رد: فك الشفرة الجزائرية .
الأمر الرابع =حب الأمير للسلطة و بالتالي احتياجه الشديد للمال :
يقول التميمي :
" إن المتتبع لحياة الأمير عبد القادر بدمشق، سوف يثير انتباهه تكالب الأمير على اقتناء الدور والأراضي الفلاحية ، والحصول على المال مهما كانت الوسائل المتبعة في ذلك. ففي البداية أقرت الحكومة الفرنسية منح الأمير راتباً سنوياً بما قدره 15000 فرنك فرنسي،تقول حفيدته الأميرة بديعة الحسني الجزائري :
( ظل (الأمير) سجينا مدة خمس سنوات إلى أن وصل نابليون (الثالث) إلى سدة الحكم في فرنسا فزار الأمير في سجنه متأسفاً معتذراً عن نقض الاتفاقية من قبل الحكومة السابقة وسلمه صك الإفراج وعرض عليه مبلغا كبيرا يدفع له سنوياً كتعويض على حجز حريته والغدر به, فقبل الأمير التعويض كمنحة من الله وعد بها الله تعالى المجاهدين والمهاجرين في سبيله).
وقد بلغ مع السنين ماقدره 300000 فرنك فرنسي وهو في ذلك الوقت مبلغ خيالي للغاية ، بل يفوق ميزانيات كثير من المصالح الحكومية العثمانية ، و لسنا من السذاجة بحيث نعتقد أن ذلك الكرم الفرنسي إنما كان حُباًّ من الامبراطورية الفرنسية لشخص الأمير عبدالقادر ، و تقديراً منها لجهاده ضد الفرنسييين ، دون أجندة عمل فرنسية كان الأمير ـ في المقابل ـ مطالبٌ بتنفيذها بكلِّ دقَّة ،و لعلَّ تلك الأجندة قد أسفرت عنها المواقف الأميرية المتضامنة مع المصلحة الفرنسية "العليا" خلال ما سيمر بنا من الأحداث المتتالية !!!.
ـ "و عندما قرر الأمير أن يقوم ببعض الإصلاحات على الدارين اللتين سلمتهما له الإدارة العثمانية في الشام ـ بعد أن قامت بتأثيثهما ـ ألحَّ الأمير لدى وزير خارجية فرنسا والسفير الفرنسي باستانبول للقيام بتدخلات لدى الحكومة العثمانية في تمليكه للدارين ، لأنهما محتاجان إلى الإصلاح والزيادة ولايمكن اصلاحهما قبل استملاكهما،
ـ كما ألح على السفير نفسه للتوسط لدى الدولة العثمانية للحصول على مبلغ مالي من الحكومة العثمانية لذلك ، وقد قدمت له الدولة العثمانية مبلغاً قدره ألف بورسه ، أي 100000 فرنك . وكان ذلك المبلغ يساوي ثلاثة أضعاف المبلغ الذي قرر أن يشتري به مسكنا ))المرجع السابق ص425.
ـ و قد كان الأمير خلال إقامته في الشام يعيش عيشة الملوك ، فقد كان محاطاً بنحو 180 شخصاً من عائلته، وكان يعمل لديه ألفا شخص كحراس شخصيين أو مزارعين أو موظفين، وشيئاً فشيئاً وصل إلى دمشق زهاء 15 ألف مغربي وجزائري وتونسي التحقوا بخدمته ، وكان يتولى الاشراف على أحوالهم .
ـ ثم لا ننسى ذلك الوعد الذي بذله نابليون الثالث للأمير عبدالقادر بتنصيبه إمبراطوراً للبلدان العربية في الشرق بعد أن يتم تحريرها من الاحتلال العثماني ، و بالمقابل أخذ وعداً من الأمير عبدالقادر ألاَّ يقاتل مجدَّداً ضد فرنسا .
لقد كان المخطط الفرنسي لوراثة التركة العثمانية يقضي بالسعي للقضاء على الخلافة العثمانية من خلال تأجيج ثورة عربية يترأسها بعض المنتسبين للبيت النبوي ،و يقوم بجر جميع تلك البلدان الى حظيرة الهيمنة الفرنسية .
ـ و لكن خطة فرنسا فشلت في الحقيقة لكون المنطقة بكاملها سرِقت منها فيما بعد ، نظرا لاكتساح السياسة البريطانية للمنطقة و تفوق اللاعب البريطاني ، فقد كان السقوط الفرنسي قد ابتدأ مسبقاً مع الفشل "العسكري" للحملة الفرنسية على مصر ، لتتتابع بعد ذلك سلسلة الإخفاقات الفرنسية ، و من ثمَّ تَمَّت سرقة المخطط برًمَّته ـ انجليزيا ـ من الحقيبة الفرنسية .
