ظهور ماء زمزم على وجه الأرض ، للدكتور صالح محمد النعيمي
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين
ظهور ماء زمزم على وجه الأرض
ذكر ابن سعد في الطبقات : عن محمد بن عمر بن واقد الاسلمي ، عن غير واحد من اهل العلم ، قالوا : كان بين ابراهيم وموسى بن عمران عليهما السلام ، عشرة قرون ، والقرن مائة سنة . وعن ابن عباس رضي الله عنهما ، قال :كان بين موسى بن عمران ، وعيسى بن مريم الف سنة وتسعمائة ، ولم تكن بينهما فترة ، وكان بين ميلاد عيسى والنبي عليهما الصلاة خمسمائة سنة وتسع وستون سنة .
وعلى هذا يكون مجموع السنين بين سيدنا ابراهيم ، وسيدنا محمد عليهما السلام 3469سنة ، نزيد على هذا ثلاثٌ وخمسون سنة ، وهي عمر سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم قبل الهجرة الى زمننا هذا 1423 سنة ، فيكون المجموع الكلي من زمن ابراهيم عليه الصلاة والسلام الى زمننا هذا 4945 سنة ، اذا طرحتا من هذا الرقم السنين التي هي بين ولادة براهيم وولادة اسماعيل عليهما السلام ، منذ ان نبع ماء زمزم ، وهي 99 سنة ينتج معنا عمر ظهور ماء زمزم ، وهو 4843 سنة ، أي ما يقرب خمسة ألاف عام .
ناسف لعدم وضع الهوامش
تخريج حديث ( ماء زمزم لما شرب له )للدكتور صالح محمد النعيمي
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين
تخريج حديث ( ماء زمزم لما شرب له )
حديث جابر رضي الله عنه ، الذي قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يقول : ماء زمزم لما شرب له
اخوجه الحاكم في المستدرك على الصحيحين : 1/473 ، صححه الحاكم وكذلك السيوطي في الجامع الصغير : 4/404 .
سنن ابن ماجة: 2/1018 ، مسند الامام احمد : 3/357 ، سنن البيهقي : 5/148 ، قال الحافظ الدمياطي في المتجر الرابح في ثواب العمل الصالح ، مشرف الدين الدمياطي عبد المؤمن بن خلف / ت 705هـ ، مطبعة النهضة الحديث ، مكة المكرمة سنة 1403هـ : 318 ، اسناده حسن .
وكذلك قال الامام الزركشي في التذكرة في الاحاديث المشتهرة ، للزركشي محمد بن بهادر عبد الله ، ت 794هـ ، دار الكتب العلمبة ، بيروت ، ط1 سنة 1406هـ : 151 ، اسناده جيد .
وقال الامام ابن ناصر الدين الدمشقي : حديث محكم ثابت ، كما نقله الجعلوني في كشف الخفاء ومزيل الالباس عما اشتهر من الاحاديث على السنة الناس للجعلوني اسماعيل بن محمد ، ت 1162هـ ، تصحيح احمد القلاش ، مكتبة التراث الاسلامي ، حلب : 1/328 .
وقال الحافظ ابن حجر في الفتح ، عن حديث : ماء زمزم لما شرب له : 270 ، فمرتبة هذا الحديث عند الحفاظ باجتماع هذه الطرق يصلح للاحتجاج به .
وقال السخاوي في المقاصد الحسنة : 359 ، بعد نقل كلام شيخه ابن حجر ، قال : وصححه من المتقدمين ابن عيينه ، ومن المتاخرين لدمياطي والمنذري .
وقال ابن حجر الهيتمي في تحفة المحتاج : 4/143 : الحديث حسن بل صحيح ، كما قاله ائمة ، وقال في حاشيته على مناسك النووي الايضاح في المناسك للنووي يحيى بن شرف الدين ، ت 676هـ ، مع حاشية ابن حجر الهيتمي ، دار الحديث ، بيروت ، ط2سنة 1405هـ : 404 ، والذي استقر عليه محققي المحدثين انه حسن او صحيح .
(وصف بئر زمزم والعيون التي تغذيه)، للدكتور صالح محمد النعيمي
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين
وصف بئر زمزم والعيون التي تغذيه
لا بد من تمهيد على الامور والتطورات التي حصلت على بئر زمزم، بعدما حفر عبد المطلب بن هاشم زمزم ، بقيت على حالها الى ان جاء العباس بن عبد المطلب ، حيث طورها وجعل عليها الحوض ، وهذا ما ذكره الازرقي: عن ابن جريج ، قال : قال لي عطاء :ـ وانما كانت سقايتهم التي يسقون بها ، قال : كان لزمزم حوضان في الزمان الاول ، فحوض بينهما وبين الركن يشرب منه الماء ، وحوض من ورائها للوضوء له شرب يذهب فيه الماء من باب وضوئهم ـ يعني باب الصفا ـ قال : فيصب النازع الماء وهو قائم على البير في هذا وفي هذا من قربها من البير .
