ما الفرق بين دلالة " إن " و دلالة " متى " من أدوات الشروط ؟؟

ما الفرق بين دلالة " إن " و دلالة " متى " من أدوات الشروط ؟؟

إن تأتني أكرمك
متى تأتني أكرمك

ما الفرق بين الأسلوبين ؟؟ هل " متى " تقتضي التكرار بخلاف " إن " لا تقتضيه ؟؟

أم ما الفرق ؟؟

ونفس الكلام أسأل عنه أيضًا في " أينما " و " حيثما " ما الفرق إن كان هناك فرق ؟؟

وجزاكم الله خيرا

السلام عليكم
معلوم أن "إن" أداة شرط بينما "متى" اسم شرط، وينبني على هذا الفرق وجود محل إعرابي للثانية التي هي اسم، وعدم وجود محل إعرابي للأولى التي هي أداة، ومعلوم أيضا أن "متى" ظرف مبهم أي أنها تعلق وقوع الجواب بوقوع الشرط في الزمن المبهم تقول: متى تأتني أُكرمْك أي في زمان إتيانك إلي سأكرمك، بينما "إن" أداة لا تخصص زمانا ولا مكانا وإنما هي لتعليق حدوث مطلق الجواب بمطلق الشرط، لذلك فالتخصيص يأتي من الحدث أي الفعل في حد ذاته، سواء كان ماضيا أو مضارعا، وقد فصّل النحاة في الفرق بينها وبين لو وإذا ويوجد تفصيل في الفروق المعنوية بينهما في كتب البلاغة أيضا.
أما حيثما وأينما فكلاهما يعرب ظرف مكان وهما لتعليق حصول الجواب بحصول الشرط في المكان المبهم، ويذهب الأستاذ فاضل صالح السامرائي إلى أن الفرق بينهما أن أينما أكثر إبهاماً من حيثما قال الله تعالى "حيثما كنتم فولوا وجوهكم شطره" وقال أيضا"أينما تكونوا يأتِ بكم الله جميعا"،(مع أنه لا يظهر هذا الفارق الذي أشار إليه).

وعليكم السلام

جزاكم الله خيرا

نعم أنا أعرف أن " إن " حرف شرط بينما " متى " اسم شرط , وعلى هذا فليس لـ"إن " محل من الإعراب , بينما " متى " لها محل من الإعراب , لكن هل هذا الفرق يؤثر في التكرار من عدمه أم لا ؟؟ هذا هو محل سؤالي !!

إذا قلت " إن تأتني أكرمك " هل لو تكرر الإتيان يلزم تكرر الإكرام أم لا يلزم تكرر الإكرام ؟؟
وكذلك إذا قلت " متى تأتني أكرمك " هل لو تكرر الإتيان يلزم تكرر الإكرام أم لا يلزم تكرر الإكرام ؟؟

فإذا كان في كليهما يتكرر الإكرام ما الفرق العملي بينهما إذن أخي الفاضل ؟؟

وجزاكم الله خيرا

السلام عليكم
أخي مجدي
لا أظن أن هناك علاقة للعمل الإعرابي بالتكرار، لكن الفرق الموجود بينهما في التكرار صحيح، إذ إنّ "إن" لا تقتضي التكرار فيحصل الجواب بحصول الشرط لا بشرط التكرار، بينما تفيد "متى" تكرار حصول الجواب بحصول الشرط، وهناك نص مفيد لك في هذا الشأن للتوثيق في كشف الأسرار للبخاري، ج2 ص295.

وعليكم السلام

جزاكم الله خيرا

قال الله تعالى : " وإن كنتم جنبا فاطهروا "
وقال تعالى : " إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا "
وقال تعالى : " وإن جنحوا للسلم فاجنح لها "

وغير ذلك كثير , أليس ذلك أخي الفاضل يدل على تكرار جواب الشرط بتكرر وقوع فعل الشرط ؟؟

وليتك تذكر لي فقرة من عبارة كشف الأسرار حتى أبحث عنها لأن كشف الأسرار الذي عندي لم أجد فيه ذلك النقل في ذلك الموضع

وفي انتظار مشاركتك أخي الفاضل

السلام عليكم
بارك الله فيك أخي ، الآيات التي أوردتها حكم شرعي عام غير مخصوص بحالة فردٍ معيّن، لذلك فتكرارها يأتي من جهة دلالتها على الأمر الشرعي لذلك فجمل الجواب جمل طلبية مطلوب بها من المكلفين فعلها(التطهر أو التبين أو الجنوح وغيرها)، أما التكرار في حالة "متى" فهو تكرار من جهة حدوث الفعل في زمن مبهم لأنها في أصلها ظرف مبهم لكنها تتعين بما تضاف إليه أي إلى الفعل بعدها.
أما نص كشف الأسرار فمنه قوله:"قوله وهو اسم للوقت المبهم، ولهذا المعنى جُعلَ نائباً عن إن في الشرط إذا كان اللازم في قولك متى تأتني أكرمك أن تقول إن تأتني يوم الجمعة أكرمك وإن تأتني يوم السبت أكرمك إلى حدّ يوجب الإطالة فجئت بمتى فحصل المقصود"

وعليكم السلام

جزاكم الله خيرا أخي الفاضل

التكرار الذي استدللت به علي ليس هو مرادي بالتكرار الذي أسأل عنه , إذ ليس مرادي بالتكرار تكرر الحكم في جميع المكلفين , فهذا مما لا شك فيه , ولم أعنه بسؤالي .