ليتم بعد ذلك تطبيقه بحذافيره على يد الجنرال البريطاني الشهير "اللنبي" لتنصيب دمية أخرى هي "الشريف فيصل بن الحسين" .
و ليحتل الجيشان البريطاني والعربي الأراضي السورية، بتاريخ11 تشرين الأول 1918 تنفيذاً لاتفاق غير معلن ، وفي نهاية الشهر ذاته يدخل الأمير فيصل دمشق تلبية لأمر والده الشريف حسين.
و من الغرابة بمكان أن يقوم الطابور الخامس الماسوني السوري وقبل يومين من وصول الأمير فيصل بإعلان استقلال البلاد باسم الشريف حسين، ورفع العلم العربي على سارية دار الحكومة، و من ثمَّ تبدأ عملية تنظيم وإكمال تشكيلات الدولة العربية و الجيش العربي ، و إزالة كل ما يمت للعهد العثماني و اللغة التركية بِصلة ، كل ذلك بسرعة غريبة و سطوة عجيبة ، بينما لم يكن من أعلن استقلال البلاد ، و حَكَم البلاد خلال ذَين اليومين الطويلين في تاريخ الأمة الاسلامية إلا الأمير محمد سعيد الجزائري القطب لأعظم للمحفل الأكبر السوري العربي الماسوني ، وحفيد الأمير عبدالقادر الجزائري .
الأمر الخامس = افتتانه بالحضارة الغربية :
فقد عرف عن الامير عبدالقادر افتتانه بالحضارة الفرنسية ، و علاقته الوطيدة بالفرنسيين .
و مما يحتفظ به التاريخ عن الأمير عبد القادر الجزائري أنه قد عمل أثناء معاركه ضد الغزو الاستعماري الفرنسي للجزائر، على سن وتطبيق مجموعة قوانين حول كيفية معاملة الأسرى الفرنسيين المعتقلين من جيش العدو، ومن ذلك: "اعتبار أن أي فرنسي يتم أسره في المعارك يجب ان يعتبر أسير حرب، وأن يعامل كذلك إلى أن تتاح فرصة تبادله مقابل أسير جزائري" ، مع أن الفرنسيين كانوا حينذاك يستخدمون سياستَي الأرض المحروقة والإبادة الجماعية ؟؟.
ـ كما حدد الأمير عبد القادر بأن "على أي عربي في حوزته أسير فرنسي، أن يعامل هذا الأخير معاملة حسنة. وفي حال شكوى الأسير من سوء المعاملة، فلن نكون العقوبة مجرد اسقاط المكافأة ، بل قد يرافق ذلك عقوبات أخرى".
ـ ولضمان عدم قتل الأسير الفرنسي فإن "أي عربي يقدم أسيرا فرنسيا يحصل على مكافأة قدرها 8 دورو (وهي العملة الجزائرية التي تساوي 5 سنتيم).
و ذكر صاحب كتاب "نابليون الثالث والأمير عبد القادر" كيف أن "أعدادا من الأسرى الفرنسيين القدامى الذين تلقوا علاجا من قبل الأمير، كانوا يأتون من مناطق نائية في اتجاه قصر "بو" وقصر "أمبواز" حيث كان الأمير معتقلا، لتحية من كان المنتصر بالأمس".
الأمير عبدالقادر في بلاد الشام :
أولاً= في عهد داود باشا:
ـ قبل عام 1860 كان المتصرف العثماني يقيم في جبل لبنان بينما يشرف على جميع لبنان و سورية ، و إثر ما عرف في التاريخ اللبناني بفتنة الجبل تدخل الأمير عبدالقادر للتوسط لدى الدولة العثمانية لصالح (ثورة يوسف بك كرم الماروني في (1859 ـ 1860 م) التي ثارت على داود باشا اول متصرف عثماني على الجبل اللبناني ، و طالبت بالحكم المحلي لموارنة الجبل ، ثم دعت الى التدخل الفرنسي بصوت مطرانها "طوبيا عون" ( لعلَّه جد العماد ميشيل عون الذي يسير الآن على خُطى جدِّه في العمالة لصالح فرنسا" .
ـ وحين أفرزت تلك الفتنة غضباً عارماً في دمشق والشام على المسيحيين الذين راسلوا و جلبوا المستعمر الاجنبي الفرنسي إلى ديار المسلمين ، قام الأمير عبد القادر، باعتراف العديد من قادة تلك الفترة بحماية و إنقاذ حوالي 12000 مسيحي ويهودي احتموا بالأمير من غضب جماعات ثائرة، و قد حمل مع أتباعه السلاح من أجل ذلك .