وذكر الازرقي في باب ذكر غور زمزم ، قال : كان ذرع زمزم من اعلاها الى اسفلها ستين ذراعاً ، وفي قعرها ثلاثة عيون ، عين حذاء الركن الاسود ، وعين حذاء ابي قبيس والصفا ، وعين حذاء المروة .
ثم كان قد قل ماؤها جداً حتى كانت تجم سنة ثلاث وعشرين واربع وعشرين ومائتين ، قال : فضرب فيها تسع أذرع سيحاً في الارض في تقويم جوانبها ، ثم جاء الله بالامطار والسيول في سنة خمس وعشرين ومائتين ، فكثر ماؤها ، وقد كان سالم بن الجراح قد ضرب فيها في خلافة الرشيد هارون امير المؤنين اذرعاً ، وكان قد ضرب فيها في خلافة المهدي ايضاً ، وكان عمر بن ماهان ـ وهو على البريد والصوافي ـ في خلافة الأمين محمد بن الرشيد قد ضرب فيها وكان ماؤها قد قل حتى كان رجل يقال له : محمد بن مشير من اهل الطائف يعمل فيها ، فقال : انا صليت في قعرها ، فغورها من راسها الى الجبل اربعون ذراعاً ، ذلك كله بنيان وما بقي فهو جبل منقور وهو تسعة وعشرون ذراعاً ، وذرع حبك زمزم في السماء ذراعان وشبر ، وذرع تدوير فم زمزم احد عشر ذراعاً ، وسعة فم زمزم ثلاثة اذرع وثلثا ذراع ، وعلى البير ملبن ساج مربع فيه اثنتا عشرة كرة يستقي عليها ، واول من عمل الرخام على زمزم وعلى الشباك و فرش ارضها بالرخام ، عمر بن فرج الرخجي في خلافة ابي اسحاق المعتصم بالله امير المؤمنين سنة عشرين مائتين، وكانت مكشوفة قبل ذلك الا قبة صغيرة على موضع البير ، وفي ركنها الذي يلي الصفا على يسارك كُنَيْسَةٍ على موضع مجلس ابن عباس رضي الله عنهما، وغيرها عمر بن فرج فسقّف زمزم كلها بالساج المذهب من داخلها وجعل عليها من ظهرها الفسيفساء وأشرع لها جناحاً صغيراً كما يدور تربيعها، وجعل في الجناح كما يدور سلاسل فيها قناديل سيتصبح فيها في الموسم ، وجعل على القبة التي بين زمزم وبين بيت الفسيفساء ، وكانت قبل ذلك تُزَوّق في كل موسم، عمل ذلك كله في سنة عشرين ومائتين .
ولقد أُطْرِأَ على بئر زمزم تغيرات وكان ذلك في خلافة المعتصم بالله في سنة تسع وعشرة ومائتين وذلك مما كان عمل المهدي امير المؤمنين في خلافته، وكان ما غيره امير المؤمنين المعتصم بالله هي كما ذكر الازرقي : كان اول من عمل الرخام على زمزم والشباك وفرش ارضها بالرخام ، أبو جعفر امير المؤمنين في خلافته ، ثم عملها المهدي في خلافته ، ثم عَمَره عمر بن فرج الرخجي في خلافة ابي اسحاق المعتصم بالله امير المؤمنين ، في سنة عشرين ومائتين وكانت مكشوفة قبل ذلك ، الا قبة صغيرة على موضع البير ، ثم غيرها عمر بن فرج فسقف زمزم ، كلها بالساج المذهب من داخل ، وجعل في الجناح كما يدور سلاسل فيها قناديل .... .
اما في وقتنا الحاضر يقع بئر زمزم بالقرب من الكعبة المشرفة ، وان فتحة البئر الان واقعة تحت سطح المطاف على عمق 1.56متر وفي ارض المطاف خلف المقام الى اليسار وانت تنظروا الى الكعبة المشرفة ، وضع البئر الموجود في القبو اسفل سطح المطاف ، و قد جُعِلَ في اخر المطاف خلف
المقام درج يؤدي الى فتحة البئر هذا بالنسبة الى مكانه ، اما بالنسبة الى وصف البئر فهو ينقسم لى قسمين :ـ
اولاً : جزء مبني عمقه 12.80متراً عن فتحة البئر .