أما التكرار الذي أعنيه أنا وهو محل سؤالي إنما هو للشخص الواحد في أوقات متعددة ففي المثال الأول من كان جنبا ثم تطهر ثم صار نفس الشخص جنبا أليس حكم التطهر يتكرر لنفس الشخص !!

وهكذا في باقي الأمثلة ....

ألس هذا يدل على دلالة " إن " على التكرار في أوقات متعددة للشخص الواحد ؟؟

على أني قد أزيد الإشكال أكثر أن جمهور الفقهاء لم يقولوا بأن دلالة " متى " للتكرار في قول الرجل لامرأته " متى خرجت فأنت طالق " فلم يقولوا بتكرر الطلاق بتكرر الخروج !!! وهو مخالف لدلالة " متى " إذ معنى أنها للعموم تستلزم التكرار وهو ما قد صرحت به أخي الفاضل , وأنا أوافقك على أن " متى " تفيد التكرار - وإن كان كلام جمهور الفقهاء يأبى ذلك - .

لعلك أخي الفاضل اتضح لك سؤالي وإشكالي أكثر

وجزاكم الله خيرا

السلام عليكم
أخي الفاضل، لقد شاقني سؤالك لذلك حاولت البحث في ما أعرفه من مصادر لعلي أجد جواباً له.

وقبل أن أنقل إليك ما وجدته في شرح تنقيح الفصول للإمام القرافي، أرجو أن تسمح لي بتوضيح وجهة نظري فيما كنت أعنيه بالتكرار، فعلينا أن نسلّم بالفرق بين التكرار الناشئ عن الزمن في الفعل أي الحدث، وهذا من دلالات الفعل على الحدث إذ يدلّ عليه على سبيل التجدّد والانقطاع، وبين التكرار الناشئ عن الظرف الزمني الذي يحتوي الحدث وهو في مسألتنا الظرف المبهم "متى".
أما ما وجدته عند الإمام القرافي فلعله يوضح كثيرا ما أشكل علينا -ولست وحدك فيه-، يقول:((فائدة: التعليق ينقسم أربعة أقسام:مطلق على مطلق نحو:إن جاء زيد فأكرمه، علق مطلق الإكرام على مطلق المجيء، وعام على عام نحو:كلما دخلت الدار فكل عبد لي حر فكل دخلة معلق عليها وعتق كل عبد معلق على كل دخلة، وعام على مطلق نحو:إن دخلت الدار فكل عبد لي حر، ومطلق على عام نحو:متى دخلت الدار فأنت حر علق حريته على كل فرد من أفراد الأزمنة التي يقع الدخول فيها.
وينشأ من هذه القاعدة فوائد جليلة عظيمة: منها:أي اليمين تنحل بالمرة الواحدة في قولنا: متى دخلت الدار فأنت طالق، فدخلت مرارا لا تطلق إلا مرة واحدة، وإن كان الأصوليون والفقهاء نصوا على أن: متى وحيث وأين من صيغ العموم، لأن المعلق عليه وإن كان عاما إلا أن المعلق مطلق فانحلت اليمين بالمرة.
ومنها:الفرقبين قول الفقهاء: إذا قال كلما دخلت الدار فعليّ درهم وبين قولهم إذا قال:إن دخلت الدار أو متى دخلت الدار فعليّ درهم، أن لزوم الدرهم يتكرر في الأول دون الثاني، بسبب أنه في الأول:علق عاما على عام فيتكرر، وفي الثاني:مطلق على عام فلم يتكرر، ولذلك يتكرر عليه الطلاق في كلما دون متى وإن وإذا.)) ص 89 طبعة دار الفكر
ووجدت تعليقا للعلامة ابن عاشور في حاشية التنقيح ج1 ص123" وعليه فما يأتي من عدّ متى من صيغ العموم إنما هو نظر لبعض استعمالاتها وهو الاستعمال المرجوح عند مالك"، وهذا الرأي وجيه في تقرير الأسلوب.

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

معذرة على تأخري في الرد إذ لم أدخل المنتدى منذ فترة

نعم أنا أعرف كلام القرافي , وهو نفسه كلامه في الفروق والعقد المنظوم له أيضا , ولو قرأت أخي الفاضل تعقب ابن الشاط على القرافي في الفروق لتبين لك ضعف كلام القرافي رحمه الله تعالى مع أن ابن الشاط لم يسلم بالعموم وبالتالي لم يسلم بالتكرار , إذ كلام ابن الشاط كل من يسلم بالعموم يلزمه التكرار وأبطل تفرقة القرافي !!!

وعلى كل أخي الفاضل أنا أرى سبب الإشكال أن الفقهاء جعلوا قول الرجل لامرأته " إن خرجت من الدار فأنت طالق " لا يتكرر وكذلك " متى " مع أن القول بعموم " متى " مشهور , والذي أراه أنه فعلا لا يتكرر الطلاق بهذا الأدوات سواء " إن " أو " متى " أو غيرهما ما عدا " كلما " - ولا أدري حكم " مهما " - وليس هذا ليس من أجل عدم العموم وبالتالي عدم التكرار بل لأن من يتكلم بهذه الألفاظ والعرف الجاري لا يدور في خلده التكرار وهذه الألفاظ مبينة على العرف وليس على وضع اللغة , أما في غير ألفاظ الطلاق فأرجو أخي الفاضل أن تجد مثالا فيه " إن " أو فيه " متى " أو فيه " أينما " أو فيه " إذا " ولا يتكرر جواب الشرط بتكرر الشرط من الشخص الواحد ؟؟؟ أظنك لن تجد أخي الفاضل

هذا ما أردت أن أقوله وفي انتظار مشاركتك
وجزاكم الله خيرا