وهو ما دفع العديد من ملوك وقادة تلك الفترة ورجالات الدين إلى منح الأمير أوسمة شرف عرفانا لإنقاذ أرواح عدد من رعاياهم بمن فيهم قناصلة روسيا وفرنسا واليونان وأمريكا و قد انتهت تلك الفتنة بالتدخل الاجنبي الفرنسي ، و بعد تلك الخدمة الجليلة للتاج الفرنسي تهاطلت على الأمير الأوسمة والنياشين من عدد كبير من رؤساء الدول الأوربية ، وعلى الخصوص من نابليون الثالث الذي وشحه وسام الشرف الفرنسي الأول ، ((ونتيجة لذلك أخذت تنتشر في أوربا التآليف التي مجدت الجانب الإنساني للأمير وتسامحه "" .
و هناك نص ماسوني موثق كتبه الدكتور انطوان عاصي رئيس معهد الطقوس في المحفل الاكبراللبناني الموحد راداًّ فيه على بديعة الحسني حفيدة الأمير الجزائري ـ والتي أنكرت ماسونية الأمير ـ لاثبات ماسونية الجزائري ناقلاً فيه عن مصادر معروفة و موجودة
يقول الدكتور عاصي :
"في الاحداث الدامية التي وقعت في دمشق في تموز من العام 1860 بين المحمديين والمسيحيين , كلف عبد القادر بمهمات إنقاذية ، و وضع تحت حمايته آلاف المسيحيين الذين لقوا الحماية تحت لوائه .
هذه البادرة قدرها نابليون الثالث وقلد الامير وسام الشرف الفرنسي وارسلت من بعدها المحافل الماسونية كتابات شكر وتقدير له اهمها محفل هنري الرابع الذي اخذ المبادرة .
وفي 16 تشرين الاول 1860م اعترفت الماسونية في عدة رسائل له بناحيته الانسانية والاخلاقية واقترحت عليه في هذه الرسائل ان يكون عضوا في الماسونية دون ان يكون عضوا مكرسا بعد , اذ ان النظام الماسوني يسمح بتكريس هكذا رجال عظماء دون ان يكونوا مكرسين ، وارسلت له ما يسمى بالجوهرة او الرمز المعدني عرفانا منها اليه ولم يكن وقتها في الجزائر الدولة المسلمة اكثر من ثلاثين مكرسا ماسونيا .
وفي العام 1861 رد الامير عبد القادر الحسني الجزائري على محفل هنري الرابع الباريسي بقوله: ( لم المس في المبادئ الماسونية ما يتعارض وشريعة القران الكريم والسنة والفقه الاسلامي ) عندها طلب منه محفل هنري الرابع الاجابة على ثلاث اسئلة وهي اسئلة تقليدية للانتساب الى الماسونية :
_ ماهي واجبات الانسان تجاه الله ؟
_ ماهي واجباته تجاه الانسانية ؟
_ كيف ينظر الى خلود النفس والمساواة والاخاء والحرية ؟
كان جواب الامير بمثابة اطروحة فلسفية تفوق هذه الاسئلة بتعاليم صوفية وفلسفة اسلامية ادهشت السائلين ...كان وصول المارشال الفرنسي كاستاذ اعظم لهذا المحفل وخلافاته مع الامير قد اخرت تكريسه هنا كان لابد من حضوره شخصيا ففي 18 حزيران 1864 وباسم محفل الاهرام في الاسكندرية والذي كان عاملا تحت لواء الشرق الاكبر الفرنسي والممثل في محفل هنري الرابع تكرس الامير الامير عبد القادر الجزائري واعطي امتيازا قل نظيره في ذلك الوقت انه منحت له في جلسة واحدة الدرجات الاولى الثلاث .
وصدر عن محفل هنري الرابع في باريس جلسة عمومية اعطي بموحبها إذنا للامير أن ينشئ محافل ماسونية ذات الطابع العربي في جميع الاقطار العربية .
عام 1865 و خلال وجوده في فرنسا عقد الامير اجتماعات مع الماسونية الفرنسية في مدينةAmboise واعترف امام اساتذة الماسونية في هذا المذهب انه ( هناك بعض المصاعب التي ستواجهها الحركية في الشرق العربي نظا للانتماءات الذهبية رغم ان مبادئها هي من اجل المبادئ السامية والاخلاقية )
و بعد عودته الى سوريا اصبح عضوا فخريا في محفل سوريا الذي كان ينتمى الى الشرق الدمشقي ونظرا للمفهوم العلمني الماسوني المؤمن ولمفهوم الماسونية كحركة رمزيةولدت في الغرب المسيحي وتواجدها في الشرق الاسلامي .