ثانياً:جزء منقور في صخر الجبل، وطوله 17.20 متراً .
وعلى هذا فعمق البئر 30 متراً من فتحة البئر الى قعره ، ويبلغ عمق مستوى الماء عن فتحة البئر حوالي حوالي اربعة امتار ، وعمق العيون التي تغذي البئر عن فتحة البئر 13 متراً ، ومن العيون الى قعر البئر 17 متراً ، وقطر البئر ، ويختلف بأختلاف العمق ، وهو يتراوح بين 1.5متراً ، و 2.5 متراً .
اما بالنسبة للعيون التي يتغذى بها فقد ذكرتها آنفاً ، وهو لتحديد القديم، اما الجديد الذي بدأ من سنة 1400هـ :
المصدر الرئيسي فتحة تتجه جهة الكعبة المشرفة في اتجاه ركن الكعبة الغربي ـ الحجر الاسود ـ، وطولها 45سم ، وارتفاعها 30سم ، ويتدفق منها القدر الاكبر من المياه ، والمصدر الثاني فتحة كبيرة باتجاه المكبّرية وبطول 70سم، ومقوسة من الداخل الى فتحتين وارتفاعها 30 سم ، وهناك فتحتان صغيرة بين احجار البناء في البئر تخرج منها المياه خمس منها في المسافة التي بين الفتحتين الاساسيتين ، وقدرها متر واحد ، كما يوجد 21 فتحة اخرى ، تبدأ من جوار الفتحة الاساسية الاولى ، وباتجاه جبل قبيس والصفا والمروة .
تنبيه :ـ يوجد في المدينة المنورة بئر يسمى زمزم قريبة من بئر السُّقيا في الحرة الغربية على يمين السالك الى العقيق ، وهي سميت بذلك لبركتها وكثرة مائها وطيبة وعذوبته .
ناسف لعدم وضع الهوامش
(حفر بئر زمزم كما رواها الازرقي)للدكتور صالح محمد النعيمي
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين
حفر بئر زمزم كما رواها الازرقي
روى الازرقي من طريق ابن اسحاق عن علي بن ابي طالب رضي الله عنه يحدث حديث زمزم حين امر عبد المطلب بحفرها ، فقال : ـ
قال عبد المطلب : اني لنائم في الحجر ـ حجر اسماعيل ـ اذ أتاني آت فقال : احفر طيبة ، قال : قلت ، وما طيبة؟ قال : ثم ذهب عني ، فرجعت الى مضجعي ، فنمت فيه ،فجاءني قال : احفر برَّه ، فقال ، قلت : ما بره ؟ قال : ثم ذهب عني ، فلما كان من الغد رجعت الى مضجعي ، فنمت فيه ، فجاءني ، فقال احفر زمزم ، قال ، قلت : ما زمزم ؟ قال : لا تنزف ابداً لا تذم ، تسقي الحجيج الاعظم ، عند قرية النمل ، قال : فلما ابان له شأنها ، ودلَّ على موضعها ، وعرف انه قد صدق ، غدا بمعوله ، معه ابنه الحارث بن عبد المطلب ، ليس له يومئذ ولد غيره ، فحفر ، فلما بدا لعبد المطلب الطيّ ، كبَّر ، فعرفت قريش انه ادرك حاجته فقاموا اليه فقالوا : يا عبد المطلب ، انها بئر اسماعيل ، انَّ لنا فيها حقاً ، فاشركنا معك فيها فقال عبد المطلب : ما انا بفاعل ، ان هذا الامر خُصِصْت به دونكم ، واعطيته من بينكم ، قالوا : فانصفنا ، فانا غير تاركيك حتى نحاكمك فيها ، قال : فاجعلوا بيني وبينكم من شئتم
احاكمكم اليه ، قالوا : كاهنة بني سعد بني هذيم ، قال : نعم ، وكانت بأشراف الشام .
فركب عبد المطلب ، ومعه نفر من بني عبد مناف ، وركب من كل قبيلة من قريش نفر ، قال : والارض اذ ذاك مفاوز ـ المفازة : الغلاة لا ماء فيها ـ فخرجوا حتى اذا كانوا ببعض المفاوز بين الحجاز والشام ، فني ماء عبد المطلب واصحابه ، فظمئوا ، حتى ايقنوا الهلكة ، واستسقوا ممن معهم من قبائل قريش ، فأبوا عليهم ، وقالوا : ان في المفازة نَخْشَى فيها على انفسنا مثل ما أصابكم .
