إشكال في الصرف

السلام عليكم ..

أخوكم مبتدأ في علم الصرف فالمعذرة إن كان السؤال سخيفا نوعا ما..

الآن في الثلاثي المجرد ..

يقول الصرفيون إن الأصل تخالف حركة العين بين الماضي والمضارع ..

فيقولون : فَعَل يفعِل - فَعَل يفعُل على الأصل ..

ويقولون فَعَل يفَعَل خلاف الأصل .. هل معنى ذلك انه شاذ يسمع ولا يقاس عليه؟؟

إذا كان كذلك ما الفرق بينه وبين قولهم إنه يشترط فيه أن تكون عينه او لامه حلقيا وما أتى خلاف ذلك فهو شاذ ؟؟ كيف يكون شاذ وأصل الوزن شاذ .. أي ما الفرق بين هذا الشذوذ وبين شذوذ أصل الوزن وهو فَعَل يفعَل؟

وهل هذا الشرط ينسحب على فعِل يفِعِل لتوافق عينه في الماضي والمضارع فنشترط ان تكون عينه أو لامه حلقي أم لا؟

وجزاكم الله خيرا..

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

قولهم: ( الأصل تخالف حركة العين بين الماضي والمضارع ) معناه أن هذا هو الأساس القياسي العام بناء على استقراء الأعم الأغلب في الأفعال الواردة عن العرب، كقولهم: ( الأصل في الأفعال البناء ) ليس معناه أن إعراب المضارع شاذ، وإنما معناه أن الأفعال تستحق البناء وإنما خرج المضارع عن هذا لسبب، فكذلك الأصل هو التخالف بين الماضي والمضارع ولكن حصل التوافق في بعض الأحيان لسبب وهو حرف الحلق في باب ( فعَل يفعَل )، وتعلقه بالسجايا أو غير ذلك في ( فعُل يفعُل ) .

أما قولهم: ( يشترط أن تكون عينه أو لامه حرف حلق ) فمعناه أنك إذا نظرت إلى ما ورد عن العرب في هذا الباب خاصة وجدت أغلبه ومعظمه كذلك، فإن وجدته خرج عن هذا فهو شاذ؛ فالأصل هنا أصل قياسي متعلق بالاستعمال، أما الأصل السابق فهو أصل قياسي متعلق بالعلل النحوية؛ كقولهم: لماذا رفع الفاعل ولماذا نصب المفعول؟ فليس معنى هذا أن رفع الفاعل ونصب المفعول يدوران مع هذه العلة.

وأما باب ( فعِل يفعِل ) فله شرط آخر استقراه العلماء، وهو كون فائه واوا.

والله تعالى أعلم.

بوركت أبا مالك

إضافة إلى ما قاله الأستاذ أبومالك
فمن أصعب الأمور ضبط حركة الفعل، وهي من أشهر الأخطاء الشائعة
وكلما حاول النحاة وضع قاعدة، وجدوا لها شواذ
ذلك أنهم قديما اعتمدوا لغة قريش في تدوين القرآن الكريم بأمر من عثمان رضي الله عنه
ثم انسحب هذا على حركة التدوين بشكل عام، وإلا فإنك ستجد شواهد مخالفة كثيرة في لهجات القبائل العربية
سوى قريش، خاصة تميم، التي تكسر أول الفعل المضارع، وعلى هذا جرت اللهجات العربية باستثناء الخليجية،
التي ما زالت على الأصل العربي القرشي الفصيح
وستلاحظ مثلا: أن لهجة كفر الشيخ والاسكندرية (فهَم - طلَع - عرَف) تفح عين الفعل
بعكس لهجة القاهرة التي تكسرها بسبب كسر فاء الفعل قبلها
وإذا كان المعنى سيتأثر - فضلا عن أن يتغير - فلا بد من اعتماد القانون البصري، الذي لا يعتمد السماع المخالف للقياس
وسبب لجوء البصريين إلى ذلك: أنهم لما بدؤوا تأليف المعاجم، وجدوا بحق أن فتح الباب سيفسد اللغة
وخذ مثالا بسيطا وهو المثلثات، مثل: قدم؛فإن:
1- قدِم من القدوم، مضارعه مفتوح العين (يقدَم)
2- قدَم من القدْم - بمعنى السبق - مضارعه مضموم العين (يقدُم) ومنه قوله تعالى عن فرعون
{يَقْدُمُ قَوْمَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَأَوْرَدَهُمُ النَّارَ وَبِئْسَ الْوِرْدُ الْمَوْرُودُ }هود98
3- قدُم، من القِدَم - أي: أصبح قديما - مضارعه مضموم العين كذلك (يقدُم)
والمثنيات، مثل:كبر؛ فإن:
1-كبِر سنا - أي : تقدم في العمر- مضارعه مفتوح العين (يكبَر)
2- كبرُ حجما، مضارعه مضموم العين (يكبُر)
فتأمل: كيف يتغير المعنى بتغير الحركة
وفي مرحلتك هذه أنصحك بالحفظ، فلن تستطيع إلى القياس سبيلا
وفقك الله