حجب الامير عبد القادر بعضا من نشاطاته الماسونيه وبقي في الظل . بهذا المفهوم تصرف الامير بمعنى ان الماسونية ليست نسخة عن هذا العالم . لقد فهم الامير انه لايجوز كشف اسرار النظام الكوني امام اهل العماء ...... "
رئيس معهد الطقوس في المحفل الاكبر اللبناني الموحد
الدكتور انطوان عاصي
هذا النص التفصيلي الاستثنائي يفسر لنا كثيرا من الأسرار التي أحاطت بشخصية الأمير عبدالقادر في تلك المرحلة .
ثانياً = في عهد مخلص باشا:
بعد أحداث سنة 1860 في جبل لبنان صارت دمشق عاصمة ولاية سورية في الدولة العثمانية ، و خلال حقبة تسلط جمعية الاتحاد و الترقي على الدولة العثمانية كانت الجمعية تعين الولاة و المتصرفين من الماسونيين أنفسهم ، فعُين مخلص باشا الماسوني والياً على دمشق ، و الذي بدأ بنشر الماسونية بسرعة وجرأة عاليتين .
وكان الأمير عبدالقادر قد انتقل الى الشام قبل ذلك بأربع سنين ، فقرَّبه مخلص باشا من أجل علاقته بالقنصلية الفرنسية ، و اطلاعه على المحافل الماسونية الفرنسية.
و مع أن الأمير لم يكن ـ في ذلك الوقت ـ عضوا في المحافل الماسونية ، إلاَّ أن مخلص باشا ألقى إليه مقاليد نشر المبادئ الماسونية في الشام ، و قد أشار إلى ذلك مورخ الماسونية شاهين مكاريوس في كتابه المقتطف .
ـ ورأى الأمير عبدالقادر عند ذلك وجوب التنسيق مع محفل الأهرام الأكبر المصري ، مما جعله يشد الرحال للاجتماع بالماسونيين هنالك .
يقول شاهين مكاريوس الماسوني في كتابه فضائل الماسونية :
" إن الأمير عبد القادر الجزائري سمع كثيراً عن الجمعية الماسونية ومالها من صحيح المبادئ ، فتاقت نفسه إلى الإنضمام إليها واغتنم فرصة مروره بالإسكندرية أثناء عودته من الحجاز سنة 1864 فانتظم في سلكها في 18 حزيران بمحفل الأهرام التابع للشرق السامي الفرنساوي، و وافت مشاربه من كل الوجوه ، فأحبها وأحب أهلها ، ومال إليها وإليهم كثيراً، وكان لا يخفي نفسه ، وطالماً جاهر بأنه من أعضائها"
ثالثاً = في عهد راشد باشا
و في عهد راشد باشا ( أو رشيد باشا ) الماسوني أيضا الذي عُيِّن والياً سنة 1865م دخلت الأفكار الماسونية حيز التنفيذ ، فتعاون مع الأمير عبدالقادر بعد رجوعه من مصر بهذا الخصوص فأسَّسا محفل سوريا أو الجمعية الماسونية ، و كانت هذه الجمعية تتستر تحت اسم : (لجنة الإصلاح).
يقول جرجي زيدان الماسوني في كتابه "تاريخ الماسونية العام " ص 200 :
" إن االماسونية دخلت دمشق بمساعي الأمير عبد القادر الجزائري ، وإن أول محفل تأسس فيها هو محفل "سوريا" بشرق دمشق ، ... فثبت بمساعي الأخوة وتنشيطهم))
و كان الإعلام قد صنع هالةً على اسم الأمير عبدالقادر فانخدع أكثر الناس بالماسونية ، بل وأقبلت الطبقة الراقية في سوريا للا نخراط في "السلك" الماسوني
يقول شاهين مكاريوس في المقتطف-الجزء الثامن- ص469 عن نفسه أنه:
" زار في دمشق جمعية ماسونية باسم محفل سورية ، فدخل فرأى فيها أكثر وجوه دمشق ومعتبريها من كل الطوائف تقريباً ، وعند زيارته لدمشق في شهر أيلول عام 1881 قيل له أن الجمعية الماسونية أعظمها نجاحاوأوفرها أعضاءاً وأكثرها اجتماعاً وأن أعضاءها موصوفون بنبذ التعصب وأن جماعة من أهل دمشق وأكابر قومها منظمون فيها......