فلما رأى عبد المطلب ما صنع القوم ، وما يتخوَّف على نفسه واصحابه قال : ماذا ترون ؟ قالوا : ما رأينا الا تبع لرأيك ، فامرنا بما شئت ، قال : فاني أرى ان يحفر كل رجل منكم لنفسه بما بكم الان من القوة ، فكلما مات رجل دفعه اصحابه في حفرته ، ثم واروه ، حتى يكون آخركم رجلاً واحداً ، فضيعة رجل ايسر من ضيعة ركب جميعاً أي ضياع رجل واحد ايسر واحسن من ضياع جماعه باسرها ، قالوا : سمعنا ما اردت ، فقام كل رجل منهم بحفر حفرته ، ثم قعدوا ان ينتظرون الموت عطشاً ، ثم ان عبد المطلب ، قال لاصحابه : والله ان إلقاءنا بايدينا العَجْز ، لا نبتغي لانفسنا حيلة ؟ فعسى الله ان يرزقنا ماءً ببعض البلاد ، ارتحلوا ، فارتحلوا ، حتى اذا فرغوا ـ ومن معهم
من قريش ينظرون اليهم ، ما هم فاعلون ـ تقدم عبد المطلب الى راحلته فركبها ، فلما انبعثت به ، انفجرت من تحت خُفّها عين ماء عذب ، فكبر عبد المطلب ، وكبر اصحابه ، ثم نزل فشرب وشربوا ، واستسقوا حتى ملأوا اسقيتهم ، ثم دعا القبائل التي معه من قريش ، فقال : هلمَّ الى الماء ، فقد سقانا الله عز وجل فاشربوا واستسقوا ، فشربوا واستسقوا، فقالت : القبائل التي نازعته : قد والله قضى الله عز وجل لك علينا يا عبد المطلب ، والله لا نخاصمك في زمزم ابداً ، الذي سقاك هو الماء بهذه الفلاة ، وهو الذي سقاك زمزم، فارجع الى سقايتك رشدأ ، فرجع ورجعوا معه ، ولم يمضوا الى الكاهنة ، وخلوا بينه وبين زمزم .
وقال ابن اسحاق : وسمعت ايضاً من يحدث في امر زمزم عن علي بن ابي طالب رضي الله عنه ، انه قيل لبعد المطلب حين امر بحفر زمزم : ادع بالماء الرواء ، غير الكدر ....... احفر زمزم ، وان حفرتها لم تذم ، وهي تراث ابيك الاعظم ، فلما قيل له ذلك ، قال : واين هي ؟ قال : قيل له : عند قرية النمل ، حيث ينقر الغراب غداً ، قال : فغدا عبد المطلب ومعه ابنه الحارث ، وليس له يومئذ ولد غيره ، فوجد قرية النمل ، ووجد الغراب ينقر عندها بين الوثنين : اساف ونائلة ، فجاء بالمعول ، وقام ليحفر حيث امر ، فقامت اليه قريش حين راوا جده ، فقالت : والله لا ندعك تحفر بين وثنينا هذين اللذين ننحر عندهما ، فقال عبد المطلب للحارث : دعني احفر والله لامضينَّ لما امرت به ، فلما عرفوا انه غير نازع ، خلوا بينه وبين الحفر ، وكفوا عنه ، فلم يحفر الا يسيراً حتى بدا له الطي ـ طي البئر ـ فكبر ، وعرف انه قد صدق ، فلما تمادى في الحفر ، وجد فيها غزالين من ذهب وهما الغزالان اللذان دفنت جرهم حين خرجت من مكة ، ووجد فيها اسيافاً قِلعّية وادراعاً وسلاحاً .
وذكر الصالحي ، نقلا عن اسحاق عن علي رضي الله عنه ، وعن البيهقي ، عن الزهري : فلما رجع عبد المطلب اكمل حفر زمزم ، وجعل عليها حوضاً يملأه ويشرب الحاج منه ، فيكسره اناس من حسدة قريش باليل ، فيصلحه عبد المطلب ، فلما اكثروا افساده ، دعا عبد المطلب ربه ، فاري في المنام فقيل له : قل اللهم اني لا احلها لمغتسل ، ولكن هي لشارب حلٌّ وبلُّ ، ثم كفيتهم ، فقام عبد المطلب فنادى بالذي اري ، ثم انصرف ، فلم يكن يفسد حوضه عليه احد الا رمي في جسده بداء ، حتى تركوا حوضه وسقايته .
ناسف لعدم وضع الهوامش
رد: بحوث حول " ماء زمزم "
بوركتي يا وعد على هذا الترتيب
رد: بحوث حول " ماء زمزم "