تفسير المنار وما يمكن للباحث ان يستفيد منه

تفسي المنار للشيخ محمد رشيد رضا (1282-1353):
قبل ان نذكر ما يمكن للباحث ان يستفيده من التفسير نذكر نبذة مختصرة عنه والمنهج الذي اعتمده الشيخ رضا في تفسيره :
الاصل في التفسير انه للشيخ محمد عبده وخاصة الاجزاء الاولى منه - خمسة اجزاء - وقد كان الشيخ رضا يدون ما يملي عليه شيخه في الدرس في باحة الازهر الشريف ثم يقوم الشيخ رضا بتبيضه بعد العرض ثم ينشره في مجلته الغراء- المنار -وبعد وفاة الشيخ عبده استمر الشيخ رضا على ذلك المنوال والمنهج الذي استفاده من شيخه مضافا الى ذلك ثقافته وعلمه الواسع في العلوم العقلية والنقلية والتي تلقاها عن شيوخ وعلماء الشام وغيرهم واستمر على ذلك حتى وافته المنية وهو بعد لم يكمل كتابة التفسيير ووصل منه الى سورة يوسف عليه السلام ومن خلال الامعان في قراءة التفسير يمكننا ان نلخص منهجية الشيخ في تفسيره والركائز التي اعتمدها وهي :
1- الاكتفاء من مسائل الاعراب والصرف بالقدر الذي يدعم المعنى ولايكون عائقا امام فهم مراد الله سبحانه .
2- عدم التعمق في استعمال المصطلحات الفلسفية او الكلامية لان الغرض من نزول الايات هو فهم المعنى بايسر سبيل (ولقد يسرنا القران للذمر فهل من مدكر ).
3- الاخذ باسباب التقدم والرقي ومنها التعلم والتفقه والوعي والاستفادة من علوم وصناعات الاخرين كي يستطيع المسلمون مواجهة تحديات العصر واقامة حضارتهم وفق ذلك .
4-محاربة البدع والضلالات والتقاليد السيئة التي تسئ الى الفكر الاسلامي وتفسد عقلية المسلم وتعيقه عن التفكير السليم كالتي انتشرت بين المسلمين من طرائق محدثة شوهت صفاء العقيدة الاسلامية واقعدت المسلمين عن مواكبة العصر .
5-غربلة كتب التفسير وتخليصها من الروايات المكذوبة ورد الروايات الاسرائيلية الموضوعة والتي كان لها ابلغ الاثر السئ في الانحطاط العقائدي فوق انها مخالفة لتعاليم الدين والقران .
6- محاربة التعصب باختلاف اشكاله وخاصة المذهبي لما فيه من اثر سئ من تفريق المسلمين وجعلهم احزابا وشيعا متناحرة .
7- غربلة وتصفية التراث الفكري والتاريخ الاسلامي مما علق به من شوائب والرجوع الى النبع الصافي وبالنسبة للتاريخ اتباع المنهج السليم في التحقق والتثيت وان المنهج السليم في تفسير التاريخ يعتمد على اصول التصور الصحيح ويجعل العقيدة هي الاساس والمنطلق .
وحول ما يستفيده الباحث من التفسير القيم :
1- ربط القران الكريم بواقعنا المعاصر لانه نزل من اجل ان يتدبره الناس ويعملوا به ولذا حمل الشيخ على قراء زمانه ممن اتخذ القران مطية لاجل التكسب في الاضرحة والمقابر وله في ذلك صولات وجولات مع الصوفية ومشايخهم رحمه الله .
2-الشيخ له نهضة علمية في محاولة احياء علوم اللغة العربية والتي هي السبيل لفهم القران وتعقله ولذا نجد في التفسير وقفات تاملية في معاني الايات المتعلقة ببلاغتها والفاظها بعضها منقول عن الشيخ محمد عبده .
3-مما يستفيده الباحث في جانب تصحيح العقائد والرد على البدع والضلالات التي انتشرت بين عموم الناس وخاصة في جانب التوحيد العملي - توحيد الالوهية -.
ملاحظة =ومما يؤخذ على التفسير في بعض جوانبه انه اعتمد النظرية العقلية في تفسير قضاياه بل ورفض في بعض الاحيان الاعتماد على التفسير بالماثور ومحاولته لي اعناق النصوص والتعسف في تاويلها مما يخالف اقوال ائمة التفسير ومن ذلك محاولة تقريب بعض مما جاء في القران الى الاذهان وان لذلك اصل في النظريات العلمية وهو مما يدل على ان روح الحضارة الغربية - في باب التقدم العلمي والتطور التكنلوجي -قد اثرت وبلا شك على ميول المفسر وجعلته يتكلف في ايجاد اصل للنظريات العليمة ومحاولة ربط ايات القران بها والله اعلم .