و ممن ذكرهم مكاريوس من فضلاء دمشق ومن مشائخ الصوفية آنذاك أصحاب الفضيلة والسيادة محمود أفندي الحمزاوي مفتي المدينة والشيخ سليم أفندي العطار ومحمد أفندي المنيني والشيخ مسلم أفندي الكزبري ، ومحمد أفندي الطنطاوي ومحمد أندي الخاني ، وغيرهم من السادات والأعلام الأشراف ، كما ذكر مكاريوس أنه تشرف بمقابلة الأمير عبد القادر الجزائري هنالك .
ـ و قد كان الأمير عبد القادر ـ خلال وجوده في الشام ـ دائما ما يفزع الى القنصلية الفرنسية عند تعذُّر بعض مهامه ، بل و كذلك في شئونه الخاصة كما مرَّ بنا ، فقد كانت هناك علاقة وطيدة بينه وبين الدولة الفرنسية الاستعمارية .
ـ فقد تمت وساطة فرنسية لدى الباب العالي للسماح للأمير عبدالقادر بالإقامة في الشام .
ـ فأثناء إقامته في منفاه في سوريا كان الأمير عبد القادر كثيراً ما يتدخل لانقاذ المسيحيين ((العملاء لفرنسا والجواسيس لها ضد المسلمين" .
مرحلة العمالة السافرة :
لقد تدرج التحول بالأمير حتى وصل إلى مرحلة العمالة السافرة ، فكان عاملا من عوامل تمزيق الدولة الإسلامية:
و أدى به طمعه بالحكم إلى أمور لم تكن تليق بتاريخه النضالي السابق ، فمن ذلك : أنه بعد إجبار الدولة العثمانية على توقيع معاهدة مع روسيا بسبب هزيمتها كانت المعاهدة تتضمن إنشاء كيانات قومية في كل الولايات العثمانية،ونتيج ة لذلك سافر أحمد الصلح من بيروت عام 1877 إلى صيدا والجبل ودمشق وحلب وحمص وحماة واللاذقية وحوران وجبل الدروز يرافقه محمد الأمين وأحمد عباس الأزهري، ومن خلال هذه الجولة عقدت عدة اجتماعات سرية بعضها في مصيف الأمير عبد القادر في دمر قرب دمشق ، وبعضها في دار مفتي مدينة دمشق ونقيب أشرافها حسن تقي الدين الحصيني، ويذكر المؤرخ محمد جابر آل صفا أسماء ممثلي الجبل في الإجتماعات السرية وهم :
محمد الأمين (شيعي) وعلي عسيران والشيخ علي الحر الجبعي (شيعي) وشبيب باشا الأسعد الوائلي (شيعي ( تاريخ جبل عامل ص208
ويقول ((وكان هذا المؤتمر أول مؤتمر يشترك فيه الشيعيون للنظر في استقلال البلاد الشامية وفصلها عن جسم الدولة العثمانية ، وقرر المؤتمرون اختيار عبد القادر الجزائري أميراً على سوريا) عن عادل الصلح ـ المرجع السابق ص96
و في هذه المرحلة من حياته يتحول الامير عبدالقادر المجاهد الضرغام إل مخذِّلٍ عن الجهاد و موالٍ للاستعمار ، يقول الاستاذ التميمي ـ عن هذه الفترة : ((إننا لانعرف ولاوثيقة واحدة صادرة عن الأمير تشجع الحركات الانتفاضية في بلاده (الجزائر) ، أو على الأقل مساندته المعنوية لعدد من الزعماء الجزائريين الذين أبلو البلاء الحسن حتى آخر رمق من حياتهم. بل إن الأمير ذهب لاحترام وعده إلى حد التنكر لابنه محي الدين الذي تحول سراً إلى الجزائر لانقاذ البلاد من فرنسا سنة 1870))
كما لجأ إليه فردينان ديليسبس للتوسط من أجل إقناع العثمانيين بمشروع قناة السويس ـ والذي جلب الاستعمار الانجليزي فيما بعد ـ ، و لذلك فقد كان الأمير عبدالقادر في طليعة المدعوين في الحفل الاسطوري الذي صنعه الخديوي اسماعيل في عام 1869 م احتفالا بافتتاح القناة .
ـ كما قام بإنشاء مصرف دولي كان يموّل الطريق التي تربط ما بين دمشق وبيروت، ، و من خلاله قام باستقبال أسرة آل روتشيلد اليهودية العالمية المُريبة "صانعة الملوك" و كذلك أسرة آل ديلي شيبس لذلك الغرض .
