهم وإفلاسهم حتى في نفع الأمة، والاستفادة من التجارب التي حدثت في بلاد إسلامية وعربية مجاورة، وما أشبه الليلة بالبارحة.

خامسًا: إظهار ونشر المنهج الصحيح في الاستدلال وأدب الخلاف، باعتدال وتوازن، فلا إفراط ولا تفريط، عن طريق استكتاب المؤهلين من أهل العلم الشرعي وفهم الواقع والعمل لهذا الدين والتعاطف مع قضاياها وهم معروفون.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

بقلم أحد المحامين الغيورين..