عرض للطباعة
الحمد لله وكفى .... اما بعد
الإخوة الفضلاء ، ورد عندي إشكال في كلام أهل العلم حينما يقولون : إن المصدر أصل المشتقات والأفعال ، ثم لما يتكلموا على بعض المصادر يقولون إنها مأخوذة من كذا ...
فمثلا : البيع مصدر ، ويقولون : وهو مأخوذ من الباع لأن كل من البائع والمشتري يمد باعه ، والتوحيد : مصدر ، ويقولون : وهو مأخوذ من وحّد . فهل القائلين بمثل هذا لا يرون أن المصدر أصل المشتقات والأفعال ؟
نرجو الإفادة ، وجزاكم الله خيرا
كلمة ( المشتق ) يختلف معناها في علم الصرف عن معناها في علم الاشتقاق.
فالمشتق في علم الصرف هو المأخوذ من فعله للدلالة على معنى الفاعل أو المفعول أو نحوه.
أما المشتق في علم الاشتقاق فمعناه الموافق لغيره في حروف أصل مادته، فهو أعم من المعنى السابق مطلقا.
وإذا قال العلماء إن المصدر أصل المشتقات فمقصودهم في علم النحو، أما إذا قالوا إن البيع مأخوذ من البائع، فمقصودهم علم الاشتقاق.
وكذلك فقول علماء النحو إن المصدر أصل المشتقات ليس معناه أنه أقدم منها في الزمن، وإنما المقصود أنه أكثر منها تجريدا لأنه يدل على المعنى مجردا، أما باقي المشتقات فتدل على المعنى وزيادة، فيدل (ضارب) على الضرب وعلى فاعله، ويدل (مضروب) على الضرب وعلى مفعوله، وهكذا، فالمقصود بالأصالة في كلامهم أصالة الترتيب والبناء؛ لأن المركب مبني على المفرد، والضرب معنى مفرد، أما (ضارب) فمعنى مركب من المصدر وفاعله.
وأيضا قول علماء الاشتقاق إن كذا مأخوذ من كذا لا يشترط أن يكون معناه السبق الزمني، وإنما يقصدون التوافق السابق ذكره، بدليل أنهم يقولون: الرحمن مشتق من الرحمة، وفي الحديث: الرحم شجنة من الرحمن .. وشققت لها اسما من اسمي.
ولمزيد الفائدة ينظر هنا:
http://www.islammessage.com/articles...d=142&aid=1566
وهنا:
http://majles.alukah.net/showthread.php?p=356938
جزاك الله خيراً أخي أبي مالك