ـ وحين قامت الدولة العثمانية بإلغاء نظام أهل الذمة 1857م ، بحيث يتساوى المسلم بغيره ، ممَّا ولَّد غضباً عارماً لدى المسلمين الذين رأوا أن في ذلك انتهاكاً صارخاً لقوانين الشريعة الاسلامية ـ مع ما فيه من تحويل كثيرٍ من المسلمين إلى عاطلين عن العمل في مقابل توظيف غير المسلمين ـ، و قامت عناصر منها بالشغب بسبب تلك التحولات ، تدخّل الأمير عبدالقادر لصالح ذلك النظام الجديد .
مجاهرته بالماسونية :
بدأ الأمير بعد ذلك بالمجاهرة الفجة بالماسونية ، بل بالفرنسماسونية بشكل خاص ، يقول الأمير :
( إنني أعتبر منظمة البنائيين الأحرار كأول مؤسسة في العالم. وفي رأيي أن كل رجل لايجاهر بالعقيدة البنائية الماسونية يعد رجلاً ناقصاً وأؤمل يوماً أن أرى فيه انتشار مبادئ الفرنسماسونية في العالم ، ويومئذ فإن كل شعوب العالم ستعيش في سلام وأخوة".
و االنصوص في ذلك عنه كثيرة ، إذ تحتفظ الدوائر العلمية الشرقية و الغربية بكثير من رسائل الأمير الى كثير من المتنفذين و المسئولين المتعلقة بتكريس الماسونيين الجدد ، وافتتاح محافل ماسونية جديدة ، و ما إلى ذلك من المهام الماسونية المناطة به .
وفاته :وافاه الأجل بدمشق في منتصف ليلة 19 رجب 1300هـ/ 24 مايو 1883 عن عمر يناهز 76 عامًا، وقد دفن بجوار الشيخ ابن عربي بالصالحية بدمشق، و بعد استقلال الجزائر طلبت الحكومة الجزائرية من الحكومة السورية نقل جثمانه إلى الجزائر ، فتمَّ ذلك في عام 1965
ذرية الأمير عبدالقادر الجزائري:
اجتهد الأمير عبدالقادر في تأسيس "محفل سوريا المستقل" ، وكما أسس عدة محافل فرعية تابعة له ، وقد ترقى إلى أعلى الدرجات حتى لقب بأستاذ أعظم للشرق.
و قامت ذرية الأمير عبدالقادر برعاية المحفل الأكبر ، وسلسلة المحافل التابعة له ، و اتهمت ذرية الأمير عبدالقادر الجزائري برعاية الماسونية في سوريا إلى منتصف القرن الماضي ، وكان الشيخ عبده ـ و هو ماسوني شهير ـ أثناء منفاه البيروتي في ضيافة وموضع حفاوة أحفاد الأمير عبد القادر الجزائري.
وقد بقي حفيده الأمير محمد سعيد حتى الستينات قطبا أعظم لمحفل جدِّه "محفل سوريا المستقل" بدمشق ، و الذي دعِي ـ حينذاك ـ باسم "المحفل الأكبر السوري" ، وذلك عام 1939.
كما لعب الأمير محمد سعيد دورا كبيراً في تاريخ سوريا الجديد ، وكان يُعامل خلال الحكومات المتعاقبة معاملة الرؤساء .
وكان الأمير محمد سعيد قد خصص جناحاً في قصره الدمشقي لاجتماع المحافل الماسونية المشرقية وهي عديدة منها محفل ميسلون، ومحفل أمية ومحفل أبي العلاء ومحفل العدل الشقيق، ومحفل يحمل اسم الأمير عبد القادر الجزائري نفسه.
رد: فك الشفرة الجزائرية .
عزى الشيخ الألباني رحمه الله فقد كتب ابن تيمية وابن القيم بعضها أعني إلى أن هذا الرجل كان يشتري المخطوطات ويحرقها وإن لم يبعها صاحبها استوهبها منه وحرقها ولا اعرف من أين أتى الشيخ رحمه الله بهذه الفائدة ... فهل عثرت على تحقيق لهذه المعلومة أخي المبارك
رد: فك الشفرة الجزائرية .
اخي العزيزهذا نقله علامة الحجازمحمد نصيف في كناشة له و قد أوردتها في المقال
[ وقد د تواتر عنه أنه كان يشتري كتب شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه الإمام ابن قيم الجوزية بأغلى الأثمان ليحرقها ،..........
قال الشيخ الجليل محمد نصيف"أقول انا محمد نصيف بن حسين بن عمر نصيف : سألت السائح التركي ولي هاشم عند عودته من الحج في محرم سنة 1355 عن سبب عدم وجود ما صنفه العلماء في الرد على ابن عربي ، وأهل نحلته الحلولية والاتحادية من المتصوفة ؟ فقال : قد سعى الأمير السيد عبدالقادر الجزائري بجمعها كلها بالشراء والهبة ، وطالعها كلها ، ثم أحرقها بالنار ، وقد ألف الأمير عبدالقادر كتابا في التصوف على طريقة ابن عربي . صرّح فيه بما كان يلوح به ابن عربي ، خوفا من سيف الشرع الذي صرع قبله :" أبو الحسين الحلاج " ، وقد طبع كتابه بمصر في ثلاث مجلدات ، وسماه المواقف في الوعظ والارشاد ، وطبع وقفا ، ولا حول ولاقوة الا بالله" اهـ ]
رد: فك الشفرة الجزائرية .
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
رد: فك الشفرة الجزائرية .
بارك الله فيك
و شكرا على المرور الكريم
رد: فك الشفرة الجزائرية .
بارك الله فيك ..
ائذن لي بنقله إلى " كشف الشخصيات " في موقع الكاشف .
- أظن السبب الرئيس في تحوله هو إغراقه في التصوف ( الوحدة ..) ، الذي لا يفرق بين المسلم والكافر ، ويسير مع أقدار الله !
رد: فك الشفرة الجزائرية .
شيخنا العزيز:
شرفتم الموضوع.
و المقال وصاحبه لكم .
بارك الله فيكم .
رد: فك الشفرة الجزائرية .
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد المبارك
اخي العزيزهذا نقله علامة الحجازمحمد نصيف في كناشة له و قد أوردتها في المقال
[ وقد د تواتر عنه أنه كان يشتري كتب شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه الإمام ابن قيم الجوزية بأغلى الأثمان ليحرقها ،..........
قال الشيخ الجليل محمد نصيف"أقول انا محمد نصيف بن حسين بن عمر نصيف : سألت السائح التركي ولي هاشم عند عودته من الحج في محرم سنة 1355 عن سبب عدم وجود ما صنفه العلماء في الرد على ابن عربي ، وأهل نحلته الحلولية والاتحادية من المتصوفة ؟ فقال : قد سعى الأمير السيد عبدالقادر الجزائري بجمعها كلها بالشراء والهبة ، وطالعها كلها ، ثم أحرقها بالنار ، وقد ألف الأمير عبدالقادر كتابا في التصوف على طريقة ابن عربي . صرّح فيه بما كان يلوح به ابن عربي ، خوفا من سيف الشرع الذي صرع قبله :" أبو الحسين الحلاج " ، وقد طبع كتابه بمصر في ثلاث مجلدات ، وسماه المواقف في الوعظ والارشاد ، وطبع وقفا ، ولا حول ولاقوة الا بالله" اهـ ]
معذركتبت سؤالي قبل الاستمتاع بالمقال ،، وقد يكون مع المستعجل الزلل
رد: فك الشفرة الجزائرية .
/// بارك الله فيكم أخي الكريم،، ولو غُيِّر عنوان موضوعكم إلى (فكِّ شَفرة عبدالقادر الجزائري) مثلًا لكان أولى.
/// وأنقل لكم نقلًا تأريخيًا عن عالمٍ من الثَِقات، أسبل الله على قبره الرحمات، ورفع له الدَّرجات، وأسكنه فسيح الجنَّات، من موضوعٍ قديمٍ لي كتبته من سنين بالملتقى، بعنوان: فوائد تأريخية ومتفرقة من كتب الأديب العلاَّمة الشيخ : علي الطنطاوي ( رحمه الله ).
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showth...ED%CA%E6%E4%C9
/// أنقل لكم المقصود به ههنا:
/// عقيدة الأمير عبدالقادر الجزائري :
@ قال الشَّيخ العلَّامة علي الطَّنطاوي رحمه الله في ذكرياته (1/138) : (( ... وأنا أكتب هنا للحق والتاريخ ، فلا أستطيع أن أختم الكلام على جدِّنا من غير أن أعرض إلى أمرٍ صنعه ، ما أدري هل أحسن فيه أم أساء ؟
هو : أن الأمير عبدالقادر العالم المجاهد كان - وليته لم يكن - ممن يقول بوحدة الوجود ، وشيخ القائلين بها ابن عربي ، وأكبر كتبه الفتوحات المكية ؟
وكان منه نسخةكاملة في قونية بخط المؤلف ؛ فبعث الأمير جدنا الشيخ محمداً ، وتلميذه محمد الطيب ... إلى قونية ، لنسخ صورة عنها ، وطبعها .
هذا هو الذي صنعه .
وللأمير عبدالقادر كتاب اسمه ( المواقف ) مملوء بمذهب ( وحدة الوجود ) ، أُلزمتُ وأنا صغير بالمشاركة بتصحيح تجارب طبعه ، فلما رأيت ما فيه استعذت بالله وتركته )) . اهـ ، بتصرف يسير .
رد: فك الشفرة الجزائرية .
بارك الله فيك .
و شكرا على هذه الفائدة القيمة .
=========================
أما اسم المقال فكان للسجع .
و لا أظن ذلك يخفى على الاخوة في الملتقى .
==========================
و بالنسبة للجزائر فهو بلد المليوني شهيد لا يضره أن خرج منه الامير عبدالقادر .
ففيه من العلماء المجاهدين امثال عبدالحميد بن باديس و البشير الابراهيمي و مبارك الميلي
و الطيب العقبي و غيرهم مالم يوجد في كثير من بلدان المسلمين .
============================== ======
و للمعلومية فقد خصصت ثلاثة مواضيع عن كبار الماسون في العالم الاسلامي
في سلسلة اسميتها :
الفرسان الثلاثة .
و هم:
1ـ محمد علي باشا .
في مقال عن "الحملة الفرنسية على مصر" ، موجود في الملتقى .
2ـ عبدالقادر الجزائري .
3ـ جمال الدين الافغاني .
و هو قيد الإعداد
--------------------
و مرادي بالفرسان هاهنا فرسان الماسونية .
و الفارس هو رتبة من رُتَبِ الماسونية .
و على هؤلاء الثلاثة يقع وزر كثير مما حاق بالأمة من التغريب و التبعية و العلمانية و النشاط الماسوني المشبوه .
و ما جرَّ ذلك على الامَّة من الهوان و التخلف و الانحطاط .
شكرا على مروركم ، و دمتم .
رد: فك الشفرة الجزائرية .
الأخ المبارك ابن المبارك .. وفقه الله
جزاك الله خيرا ، فقد أفدتني كثيرا زادك الله علما وهدى
رد: فك الشفرة الجزائرية .
بارك الله فيك أخي العزيز .
و شكرا على تشريفك للموضوع .
رد: فك الشفرة الجزائرية .
زداك ربي علماً نافعاً وعملاً صالحاً.
رد: فك الشفرة الجزائرية .
واياك اخي العزيز.
بارك الله فيك .
رد: فك الشفرة الجزائرية .
--------------------------------------------------------------------------------
بارك الله فيك أخي المبارك ..
=============
يُضاف :
1- كتب ( برونو إتيين ) مجلدًا موثقًا عن الجزائري بعنوان " عبدالقادر الجزائري " ، أثبت فيه :
- عقيدته الصوفية ( وحدة الوجود ) . ( ص 19 و 27 ) . ( و305 وما بعدها ) .
- تميعه مع النصارى . ( ص 284و412 ) .
- تعاونه مع دي لسبس بشأن قناة السويس وأخرى مثلها كان مقررًا إنشاءها بتونس . وكان الممهد لها عند الشعب المسلم هو الجزائري .
- ماسونيته ( ص 341و348و355و359و370و379و 405وهو مهم ) .
- دعوته لوحدة الأديان ! ( ص 345و360) .
2- كتبت الأميرة بديعة الحسني كتابًا عن الجزائري ، بعنوان " وما بدلوا تبديلا " !! 1423هـ . حاولت فيه الدفاع عنه ، وأرفقت مقالا لأحد أقاربه ( د خلدون الجزائري ) ، بعنوان : " إظهار المعارف في تبرئة الأمير عبدالقادر من كتاب المواقف " !
وكتاب المواقف من كتب عبدالقادر التي أبان فيها عن عقيدته الصوفية المنحرفة .
ذكره الشيخ عبدالرزاق البيطار في ترجمته ( حلية البشر 2/904) ، وقال : " وهو كتاب كبير في الواردات التي وردت عليه " .
رد: فك الشفرة الجزائرية .
بارك الله فيك يا شيخنا العزيز .
و لا عدمنا فوائدك
رد: فك الشفرة الجزائرية .
بارك الله فيك
فقج كشفت حقائق كثيرة عن هذا الرجل
رد: فك الشفرة الجزائرية .
و اياكم أخي العزيز .
و شكرا على تشريفك للموضوع .
رد: فك الشفرة الجزائرية .
كان الأولى أن يصرف الحبر إلى دراسة الظاهرتين الاصلاحيتين الجزائريتين:
فارس المنابر: عبد الحميد بن باديس..
و أمير البيان: محمد البشير الابراهيمي.
عليهما رحمة الله